عندما تسرق حافلات القصر الجمهوري

حيدر المكاشفي

أن تُسرق أية سيارة مهما غلا ثمنها وأياً يكن موديلها وفخامتها ومهما بلغت مكانة مالكها، فإنها تظل عادية ومعتادة، إذا ما قورنت بسرقة سيارة ذات دلالة رمزية، كأن تسرق مثلاً سيارة تابعة للقصر الرئاسي كما حدث بالأمس، أو أن تسرق سيارة نجدة أو سيارة إسعاف كما حدث من قبل، فسرقة مثل هذه على صعوبة حدوثها فهي كذلك من الغرابة بمكان لا تثيره حتى لو سُرقت عربات قيادات هذه الأجهزة من منازلهم.

بالأمس حدّثت الغراء صحيفة (الأهرام اليوم)، عن حادث غريب وهو سرقة حافلتين من داخل القصر الجمهوري، وفي التفاصيل أن الشرطة تلقت بلاغاً من القصر الجمهوري؛ يفيد فيه أن مجهولين تمكنوا من التسلل لداخل الجراج الخاص بسيارات القصر وسرقوا منه حافلتين… هذه الحادثة على غرابتها لجهة أن سرقة عربة من القصر ليست مما اعتاده سارقو العربات، ذكرتني بسرقتين سابقتين وقعتا على سيارتين من ذوات الدلالة الرمزية، الأولى كانت عندما كشفت الشرطة في وقت سابق عن ضبطها لعربة إسعاف كانت قد سُرقت قبل عدة أعوام، والثانية وكانت أكثر غرابة وإثارة وهي تلك السرقة التي طالت قبل سنين متطاولة سيارة نجدة تابعة لوالي إحدى الولايات، وهل هناك غرابة وإثارة أكثر من أن تُسرق السيارة التي يهابها الشرفاء دعك من اللصوص، السيارة التي تتنحى لها كل السيارات جانباً عندما تطلق (السرينا) صفارتها المميزة وهي منطلقة كالسهم لا تلوي على شيء إلا عندما تقبض على لص هارب أو تنجد مستغيث، فغير أنها تهش اللصوص وتغيث الملهوف وتنجد الضايق، فإنها تفتح للسياديين مغاليق الطرق وتهش عن مسارهم كل دواب الأرض، هذا غير أمارات العظمة ومظاهر الأبهة التي تضفيها على مواكبهم بما يشع منها من ألوان خضر وحمر وصفر زي شفق المغارب.

ولكن اذا كانت سرقة عربة النجدة اتهمت بها المعارضة حين كانت المعارضة تعرض وتستعرض عضلاتها وتنشط في كل الفراغ المحادد لدولة إريتريا، أيام كان أفورقي أحد محاضنها وملاذاتها، وكان كورالها ينشد بصوت واحد على إيقاع عبارة مولانا الميرغني الشهيرة، سلّم وما بتسلم، رحمت متين عشان ترحم، عليك الزحف متقدم، وليك الشعب متلملم ومتحزم، يقول سلّم، تراث أجدادنا سلّمنا، عقول أولادنا سلّمنا، بنادقنا البتضربنا، الموجهة لي صدورنا وبرضو حقتنا، سلّمنا، سلّمنا الزمان الضاع، ليل الغربة والأوجاع، أحزانا العشناها مع الوطن العزيز الجاع، ومن ساحات الفداء (تووووف) كان يأتيها الرد من الجانب الآخر، نجضت نجضت ما تدوها بغاث الطير، ما تدوها الخانوا بلادهم وخانوا الشهداء، ديل أدوهم نار الدوشكا وديل قابلوهم بالتعمير.. اذا كانت تلك (السرقة) قد وقعت في تلك الأيام التي مضت والسنين التي ولت بأحداثها التي انقضت بعد أن فعلت فعلتها بالمعارضة، فالذي يحيرني الآن هو من هؤلاء اللصوص الجريئين الذين لم يخشوا هيبة القصر وحراسه الأشداء المدججين، وهل لم يجدوا سيارات يسرقوها غير سيارات القصر، أم أن في الأمر شيء ما.

التغيير

تعليق واحد

  1. يا أستاذ أنا شخصيا ما مستغرب، و ما عارف انت مستغرب لي، مش القصر اللي بتقول عليه دا هو اكبر وكر و مغارة للصوص في البلد بقيادة لص كافوري شخصيا؟ و أزيدك من الشعر بيت و هو ان تلك الحافلتين لن يعثر عليهما أبدا

  2. قصر بشبش الصيني الجديد اصفر احمر اخضر عامل زي بيت الظار
    غايتو الكيزان مخلوقات عجيبة حتى اي ذوق فني مافي!

  3. يا المكاشفي يا اخوي هو القصر ذاااااااته مسروق والوطن كووووله مسروق من 25 سنة، يعني شنو الحافلات لو اتسرقت!؟ وياما انسرقت قبلها مليارات من ذات القصر ومازالت تسرق عينك عينك، والحرامية معروفين بداية من البشير الذي سرق أخيرا 94% من أصواتنا ويجاهرون بها..
    الحافلات معروف السرقها منو.. والآن تتهادى في شوارع الخرطوم، وكافوري تحديداً… وشوف وزير الداخلية الحليبي لو يقدر يقول بغم.
    لك الله يا وطن من السرقات الاسلامية.. لأنها ليس فيها قطع كما افتي شيخهم .

  4. ياخى انت مالك السيارة حقتنا والحرامية تابعين لينا
    شوف ليك موضوع تانى
    الناس رضيااانة بينا ناكل من ما نبلع ونزكى مما نقلعً
    وكل واحد مننا لازم يكون عندو اربع فى المضجع
    مبروك علينا الفوز فى الا نتخابات

  5. هؤلاء اللصوص من الجن الاحمر .. خلى الريس يمشى لبله الغائب مع صاحبو وكده .. وسوف يتم الشغله ..!!

  6. الناس اهون مما نظن
    والله لو قوينا قلبنا شوية نفلع منهم بلدنا تاني
    مصور امنهم كانه غول وهو في الحقيقة كديس ..

  7. (عندما تسرق حافلات القصر الجمهوري)

    عندما تسرق حافلات القصر الجمهوري, وعندما تتم السرقة فى مطبخ النظام. فان المردود احد خيارين لا ثالث لهما, وكلاهما مر:-

    1. اما ان يكون السارق او الحرامية من داخل القصر الجمهورى نفسة, وهذا ليس بالمستبعد, طالما ان رئيس النظام والجالس بالقصر هو نفسة كبير اللصوص والحرامية, وبهذا نقول للسارق من عاملى القصر ( نقول له هذا الشبل من ذاك الاسد), – معزرة لايمكن ان يشبة البشير باسد فى يوم من الايام, ولكن هكذا اجبرتنى المقولة, ولا اللص المعنى ان يشبة بشبل , وايضا حكمتنى المقولة.
    2. والخيار الثانى ان لم يكن من ال القصر, فهذه مصيبة كبرى, بان يتعدى احد على مطبخ الدولة – الكلو طبيخة محروق –
    عليه بكلتا الحالتين, الحارس للشعب السودانى رب العالمين, ما كان انة فى الامكان سرقة القصر.
    ثم هنالك شئ اساسى, فيما مضى لا ولن يفكر احد من سرقة القصر الجمهورى, لصفتة الاعتبارية بكل المقايس, وهيبتة, وتمركز السلطة العليا للدولة, ولكن فعلا صار القصر الجمهورى فى فترة النظام الفاسد والمشغول بالمفسدين الضلالية والحرامية, هنا فقد القصر الجمهورى سيرتة الاولى كرمز كبير يعزة كل السودانين ويحترمونة, الا الان بوجود السفلة هؤلاء صار القصر الجمهورى عبارة عن “خانة” لا اكثر بل اقل لو كان فى الامكان وهذا رؤية السودانين بل الوضع الطبيعى لقداسة القصر الجمهورى المداسة بالاحزية, فى هذا العهد الذى خرب كل شئ بالسودان حتى القصر الجمهورى لم يسلم من بهداتهم وبهدلتة بالمقابل.
    وكفى …………………………………..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..