في انتظار.. الناخبين.. خروقات وانقطاع للتيار في أبو سعد

سلمى معروف

حتى شارع الاسفلت الرئيسي بدا في حالة سكون على غير عادة الازدحام وابواق السيارات التي تشق الشارع يومياً ربما بسبب العطلة التي اعلنتها الحكومة للعاملين لتمكنهم من الذهاب الى مراكز التصويت ، حالة من التراخي ، لامبالاة ، كل يمضي في سبيل مشاغله ، تساؤلات بصيغة تهكمية تبادلتها (نهى ) مع رفيقتها الجالسة بحوارها في الحافلة المتوجهة من ام درمان الى الخرطوم ، وهي تسالها (ماشة التصويت في الانتخابات ) رد صديقتها لم يكن باحسن حالاً من السؤال، وقالت لها (انتخابات شنو ؟؟)

الصمت والعزوف عن التصويت بدا واضحاً في اكثر من ثلاث مراكز بالفتيحاب (ابو سعد) ، هدو وسكون خارج وداخل مراكز الاقتراع بامدرمان (أبوسعد،الفتيحاب)، الشعب في صباح الاستفتاء الحقيقي بين الحكومة المنظمة للانتخابات والاحزاب التي تنازلها وتلك المعارضة التي تقف في الضفة الاخرى ، الشعب امام مراكز الاقتراع بين ان يختار من يحكمه ومن يستقطبه في الضفة الاخرى، ليس هناك اي مظهر يدل على الانتخابات، مراكز فتحت ابوابها باكراً في انتظار الناخبين ، بطاقات اقتراع تجاوزت الساعة العاشرة في بعض المراكز الى تم تسليمها للمركز، سيارات المرشحين المتراصة امام المراكز تكاد تفوق اعداد الناخبين ، نسوة يجرجرن اقدامهن نحو المراكز للتصويت بين الحين والاخر ، سيارات المترشحين ومندوبيهم تتبرع بنقل الناخبين الى مراكز الاقتراع ، خيام منصوبة بجوار مراكز الاقتراع تهب للناخبين ماء غدقا وسندودشات غابت في اوقات سابقات وظهرت مع الانتخابات ، خيام يتسيدها في الغالب مؤيدي مرشحين المؤتمر الوطني في الانتخابات وفي معيتهم مسؤل يضع اوراقاً على الطاولة لاستخراج شهادة السكن للناخب الذي لا يحتكم على اوراق ثبوتية كالرقم الوطني او غيره ليتمكن من التصويت.

داخل معهد تدريب المعلمين بابوسعد (مدرسة احمد ود سليمان النموذجية الاساسية بنات )، لم تكن الصورة بالمختلفة عن غيرها من مشاهد في مراكز الاقتراع الاخرى في مختلف الولايات والمناطق، هدوء وسكون يلف المكان الا من اصوات زقزقة العصافير ، اكثر من ثلاث ساعات قضيتها داخل المركز أرقب حركة الاقتراع داخل المركز ، ما بين ساعة وساعة حتى تاتي مجموعة من الاشخاص ليعود بعدها الهدو من جديد للمكان ، الموظفون يضعون الاوراق امامهم ياخذون قسطاً من الراحة والاسترخاء، في انتظار الناخبين.

وعقارب الساعة تقترب من الثانية بعد ظهر امس الاثنين اول ايام وساعات العملية الانتخابية ، كان كل شيء في المركز يمضي على حاله على ضعف اقبال الناخبين، وفد البرلمان العربي لمراقبة الانتخابات برئاسة عزام الاحمد من فلسطين و وعبد السلام نصية من ليبيا ، في حالة تفقد لسير العلية الانتخابية ، ولكن ما ان غادر الوفد وفور دخول وفد المحاميين العرب، كانت المفاجأة، حالة من الجلبة والضجيج في الخارج ، احد المرشحين يصرخ باعلى صوته (تزوير ، تزوير) ، الجميع تدافع ماذا هناك ؟، هنا كات المفاجأة للجميع ، سيارة امجاد بيضاء تقف عند مدخل مركز الاقتراع ياتي نحوها شخص يحمل بين يديه (صندوق اقتراع محمل بالبطاقات) من الغرفة (2) ويضعه داخل الامجاد، ما ان هم الرجل بالمغادرة حتى استوقفه فريق مراقبة المحاميين العرب ، الرجل تلكأ في الحديث ثم استخرج بطاقة ليعرف عن نفسه ، الرجل كشف عن هويته انه يدعى (خلف الله عوض) مسؤل مفوضية الانتخابات اتى ليحمل بطاقات اقتراع كانت مخزنة داخل المركز وانها جاءت عن طريق الخطأ وانه يريد ان ينقلها الى مركز اخر، سيارة الامجاد فتحت لها الابواب لتغادر المركز وهي تحمل اوراق الاقتراع دون ان تتحرك قوة الشرطة المتواجدة داخل المركز للتامين ، الاوراق تم نقلها على عربة امجاد بعيداً عن اي اجراءات للتامين التي تتحدث عنها المفوضية ، مفاجأة اخرى داخل المركز وفي الغرفة 2 تكدست مجموعة من بطاقات الاقتراع رئيس مركز تدريب المعلمين بالفتيحاب ابراهيم عيسى ابراهيم، حينما تفجأ بصندوق الاقتراع يحمل الى خارج المركز ووجهت له اليوم التالي سؤالاً عن اسباب خروج صندوق الاقتراع الى خارج المركز اثناء سير العملية الانتخابية، ان هذه البطاقات ليس من المفروض ان تكون متواجدة في هذا المركز وانها يجب ان تذهب الى مركز اخر ، وان الغرفة رغم انها مخصصة للاقتراع ولكن يوجد بها دفاتر لا تخص المركز لانها كانت مخصصة كمخزن لتخزين البطاقات لتوزيعها على المراكز الاخرى ، حالة خروج الصندوق اثارت حفيظة فريق مراقبة المحاميين العرب الذي رصد ما حدث وساءل عنه رئيس المركز الذي قال انها دفاتر وليس بطاقات ، ولكن رصدت (اليوم التالي) مع فريق المراقبة ووكلاء المرشحين والمراقبين وجود (البطاقات) داخل الصندوق وقد وضعت داخل الامجاد لتغادر الى مكان مجهول .

حالة ضبط خروج الصندوق من المركز اثناء سير العملية الانتخابية ، ربما ليست هي الوحيدة في حالة الخروقات التي رصدتها (اليوم التالي) امس ، حالة من التذمر والاحتجاج سادت المكان من بعض المرشحين ووكلائهم داخل المركز ، حماد محمود الشيخ مرشح حزب الامة الفيدرالي سارع بتسجيل طعن وشكوى لدى رئيس المركز واتحاد الاحزاب ومفوضية الانتخابات ، الرجل كشف لـ(اليوم التالي) عن استخراج اللجان الشعبية المتواجدة في الخارج بالقرب من مراكز الاقتراع شهادة سكن يستخدمها الناخب في التصويت رغم انها ورقة عادية ليس عليها صورة تثبت هوية الناخب وبها فقط ختم اللجنة الشعبية ، واعتبر ان اللجان الشعبية تتبع للمؤتمر الوطني وانها يمكن استغلالها في التزوير والسماح لاي شخص بالتصويت ما يطعن في العملية الانتخابية .

بعيداً عن الخروقات والتجاوزات في سير العملية ، وقريباً من الاجواء التي تجري فيها العملية الانتخابية رصدت (اليوم التالي) انقطاع التيار الكهربائي عن مركز ابو سعد شمال 2 الانتخابي الذي يحق فيه التصويت لنحو ثماني الاف ناخب و401، والذي يضم 5 لجان يعمل بها حوالي 26 موظفاً، ضعف في وصول الناخبين الى المراكز حملت وكلاء الاحزاب والموظفين والمراقبين الى الخروج من داخل غرف الاقتراع الى اخذ قسطاً من الراحة واحتساء الشاي والقهوة في الخارج وربما اداء الصلاة ، الى حين ان ياتي المصوتين.

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. بالمناسبة كل ماكان هناك مقاطقة فهي في صالح حسب البشير طبعاً ناس خزب البشير بصوتوا الباقين لا يصوتوا بذلك تكون الغلبه لحزب المؤتمر ههههههههه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..