كيف ينظر العالم إلى انتخابات الحزب الحاكم

حسن احمد الحسن

قالت أماندا روبنسون الخبيرة في مجال الديمقراطية وحقوق الانسان في واشنطن إن انتخابات السودان تعاني عزلة سياسية ومقاطعة واسعة من القوى الرئيسية في البلاد وانها معركة تجري داخل أروقة الحزب الحاكم وفي وسائل الإعلام الرسمية الحكومية وشبة الرسمية .

جاءت هذه الإفادة في اعقاب اتفاق دول الاتحاد الأوروبي ودول الترويكا (النرويج، وأميركا، وبريطانيا)، على أن الانتخابات السودانية التي ستجرى في بيئة غير مواتية، لن تعترف بها دول الاتحاد الأوربي التي تضم سبعة وعشرين دولة بالإضافة إلى الترويكا التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج .

وكان بيان للممثل الأعلى للسياسة الخارجية والشؤون الأمنية بالاتحاد الأوروبي فريدريكا موغريني، انتقد قيام الانتخابات في السودان في بيئة غير مواتية وقالت: “إن الفشل في بدء حوار وطني حقيقي بعد عام واحد من إعلان حكومة السودان هو انتكاسة لرفاهية الشعب السوداني.”.

وأبدت فريدريكا اصابة الاتحاد الأوروبي بخيبة الأمل لكون حكومة السودان تفقد الفرص من خلال عدم الاستجابة لجهود الاتحاد الأفريقي لجلب جميع أصحاب المصلحة معا، وأشادت بممثلي الحركات المسلحة، والمعارضة السياسية الأمة القومي وقوى الإجماع الوطني وقوى المجتمع المدني الذين شاركوا في المؤتمر التحضيري في أديس أبابا.
في ذات السياق عبر أعضاء الترويكا (النرويج، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة) عن خيبة أملهم الكبيرة لعدم بداية حوار وطني حقيقي في السودان وعدم وجود بيئة مواتية لإجراء انتخابات ذات مصداقية وبمشاركة واسعة.
ورأت الترويكا في بيان أن حوار وطني شامل وجامع يمثل عملية ضرورية للسودان لتطوير نظام سياسي تمثيلي حقيقي، وزاد “فقط من خلال الحوار يمكن لشعب السودان مواجهة القضايا الأساسية للحكم، والشمولية السياسية، وتقاسم الموارد، والهوية الوطنية، والمساواة الاجتماعية.”.
وأفاد البيان أن الحكومة اكدت في يناير 2014 عزمها على الشروع في حوار وطني، لكنها فشلت في دفع عملية حوار حقيقي يعبر عن حسن النوايا.

وأشار بيان الترويكا إلى رفض الحكومة دعوة الاتحاد الأفريقي لاجتماع تحضيري مع غيرها من أصحاب المصلحة بغية التمهيد للحوار الوطني، ووعد بالاستمرار في دعم السودانيين الذين يرغبون في دفع عملية حوار يفضي لوضع حد للصراع، وإصلاح الحكم، ومشاركة سياسية شاملة، واستقرار السودان على المدى الطويل
الحكومة السودانية لم تجد ما تفعله إزاء هذا الموقف الداعم للقوى المعارضة والمقاطعة للانتخابات لذات الأسباب غير ان تستدعي عبر الخارجية السودانية رئيسة مكتب الاتحاد الأوروبي في الخرطوم ماريا لويزا ترونكوسو احتجاجا على تصريحات المنسقة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني بشأن الانتخابات السودانية، إذ وصفت تصريحات المسؤولة الأوروبية بأنها “تشويه متعمد.

وتحاول الحكومة من خلال دعوة مراقبين من الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي وهما منظمتان حكوميتان وبعض المنظمات المدنية الإقليمية ذات الصلة بالحزب الحاكم لمراقبة شكلية للانتخابات إلى إضفاء صبغة من الشفافية على الانتخابات التي تتنافس فيها هي وحلفاءها والتي لا يتوقع أصلا أن تشهد خروقات باعتبارها محسومة النتائج وفق محاصصة بين المؤتمر الوطني ومؤيديه .
وقد اكد هذا المعنى وزير الدولة للإعلام ياسر يوسف بقوله وجهنا وسائل الاعلام الرسمية والأخرى لإبراز وجود المراقبين في هذه الانتخابات لتأكيد ان هناك مراقبة مما يؤكد إحساس الحزب الحاكم بحجم المقاطعة وعزلة الانتخابات دوليا باعتبارها شأن يخص الحزب الحاكم وحلفائه .

ويرى بعض المراقبين أن معظم المنظمات المحلية التي أعلنت الحكومة مشاركتها في مراقبة الانتخابات من الناحية التنظيمية هي منظمات تابعة للحزب للحاكم وعلى راسها اتحادات الطلاب والمرأة والمنظمات الطوعية والإنسانية وغيرها .

معظم المراقبين المحليين والدوليين يتفقون أن نتائج هذه الانتخابات معلومة سلفا لا تحمل أي مفاجآت باعتبارها قسمة بين الحزب الحاكم وحلفائه تم الاتفاق عليها سلفا وما تقوم به المفوضية هو مجرد نشاط شكلي وتنظيمي لإعطاء الشكل المناسب للحملة الانتخابية من خلال الإجراءات والنواحي الإدارية والتنظيمية علما بأن المفوضية معينة من رئيس المؤتمر الوطني وتتلقى توجيهاتها مباشرة من الحزب الحاكم .

ولكن السؤال الذي سيواجه الحزب الحاكم هو ماذا بعد اعلان النتائج المعلومة سلفا بفوز الحزب الحاكم برئيسه واجهزته التشريعية وبفوز حلفائه بنسبة الثلاثين في المئة التي منحها الحزب الحاكم لهم . وكيف سيتعامل مع الواقع السياسي الذي يقرأه المراقبون على النحو التالي :

أي كانت النتيجة التي ستعلن فالمقاطعون للانتخابات هي جماهير حقيقية تتمثل في جماهير القوى السياسية الرئيسية وهي :
جماهير حزب الأمة القومي
جماهير الحزب الشيوعي السوداني
معظم جماهير الحزب الاتحادي الديمقراطي
جماهير الحركة الشعبية لتحرير السودان
جماهير أحزاب قوى الاجماع الوطني
معظم جماهير المؤتمر الشعبي
الإصلاح الأن والتنظيمات المنشقة من المؤتمر الوطني
المنظمات الطلابية والشبابية غير المنتمية للمؤتمر الوطني
الولايات المستثناة من الانتخابات
أكثر من خمسة مليون سوداني من المهاجرين لأسباب سياسية واقتصادية في دول العالم باستثناء عدد من سجلوا لهذه الانتخابات في دول الخليج والذين يقدر عددهم بحوالي اربعمائة الف مواطن حسب تقارير المفوضية .
كيف ستتعامل الحكومة في ظل العزلة التي يواجهها السودان بسبب السياسات الداخلية والخارجية مع عدم اعتراف المجتمع الدولي بشرعية نتائج الانتخابات ؟

كيف ستتعامل الحكومة مع ملفات الحوار الوطني في ظل عدم توفر الثقة بين المتحاورين واستمرار الاستقطاب السياسي والهيمنة الأمنية وعدم قدرة الحكومة على بسط الحريات الأساسية في ظل اطلاق يد الإجراءات الأمنية دون سقف دستوري.
كيف ستتعامل الحكومة مع قناعات قطاع واسع من المواطنين ترى أن الحكومة يهمها إعادة علاقاتها مع دول الخليج ومصر ولا تحفل بحل ازماتها الداخلية مع مواطنيها .
كيف ستتعامل الحكومة مع توجس دول الخليج إزائها رغم مشاركتها التكتيكية في عاصفة الحزم .
أسئلة كثيرة تنتظر فراغ الحكومة من العرض الختامي للمشهد الانتخابي الذي يشكك في جدواه الجميع داخليا ويرفضه المجتمع الدولي خارجيا ويصدقه فقط الحزب الحاكم وحلفائه ووسائل اعلامه.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. انا شخصيا لا انتمي الى اي حزب وانا وافراد اسرتي السبعة وكلهم يحق له التصويت لم ولن نذهب للتصويت لا للبشير ولا لغيره.. واعتقد ان المشاركة في الانتخابات هو خيانة للوطن وضرب للوحدة الوطنية في مقتل.

    واعتقد ان المشاركة في الانتخابات يعنى المشاركة في تفويض المؤتمر الوطني وحملة الجوازات الاجنبية والمتاجرين بالدين وسفهاء ما يسمى بالحركة الاسلامية للعمل على ضرب النسيج الاجتماعي للبلاد وتقسيم البلاد عنصريا وجهويا واقليمياً.

    كما اعتقد ان استمرار المؤتمر الوطني في السلطة يعنى استمرار التخابر السري مع دولة ايران التي تلعن الصحابة صباح مساء ويعنى استمرار للتخابر مع التنظيم الدولي للأخوان المسلمين الذين تدعمه قناة الجزيرة اعلاميا وتساعده قطر بالمال والسلاح من اجل استمرار ثورات العنف في العالم العربي مما يبرر التدخل الاجنبي وان دعم قطر للحركات الاسلامية قصد منه التمهيد للسيطرة الصهيونية والغربية على العالم العربي.

    لذلك عن سقوط المؤتمر الوطني يعنى وقف المتاجرة بالدين اولا واخيرا ويعنى وقف العمل السري تحت الارض مع ايران.

  2. كنا نتمنى ان تكون الانتخابات بعد استكمال الحوار الوطني الذي ابتدره الرئيس نفسه حتى تكتمل الصورة.

  3. انا شخصيا مقيم في السعودية واعتقد ما لم نشارك في الانتخابات ظلم كبير في حق السودان الوطن الكبير ومن لم يصوت في الانتخابات ( بدون تحديد الشخص او الحزب ) جريمة كبيرة في حق السوان وانتقاص في الوطنية التي ننتمي ليها

  4. الان وضحت الصوره وتبت بما لا يدع مجالا للشك ان البشير فاقد للشرعيه ولو ادعى بعد قليل انه الفائز.

    الخطوه التاليه حشد الجهود لتحويل هذه المقاطعه لعصيان مدنى وهنا يجب ان يظهر دور المعارضه فى تحريض الجمهور على الاستمرار فى مقاطعة الانتخابات وكذلك العمل . ليلزم الجميع منازلهم وسيرون كيف يتبهدل النظام الثقيل بحثا عن المخرج

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..