عام الرحيل والحزن النبيل..!!

أجــندة جريــئة.

عام الرحيل والحزن النبيل..!!

هويدا سر الختم

تابى الأحزان أن تفارق قلب الوطن الموجوع.. ويأبى القدر إلا أن يضعنا في امتحان مستمر.. ويطل علينا العام (2012). بوجه غير سعيد.. أحزان متواصلة منذ بداية العام بسقوط الشهداء على أرض المعارك بساحات الوطن.. وأسر مكلومة تحاول أن تغسل بدموعها دم الوجع الراشح في الأعماق.. ورصاص غادر يخطف أرواحاً بريئة.. وأرواح أخرى بريئة تتمرد على الظلم القابع هنا وهناك وترحل أيضاً ولكن- بصمت – ودون ضوضاء تعلن عن ذلك الرحيل القسري. رحل فنان الشعب والملحمة الكبرى الفنان محمد وردي الذي حينما غنى لثورة أكتوبر- حائط السجن انكسر – زاد لهيب الثورة وأجج روحها، فكان فناناً ثورياً.. فكسر الشعب بعد ذلك حوائط كثيرة قبل أن تخور عزيمته وتثبط همته.. وحزم أمتعته خلفه ابن الشمال الشاعر محمد حسن سالم حميد، شاعر الغبش والمساكين، شاعر النخبة الوطنية وشاعر الوطن الأول بمقياس الوطنية التي تدثر بترابها حياً قبل أن يدفن فيها – حياً أيضاً – بأشعاره التي ألهمت الشباب حينها روح الثورة على حكومة مايو، غير أنها تضج بالمناداة بالحرية، فتسري فينا كما الروح الطاهرة النقية لتنعش دواخلنا ويظل صوته يردد فينا:(عقبال الخير يترادم والدنيا تمش دغرية**مد كفك يا بني آدم حرية سلام حرية..!!).. وليلة أمس الأول نفجع بمناضل آخر وزعيم سياسي لا يتشكك أحد في وطنيته: الأستاذ محمد إبراهيم نقد، رحل بعد أن علمنا دروساً في الوطنية وفي العمل النضالي الذي أدخله باطن الأرض زاهدًا بما في سطحها، مضحياً بحياته الخاصة في سبيل مبادئ يؤمن بها، وقد وضع الوطن دائماً في حدقات عينيه. ثلاثي ثوري، نضالي، وطني، يرحلون في اصطفاف في شدة الأزمة.. والوطن يصرخ بملء فيه ينادي الوطنيين من أبنائه.. لعل هناك حكمة في هذا الرحيل الوطني الكبير.. يعلمها الله ويريدنا أن نتفكر فيها.. فحينما تكثر الابتلاءات تجبر الإنسان على التوقف لمراجعة كثير من المواقف والأمور.. كالجيش حينما يدحر في الجولة الأولى في الحروب، يعود أدراجه لتنظيم صفوفه مرة أخرى (نظرية الكر والفر). فيعود أقوى وقد علم أماكن ضعفه فيكسب الجولة التالية.. نحتاج نحن في حربنا مع الحياة من أجل توفير لقمة العيش إلى التوقف، ومراجعة أمورنا الدنيوية والدينية.. فقد طال أمد هذه الحرب وارتفع صوت اللهاث.. لهاث دونما فهم وبلا أهداف.. غابت القيم والمبادئ وحل محلها صوت المادة الملعونة.. قصور ضخمة تشيّد على أنقاض الغُبش، وسيارات فارهة تدهس أحلام الغلابة.. وصوت الباطل يعلو على صوت الحق، وما كان الله يقبل بأن يزهق صوت الحق على حساب الباطل، لذلك تكثر الابتلاءات لإيقاظ الشعب النائم.. ابتلاءات في الأمن والسلام والاقتصاد المجتمعي، ثم في رمزية النضال والمبادئ الوطنية والقيم السمحة… لا نريد أن نحزن دون فهم وأن نرثى دون عزيمة، وأن نبتلى دون تفكر..إن الله خلق الإنسان بعقل وزوده بالعلم ليميز بينه وبين مخلوقاته الأخرى.. وما يغيّر الله ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم.

التيار

تعليق واحد

  1. أختي هويدا لقد رحل عنا مجموعة من الاخيار خلال فترة وجيزة وتساقطوا كاوراق الشجر النادر في بداية الربيع مما زاد احزاننا عليهم نسال الله لهم المغفرة وحسن العاقبة

    نعم لقد اصبنا في كبد بفقدان الصخرة العتية وردي وبعده بفترة وجيزة ذهب عنا الشاعر المحبوب محمد الحسن وقبل ان يجف الدمع غيب الموت عنا رمز النضال والوطنية العم والاب نقد وان اختلفنا في فكره ولكن لم نختلف في مبدأ وطنيته التي سرقها منا نفر لم نستطع مقارعتهم بعد

    لكن السؤال المهم من فترة طويلة كل الشعب السوداني بقلب واحد وبصوت واحد يتمنى ان يرحل عنا من لم يرحمنا ولا يهتم بامرنا وتسلط علينا عنوة فهل من جواب قريب ؟؟

  2. اولا الحمدلله على ما اصابنا ولك التحيه استاذه هويدا وانشاءالله هذا العام يكون عام رحيل المافيا التي تحكم بلادنا الغاليه ارض البطولات وميراث الحضارات الارض التي انجبت ترهاقا وبعانخي وعلي عبد اللطيف وعبد القادر ودحبوبه والقرشي و وردي وحميد ونقد وعاش فيها هذا الشعب الطيب بكل سحناته وقبائله في سلام وامن وامان حتى جاءت الانقاذ وزرعت الفتن وفرقت بين الاشقاء ودارت حروب بين القبائل لم تحدث في هذا البلد ولا حتى في العصور الوسطى البلد التي كانت تحكم من سنار في زمن ليس فيه تكنولوجيا تدار بحكمه وتعايش سلمي بطيبه وبساطة اهلي السودانيين يجب ان نعي جميعا لهذا المخطط وان نتوحد وننبذ اللعنصريه والجهويه والقبليه حتى لا يسود الظالم اخوتي كفانا تفرق وكفانا جاهليه الوطن يسع الجميع واااحسرتي عليك يا وطني

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..