نيران صديقة

نيران صديقة

عادل عبدالقادر أحمد/ الخرطوم
[email][email protected][/email]

(1)
مكافأة الفساد
طلبت وزارة العدل من شاغلي الوظائف القيادية بالدولة ملء استمارة “إقرار ذمة”، وكما يعلم الجميع أن هناك مسئولون تقلدوا وظائف قيادية لفتر طويلة وآخرون لم تزد فترة تمتعهم بمناصبهم عن بضعة أشهر، لذلك أرى أنه من العدل أن تعطي وزارة العدل المسئولين الجدد “فترة سماح” قبل أن تطالبهم بملء هذه الاستمارة. ولكن، ولأن المسئول عندما يتقلد المنصب القيادي يجد أن أخذ المال العام أسهل مما يتوقع، وحتى لا نتجنى عليه ونفتح أمامه باب الفساد على مصراعيه كما كان في الجمهورية الأولى، أرى أن يملأ المسئول الجديد “استمارة الأحلام”، وهي استمارة توضح ما يتمنى أن يغتنيه في فترة السماح. وبذلك نكون قد وضعنا حداً لفساده. وحق علينا عندئذ أن نسمي الجمهورية الثانية بجمهورية “مكافحة الفساد”، أما الأولى فأرى أنها كانت جمهورية “مكافأة الفساد”، حيث سادت فيها سياسة “فقه السترة” وعملية نقل المفسد لمكان آخر أكثر فساداً لكي يتوه فساده وسط فساد الآخرين.
مقابل العمل بمقترحي هذا أطالب الحكومة السنية بمنصب قيادي وفترة سماح لا تتعدى أسبوع واحد، بشرط أن تكون بدون ملء “استمارة الأحلام”، وبعد داك خلوها مستورة. وإنشاء تقولوا علىّ مسئول ماسورة.

(2)
خدمة إلزامية للدستوريين
من مساوئ الإنقاذ أنها أحيت القبلية والجهوية وعمقتها في المجتمع السوداني، وقد إضطرها ذلك لأن تعمل على إرضاء كثير من القبائل السودانية بتعيين أفراد من هذه القبائل في وظائف دستورية، مما زاد عدد الدستوريين بدرجة لم يسبق لها مثيل. وصاروا يمثلون شريحة كبيرة من المجتمع، ومن أجل إراحتهم بالكامل، أقترح بأن يتم تأسيس جامعة تسمى “جامعة الدستوريين” أسوة بجامعة المغتربين لتعليم أبنائهم فيها، وكذلك تأسيس جهاز لخدمتهم يسمى “جهاز شئون الدستوريين المرتاحين بالداخل”. إلا أن ما يحزنني كثيراً هو عدم استفادة الدولة من كثير من هؤلاء الدستوريين الذين نعلم تماماً أن معظمهم بدون مهام. لذلك أقترح أن تكون هناك خدمة إلزامية لمدة ساعتين في اليوم لكل “دستوري” يؤدي فيها العمل الذي كان يقوم به قبل “الدسترة”.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..