أسلوب الفنان مصدر إلهام وعوامل البيئة تشكل هويتهُ

الشارقة – وفاء السويدي

البيئة المحيطة بالفنان تؤثر على ذائقته الفنية كما يشكل أسلوبه مصدر إلهام لبعض الأجيال، حيث نكتشف أهم وأبرز المحطات البارزة في مسيرة حياتهم من خلال أعمالهم وممارسة طقوسهم التي أثرت على رؤيتهم الجمالية، حول هذا الأمر ناقش مجموعة من المفكرين شاركوا مؤخراً في مؤتمر «الحداثة وصناعة الهوية في السودان: استعادة حقبة الستينات والسبعينات» والذي عقد ضمن فعاليات بينالي الشارقة.

مخزون معرفي

وبسؤالنا كمالا إسحق وهي واحدة من أبرز الفنانين والرسامين ورواد الحداثة في السودان والذي امتد تأثيرها كمعلمة لجيل من الفنانين السودانيين الشباب، عن العوامل التي شكلت هويتها كفنانة قالت:

«البيئة التي تربيت فيها والاسرة الكبيرة والأجواء والممارسات الموجودة عند النساء في البيوت مثل التطريز والروايات و الأساطير التي كانت ترويها »الحبوبات« الجدات لنا ، لاسيما ممارسة الزار وهو نوع من التقمص، شكل هويتي الفنية وذلك لأننا عشنا طفولة فيها الكثير من القصص ومخزون من المعرفة والتجارب لتكون العالم الفني الخاص بي».

تأثير البيئة

ورفضت كمالا ربط الفن بالجنس؛ بامرأة أو رجل فالعمل الفني والابداع لديها لايهم نوعه، بل النتاج هو الأهم وتقول بأن عند الدخول لمعرض فني لايمكن تحديد جنس الفنان من خلال لوحته إلا ببعض اللوحات التي تجد الفنان يتعمد بوضع لمسات معينة توحي بأفكاره وشخصيته.

وعن تأثير البيئة على المرأة وضحت كمالا بأن النساء كشفن مجموعة من الممارسات التي تقوم بها النساء من مصنوعات و تطريز واعمال شعبية وهي تعد مخزونا للمرأة، ولكن هذا لايعني أن الرجل مختلف في العمل الفني عن المرأة.

وحدثنا الفنان إبراهيم الصلحي عن علاقة الممارسة الفنية بالمجتمع والجمهور وقال بأنه من المؤمنين بأن لابد من أن تكون العلاقة قريبة الصلة بين الفنان المبدع والجمهور كحاجة اساسية، وقال: «أعتقد أن الفنان يخاطب ثلاثة اشخاص في آن واحد، يخاطب ذاته في المقام الاول ثم يخاطب الآخرين من حوله وفي بيئته بثقافته وبين أهله، ومخاطبة الكل وهو الانسان حيث ماكان».

وأكد بأن تكون العلاقة حية لأن العمل الفني نفسه لايكتمل إلا بمشاركة الشخص الآخر ، فيصبح العمل الفني كمرآه تعكس للفنان نفسة وذاته ليبدأ في التأمل ، حيث إن الموضوع والفكرة وآليات العمل وطريقة التنفيذ هي عمليات تقنية تؤدي الغرض وتكون كمنطلق للشخص المشاهد ليبدأ تفكيره بنفسه.

الطابع الافريقي

وعبر النحات عامر نور عن التوجه الذي يتبعه في أعماله وهو الطابع العربي الاسلامي الإفريقي، ومن خلال دراسته الثقافات والحضارات تكونت لديه لغة تشكيلية والتي من خلالها يعبر عن ماهو جميل في تاريخ العمارة السودانية والاسلامية.

وأكد نور بأن الأعمال الفنية تعكس جمال الحضارات لدى الفنان وتسجل التاريخ للمجتمع العربي وتعكس واقع الحياة والأوضاع السياسية والاجتماعية، وقد تأثر الفنان بأعمال محمود مختار وهو نحات مصري، وقد توجه نور لعمل التماثيل التجريدية لكن بمفهوم صفات الخط العربي والأعمدة والترديد في الذكر، وهي تجتمع لتخلق سمفونية خاصة ترفع روح الانسان وتعطي احساسا روحيا.

البروفيسور والمنسق للمؤتمر صلاح حسن استاذ بجامعة كورنيل بشعبة تاريخ الفنون، عن المؤتمر والفنانين المشاركين قال: «المؤتمر هو بداية لمشروع فني كبير لتوثيق مشوار حداثة السودان من ناحية الفنون البصرية والادائية وغيرها، وسيقام معرض في نوفمبر للسنة القادمة باسم مدرسة الخرطوم » .

البيان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..