حزب الترابي يبشر بـ “النظام الخالف” ويدعو إلى الحوار

رصد: عبد الله إسحق محمد
طرحت قيادات حزب المؤتمر الشعبي في منبرها الدوري حصيلة عدد من قضايا الراهن السياسي منها إعلان تأييد حزبهم لعاصفة الحزم، والاتصالات الجديدة لإنعاش الحوار الوطني، وطرحهم الأحوال المعيشية والسياسية والأمنية والاقتصادية للمواطنين في كلا من ولايات الجزيرة، ونهر النيل، وغرب كردفان، وسنار، وغرب دارفور، التي طافت بها قيادات الحزب، وكشف نائب الأمين العام إبراهيم السنوسي، والدكتور بشير آدم رحمة، والأمين السياسي كمال عمر عبد السلام، نية حزبهم طرح مبادرة إقليمية ودولية للمصالحة بين جميع مكونات الصراع اليمني يستقل فيها الشعبي علاقاته.

عاصفة الحزم
وقد أعلن حزب المؤتمر الشعبي في المؤتمر الصحفي صراحة تأييده لعاصفة الحزم التي تقودها المملكة العربية السعودية، ويشارك فيها السودان، ودول الخليج، ومصر، وباكستان، وقال دكتور بشير آدم رحمة أمين العلاقات الخارجية بالحزب: إن حزبه يؤيد مشاركة السودان في الحملة العسكرية ضد جماعة أنصار الله بقيادة عبد الملك الحوثي، ومليشيات الرئيس الأسبق المنتهية ولايته علي عبد الله صالح، الذين انقلبوا على نظام الحكم الشرعي بقيادة علي منصور هادي المجمع عليها من الشعب اليمني، ومع الحل عبر الحوار للأزمة اليمنية، وتطبيق مخرجات الحوار الوطني اليمني، ويدعم الشعبي مشاركة السودان في عاصفة الحزم التي تقودها الملكة العربية السعودية دعماً لشرعية الحكومة التي جاءت عبر الحوار الوطني اليمني من أجل إرغام الحوثيين ومؤيدي الرئيس السابق والمخلوع علي عبد الله صالح على الجلوس إلى طاولة الحوار، والالتزام بمخرجات الحوار الوطني في اليمن، ودعا الشعبي إلى قيادة مبادرة إسلامية للاتصال بكل أطراف الصراع اليمني، تستغل فيها علاقات الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المترابطة مع كل أطراف الصراع، مشيرا إلى الدور الإقليمي في المنطقة، ومن أجل تحقيق مصالحة شاملة حقنا للدماء في اليمن المطلوب مشاركتها في مبادرة المصالحة، وأوضح رحمة أن حزب المؤتمر الشعبي متحفظ عن إرسال قوات مشاة سودانية للقتال في اليمن، ويؤيد دعم جميع المتأثرين من الحرب في اليمن بالمساعدات الإنسانية، ولفت رحمة إلى أن قرار تأييد حزبه للمشاركة في حرب اليمن جاء بعد دراسة مستفيضة لماهية الصراع اليمني، ولفت رحمة إلى أن موقف المملكة العربية السعودية في مجمل القضايا الإقليمية والدولية تغير، الأمر الذي يؤكد أن الملك سلمان جاء بأطروحات جديدة تختلف عمّا كان يقوده سلفه الملك عبد الله- الذي رحل العام الماضي- وبذلك يكون حزب المؤتمر الشعبي أول حزب سوداني معارض يعلن تأييده عاصفة الحزم.

التبشير بالنظام الخالف
وبقدر ما كان منبر الشعبي أمس مخصصا لعدد من القضايا إلا أن نائب الأمين العام إبراهيم السنوسي أوضح أن جولات الطواف التي سيرها حزبه إلى عدد من الولايات والتي شملت ولاية غرب كردفان، والجزيرة، ونهر النيل، وغرب دارفور، وسنار، كانت بهدف الوقوف على أحوال الناس، والتبشير بالنظام الخالف، الذي يجمع كل السودانيين بعيدا عن أحزابهم الحالية واطلاع قواعد الحزب على مجمل القضايا المتعلقة بمقاطعة الحزب الانتخابات، وموقف الحزب من الكيانات السياسية المعارضة المتزعمة لـ “ارحل”، وعن تمسك الحزب بالحوار الوطني أوضح السنوسي أن حزبه من خلال مروره على الولايات وجد ظروفا وأحوالا مأساوية وتدهورا كبيرا في حياة المواطنين في ولاية غرب كردفان في التعليم والصحة والأمن، مبينا أن ولاية غرب كردفان على الرغم من أنها تمثل الولاية الأولى التي تنتج البترول في البلاد إلا أن 60% من تلاميذها في أرياف ومحليات ولاية غرب كردفان الآن أصبحوا فاقدا تربويا، ولا توجد بنيات تحتية للمدارس، ولا توجد كهرباء، ولا مياه، ولا أمن في الطرق والشوارع بين النهود وحاضرة الولاية مدينة الفولة، مبينا أن مدينة النهود بعراقتها لا يوجد فيها متر واحد من شوارع الظلط، وتعيش في الظلام الدامس، ولا تتوفر فيها مياه الشرب، مبينا أن الوضع في مدينة النهود ومحليات غبيش وبابنوسة والمجلد والخوي ومدينة النهود صعب، ويحتاج إلى اهتمام من الحكومة، مبينا أنهم وجدوا عددا من المواطنين نزحوا إلى النهود وبعض المناطق المجاورة، وأوضحوا قائلين: إن الجبهة الثورية نهبت أموالهم، مشيرا إلى أن وفدهم التقى بالناظر مختار بابو نمر ناظر عموم المسيرية، وطلب منهم أن يطلبوا من والي الولاية اللواء أحمد خميس- حكومة ودولة- ألا يتدخلوا في عملية المصالحات القبلية، مؤكدا أنه نقل ذلك إلى الوالي خميس، وأكد عدم تدخلهم في المستقبل في أية عملية مصالحة بين القبائل التي تصطرع، وكشفت قيادات الشعبي أن جولة طوافهم في ولاية سنار كانت ناجحة وفي إحدى الندوات انسلخ عدد من قيادات الحزب الحاكم وانضمت إلى المؤتمر الشعبي، وأشار بشير رحمة إلى أن حزبهم لا يريد تكسير الأحزاب لكن قناعة الجماهير بطرحهم ورؤيتهم ومواقفهم تجاه كل القضايا الوطنية جعلت كثيرا من المواطنين وقادة الأحزاب في ولاية نهر النيل أن يلتفوا يتوحدوا وينسقوا للعمل المشترك حول معظم القضايا الوطنية، واتفقوا مع الشيخ أزرق طيبة في ولاية الجزيرة على قيادة حوار مجتمعي حقيقي يخدم السلام والاستقرار في البلاد، ولفت رحمة إلى أن وفد حزبهم إلى ولاية غرب دارفور زار معسكر مورني للنازحين، وكشف له النازحون أنهم يتعرضون إلى جرائم وابتزاز وإهانة، ويصادر منهم “قش العلف والحطب الذي يحتطبونه بواسطة العرب الذين استقروا في مواقعهم، والإغاثة التي كانت تقدمها المنظمات توقفت ولا يستطيعون دفع رسوم الدراسة التي تفرضها عليهم المدارس الحكومة، مبينا أن وضع النازحين في دارفور صعب للغاية، ويحتاج إلى عمل مشترك من أجل إقرار سلام اجتماعي على الأرض.

الحوار الوطني
وكشف قادة المؤتمر الشعبي في منبرهم أمس أنهم متمسكون بالحوار الوطني؛ لانه لا يوجد سبيل لحل القضايا الحالية إلا عبره، وأوضح كمال عمر الأمين السياسي أن حزبه قاد حملة اتصالات موسعة مع كثير من القوى السياسية المحلية والخارجية؛ لانعاش الحوار الوطني وأن اتصالاتهم مع القوى أن يكون الحوار الوطني هو الحل الشامل لقضايا البلاد الحالية، وأوضح عمر أن كل المجتمع الدولي الآن بات يؤيد ويدعم من أجل إنجاح الحوار الوطني؛ لحل مشكلات البلاد الحالية، الأمر الذي يحتم على كافة مكونات الشعب السوداني دعم الحوار، والضغط على كل الأطراف- حكومة ومعارضة- العمل الجاد من أجل إنجاحه، وأوضح أن تمسك الشعبي بالحوار مبدئي ولا يتراجع عن ذلك- مهما كانت الأسباب- لأن لا بديل للحوار إلا التدمير والتقتيل، ودعا أجهزة الإعلام إلى لعب دور من أجل تقريب وجهات النظر، والجلوس على مائدة الحوار.

التيار