مبادرة

قبل كم سنة في نقاش وونسة عادية مع أصدقاء إستعمل احدهم لفظ عنصري … حاولت بلطف أنبهو إنو الكلام ده قبيح و إنو ما يقولو على الأقل قدامي… أخد الموضوع كنكته و رددو … فطلعت مشيت !

و كعادتنا بنرضي على بعض … إتصل على بعض الأصدقاء ممن كانو بالجلسة بما فيهم صديقي الذي ردد اللفظ العنصري معتذرين …و إنو الموضوع بسيط … وضحت وجهة نظري إنو الموضوع ما بسيط و ما شخصي … و إنو أي كلام عنصري ما حبابو ولو بهزار !!

من اليوم داك بسبب و بدون سبب بكلم الناس الحواليني إنو لو زول قال لفظ عنصري قدامي بطلع أخلي المكان حتى لو كان المكان بيتنا ذاتو !!

تسامحنا مع العنصرية و سكوتنا على ترديد الكلام العنصري بيعني موافقتنا الضمنية عليهو … لا مكان للتغيير بالقلب و “أضعف الايمان” مع العنصرية !!

الحاصل اننا توارثنا هذا المرض لاجيال عديدة حتى تمكن منا و ظننا أن وجوده في دمائنا طبيعيا !!

الخطوة الأولى لاجتثاث هذا المرض اللعين هو وجود قوانيين رادعة للعنصرية و العنصريين… فالعنصريين بخافو ما بختشو …لكن لمن يكون المنوط بيهم إصدار هذه القوانيين هم أنفسهم من ينفخ في كير العنصرية ليحكم … ببقى إنتظار الحل من سبب المشكلة ضرب من العبث !!

فيا أيها الجادي في محاربة العنصرية و يا من ينشد التغيير الحقيقي … ما تخلي زول يردد كلام عنصري قدامك … ما تفوتو على إنو كلام عادي … وريه إنو الكلام ده بسئ ليهو هو ما للناس الوصفهم … خليه يخجل من ترديدو… و يعرف إنو الناس بقت تشمئز منو !!!

ما تقعد في محل بتقال فيه كلام عنصري و ما تمرر أي كلام عنصري حتى لو نكتة … ما تسمح باي شكل من أشكال العنصرية ظاهرة أو مستترة في بيتك أو بوستك أو حيطك في فيسبوك أو أي محيط إنت متواجد فيهو !!!

اتكلم مع عيالك إنو العنصرية مرض يفتك بالانسان… و إنو ضد ألدين و المنطق و الفطرة السليمة … و إنو الخلق كلهم عيال الله … نتقرب لله باحترامهم و معاملتهم كبشر بعيد عن أشكالهم و ألوانهم و قبايلهم و مناطقهم !!!

ولأن السماء لا تمطر تغييرا …التغيير ببدأ مننا و يتسع باتساع أحلامنا للوطن !!!

نحلم بوطن تشرق فيه الشمس عدلا كل صباح … يوزع الخير و ألحق و الجمال فيه علينا كلنا بالمساواة ..و إن تعذر ذلك … نتساوي فيه جميعا في الظلم و الفقر و التهميش !!

نحلم بوطن يرانا بعين واحدة … وطن أعمى من ألوان بنيه … لا يرى لغاتنا و لا لهجاتنا… و لا قبيايلنا و جهاتنا … نحبه و يحبنا لوجهه فقط !!!

نحلم بوطن نحترق كلنا بشمسه…. تحتها نمشي …. مرفوعة هاماتنا …مرتفعة راياتنا … لا إنتماء لنا سوى لهذا التراب .

[email][email protected][/email]