التشكيلي حمزة النميري.. سائق قطار وساحر ريشة مغازلة الألوان

الخرطوم: أفراح تاج الختم
الفنان التشكيلي المميز حمزة النميري صاحب ريشة ناعمة ودافئة وضع بها لمسات ساحرة على لوحاته المميزة أكسبه عمله في السكة حديد ذخيرة لونية من خلال تنقله في أقاليم السودان المختلفة كسائق قطار, شارك في معارض بالداخل والخارج عقدين من الزمن أنفقهما بالعربية السعودية ما بين جامعة الملك سعود ومجلة الحرس الوطني السعودي، فرسم لوحات مختلفة منها واحدة لابن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود التي نالت إعجاب كل من شاهدها (اليوم التالي) التقته وطرحت عليه العديد من التساؤلات.
التخصص في التلوين:
يقول النميري عن حياته: مسقط رأسي مدينة كسلا، حيث درستُ الابتدائية في مدرسة الميرغنية الغربية ثم الأهلية الوسطى. ويضيف: بدأت موهبة الرسم تتفتق عندي منذ أن كنت تلميذاً في المرحلة الأولية حيث كنت أرسم للأطفال. ثم بعد أن تحصلت على الشهادة السودانية التحقت معلماً في مدرسة أروما الابتدائية بعدها انتدبتني التربية والتعليم لكورس خاص لكلية الفنون الجميلة في عام 1973م، ثم إلى معهد التربية شندي، حيث عملت في مجال الجداريات، ومن ثم معهد التربية كسلا ثم انتدبت مرة أخرى إلى كلية الفنون الجميلة وتخرجت فيها عام 1981م متخصصاً في التلوين.
السكة حديد وتنافر الألوان:
وعن دخوله للسكة حديد يروي النميري قصته، ويقول: عندما كان عمري خمسة عشر عاماً عملت كأول مساعد سائق لقطار ديزل إنجليزي حمولته أربعمائة لوري إلى بورتسودان، ففي الثامنة عشرة من عمري قدت القطار وتجولت بين سنار وحلفا الجديدة والأبيض. يمضي النميري: السكة حديد أعطتني زخيرة لونية ساعدتني في تشكيل اللوحات دون أن أشعر، فمثلاً وأنا مسافر إلى سنار في الخريف أشاهد خضرة الأشجار وجبال التاكا عندما وهي ملبدة و(معممة) بالغيوم وأشجار المانجو والموز، وحينما أسافر إلى سنار التفت ورائي لأودع كسلا لأنني أحبها. ويضيف: السكة حديد ضمت حينها أفضل السائقين والعمال في عطبرة، لكنني لم أواصل العمل فيها تركته وأنا في الخامسة والعشرين بعد أن أكسبني معرفة مثالية بالتنافر في الألوان.
الطيب محمد الطيب:
وعن فترة عمله في تلفزيون السودان، يقول: عملت مهندس ديكور واستطعنا وبإمكانيات بسيطة إنجاز الكثير. واستطرد قائلاً: في إحدى المرات طلبت من أحد العمال قطع شجرة لبخ كبيرة، واكتشفت أنها من الأشجار التي لا تذبل أمام الكشاف الكهربائي، فلونتها واستخدمتها كديكور تلفزيوني. وأضاف: من الذين صممت ديكورات برامجهم الراحل (الطيب محمد الطيب)، وكان يفتخر بعملي، فصممت له غابة ضخمة اضطررنا لاحقاً للاستعانة بمتحف التاريخ الطبيعي من أجل إحضار شمبنازي محنط لها.
مدرسة التأثريين:
من الأعمال التي يفاخر بها حمزة النميري تصميمه لجدارية ضخمة في كسلا في وسط سوق المدينه، لكن حينما يتذكر زملاؤه من التشكيليين يذهب مباشرة إلى بروفيسور حسن موسى، ويصفه بأنه شخص مثقف جداً، ثم يذكر أنه تأثر جداً بالتشكيلي الراحل أسامة عبد الرحيم.
ثم يعود للحديث عن المدرسة اللونية التي ينتمي، فيقول: أنا أنتمي لمدرسة التأثيرين، وقد وصفوني بأنني ملون جيد، ففي إحدى المرات كنت أحمل لوحة في مطار الرياض الدولي في طريقها إلى الملك سلمان في جدة عندما كان أميراً، وأنا في المطار مر بجانبي رجل أمريكي وشاهد اللوحة فسألني عنها، وفرط إعجابه بها ترك مقتنياته من أجل أن يساعدني في حملها. أما عن هجرتي إلى السعودية، فقد عملت (12) عاماً مخرجاً ورساماً في مجلة الحرس الوطني السعودي، و(10) أعوام رساماً لآثار ما قبل الإسلام بقسم الآثار في جامعة الملك سعود، وإن الكثير من اللوحات التي رسمتها محفوظة في وزارة الداخلية السعودية، كما اشتغلت ديكوراً لأوبريت فنان العرب (محمد عبده) المعروف بـ (فوق هامات السحب)، وكان مفخرة لي بحق وحقيقة حتى أن رئيس ديكور تلفزيون الرياض المركزي أشاد به، وقال لي: إن عمل 9 أيام أنجزته في ليلة واحدة، فصممت ثلاث لوحات في مساحة 13 متراً في 3، وعن مشاركته يقول: شاركت في معرض مشترك مع تشكيليين فلبينيين وسعوديين بفوزي على (400) تشكيلي من جميع الجنسيات، وأقيم المعرض في جدة وشهد لي كبار الأمراء، كما رسمت بورترية لابن الملك سلمان (رائد الفضاء)، وأعجب بها جداً، وأهداها للحرس الوطني كان ذلك في عام1995م.
معارض ومشاركات:
وعن عودته للسودان بعد الاغتراب، يقول: عدت إلى البلاد للسودان في عام 2005م وعملت في جامعة الرباط الوطني في قسم العلاقات العامة، فصممت شعار جامعة الرباط الوطني بخط كوفي. وعن مشاركته في المعارض في السودان يقول، شاركت في معرض راشد دياب بعشرين لوحة تأثيرية، وكذلك في معرض الزهور بالحديقة النباتية، فأعدت تدوير الزجاج، وانتزعت منها القلووز، واستخدمت الترتر الملون وألوان الزيت وألوان مثبتة في تزينها، أتمنى من أي متلقٍ في السودان أن لا يسألني ماذا تعني تلك اللوحات لأن اللوحة ليست قصة أو شعر، فاللوحة ألوان وخطوط
اليوم التالي
هذا الرجل الفنان المتواضع حقيقتا انه رجل مبدع بحق وحقيقة وشفيف ومرهف وشفوق التقيته لاول مرة ولم اجد صعوبة في الدخول الي عالمه الفني ومغيره من مبدعين بلادي شمله التهميش ولم يستفد من خبراته السودان ولاحتى جيل التشكيليين سمعوا به ، بالرغم من عمره الا انه تجده متحمسا لفنه .
ابعث اجمل التحايا والذكريات للاخ الفنان والعبقري حمزة النميري لقد عشنا زمنا جميل سويا في الرياض وانا شهادتي مجروحةلانه لدي علاقة اسريه به واقول ونعم الاخ ولكن الحياة فرقتنا واتمني له التوفيق والمحبة
واقول شهرت
اكاد اجن اذا حسبت السنين وانا اكبر من بين عقد الى عقد تعال
الكراسي الموسقية كل من عزف يعزف لحنا غير ذي شكل