وداعاً يا رفيقي

وداعاً يا رفيقي
كمال كرار
في الثمانينات وفي ركن من أركان السوق الشعبي الخرطوم كان يوجد كشك يبيع شرائط الكاسيت الغنائية وكانت مزدهرة وقتها ، كان الجو صيفاً والحرارة لافحة ورجل طاعن في السن يستمع باهتمام للشريط الذي كان يبث عبر مايكرفون ستريو وهو يردد كل حين( أيوه دا الكلام ).
الشريط المذكور كان نقداً رصيناً ومتماسكاً لموازنة ذلك العام ? ربما 1988 / 1989 – بلغة أولاد البلد وبسلاسة وطلاقة وفصاحة قلما وجدت وبتواضع جم ولغة سياسية رصينة تخلو من الإسفاف، وقد كان ذلك رأي الحزب الشيوعي في تلك الموازنة وقدمه نقد في الجمعية التأسيسية، وكان نائباً منتخباً لدائرة الديوم والعمارات بالخرطوم.
وطوال معرفتي به الطويلة فقد كان نقد غزير المعرفة محباً للإطلاع وواسع الأفق وشجاعاً وماركسياً صميماً كرّس حياته كلها للحزب الشيوعي، وأسهم بقسط وافر في استمرار وجوده ونشر برامجه، بمثلما أسهم مع الرفاق كلهم في معارضة الأنظمة الشمولية وإسقاطها. هذه الصفات جعلته قائداً حزبياً نادراً وسياسياً سودانياً لا يمكن تخطيه، لهذا ولغيره اختاره مندوبو المؤتمر الخامس سكرتيراً سياسياً للحزب الشيوعي وبأغلبية الأصوات.
زارني صديقي عاصم يوماً ما في (الميدان) وسألني إن كان بإمكانه تحية نقد، فذهبنا للمركز العام وهنالك إلتقاه، وأصر نقد عليه أن يتناول معه كوب شاي ودردش معه في موضوعات مختلفة، ولما خرجنا قال لي صديقي مندهشاً أنه لم ير زعيماً سياسياً في تواضع نقد وبساطته.
ولأنه هكذا كان يدخل علينا في الجريدة، بعد أن يسأل إن كنا مجتمعين أو لا، وكم مرة حملت (الميدان) تصريحاته بلا صورة فقد كان يغضب منا لو نشرناها، لأن المساحة يمكن توفيرها لخبر آخر أو معلومة مفيدة للقارئ.
وكما علمت فقد كانت سني اختفائه الطويلة مكرّسة للعمل الحزبي المتواصل بلا كلل في وقت كان فيه سيف الجلاد معلقا على رأسه، ولكنه لم يكن يهاب شيئا.
تاريخ نقد هو من تاريخ الحزب الشيوعي، ويبقي نقد في قلوب الشيوعيين وأصدقائهم وكل المستضعفين ما بقى هذا السودان على وجه الأرض.
ومن صفات الشيوعيين التي يدركها أو لا يدركها الأعداء إن المصائب تقوي من عزيمتهم وإن الوفاء للشهداء والذين رحلوا يتجسد في المزيد من التصميم على إنجاز المهام المعلًقة ومن ضمنها إسقاط النظام القائم من أجل سودان جديد حر ديمقراطي وشيوعي وهو ما نذر له نقد حياته.
وداعاً يا رفيقنا العزيز
الميدان
كمال كرار الليله غلبو الكلام
شيل سلاحك عمرو ما ترجي مجرم بادرو
ما تعفي حقك اقلعو شد ضراعك ودربو
ما توطي صوتك ارفعو بلدك منهم نضفو
شذاذ الافاق ليهم ذبحو شنقيط وافغان ومن مرو
kamal Mr mhamed nugud all sudan know that million and millon people men women childenes unhappy i think red red his blood and he life in the top only cmonuist we can say yeas yeas d
ليس كل الشيوعيين مثل الراحل نقد (رحمه االله ) ..فهناك شيوعيون انشقوا من الحزب ولم يصمدوا
كما صمد الراحل ….هذه الحالة موجودة في حزب البعث العربي الاشتراكي صنو الحزب الشيوعي
في الاشتراكية والتحرر …
الاستاذ كمال ……..إليكم احر التعازى و لزملاءك فى الحزب الشيوعى السودانى و نسأل الله أن يتقبل ألزعيم الوطنى الكبير محمدابراهيم نقد و ينزله منزلة الشهداء و الأبرار ويسكنه الجنة مع الخالدين و يلهمكم و اسرة الفقيد و كل الشعب السودانى المكلوم الصبر و السلوان….
عن مقالك اليوم التى خرجت عن المألوف لهول الفقد و الفاجعة أقول أننى أيضا مثل صديقك ذاك ( و بدون سابق صلة أو معرفه إلا شهرته كسكرتير عام للحزب الشيوعى السودانى )إلتقيته صدفة فى مكان عزاء للتحية و للحقيقة الرجل ( عليه الرحمة) و من الوهلة الأولى يعطيك إنطباع قوى و دائم من صفات كثيرة تدركها لأول وهله هى تواضعه الجم و حفاوته بمن يقابله إبتسامته الودودة و كأنه صديق قديم.. و تحدثه بأدب شديد و كلام متوازن و جذاب و كأنه يلقى فى درس يأسر السامعين و يحتل مكانة دائمة فى القلب و الذاكرة ….و فى هذا المجال أبدى شديد تعجبى لذاك الإمام المسخوط فى أحد مساجد اليوم و الذى كفّر المرحوم و دعا لعدم دفنه فى مقابر المسلمين و من على منبر المسجد (لعنه الله)….هو من الذين يكلمون و يفتون بدون علم أو معرفةبالناس و دون اى سابق معرفة بهم أو لقاء مباشر بهم يخرج منه بإنطباع عام عنهم كما درج هؤلاء النفر… يبنون رأيهم على السماع و القوالات و يرمون الناس بالإساءة وفى المكان الغير مناسب ……و تحسبهم أئمة بحق و ما هم كذلك لأنهم و إن تبواءوا إمامة الخلق أجهل الناس بالذوق و الأدب و الحرمات خاصةتجاه من فارقوا الحياة و ضربوا بالحكمة و القول الحسن فى حقهم كما أمر رسولنا الكريم (أذكروا محاسن موتاكم )عرض الحائط فلعنة الله عليه ….
أصدقائي الأعزاء
تعليقاتكم وإضافاتكم تشد من عزمي علي الكتابة المسؤولة وأنتم عائلتي التي اعتز بها
شكرا علي الكلمات الجميلة في حق نقد فقد وهب عمره لحزبه ولقضية الشعب
النبيلة
لكم دوما ودي وامتناني
كمال كرار