قطبي ..والتيار..ووسطاء الحكومة !!

بسم الله الرحمن الرحيم

لم يُعِد قطبي المهدي اكتشاف العجلة عندما قال أن الرئيس هو من يفكر للمؤتمر الوطني وبالطبع لنظام حكم حزبه..لكن ما صرح به شهادة من الداخل.. ولقد قارنا في بداية أزمة صحيفة التيار عندما قرر الرئيس تولي ملف الإعلام بنفسه بين قراره وقرار النميري بمسك ملف الكهرباء..وقلنا أن إمساكهما بالملفين هو من طبيعة ظن الشموليين..لكنهم بعد قليل من الزخم..سيعودون إلى أرض الواقع ..لتظل الأزمة قائمة ..لأن الأمر ليس قصور ممسك بملف..بقدر ما هو أزمة شمولية.. وتوصلنا إلى حقيقة ساطعة بأن أمر الصحف والإعلام سيثار بكثافة بوصفه قضية حريات ..في ارتداد للسهم على مطلقه.. وهاهي مسبحة الأحداث تكر ويتأكد ما ذهب إليه الكثيرون غيري..فقد بلغت قضية التضييق على الصحيفة مداها حتى اضطر صحفيوها إلى اللجوء إلى أقسى الأسلحة السلمية على مستخدمها إضراباً عن الطعام ..وهنا ..ما كنا نرجم بالغيب عندما ذكرنا أن سيناريو الأحداث سيبدأ بوساطة يقودها أعضاء من مجلس الصحافة ونقابة الصحفيين وربما شخصيات عامة..لأن الصراع هنا صراع إراداتين ..بلغ كل منهما نهاية الشوط بعدم تزحزح الحكومة والمضربين..لكن الحرارة ستسلط على الحكومة في حين تكون الأضواء على الصحفيين..وستطلب الوساطة فك الإضراب في البداية ..حتى لا تبدو الحكومة كمن تستجيب للضغط.. والكل تابع أن الأمر انتهى بتعليق مؤقت للإضراب..لكن هنالك ملاحظة غاية في الأهمية ..تتمثل في أن الوسطاء حسب ما ورد ( مفوَضون) لحل المشكلة ..وغني عن القول أن المفوِضَ هو الطرف الحكومي لا الصحفي.. وبعيداً عن سجال علاقة الصحفيين بالحزب ونظامه ..لأن أمر الانتماء إلى حزب أو نظام أمر شخصي يتحمل الفرد مسئوليته..فإن موقف الوسطاء هنا يبين انحيازهم للطرف الحكومي..وحتى لا نلقي القول على عواهنه..فإنه ورغم أن الوسطاء بالضرورة ينتمون إلى السلطة الرابعة..ما يعني أنهم ينبغي أن يكونوا أقرب إلى زملاء المهنة..فإن تحركهم الجدي هنا حل لأزمة الحكومة أكثر من كونها حلاً لأزمة الصحيفة..ببساطة لأن أزمة الصحيفة فد امتدت من بعيد خطاب الميزانية إلى دخول صحفييها في الإضراب عن الطعام..فأين كان مجهود هؤلاء ؟..وأرجو أن لا يكود الرد بما كتب من مقالات ..فالمغردون قد قاموا بذلك رغم عدم وجودهم في الحقل الصحفي وإن لم يكونوا بعيداً عنهم. على الأقل من الناحية الرسمية ..أما إن كانوا جميعاً أو أفراد منهم قد حاولوا في الخفاء التدخل لدى الحكومة ولم تعرهم التفاتاً..فإن الأمر سيكون أسوأ ..لأنه حتى الأجاويد العاديون..لكانوا (يحردون ) من التدخل مع من لم يستبين النصح إلا ضحى الغد..لذلك علينا هنا أن نحيي صحفيي التيار على موقفهم ..ونرثي لحال أسماء صحفية …في ابتعادهم من زملاء مهنتهم ..لتمثيل الحكومة متوسطين لإزاحة الحرارة التي سلطها عليهم الإضراب.

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..