قمة الشاى المسيخ ..ودبّر حالك خيو !

قمة الشاى المسيخ ..ودبّر حالك خيو !

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

حكى لي صديق سوري وقبل انطلاق الثورة هناك ، أن قريبا له علق بين أيدي جماعة صاروا يوسعوه ضربا وفجأة توقفت عند جمعهم سيارة فارهة اكتشف صاحبنا المزنوق أن سائقها هو نائب دائرتهم في مجلس الشعب السوري، فقال جاءك الفرج ياولد ، وقبل أن يفهم النائب أسباب علقة الجماعة لابن دائرته أقترب من اذنه أحدهم ، ففهم النائب ، من هم بالضبط لا سيما بعد أن لمح سيارة الجيب القريبة التي توحي بانهم من أمن النظام ، فانسحب مدبرا ومد رأسه من نافذة سيارته وهو يدير محركها بسرعه وصاح في صاحب العلقة المسكين قائلا
( دبّر حالك خيو ) ثم انطلق!

تذكرت هذه الحكاية وأنا استمع الى بيان حفلة شاى بغداد الهزيلة المسماة مجازا القمة العربية ، وقد تراجعت القضية السورية في مضابط مقرراتها الانشائية الى مجرد سطر من قبيل التمنيات التي نسمعها في بيانات القمم العربية المسيخة منذ عقود !
وكأنها تقول للشعب السوري العالق في شناكل سلخانة النظام الباطش ( دبّر حالك خيو ) فدونك السيد كوفي عنان صاحب مبادرة النقاط الست التي ليس من بينها لا رحيل النظام ولا حتي نقل سلطة رئيسه الى نائبه كما تبنت مبادرة الجامعة العربية قبلا ، فتراجعت عنها قمة بغداد مما أثار شماتة أبواق حكم دمشق ، فقال شريف شحاتة انه موقف يدل على خزي عظيم يعتبر انتصارا مهولا لرئيسه بشار الأسد الذي بالطبع ابتهج لتدويل المشكلة طالما أنها قد تراوح طويلا فوق طاولة الامم المتحدة المكتوفة بعقال مصالح الفيتو الروسي الصيني !
أنعقدت القمة بمن حضر عشية جمعة سيطلق عليها السوريون وهم خروج في مظاهرتها الاسبوعية ( لقد خذلنا العرب والمسلمون )
والقمة تنّفض بعد ساعت من التئامها الواجف !
البعض أتاها لأول مرة للتعرف على شكل برتكولاتها ليس الا ، وجاءها أخرون ليكتبوا فقط على دفتر التوقيع
( حضرنا ولم نجدكم ) فيما أتي رؤساء ليقولوا أنهم لا زالوا على رأس دولهم وان لم يعد لها وجود وغاب عنها من رفعوا شعارات تسليح المعارصة السورية لان بغداد وهي تعتمر عمامتها السوداء في ظل حكم المالكي المحكوم ( بريموت طهران ) لن يتجاوز دورها في القمة مربع التباهي بنصب الصيوان وضمان أمن المعزين جوا وهبوطا ومواكبا تتحرك ذهابا وايابا ، مع تقديم القهوة السادة !
ويبقي السؤال قائما ومن المرحوم ؟!
أما رئيسنا الهمام فلست أدري معنى لمشاركته الا استعراض شيفونية رجالته حتى لا يقال انه خاف من كلبشات الجنائية ،فترك البلد في هذا الظرف هو ووزير دفاعه الموجود وقتها بالدوحة ليستريح من عناء وصداع ، أزمة تستوجب في البلاد التي يحترم فيها سياسيوها مسئولياتهم ، قطع الرحلات الخارجية والعودة لادارة الازمة عن كثب وليس الخروج من غبارها الى نسائم قاعات بغداد المحروسة بالأقمار الامريكية أوالتسكع في عواصم الآخرين المسالمة!

هي لم تكن قمة وانما انحدارا الى قاع خذلان الشعوب المغيبة عنها ، وتراجع ( الليق ) العربي من مرحلة الروضة الى مستوى الحضانة !
ومؤشر ينسل من بين رياح التغيير التي تكتنف المنطقة ينبيء بوجوب ( ربيع كاسح ) يكنس هذه الجامعة المسماة كذلك مجازا ، ويأتي بمدرسة ابتدائية يتعلم فيها الجميع الف باء كيف تكون التجمعات الاقليمية في صالح شعوبها، وكيف تحسب الحكومات حسابا لها طالما انها هي التي تؤتيها الملك وتنزعه عنها بارادتها الحرة بعد ارادة المولي عزّ وجل ..
انه المستعان ..
وهو من وراء القصد..