ضابط متقاعد: نحن خدمنا البلد بدمائنا وسؤالنا هكذا رد الجميل ؟

مواطنون: أصبحنا مثالاً للتهكم والسخرية من المارة.. نبحث عن حل ناجع
تحقيق : مصعب الهادي
كرور مدينة تقع في بداية محلية أمبدة، سكانها خليط من كل أطراف السودان، تمازجوا وتصاهروا ونشأت علاقاتهم الإنسانية في ذلك “العشوائي” ممتدة أجيالاً وأجيال، في حكايتهم تبدوا البساطة ديدن التعامل والعشرة هي من سبطت قلوبهم على كثير من الجلل، سمعنا الكثير عن حكاوي المنطقة عبر الوسائط الإعلامية لمن لا يعرفها ولمن عرفها، تأخذ شكل في تفاصيلها، فهي مدينة تختزل حكايات لناس فرقتهم نيران الحروب ليقطنوا بها، أو من لم يتوفر له تكلفة شراء منزل، هي قديمة بناسها وأصلها، لكنها هذه الأيام تعيش على الأنقاض، فالشارع والمدينة والناس في ضيق نظراً لمشاكل التخطيط والعشوائي بين الفينة والأخرى، تراهم في الشارع وكل تفاصيل المنزل تبيت في العراء،وذلك جعلنا نتساءل “الحاصل شنو؟” فكانت لنا وقفة معهم لنعرف تفاصيل مايحدث على ألسنة سكانها:
حكاية مدينة اسمها “كرور”
ابتدر الحديث محمد بشارة قائلاً: تأسست منطقة كرور منذ حقبة بعيدة من الزمن ترجع إلى الأعوام مابين (1972-1973م)، سكنها الناس وتعاشروا وأصبحت بينهم صلات دم للروابط الأسرية التي جمعتهم، أتى الناس إلى هنا من عدة مناطق فمن أمدرمان سكنها أهل الفتيحاب وبانت ومن خارج أمدرمان، أهل جبل أولياء وعدد من المدن، غير ذلك ضمت إلى حضنها الرحيم النازحين من مناطق الحروبات والكوارث ليتعايش الكل مع بعضهم على الحلوة والمرة، ولكن كان هناك من يرصد ذلك بعين أخرى فتفاجأنا في العام (1994م) بأول عملية تكسير كان الغرض منها إعادة التخطيط، لم نعترض ذلك، بل كانت دعوة وبادرة لإعادة تنظيم هذا العشوائي، ولكن بعد أن أضحت منازلنا ركام وأنقاض انسحبوا عنا في فض سامرهم ولم يعرونا أدنى اهتمام، لم نيأس، بل قمنا من جديد بإعادة الحياة للمدينة ووقفت وتناسينا الأمر كأنه لم يكن لكنهم لم يدعونا في حالنا، بل أتوا مجدداً ولكن مقننين العملية في العام (2000م-2002م) بإجراء سحب قرعة لعملية التخطيط الغرض منها تعريف من يستحق وتثبيت حيازة لمن يسكن، قمنا بكل ماقالوه وبالفعل قمنا بالعملية، لكن تفاجأنا بإشعار آخر أن مكتب الأراضي قد حُرق ويجب أن نبدأ بالإجراءات من جديد، فحسناً فعلنا، ولكن الحال كما هو عليه، ثم بعدها أتى العام (2010م) وجرت القرعة مجدداً، وكان الذي يجب أن يتم تعويضاً داخل الحارة، اقتنعنا بها وقمنا باللازم، ولكن الحال كما هو عليه إلى أن أتى العام (2014م) يحمل بين طياته قرار بالإزالة والمسح لوضع تخطيط للمدينة، نعم عملنا وفق ماقالوه وأتوا بآلاتهم وبدأوا في التكسير، وكان ذلك بحضور المهندس المسؤول ووكيل النيابة المشرف، وتمثيل من المسؤولين بالمحلية وبدأوا التكسير كما أرادوا، ولكن إلى اليوم نحن كما ترى ننام في وسط الشارع، وذلك بعد أن انسحبوا مجدداً كما المرات السابقة.
ليردف “محمد علي” قائلاً : من بعد التكسير قمنا بتشييد الرواكيب حتى تقينا بعض الشرور وحر الشمس في فصول السودان المتقلبة، فلجان الحي دورها كعدمه، تطالعنا فقط بالتطمينات ويترامى إلى مسامعنا بين الفينة والأخرى أن الجهات المسؤولة تقوم بعقد الاجتماعات والورش وغيرها، لكن من غير فعل “يبرد حشانا” خاصة أن لدينا حرمات أضحت فرجة للغاشي والماشي، وغيرها من استفهامات كثيرة نشاهدها في عيون أطفالنا، ماهو الحل؟، فنحن نود أن ننعم بالأمان في بيوتنا ونعود إلى المدارس والجامعات، وقال “محمد:” نوجه كل هذا إلى الجهات المسؤولة مانحن فيه خاصة أن آباءنا أفنوا شبابهم في خدمة البلد متنقلين بين الخدمة المدنية والعسكرية أهكذا الإكرام.
أمونة.. صبر أيوب
الحاجة أمونة آدم مطر مقعدة ولاتمشي إلا بكرسيها المتحرك تدمع حين تراها ويعتصرك الحزن عند سماع صوتها ولا تستطيع إكمال القصة ليفيض بك الأسى حد “البكم” فحدثتنا رغم حالها وقالت: في السابق كنا نعيش حياتنا هادئة بحلوها ومرها من غير أي ألم أو حزن يعتصرنا، الحمدلله خرجت في هذه الحي ابنتي، الآن لديها من الأطفال “7” ، ومضت بنا الحياة إلى أن جاء حادث أقعدني على هذا الكرسي الذي تراه، حمدت الله لأنه قدري واتحمله، ما أن جلست إلا وزاد ألمي بعملية تكسير بيوتنا، وأضافت: أنا أسكن هنا منذ القدم ولديَّ بيت حيازة عمَّرته من عرق جبيني وبنيته من عصارة الأيام، لكن قد تبدل الزمان لتأتي هذه العملية وتهد ذلك العش، قد فعلنا ماطلبوه وقمنا باللازم حتى “نرتاح” في خطتهم التي وعدونا بها من أجل السترة، لكن لم يفوا بوعدهم لنا، والآن نحن في العراء، الكل يرانا وموقفنا يسوء كل يوم وبتنا نخاف من قدر المجهول خاصة نحن نساء ولدينا أبرياء عرضة للتشرد وأمراض الزمن المستعصية قد تفرق شملنا في ظل هذا التردي واللامبالاة من قبل سادة الدولة والمسؤولين، فمن لنا يقدر حاجتنا للتخطيط حتى نهنأ ونربي أبناءنا.
حال يغني عن السؤال
من جهة أخرى حكى صهيب وقال: ترجع عملية التكسير التي أضحت سُنة بالنسبة إلينا قرابة الـ( 45 سنة) في كل مرة تأخذ شكلاً وحجة جديدة، فمن قبل ذلك قامت عدة لجان للحصر وأخذت إجراءاتها حتى تبيِّن عدة نقاط ترتكز على أساسها المدينة الجديدة في الخطة عند إجراء عملية المسح التي لم تنفذ حتى الآن، ونحن قد قمنا بالإجراءات التي طالبوها لمن يستحق في تلك الخطط، وقد تم كل شيء من غير نقصان في الإجراءات والسحب والتسجيل وغيرها من الإشكاليات للمساحة، ففي هذه المرة أبلغونا قبل التكسير واستجبنا لإخطارات اللجان المختصة لنتهيأ لعملية التسليم والمسح، لكن إلى الآن لم يحدث شيء يذكر، فالوضع غير مفهوم ونحن في جهجهة لاندري أي شيء استقروا عليه.
تكريم الضباط المتقاعدين
ليضيف موسى يحيى قائلاً: منذ أن تم إخطارنا في 2013م من قبل التكسير بنحو حوالي الـ(3) أسابيع كان الكل قد تهيأ للاستلام وبداية حياته في استقرار بعيداً عن عملية تكسير جديدة، سكان المنطقة ملوا الوعود التي تأخذ في السحب والقُرع أحياناً مابين الـ(5-10) سنوات غير الجرجرة بين الأراضي واللجان التي تشبعهم بالكلام المعسول من غير تنفيذ، فقط “يزيدو الطين بله” ونحن الآن في هوة غير معروفة نتمنى الإجابة عليها وإنقاذنا من هذا البحر العميق الذي نسبح فيه مابين التخطيط والصحو على عملية تكسير معقدة.
من جهته قال أحمد الشيخ (مساعد معاش) ما قاله معتمد أمدرمان من قبل عبر أحد الصحف بتسليمنا منازل لم يحدث منه شيء، ليمضي في حديثه قائلاً: ما حديثه سوى حبر على الورق، فإلى الآن نحن في العراء من دون أي خطوة محسوبة، وأذكر من هذا أنه فقط تسلَّم رئيس اللجنة بالحي ونائبه، أما نحن ندور منذ عدة عقود في فلك يتناقل مابين (القُرع) ولجان الأراضي، ولم نجد منها سوى الوعود الفارغة التنفيذ مع أننا نلتزم، لكن لم نجد صدى لهذا الالتزام من قبلهم، وأتساءل وغيري من أصحاب (العوجة) عن اللجان التي قامت مثل (لجنة الحي واللجنة الديوانية والأراضي)، وقد فعلنا كل ماطلبتموه، فأين نحن من ذلك وأوضاعنا في كل يوم تتأزم إلى الأسوأ؟.
وقال الحاج إبراهيم موسى رقيب معاش عن فصول قصتهم المريرة: أنا أقطن هنا زهاء الـ(40 عاماً) فمنذ العام 1973 جئنا إلى هنا أيام كانت هذه المنطقة صحراء جدبة ولا تصلح للعيش، فمن قبل كنت أعمل في ذات المنحنى في ترقيم المنازل لـ”كرور، أبو راس” (نمارى) قديم، فنعرف من هو الجديد والقديم، وهذا يكشف من يستحق ومن لا يستحق، فقد عايشنا هنا العديد من الحقب التي خدمنا في صفها فعملنا في الجيش لسد عرين الوطن، فمنذ عهد نميري ونحن نخدم هذا البلد بكل كد وجهد، لكن لا أعرف هل ارتكبنا جرماً حتى لانجد في آخر العمر بيت يأوينا من حر السنوات السابقة، هذا إحباط فالمنطقة لنا، وهذا العشوائي أهَّلناه حتى يصلح للعيش، وتم سحب عدة قرع تمتد منذ (1983-2010) فأكملت الثلاث إلى الآن إلى أن جاء التخطيط، فنحن معه، وقد أكملنا كل الإجراءات اللازمة له واستجبنا لوعدهم الذي أقر في حالة التكسير والالتزام بالتعويض، أما “8” بيوت أو مبلغ “120” ألف جنيه، لكن كما ترى لم تأت أي نتيجة في صالحنا، فنحن في العراء والحال مكشوف للكل، أين وكيل النيابة الذي حضر عملية التكسير فجر الرابعة صباحاً؟ وأين عمل المهندسين؟ وأين وأين الكثير؟ هل يعجبهم حالنا أم هكذا تكون مكافأة نهاية الخدمة في هذا البلد؟.
وأشار ياسر إلى أنه يسكن بالمنطقة منذ العام 1972م بعد مجيئه من مدينة كوستي ليستقر به المقام هنا، فالحمدلله ترعرعنا هنا أنا وأفراد الأسرة الثمانية متقلبين خلال تلك الفترة مابين التكسير والتخطيط، ففي كل مرة تجرى القرعة بعد “جرجرتهم” في كل مرة بحجة منها تلف الملفات والضياع والحريق، لكن لم نعطهم فرصة “فبالنا طويل” استجبنا لكل تلك الأسباب واستخرجنا كل ماطلبوه لا نستلم في الخطة التي تسبقها عملية التكسير للمساحة، فعلاً نستجيب حتى يهدأ بالنا من هذا القلق الدائم، ولكن بعدها لايهتموا لأمرنا حتى تقف المدينة من جديد ليصدر قرار هدم وإعادة تخطيط من جديد، ويناشد قائلاً: السادة المسؤولون الرجاء أفيدونا وأنقذونا الآن، نحن في أمسّ الحاجة إلى ذلك فأنتم لا تعيشون أوضاعنا الآن في ظل هذا الحال الواقف، وقد تفشت الظواهر وكثرت السرقات، ونحن في ظل هذا العبث لا نعلم ما قد يحدث غداً. الرجاء “فهِّمونا” حتى لا نفيق وتفيقوا على أزمة.
ظواهر شاذة
محمد أحد شباب الحي يقول: قمنا هنا ونحن أخوان في الحارة والباردة تتضافر جهودنا لصالح الأهل ليس بيننا من يخون حتى من غير قصد، لكن بعد تكسيرنا تنامت خلايا خارج الحي لتفرق شملنا مابين التأييد والمنافرة، حجتها التفرقة وإظهار الفتن ليس إلا، فشبابنا يتهاوى، فقد طفحت العديد من الظواهر خلال الأسابيع الماضية التي باتت تشكِّل مصدر إزعاج لنا ولحرماتنا، منها السرقات الليلية والتهجم على المواطنين بغير حجة، بالإضافة إلى ذلك بتنا نخاف التحدث إلى أي مصدر نسبة لفقدنا الثقة في أي شخص خاصة أصحاب العربات الفارهة (الجلابة) يأتوا وعينهم طامعة في حطامنا هذا، هذا يزيد من تعقيد الأمر.
ليؤكد بشارة أن كثيراً من الظواهر السالبة تفشت، والإشاعات تأخذ نصيب الأسد بين السكان منها ما يصدق ومنها ما يحيِّر، فقد بتنا عرضة للسخرية والتهكم للمشاة المارين بالشارع العام منهم يتطاول بالنظرات على حرماتنا وأشيائنا الخاصة ومنهم من ينظر إلينا بشفقة لا ندري ما الحل.
من لنا يا هؤلاء؟
يقول النعيم: الوضع يتعقد مابين الطرفة وغمضتها والتساؤل يزداد بين تحرك عقارب الساعة، أين أنتم أيها المسؤولون ووزارة الأراضي منا، فقد استجبنا لكل ما طلبتموه، ونحن قمنا بما أردتم، أين أنتم في ظل الخريف القادم والتشرد الحاصل؟، خاصة أن العديد توقف عن عمله يأمل أن يجد الحل اليوم قبل الغد والشمس تأكل مقتنياتنا والطلاب قد توقفوا من الدراسة بسببكم، أضحت منازلنا شارع عام للكل، أليس من حقنا أن ننعم بعد كد السنوات الطويلة؟ ارحمونا من كل هذا حتى نستقر.
التيار

تعليق واحد

  1. معليش إنتم لا تمثلون لهم اي نفع لا زياده في مالهم ولا تثبيت لكراسيهم فلماذا يخدموكم سؤالكم ليس في محله إجابته معروفه

  2. كلام عجيب يا ناس الراكوبة – كلمة جلابة كنا نسمعها منذ زمن بعيد فى القليل من مدن الغرب- لماذا يرددونها الان ونحن فى مناطق الجلابة الا داير يعيش مع الجلابة يمشى منطقتو والقلب داعيلو – والواضح ان الراكوبة اصبحت واجهة عنصرية اكثر من انها جريدة معارضة او وطنية تعكس راى الجميع وهمومهم وتطلعاتهم وامانيهم

  3. كرور مدينة تقع في بداية محلية أم بدة !! إقتباس
    أولاً كرور ليست مدينة ، ثانياً هي لا تقع في بداية محلية أم بدة .
    أظنك بتكتب من راسك يا مصعب الهادي !!!!!

  4. معليش إنتم لا تمثلون لهم اي نفع لا زياده في مالهم ولا تثبيت لكراسيهم فلماذا يخدموكم سؤالكم ليس في محله إجابته معروفه

  5. كلام عجيب يا ناس الراكوبة – كلمة جلابة كنا نسمعها منذ زمن بعيد فى القليل من مدن الغرب- لماذا يرددونها الان ونحن فى مناطق الجلابة الا داير يعيش مع الجلابة يمشى منطقتو والقلب داعيلو – والواضح ان الراكوبة اصبحت واجهة عنصرية اكثر من انها جريدة معارضة او وطنية تعكس راى الجميع وهمومهم وتطلعاتهم وامانيهم

  6. كرور مدينة تقع في بداية محلية أم بدة !! إقتباس
    أولاً كرور ليست مدينة ، ثانياً هي لا تقع في بداية محلية أم بدة .
    أظنك بتكتب من راسك يا مصعب الهادي !!!!!

  7. سؤالك كان يجب أن يكون: أهكذا رد الجميل؟ جميل بتاع شنو ياجميل انت أنت كنت تخدمهم هم وليس الوطن وكانوا بدوك حقك خلاص اكتفينا ياخي مش لازمانا خدماتك ولم نلتزم لك بشيئ بعد نهاية الخدمة الخاصة.

  8. انها رسالة ….. من الافندية …. لجميع البؤساء وخاصة من اتى من اماكن النزاعات …. ملخصها هو ….. انتم لا تستحقون الحياة ….. فلماذا تريدون ان تعيشوا مثل البشر …. انها امتدادات ….. للحس الكوع … والسوداني كان شحاد … والزارعنا … يجي يقلعنا …

    انها من ….. المناطق المهمشة …. في عاصمة الرقاص …..

    اللهم عليك بعصابات الارجاس ……. اقطعهم ….. تك …..
    اللهم عليك بعصابات الارجاس ……. اقطعهم ….. تك …..
    اللهم عليك بعصابات الارجاس ……. اقطعهم ….. تك …..
    اللهم عليك بعصابات الارجاس ……. اقطعهم ….. تك …..
    اللهم عليك بعصابات الارجاس ……. اقطعهم ….. تك …..
    اللهم عليك بعصابات الارجاس ……. اقطعهم ….. تك …..
    اللهم عليك بعصابات الارجاس ……. اقطعهم ….. تك …..
    اللهم عليك بعصابات الارجاس ……. اقطعهم ….. تك …..
    اللهم عليك بعصابات الارجاس ……. اقطعهم ….. تك …..
    اللهم عليك بعصابات الارجاس ……. اقطعهم ….. تك …..
    اللهم عليك بعصابات الارجاس ……. اقطعهم ….. تك …..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..