لمّن كُنت صِغَيْرَة بلعب في التراب.. أحاجي وهَدْهَدَاتْ وألعاب البنات والصبيان الأخيرة

الخرطوم – محمد محمد علي منصور

لكل جيل من الأجيال تقاليد وعادات حتى اللعب كانت تحكمه البيئة، هناك من يصف ألعاب بدايات القرن الماضي وما تلتها بالتخلف, لكن المتمعن يجد فيها عظات وعبر وتنافساً شريفاً وعفة ورجولة، وكان للقمر دور كبير فعندما يصير بدراً كاملاً ينادي الأولاد بعضهم بعضا، قائلين: يا مطارق يا عصي حلفنا نحارب الما يجي إلا صغيراً ما بيعرف شي ولا كبيراً يختشي.

شليل وشدّت

وكنا نلعب شليل ونحن نردد “شليل وينو أكلو الدودو شليل وين راح ختفو التمساح”، وتحت ضوء القمر كنا نرمي بعظم (عضم) ونتسابق لإيجاده والحصول عليه. هذه هي شليل، أما لعبة شدّت فيُقسم اللاعبون فيها مثلها مثل سابقتها إلى فريقين، وهناك ألعاب السيجة والطاب، وهو عبارة عن أربع (جرايد نخل خضراء) بحجم المسطرة.

لكن من أبرز ألعاب الصبيان حينها لعبة تمارس كغيرها من ألعاب ذلك الزمان تحت ضوء القمر، وكما جرت العادة ينقسم الصبية إلى فريقين يتكون كل واحد منهما من خمسة أو ستة حتى ثمانية بحسب الاتفاق، ويبعد كل منهما عن الآخر 15 متراً، ثم يبدأ الفريق (نمرة 1) اللعب بأن يقول: (هولَبْ لَبْ هُولَبْ لب كم في الخط) يعقبه رد يأتي من أحد أعضاء الفريق المناوئ، يقوله: أمانة عليك تَقَطِع اضنيك ما تمانية.. وهكذا، إلى أن ينجح أحدهم في تخمين الرقم الصحيح، ومن ثم تنتقل المبادرة إلى الفريق الآخر، وهكذا دواليك.

أناشيد زمان

بعد أن عادت بنا عجلة الزمن للماضي الجميل ندلف لعصرنا الحاضر ولرياض الأطفال على وجه التحديد، فقد لمست فيها أساليب وطرقاً محدثة لتعليم النشء ورعايتهم من الحضانة وحتى ما قبل التعليم المدرسي، فيتم تحفيظ سور من القرآن الكريم بجانب بعض الأناشيد ومبادئ الكتابة والحساب وآداب السلوك والأحاديث النبوية المبسطة وشرحها، إلا أن هنالك رياضاً يغلب عليها الكسب المالي والتباهي، فرغم ذلك أعجبت ببعض المعلمات لصبرهن وجلدهن فهن حقاً يمثلن الأمهات ويقدمن للأطفال مناهج مبسطة وألعاباً مبتكرة تحبب الطفل وتحثه على المواظبة والتعلم.

أغاني الأطفال

غنى الفنان (محمد سيد أحمد) للأطفال ثمانينيات القرن الماضي بالإذاعة والتلفزيون أغنية (شوفوا الحلوين) تقول إحدى مقاطعة “شوفوا الحلوين الحلوين بهجة الآمال/ الصغار يملوا البيت جمال ونضار/ ضحكة رنانة بسمة ريانة/ يا ربي ما تحرم بيت من الأطفال”، وهذه نماذج لبعض الأناشيد الملحنة وأخرى سمعناها منذ القرن الماضي لا تزال تُحَفَظْ للأطفال “يا روضة يا روضة يا روضتنا جيناكي الليلة عشان تتحقق رغبتنا/ جيناك يا روضة ونحن صغار ما بنعرف شِي لا بنعرف نكتب ولا نقرا/ ويا دوب نَمْشِي الليلة خلاس اتعلمنا بي كراريسنا وقُلُمَتْنَا/ في الروضة بنتعلم نلعب لكن بنظام/ الأكبر مننا نحترمو ونديهو سلام/ يالله تعال اتفضل زورنا وشوف روضتنا” أو “عصفورة صغيرة ومسكينة عصفورة صغيرة يا أطفال/ خلوها تطير خلوها ترك خلوها في حالا يا أطفال يمكن عطشانة وجات تشرب يمكن عطشانـة يمكن جيعانة وجات تاكل يمكن جيعانـة خليها التاكل خليها التاكل وتشرب برضها زيـــك عندها أم منتظرة وصولا وعندهـــــــــــــــا أب خلي العصفورة تعيش في سلام خلي العصفورة خليها مسكينة صغيرة عذابا حرام أوعا تشيلها وتلعب بيها”. أو النشيد المشهور في رياض الأطفال: “لمَّن كُنت صِغَيْرَة بلعب في التراب ماما لبستني الجزمة والشراب مشيت للأفندي أداني كتــــــــــاب قال لي أكتبي عربي كتبت حساب المزيكا تضرب والكشافة تكشف آكل إيه ؟ أكل عجــــــــــــــــــوة أشرب إيه؟ أشرب قهـــــــــــوة أضحك كيف؟ ههههههههههها أبكي كيف؟

اليوم التالي

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..