أسرة تضبط ابنتها في وضع مخل وتبلغ الشرطة

بحري- أبلغت أسرة الشرطة عن ضبطهم ابنتهم المتزوجة في وضح مخل بالآداب مع رجل داخل منزلها بمنطقة شرق النيل، وتشير الوقائع إلى أن أسرة السيدة فوجئ أفرادها عند عودتهم بابنتهم مع رجل في وضع فاضح ومخل، وفور تلقي البلاغ تحركت دورية ألقى أفرادها القبض عليهما، واقتيدا إلى قسم الشرطة ودون في مواجهتهما بلاغ بممارسة الأفعال الفاضحة وأخضعتهما للتحقيقات، ووجهت لهما النيابة التهمة وقدمتهما للمحاكمة، واستمعت المحكمة إلى قضية الاتهام وباستجواب المتهمين وجهت لهما النيابة التهمة وأصدرت محكمة النظام العام بالحاج يوسف قرارها في مواجهتهما وألزمتهما بدفع غرامة ألفي جنيه وفي حالة عدم الدفع السجن شهرين وأمرت بجلدهما (40).
اليوم التالي
السؤال لأهل المعرفة :
ما حكم المرأة المتزوجة والتي قبضت بالثابته ومن أهلها مع رجل زاني ؟؟؟
ولا نعلم هل هو الآخر متزوج أم غير متزوج ؟؟؟
والحكم في هذه القضية كان 2 مليون فقط + 40 جلدة لكل واحد !!!؟؟
نسأل الله أن يهدي نساءنا وبناتنا جميعاً ….
بس حزين لإنفلات بعض الأسر وخاصة بعض الطالبات في ظل هذا الكم الهائل من الجامعات
والداخليات والله يستر …..
ههههههه
القضاء السوداني المهزله
المرا متزوجه مفروض ترجم يامسلمين
غرامه الف جنيه , بس
المهم الكاش ؟هم اصلا تحار دين
هذه المرأة محصنة وعقوبتها حدية وليست تعزيرية، عقوبتها الرجم إذا كان الوضع المخل للآداب يقصد به الزنا كالرشا في البئر أو المرود في المكحل بشهادة الشهود أو الإقرار بالزنا . وتطبيق الحدود واجب شرعي ( ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه )ونخشى أن نستمر في الدغمسة ونهايتها أن يحل علينا غضب الله ،اللهم أجرنا ونجنا من الفساد والمفسدين ولا حول ولا قوة إلا بالله.
على رغم ان التاريخ والناس قد اتفقا على ان الحجاج بن يوسف الثقفي ( المبير ) اي المبيد انه طاغية وظالم الا ان الشيء الذي يحسب للحجاج انه لم يعطل حد من حدود الله وانه من اكثر الناس غيرة على نساء المسلمين و لا يعاقر الخمر رغم انه سلوك شخصي
ولكن مقارنة بصاحبنا الدفع اولا
فما ندري كيف يخدع شعب باسم الدين وهو مصدق
والله إنتهت القيم والأخلاق – أصلها متعودة – كان يجب القضاء عليهما حفاظاً كرامة الأسرة أو سترهما. طيب بعد الحكم السريع داء حتجي راجعة البيت ولا تسكن مع حبيب القلب — والسؤال الأهم وين الراجل صاحب البيت أكيد يكون مغترب وأحتاجت المرأة لإشباغ نزواتها ورغباته — أحلقو الأسر — لأن بعض المنازل تحولت لأوكار لكل شي … أسترنا ياستيييييييييييييييير
((قاضيان في النار وقاضي في الجنة))
هنا يجوز فقه السترة بدل الفضائح التي ستطال جميع افراد الاسرة—ولا يمنع الستر من تاديب الاثنين بواسطة الاسرة ومراقبة المراة واخطار الزوج لمزيد من المراقبة لبيته.
افراد الاسرة ..غير عاقلين كان يسترو بنتهم ..ويجلدوا الحمار علقة ساااخنة…بدل التشهير بها وفضحها وتدمير سمعتها …والقال ليكم منو ان القضاة وضباط الشرطة والعساكر نزيهين …ممكن يواقعوها وهي في السجن ..وكده يكونوا ذادو الطين بلة ..ولا اقول بلة الغائب…الله يهدي الجميع …
اعتقد والله اعلم انو البلاغ كيدي واحتمال تم استدراج الرجل الغريب وين في السودان دوريه تجي على طول من لحظة الاتصال دي واسعه شديد خالص لا اسعاف لا شرطه لا دفاع مدني شغالين بالطواري بلد ماشه برحمة الله ودعوات الكبار في السن وطيبة قلوبهم .. عزاءى لهم واشفاقي عليهم بتولي امرهم حثالة من اقذر انواع الكائنات لامور دنياهم
الرجم الرجم
حجة الاخ أمير بأن حد الرجم او القتل يجب أن ينزل فيه نص قرأني واضح حتى يكون الحكم صحيحا , ليست مقبولة.فاذا صح الحديث او الاحاديث الواردة و كانت واضحة الدلالة فيجب العمل بها .
و اعتقد ان الاخ يردد مقالات البعض مثل الدكتور عدنان ابراهيم و هذه الاقوال ليس لها مرجعية فمثلا عدد ركعات الصلوات الخمس التي هي عماد الدين ثبتت بالسنة و لم يذكر في القرءان عدد الركعات و اذا تابعنا قياس الدكتور عدنان سندخل في متاهات.
عموما لا توجد حجة نقلية أو عقلية تفيد بأن الحدود التي تحكم بالقتل ينبغي ان يكون الدليل فيها من القرءان فقط .
و من لديه دليل فليأتنا ببرهانه.
ان كان البلاغ عملا بروح السنة تطهيرا للانفس غيرة للدين فلهم من الله العزة والاجر والثناء من المسلمين واما ان كان بلاغ الاسرة عن ابنتهم لاجل الاقتصاص والتشفي فارجوا ان يضعوا الغيرة للدين مبدءا – قال الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم: “وايم الله، لو ان فاطمة بنت سرقت لقطع محمد يدا”
السؤال لأهل المعرفة :
ما حكم المرأة المتزوجة والتي قبضت بالثابته ومن أهلها مع رجل زاني ؟؟؟
ولا نعلم هل هو الآخر متزوج أم غير متزوج ؟؟؟
والحكم في هذه القضية كان 2 مليون فقط + 40 جلدة لكل واحد !!!؟؟
نسأل الله أن يهدي نساءنا وبناتنا جميعاً ….
بس حزين لإنفلات بعض الأسر وخاصة بعض الطالبات في ظل هذا الكم الهائل من الجامعات
والداخليات والله يستر …..
ههههههه
القضاء السوداني المهزله
المرا متزوجه مفروض ترجم يامسلمين
غرامه الف جنيه , بس
المهم الكاش ؟هم اصلا تحار دين
هذه المرأة محصنة وعقوبتها حدية وليست تعزيرية، عقوبتها الرجم إذا كان الوضع المخل للآداب يقصد به الزنا كالرشا في البئر أو المرود في المكحل بشهادة الشهود أو الإقرار بالزنا . وتطبيق الحدود واجب شرعي ( ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه )ونخشى أن نستمر في الدغمسة ونهايتها أن يحل علينا غضب الله ،اللهم أجرنا ونجنا من الفساد والمفسدين ولا حول ولا قوة إلا بالله.
على رغم ان التاريخ والناس قد اتفقا على ان الحجاج بن يوسف الثقفي ( المبير ) اي المبيد انه طاغية وظالم الا ان الشيء الذي يحسب للحجاج انه لم يعطل حد من حدود الله وانه من اكثر الناس غيرة على نساء المسلمين و لا يعاقر الخمر رغم انه سلوك شخصي
ولكن مقارنة بصاحبنا الدفع اولا
فما ندري كيف يخدع شعب باسم الدين وهو مصدق
والله إنتهت القيم والأخلاق – أصلها متعودة – كان يجب القضاء عليهما حفاظاً كرامة الأسرة أو سترهما. طيب بعد الحكم السريع داء حتجي راجعة البيت ولا تسكن مع حبيب القلب — والسؤال الأهم وين الراجل صاحب البيت أكيد يكون مغترب وأحتاجت المرأة لإشباغ نزواتها ورغباته — أحلقو الأسر — لأن بعض المنازل تحولت لأوكار لكل شي … أسترنا ياستيييييييييييييييير
((قاضيان في النار وقاضي في الجنة))
هنا يجوز فقه السترة بدل الفضائح التي ستطال جميع افراد الاسرة—ولا يمنع الستر من تاديب الاثنين بواسطة الاسرة ومراقبة المراة واخطار الزوج لمزيد من المراقبة لبيته.
افراد الاسرة ..غير عاقلين كان يسترو بنتهم ..ويجلدوا الحمار علقة ساااخنة…بدل التشهير بها وفضحها وتدمير سمعتها …والقال ليكم منو ان القضاة وضباط الشرطة والعساكر نزيهين …ممكن يواقعوها وهي في السجن ..وكده يكونوا ذادو الطين بلة ..ولا اقول بلة الغائب…الله يهدي الجميع …
اعتقد والله اعلم انو البلاغ كيدي واحتمال تم استدراج الرجل الغريب وين في السودان دوريه تجي على طول من لحظة الاتصال دي واسعه شديد خالص لا اسعاف لا شرطه لا دفاع مدني شغالين بالطواري بلد ماشه برحمة الله ودعوات الكبار في السن وطيبة قلوبهم .. عزاءى لهم واشفاقي عليهم بتولي امرهم حثالة من اقذر انواع الكائنات لامور دنياهم
الرجم الرجم
حجة الاخ أمير بأن حد الرجم او القتل يجب أن ينزل فيه نص قرأني واضح حتى يكون الحكم صحيحا , ليست مقبولة.فاذا صح الحديث او الاحاديث الواردة و كانت واضحة الدلالة فيجب العمل بها .
و اعتقد ان الاخ يردد مقالات البعض مثل الدكتور عدنان ابراهيم و هذه الاقوال ليس لها مرجعية فمثلا عدد ركعات الصلوات الخمس التي هي عماد الدين ثبتت بالسنة و لم يذكر في القرءان عدد الركعات و اذا تابعنا قياس الدكتور عدنان سندخل في متاهات.
عموما لا توجد حجة نقلية أو عقلية تفيد بأن الحدود التي تحكم بالقتل ينبغي ان يكون الدليل فيها من القرءان فقط .
و من لديه دليل فليأتنا ببرهانه.
ان كان البلاغ عملا بروح السنة تطهيرا للانفس غيرة للدين فلهم من الله العزة والاجر والثناء من المسلمين واما ان كان بلاغ الاسرة عن ابنتهم لاجل الاقتصاص والتشفي فارجوا ان يضعوا الغيرة للدين مبدءا – قال الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم: “وايم الله، لو ان فاطمة بنت سرقت لقطع محمد يدا”
الذين يقولون رجما هولاء الاحظ انهم لا يفرقون بين السنة والفرض ولا يعرفون لماذا طبق الرسو الرجم في تلك الحالة, لايوجد رجم للزانية الا في التوراة وهو حكم عمل به الرسول لانه لايوجد حكم انزل له في القران بعد الي ان انزلت سورة النور ولم يرجم احد بعد ذلك , القران والرسول هية للانسانية وليس انتزاع للانسانية من قلوبنا باسم الدين , فتعقلوا وللا تتخذوا من الرسل اربابا كما قال الله تعالي , هداكم الله وفتح بصيرتكم,وجنبكم الشيوخ والئمة الذين يقودون الامة المسلمة الي الهلاك, انظروا الي الجماعات المتطرفة واعترفوا ان هنالك خلل في العقيدة كل يوم بترك الناس كلام الله وتمسكهم بالسنة التي نصفها الرسول بري من ان يقولها.
يا جماعه هوي دقيقهه ما تملونا فقر وانتو امور دينكم ما عارفنها … لا يمكن اقامة حد الزنا عليها لان اثبات حد الزنا امر صعب الا يشوفوا ( الهناي في الهناي) واربعه شهود عديييل كده اها الناس الما فاهمين الهناي نقولوا عدييييل ولا نعرش على كده لذلك تمشيا مع ادروء الحدود بالشبهات تم تغيير الادانه الى وضع فاضح وامور السبعه ورقات بتاعتهم دييك ………. بي سطلتي دي اوعى من ناس كتير هنااااا
والله وتاالله امرين ان لم نتركها سوف يصاب السودان بدماااااااااااااااار
رهيييييييييييييييييب .
1/ الغناء اي الموسيقة التي علي قنواتنا وبيوتنا علي كل راس ثانية وليست علي كل راس ساعة احذرووووووووووووووووووووووووووووووووووووووا
2/الزنا اصبح شي كالمؤلوف لدي شريحة الشباب والشابات وهم لايعلمون ان افلتوا من عقاب البشر اي القانون لن ولن ولن ولن ولن يفلتون من عقااااااااااااااااب الله .
استغفروا ربكم وتوبوا اليه واللهم نسألك ان تلطف بنا وبكل المسلمين ياااااااااااارب .
متزوجه يجب ان يقام عليها الحد
يا Amir جزاك الله خير على تعليقك, لكن إذا قرأت سورة النور بالأخص بعد الآية التي أرفقتها, حتلقي نص قرآني صريح بالجريم للزاني المحصن, و عليهو شروط كمان
ولاً:
لا يجوز للمسلم أن يتجرأ على أحكام الشرع الثابتة بالكتاب أو السنَّة ، والواجب عليه التسليم لما قضى الله ورسوله ولا يعارض ذلك بهوى يسميه اجتهاداً ولا برأي يسميه مناقشة ، وقد قال الله تعالى : ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) النساء/ 65 .
ثانياً:
حد الرجم للزاني للمحصن ثابت بالكتاب والسنَّة والإجماع ، ولا التفات لرأي الخوارج والمعتزلة قديما في معارضته ولا التفات لأتباعهم حديثاً ، فلسنا نأخذ ديننا من أهل البدع والجهل والضلال والتمييع ، وليس ديننا عرضة للنيل منه بما يسمَّى رأياً أو اجتهاداً أو مناقشة أو تصويتاً .
قال ابن قدامة ? في فصل وجوب الرجم على الزاني المحصن , رجلاً كان أو امرأة – : ” وهذا قول عامة أهل العلم من الصحابة , والتابعين , ومن بعدهم من علماء الأمصار في جميع الأعصار , ولا نعلم فيه مخالفا إلا الخوارج ” .
وقال :
” ثبت الرجم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله في أخبار تشبه المتواتر ، وأجمع عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ” انتهى من ” المغني ” ( 9 / 39 ) .
ثالثاً:
وأما آية سورة النور والتي ذكر الله تعالى فيها حد الزاني بأنه مائة جلدة : فإن المقصود به الزاني غير المحصن من الرجال والنساء ، وليس فيها تعرض للزاني المحصن بذكر أو إشارة ، ومما يدل على ذلك : تنصيف حد الجلد في حق الأمَة المتزوجة إذا زنت ، والرجم لا ينصف ، وقد قال تعالى في حدِّها : ( فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ ) النساء/ 25 ، فقوله تعالى ( فإذا أُحصِنَّ ) أي : تزوَّجن ( فعليهنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ ) أي : الحرائر ، والجلد هو الذي يقبل التنصيف ، فالحد مائة جلدة ونصفها خمسون ، وأمَّا الرجم فإنَّه لا يتنصف ؛ لأنَّه موت .
هذا هو ظاهر الآية ، وأنها في الزاني غير المحصن ، وأما حكم الزاني المحصن فإن حكمه الرجم بالحجارة حتى الموت ، وقد ذُكر في آية قرآنية نزلت وتليت وعمل بها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ثم نسخت تلاوتها وبقي حكمها ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ” إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ فَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةُ الرَّجْمِ فَقَرَأْنَاهَا وَعَقَلْنَاهَا وَوَعَيْنَاهَا رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ فَأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ وَاللَّهِ مَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ وَالرَّجْمُ فِي كِتَابِ اللَّهِ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أُحْصِنَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ إِذَا قَامَتْ الْبَيِّنَةُ أَوْ كَانَ الْحَبَلُ أَوْ الِاعْتِرَافُ ” رواه البخاري ( 6442 ) ومسلم ( 1691 ) .
وكلا الحكمين ناسخ لحكم سابق للزناة ? محصنين وغير محصنين ? وهذا الحكم هو الحبس في البيوت ، فنسخ حكم حبس الزاني غير المحصن بآية النور بالجلد ، ونسخ حكم الزاني المحصن بالآية التي جاءت في كلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وقد جاء في السنَّة النبوية ما يؤكد هذين الحكمين والتفريق بين الزاني المحصن وغير المحصن ، فقد جاءت الإشارة إليه في آية قرآنية أنه يحبس في البيت حتى يجعل الله له سبيلاً ، قال تعالى : ( وَاللاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً ) النساء/ 15 ، وقد جاء هذا السبيل مبيَّناً في حديث صحيح وهو الرجم بالحجارة للمحصن ? وأكدته الآية القرآنية في كلام عمر – والجلد مائة لغير المحصن ? وأكدته آية النور – ، فَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ : ” قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( خُذُوا عَنِّي خُذُوا عَنِّي قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ وَنَفْيُ سَنَةٍ وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ وَالرَّجْمُ ) رواه مسلم ( 1690 ) .
وعليه : فإما أن تُجعل آية النور خاصة في الزاني غير المحصن ، أو يقال إنها عامة لكنها منسوخة في حق المحصن وحده ، إما بالحديث الصحيح في النص على رجم الزاني المحصن ، أو بالآية التي ذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمحضر من الصحابة نزولها وتلاوتها وعملهم بها .
قال ابن قدامة ? رحمه الله – : ” وقولهم إن هذا نسخ ليس بصحيح ، وإنما هو تخصيص ، ثم لو كان نسخاً لكان نسخاً بالآية التي ذكرها عمر رضي الله عنه ” انتهى من ” المغني ” ( 10 / 117 ) .
رابعاً:
وأما قول الصحابي عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه لما سئل ” هَلْ رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ ” فقَالَ : نَعَمْ ، ثم سئل : ” بَعْدَ مَا أُنْزِلَتْ سُورَةُ النُّورِ أَمْ قَبْلَهَا ؟ ” قَالَ : لَا أَدْرِي “: فليس فيه حجة لمن قال إن الرجم لم يقع بعد آية النور ، وإنها نص في عموم الزناة ! لأن الصحابي الجليل ابن أبي أوفى قال إنه لا يدري ، وهو لم ينف ولم يثبت شيئاً ، وقد ثبت أن الرجم وقع بعد نزول سورة النور ؛ فآية النور نزلت بعد حادثة الإفك ، وأبو هريرة رضي الله عنه كان أسلم بعدها ، وقد حضر إقامة حدِّ الرجم على زانٍ محصن ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : ” أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَنَادَاهُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي زَنَيْتُ ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ حَتَّى رَدَّدَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ ، فَلَمَّا شَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ دَعَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ( أَبِكَ جُنُونٌ ؟ ) قَالَ : لَا قَالَ : ( فَهَلْ أَحْصَنْتَ ) قَالَ : نَعَمْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اذْهَبُوا بِهِ فَارْجُمُوهُ ) .
رواه البخاري ( 6430 ) ومسلم ( 1691 ) .
قال الحافظ ابن حجر ? رحمه الله – : ” وقد قام الدليل على أن الرجم وقع بعد سورة النور ؛ لأن نزولها كان في قصة الإفك ، واختُلف هل كان سنة أربع أو خمس أو ست ، والرجم كان بعد ذلك ، فقد حضره أبو هريرة ، وإنما أسلم سنة سبع ، وابن عباس إنما جاء مع أمه إلى المدينة سنة تسع ” انتهى من ” فتح الباري ” ( 12 / 120 ) .
وقال ? رحمه الله – : ” قوله ” لا أدري ” فيه : أن الصحابي الجليل قد تخفى عليه بعض الأمور الواضحة ، وأن الجواب من الفاضل بـ ” لا أدري ” لا عيب عليه فيه ، بل يدل على تحريه وتثبته فيمدح به ” انتهى من ” فتح الباري ” ( 12 / 167 ) .
خامساً:
قول عمر رضي الله عنه في الآية التي نزلت في الرجم ليس له تعلق بمسألة ” حجية قول الصحابي ” ؛ لأن المنقول عن عمر رضي الله عنه ليس رأياً له في مسألة ، بل هو رواية لنص من نصوص الوحي ، وكان ذلك بمشهد من جمعٍ من الصحابة رضي الله عنهم ، ولا فرق في هذا بين ما نقله هنا وما نقله ? مثلاً ? من قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّمَا الأَعْمال بِالنِّيَّات ) ? متفق عليه – .
وانظر جواب السؤال رقم ( 111382 ) .
وانظر جواب السؤال رقم ( 110237 ) ففيه بيان الحكَم من نسخ التلاوة مع بقاء الحكم .
سادساً:
وأما قول عائشة رضي الله عنها في مسألة ” رضاع الكبير ” فله اتجاهان :
الأول : ما نقلتْه ? رضي الله عنها ? في حديثها عن رضاع سالم مولى أبي حذيفة من زوجته سهلة ، وقد كان ابناً لهما قبل تشريع تحريم التبني ، وهذا النقل منها ? رضي الله عنها ? هو نقل لوحي وتشريع وليس له تعلق بمسألة ” حجية قول الصحابي ” وهو كما ذكرناه آنفاً في كلامنا عن عمر رضي الله عنه في المسألة السابقة .
الثاني : ما اجتهدت فيه ? رضي الله عنها ? من جعل الحكم عامّاً في كل كبير فوق السنتين ، حينما تحتاج أسرة لإدخاله في بيتها من غير وقوع في حرج النظر والخلوة ، وهذا اجتهاد محض منها رضي الله عنها ، خالفها فيه سائر أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ، وَقُلْنَ لِعَائِشَةَ : ” وَاللَّهِ مَا نَرَى هَذَا إِلَّا رُخْصَةً أَرْخَصَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَالِمٍ خَاصَّةً فَمَا هُوَ بِدَاخِلٍ عَلَيْنَا أَحَدٌ بِهَذِهِ الرَّضَاعَةِ وَلَا رَائِينَا ” رواه مسلم ( 1454 ) .
وقد خالفها فيه ? أيضاً – جماهير الصحابة والتابعين والفقهاء .
وانظر الأدلة وأقوال العلماء في جوابي السؤالين ( 85115 ) و ( 175072 ) .
والله أعلم
تصرف أحمق وبليد
١- تدمير الأسره وتشريد الأطفال.
٢- فضح إبنتهم وتعيش طول عمرها عزباء.
٣- إحتمال كبير تنحرف وتصير عاهره.
٤- لو،،،حصل العكس وحصل هذا الفعل من ولدهم
هل يتصرفون نفس التصرف ؟
لو،،، أنا حصل لي نفس الفعل بستر بنتي .
تصرف أحمق وبليد
١- تدمير الأسره وتشريد الأطفال.
٢- فضح إبنتهم وتعيش طول عمرها عزباء.
٣- إحتمال كبير تنحرف وتصير عاهره.
٤- لو،،،حصل العكس وحصل هذا الفعل من ولدهم
هل يتصرفون نفس التصرف ؟
لو،،، أنا حصل لي نفس الفعل بستر بنتي .
لا رجم في الإسلام، ولا وجودَ لعقوبة كهذه أبداً في الإسلام، وآية النور محكمةٌ بيِّنة مبيِّنة مفروضة وقطعية الدلالة، وهي تحدد عقوبة الزنى بكل وضوح ولا يملك أحد حق نسخها أو تخصيصها.
قال تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} النور2
وطالما يوجد نصّ قرءاني قطعي الدلالة فلا حاجة للنظر في أي أمر آخر، فما بالُك إذا كان قد ورد في سورة بدأت بالآية: {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }النور1، وفي سياق انتهى بقوله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ }النور34، وتأكد بقوله تعالى: {لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }النور46، ومن الواضح أن كل ذلك كان لتبرئة القرءان من أقوال من سيلحدون في آياته، إن كتاب الله تعالى حجة على الناس كلهم، ولا يوجد من هو حجة عليه.
ويلاحظ أن الآية تنص على أن الجلد هو العذاب المشهود، كما أنها تأمر بإيقاعِ العذاب على الزاني والزانية، وكلمة الزاني هي اسم فاعل من الفعل “زنى”، وكونها مسبوقةً بأداة التعريف يشير إلى أن هذا الزاني معلوم ومعروف ومشهور ومعهود منه الفعل، وليس مجرد من زنى، فهناك فرق بين الصياغة الواردة في الآية وبين أن يقال: “يجب جلد من زنى”.
والآية هي بذلك ناسخة للحكم الذي كان مفروضا على أهل الكتاب وهو الرجم، فآية النسخ تبين أن شريعة القرءان ناسخة لبعض أحكام الشرائع السابقة، وعقوبة الزنى هي واحدة من هذه الحالات.
فالرجم كان عقوبة مقررة في شريعة بني إسرائيل، ولم يلغها السيد المسيح صراحة عندما قال: “من كان منكم بلا خطيئة فليكن أول رام”، وفي قول آخر: “من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر”، وإنما كان يريد إقامة الحجة على رجال الكهنوت الجفاة المتنطعين المنافقين، كما أن هؤلاء كانوا لا يقصدون إلى تطبيق شريعة، بل كان مقصدهم الإيقاع به.
والسبب في تغليظ العقوبة على بني إسرائيل هو منع الإفساد في الأرض في مجتمع بدائي يعتمد على صلابة ومتانة أفراده لمجرد البقاء، فشيوع الفواحش في مجتمع محاصر بالأعداء هو جريمة كبرى تهدده بالفناء، وهي بالتأكيد كانت تطبق ليس على الفعل العارض المستتر ولكن على من احترف الفواحش وجاهر بها.
وثمة مروية تبين أن الرسول قد حكم على اليهود بما هو موجود في توراتهم، وكان ذلك عندما حكّموه في أمر رجل وامرأة من اليهود اقترفا الفاحشة، وسواء حدث رجم أو لم يحدث فقد نزلت الآية القرءانية لتنسخ الحكم التوراتي: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ }النور2، فالقرءان هو الكتاب الناسخ والمهيمن، وهو مبين ومبيِّن وتبيان لكل شيء، فلا توجد عقوبة رجم في الإسلام البتة.
وطالما يوجد حكم قرءاني قطعي الدلالة ورد في آية بيِّنة مبيِّنة كما وصفها الله تعالى وفي سورة فرضها الله تعالى فيجب الإذعان لها، ولا يجوز تكذيبها أو تقييدها، ومن العجيب أن المحسوبين على الإسلام قد سخَّرهم الشيطان ليدافعوا عن شريعة بني إسرائيل المنسوخة -والتي يحاولون هم التبرؤ منها- وليصدوا الناس بها عن سبيل الله تعالى
——-
لقد قال الله تعالى في مطلع سورة النور:
سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ{1} الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ{2}
ثم أخذ يذكر الأحكام ويحث على العفة والآداب ومكارم الأخلاق وعلى تجنب الإفك والفواحش، وذلك في آيات بينات محكمات ليس فيها أي غموض، وذكَّر الناس خلالها بأنه يُبَيِّنُ لَهمُ الْآيَاتِ فقال: {وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{18}
ثم ختم هذه الآيات المحكمات زيادة في التأكيد بقوله: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ{34}}
ثم أتى بآية متشابهة مطلعها: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، ولأنه النور كان به البيان ومنه البيان، ولكن أبى الأعراب إلا كفورا، وخدعهم الشيطان وأضلهم وأعمى أبصارهم فقالوا بنسخ هذه الآية المحكمة المحصنة البينة بآية لا وجود لها لأن داجن الحي قد أكلتها!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! فيا للضلال المبين!!!
——-
ويجب العلم بأن المرويات الظنية والآثار لا تنسخُ آيات الله تعالى المحكمة! فحتى على قول المغضوب عليهم والضالين القائلين بالنسخ فالنسخ يكون بما هو خير من المنسوخ، ولا يمكن أن تكون مروية أو آية (الشيخ والشيخة) التي أكلتها داجن الحيّ أفضلَ من آية النور المبينة والمبيِّنة.
وبالطبع يمكن تمحيص الآثار التاريخية التي وردت في كتب الآثار بخصوص الرجم، هذا أمر منوط بعلماء التاريخ الحقيقيين وليس بالمتمذهبين، ولكن لا شأن للدين ولا للمسلم بها، وعلى المسلمين ألا ينتظروا جهود الجهابذة والممحصين في هذا الأمر، فالحكم القرءاني واضح وثابت ولا يجوز إثارةُ اللغط من حوله تأثرا بالآثار، فكل الآثار الواردة بهذا الخصوص لا مكان لها في دين الحق، ولا يجوز أن تُذكر في وثائقه.
أما القصة المنسوبة إلى عمر بن الخطاب والتي زعموا فيها أنه كان يودّ أن يكتب عقوبةَ الرجم في القرءان لولا مخافة كلام الناس فهي سُبَّة لمن رواها، وهي لا تلزم أحداً بشيء، وهي أيضاً تزعم أن ثمة قرءانا لم يُدوَّن، فهي معارضة للتعهد الإلهي بحفظ الذكر، وحتى لو كان ما هو مذكور في المروية قد حدث بالفعل فعمر بن الخطاب لم يكن إلها ولا معصوما ولا مشرعا في الدين، ولكن من المعلوم أنه هو بالذات صاحب القول المشهور “حسبنا كتاب الله”.
ويوضح موضوع الرجم حقيقة الخديعةِ الكبرى التي (شربتها) هذه الأمة والصفعةِ المذلة التي تلقتها على قفاها الكبير العريض، فأهل اللاسنة أقحموا المرويات في الدين (تحت اسم السنة التي هي بالمرَّة الوحي الثاني ومثل القرءان والحكمة المتلوة دون أدنى دليل) وذلك بحجة أن القرءان مجمل مبهم غامض يحتاج إلى ما يبينه، وهم بذلك يكفرون بما ذكره الله تعالى من أن القرءان نور ومبين ومبيِّن وتبيان لكل شيء، فهل يستطيع أحد أن يقول للناس ما هو الغموض الرهيب في هذه الآية؟: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ}النور2
ربما يقول قائل كما قال بنو إسرائيل من قبل: “وما هو نوع أداة الجلد؟ ومن أي مادة يجب أن تصنع؟؟!!” ولكنهم تفوقوا بجدارة على بني إسرائيل بل سحقوهم سحقا وأتوا بما لم يأتوا به؛ فقد ألغوا الحكم القرءاني بالنسبة للمحصنين وقالوا بأنه يجب رجمهم، وهم لم يستعملوا هنا المرويات لنسخ آيات الكتاب المنزل كدأبهم وإنما استعملوا آية لا وجود لها!!! فهل بيان الآية يكون بإلغائها كليا أو جزئيا، وما أشبهم بمن وجدوا عملاقا هائلا يبجله الناس ويتبعونه فزعموا للناس أنه مريض وبحاجة إلى دواء فمكنوهم منه فاستعملوا دواءهم المزعوم لمحاولة قتله!!!! وهكذا تم هجر القرءان المحفوظ بحجج واهية وتمت صياغة الدين باستعمال المرويات التي يمكن تحريفها ووضعها كما ثبت بالأدلة القاطعة.
والآن لنقرأ الآيات: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ{6} وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ {7} وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ{8} النور
إن السياق يدل على أن عقوبة الجلد هي للمتزوجين بالتحديد!! والعذاب المذكور هنا هو الجلد كما سبق أن نصَّت عليه الآية الثانية من نفس السورة.
والآية التي تقرر عقوبة الزنى لم تفرق بين أحوال الزاني أو الزانية، فالجرم واحد، ولو أن سياق الآيات يدل على أنها خاصة بالمحصنين، وهذا يشبه عقوبة السرقة، فالآية لم تفرق بين الغني وبين الفقير في العقوبة.
أما الآية التي تدحض تماماً حجج القائلين بالرجم فهي: {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } النساء25
فمن الواضح أن الموت رجما لا يمكن تنصيفه، والعذاب المعرف هنا هو نفسه العذاب المذكور في الآية:
{وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8)} النور
وهذا العذاب هو الجلد كما سبق بيانه، أما الموت رجما فهو عملية قتل.
وكذلك لا يمكن مضاعفة الموت رجماً لو كان هو عقوبة اقتراف الفاحشة، فالعذاب في الآية الآتية هو أيضاً نفس العذاب المذكور في آية النور بالنسبة للمحصنات:
{يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}[الأحزاب:30]
والزنا هو فاحشة بلا شك:
{وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلا} [الإسراء:32]
فالجلد ?وليس الموت رجما- هو الذي يمكن تنصيفه أو مضاعفته.
وقال تعالى:
{الزَّانِي لاَ يَنكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِين} [النور:3]
والزاني والزانية في هذه الآية هما المذكوران في الآية السابقة على هذه الآية:
{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِين} [النور:2]
ومن البديهي أن المقتولة رجما لا يمكن أن تتزوج مشركا ولا غيره، وبذلك لا يمكن أن تكون العقوبة هي الموت رجما.
ولقد وردت كلمة “رجم” ومشتقاتها ست مرات في القرءان، إحداهما لا علاقة لها بعقوبات، ولم يرد الرجم في هذه الآيات أبدا كعقوبة على اقتراف أي إثم، بل لم يلوح باستعماله إلا المشركون ضد الأنبياء والصالحين، قال تعالى:
{قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيز}[هود:91]
{إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا}[الكهف:20]
{سَيَقُولُونَ ثَلاَثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاء ظَاهِرًا وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا}[الكهف:22]
{قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَاإِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا}[مريم:46]
{قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيم}[يس:18]
{وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُون}[الدخان:20]
ومن الكوارث التي ترتبت على إصرارهم على أن الرجم هو عقوبة الزنى أنهم نسخوا بذلك التشريعات القرءانية الخاصة بتفصيلات هذه العقوبة وما يترتب عليها.
وموضوع الرجم كعقوبة والتي أخذ بها السلفية والوهابية وأهل اللاسنة وغيرُهم يوضح لكل إنسان الحقيقة البشعة للمذاهب التي حلت محل الإسلام، وإذا كان وجود هذه العقوبة هو سبة في جبين المذاهب، فلهم من الأخطاء في حق الله وكتابه ورسوله ما هو أبشع من ذلك.
وعقوبة الزنى هي من الأمور التي تبين الفرق الهائل بين دين الحق وبين المذاهب الضالة التي حلت محله؛ فهؤلاء الضالون ينسخون ويبطلون آية قرءانية محكمة في سورة فرضها الله تعالى على الناس بالآثار والمرويات، فهم لا يأخذون من القرءان إلا ما يتوافق مع الآثار، وقد قال لهم شياطينهم إن السنة (الآثار والمرويات) حاكمة وقاضية على كتاب الله تعالى فآمنوا بذلك وعضوا عليه بالنواجذ، وهؤلاء الذين كفروا بالقرءان وأحكامه وسننه يقذفون من آمن به بأنه يترك “السنة”!!!!! فهم في ظلماتهم يعمهون.
خطبة د.عدنان ابراهيم لا رجم في الاسلام
إن الحمدلله..نحمدُه ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات اعمالنا، من يهدهِ الله فلا مُضِلّ له،ومن يضلل فلا هاديَ له. وأشهد أن لا إله إلا اله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدا عبدالله ورسوله وصفوته من خلقه وأمينه على وحيه.. صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته المباركين الميامين وأتباعهم بإحسان الى يوم الدين وسلّم تسليما كثيرا ..
أيها الإخوة المسلمون الأحباب..أيتها الأخوات المسلمات الفاضلات يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم بعد أن أعوذ بالله من الشيطان الرجيـــــــم، بسم الله الرحمن الرحيـــم}سورة أنزلناها و فَرَضناها و أنزلنا فيهآ آيـــآت بيِّناتٍ لعلكم تَذَكَّرون (1) الزّانيةُ والزّاني فاجلدوا كل واحدٍ منهما مئةَ جَلْدة و لا تأخُذْكُم بهما رأفَةٌ في دينِ الله إن كنتُم تؤمنون بالله واليومِ الآخِر وَلْيشهَد عذَابَهُما طـــآئفةُ من المُؤمنين (2) الزّاني لا يَنكِحُ إلاّ زانيةً أو مُشرِكَة والزّانيةُ لا يَنكِحُهآ إلاّ زانٍ أو مُشرِك و حُرّمَ ذلك على المؤمنين (3) والّلذين يَرمون المُحصَناتِ ثمّ لم يأتوا بِأربعةِ شُهدآء فاجلِدوهم ثمانين جَلْدَة و لا تَقبلوا لهُم شهآدةً أبَدَا و أُولــــئِك همُ الفاسقون (4) إلا اللّذين تابو من بعد ذلك وَ أَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) وَ الَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَ الْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (7) وَ يَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8) وَ الْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9) وَ لَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ وَ أَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10)} النور، صَدَق الله العظيم و بلّغ رسوله الكريم ونحن على ذلكم من الشاهدين.. اللهم اجعلنا من شهدآء الحق القائمين بالقسط آمين اللهم آمين.
إخواني وأخواتي على الموعد مع عقوبة أو حَد الرّجم، رجم الزناة المحصنين من الرجال والنساء، الإمام الفقيه الشافعي الكبير (ابن حجر الهَيْتمي) وليس (ابن حجر العسقلاني) في شرحه المشهور على منهاج الإمام النووي قدّم تبريرا او تعليلا لنسخ تلاوة آية الرّجم (التي يُزعِم انها آية الرّجم)، وقد وقفتم عليها في الخطبة السابقة “والشيخُ والشيخة اذا زَنَيا فارجموهما البتّة نكالا من الله والله عزيزٌ حكيم،فارجموهما البتّة بماقضيا من اللذة، بماقضيا من الشهوة”… روايات كثيرة، آية ولكن لها روايات كثيرة لأنها آية ليس هذا شأنٍ الآيات، لماذا هذه الآية نزلت ثم نسخها الله تبارك وتعالى تلاوة وأبقى حكمها؟ وقد قلنا لكم هذا عجيب وغريب غير معقول وغير مقبول وغير منطقي، لأن التلاوة ايها الإخوة ? أي النص او الشيء المتلو- هو دليل الحكم فإذا اراد الله ان يستبقي هذا الحكم المهول القاسي الفظيـع “القتل بالرّجم حتى الموت” أي يوضع الجاني “الزّاني” المُحصَن، او الجانية الزانية المُحصنة و يُضرب او تُضرب بالحجارة الى ان تزهق نفسها… عقوبة مهولة جدا مخيفة وفظيعة، والذي لايراها فظيعة انا اقول لك: راجع إنسانيتك، فيك شيء غير طبيعي غير عادي، تقول هذه عقوبة عادية… هذه ليست عادية .لذلك العلامة الفقيه (ابن حجر الهَيْتمي) في شرحه على منهاج الإمام النووي قال: “الحكمة في رفع تلاوة هذه الآية،-هذه الآية غير موجودة في المصحف،لا نتعبّد الله بها في المحاريب ولا في الصلوات- لكن حكمها باقٍ، كان ذلك تخفيفا عنِ الأمّة” تخفيف في ماذا؟.. الحكم تقريبا تكاد الأمة تُجمِع عليه، ليس هناك اجماع حقيقي، لكن تكاد الأمة تتسالم وتتطابق وتكاد تُجمع على تقرير هذا الحكم “المحصن يُرجَم حتى الموت”.. أين التخفيف؟؟ التخفيف هنا أنها تُروَى ولا تُتلى، اخفى الله تلاوتها عنّا، لماذا؟ قال: “لأنه عقاب فظيع مخيف”. أنت بمجرد ان تسمع به ترتج أركانك.. حسنا هل الزّنا أعظم ام القتل العَمْد أيها الإخوة؟! لا، القتل العمد طبعا بإجماع الأمة، الأمّة اجمعت على ان القتل اعظم وأفحش من الزّنا. القاتل يُقتَل قِتلَةً حسنة، النبي قال: ” إذا قتلتم فأحسنوا القِتلَة”، قال: “لا قَوَدَة إلا بالسيف” ضربة واحدة بالسيف سريعة حتى يموت يموت في ثانية، لكن ليس حتى يُردَم بالحجارة.. هذا شيء متناقِض.
على كل حال، هذا المُفتتح يفيد أن العقوبة أقرّ علماؤنا وأئمتنا الكبار رحمة الله على الجميع أنها مهــولة فظيعة مخيفة بلاشك، هل هذه العقوبة مبدئيا تتناسب مع شريعة المبعوث رحمــة للعالميــن؟!! سوف نرى، وهو القائل فيما صحّ عنه: “انا نبيُّ الرحمة”، وفي صحيح مسلم: “إنما بُعثتُ رحمةً ولم أُبعَث لعنة” حتى على الكفار الذين قاتلوه و أرادوا قتله في معركة أُحُد، وكسروا رباعيّته وشجّوا وجهه ورأسه الشريف صلى الله عليه وسلّم، يا رسول الله ادعُ عليهم، قال: “لم أُبعَث لعنةً إنما بُعثتُ رحمة”. وصفُهُ في كتاب الله في سورة الأعراف: {الذين يتّبعون الرسول النبي الأُمّي الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخبائث وَيَضَـــعُ عَنْهُمْ إِصْـرَهُمْ وَالأَغْـلاَلَ الَّتِي كَـــانَتْ عَلَيْهِمْ (16)} هذه الشريعة امتازت من شرائع السابقين بأنها وضعَت عنا وعمّن اتبع هذه الشريعة حتى منهم الآصارَ والأغلال التي كانت عليهم، جاءت مُخفّفةً، ولهذا مصاديق وأمثلة كثيرة جدا ذكرها العلماء والفقهاء والمفسّرون على الخصوص فقالوا مثلا: كانوا في شرعهم وجوب وانبغاء قطع المكان الذي لابستهُ النجاسة من الثـَّوب، أو منهُ ومن البدن ايضا!..هذا شيء غليظ جدا.. هذا ليس لدينا، فلدينا يكون التطهير ويبقى الثوب، تطهير بالماء وانتهى كل شيء، أيضا كان في شرعهم ايها الاخوة إبانة العضو الذي خَطِأَ أصاب الخطيئة يـُبان .. عيسى عليه السلام في الإنجيل يقول: “إذا عَثَرتك عينك فاقلعها و ارمها، فهذا خير لك من ان تُرمى كلّك في النار”.. هذا شرع موسى قانون موسى هكذا وهو إبانة الآعضاء الخاطئة ايها الاخوة، أيـــضا التحتيم عليهم في القتل العمد والخطأ > القِصاص ! التحتيم عليهم بالقصاص لاتوجد دِيَة لا يوجد صُلح. جاء شرعُنا وقال: قتل الخطأ لا يوجد قِصاص فقط الكفارة، وأما القتل العمد في شَرعِنا الرّحيم {ومآ أرسلنــآكَ إلا رحمة للعالمين} الأنبياء،107حتى قتل العمد فيه العفو وفيه الصّلح و أخذ الدِّيـَة {فمن عُفِيَ من أخيهِ شيءٌ}البقرة،178 الله يقول هذا أخوك، وإن قتل أخاك وإن قتل اباك، وإن قتل ابنك لكنه يبقى أخوك ..اخوك في الملّة والدين، اُعفُ عنه اِستحيِي نفسه ليكون فعلك هذا محمدة لك في الدنيا والآخرة، وليكون من اعظم وأظهر مصاديق {ومن احيآها فكأنما أحيا الناس جميعا}المائدة،32 أنت أحيَيتَهُ حين عَفوتَ عنه فكأنك أحييت الناس من عند آخرهم ! كم أجرك؟ اجرٌ لا يُقادَر أجرُه، ولايعلم قدره الا الذي أمَر بالعفوِ والصّفحِ والتجاوز والتسامح الذي لا إله الا هو. أيـــــضاً كان في شرائعهم وقوانين و نواميسهم أنهم لا يتعبّدون الله الا في معابدهم، والنبي قال: “و جُعِلَت لي الأرض مسجدا و طَهورا، فأيُّما رجل من أمّتي أدركته الصلاة فاليُصلّي” في أي مكان بإذن الله تبارك وتعالى…
هــــــذا شرعُ الرحمة جاء تخفيفا {ماجَعَل عليكم في الدِّينِ من حَرَج يُريدُ الله ليُخفّف عنكم و خُلِقَ الإنسانُ ضعيفا}الحج،16. أنا اقول لكم وأما في شرعهم فالرّجمُ لأشياء كثيرة، حتى الذي يعتدي على مَلِك وتنتقص منه مكتوب في التوراة >يُرجَم، وأيضا الزناة فالتوراة لاتُفرّق بين انحائهم وبين اصنافهم محصنين كانوا ام غير محصنين ذكورا وإناثا .. مَن زنا يُرجـــــم ! .. أما القرآن العظيم فأتى واضحا واستعيدوا معي مطلع هذه السورة العجيبة الجليلة سورة النّـور ، واسمها سورة النور ?وهذا خطر لي للتو،بفضل الله- كأن الله يقول: عجيب يا أمّة محمد ..عجيب يا أمّة خيرتي.. عجيب يا أمّة القرآن أن تتهوّكوا وأن تتزيّدوا، وان تلعبوا بكتابي وبنبيّي بهذا التراث السماوي الطهور المتألق، وبصدد آيات واحكام انزلتها في سورة اسميتها “النور” لأن كل شيء فيها واضح.. انظروا كيف افتتحها الله {سورة أنزلناها و فَرَضناها} فرائض هذه ليست مجملة ولا مبهمة..لاتحتاج الى كثير الى تصنّع في التفسير والبيان لأنها مفروضة، اذن هي سورة مفروضة علينا ان نبخع لفرائضها.. { و أنزلنا فيهآ آيـــآت بيِّناتٍ}.. قال عنها بينات، والأمة تقول “لا ليست بينات..هذه السورة لابد ان ننسخ منها اشياء، ولابد ان نخص منها اشياء ..ليست واضحة!”. { الزّانيةُ والزّاني } من الفاظ العموم، تعُم كل زانٍ من ذكر وانثى من المكلّفين بغض النظر عن اذا كان محصنا او غير محصن.. هذا ماتقوله الآية، قالوا “لا، الخطب يسير..أنت تتفَيْقَه وتتفلسف بين يدي الله ورسوله!”.. نحن؟! بل على العكس نحن الذين عَزَّ علينا و كَبُرَ علينا جدا أن تعمل هذه الأمة على تشكيك ابنائها وبناتها وعلى تشكيك نفسها في كتابها وفي نبيّها ..إي والله تشكيك في نفسها، وسأثبت لكم بالبرهان اننا لو كان لنا شيء من العقل والإنصاف لعلمنا اننا نشكك أو استجبنا لِمَن شَكَّك، ودسَّ هذا في كتب الحديث طبعا.. ومن هنا دائما كلما عثرتْ بأمثال هاته المواضيع اقول صلى الله على خير معلّم الناس الذي قال: “لا تكتبوا عني شيئا غير القرآن، من كتب عني غير القرآن فليَمحُه” وهذا حديث في الصحاح، لأنه كان يعلم أنه بإسم الأحاديث سيُكذَب عليه وعلى اصحابه و أزواجه امهات المؤمنين، وعلى ربه وكتابه. نحن ندين الله تبارك وتعالى بأن النبي ماكتم شيئا من كتاب الله. في حديث مسروق ابن عبد الرحمن ابي عائشَ الكوفي..تلميذ ام المؤمنين عائشة رضوان الله عليهما قالت له: “مَن حدّثك ان محمدا كتمَ شيئا من كتاب الله فقد أعظَمَ على الله الفِرْيَة” ، اكبر كذاب هذا وتقول لي: شيء مكتوم!. لكن ابن الضُرَيْس -غفر الله لنا و له ?في كتابه يروي عن عبدالله بن عمر وبالسّنَد.. عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: ” لايقولنّ احدكم قرأتُ القرآن كُلَّهُ فإن من القرآن مارُفِع” أي القرآن كله لايعرفه الا الله،فيه اشياء رُفِعَت منه وما ادراكم؟!!. أي كلام فارغ هذا ؟؟؟ (و عبدالله وعمر الفاروق بريئون مما نُسِبَ اليهما)، والله يقول{وإنّا له لحافِظون}الحجر،9، وهم يقولون قال ابن عمر فيه اشياء مرفوعة..طبعا مثل “الشيخ والشيخة” !!!
عَجِبتُ ايها الإخوة لنا نذهب نتحدث عن عبدالله ابن المقفّع، وقبل ابن المقفّع وتقافيعِهِ اللعين مُسيلمة الكذّاب الذي ذهب يحاكي القرآن وما قَدَرَ وماقارب وليس يسوغ له ولا يتأتى لأي أحد من الإنس والجن، لو تأتّى هذا لشيء من احد لتأتّى لفصحاء قريش وهم افصح العرب.. عَجِبتُ لنا نـــذهب نُعظِم النكير على هؤلاء لكن اين نكيرنا على من نَسَب هذا الى اصحاب رسول الله، اين نكيرنا على من طرّق طريقة لتوضع هذه الآثار في الصحاح في بخاري ومسلم.. ويقولون لي: انت تُشكّك في البخاري ومسلم! .. حسنا وأنت تُشكّك في كتاب الله، لايكبر عليك ان تشكك الناس في كتاب الله لكن لو تكلمنا بالحق وبالميزان تقول “تشكك في البخاري” صار البخاري ? رحمة الله عليه رحمة واسعة- أقدَس عندنا من كلام ربّ العالمين ، بل أقدس من رسول الله نفسه!!! شيء غريب يا اخي، كأن الله تكفّل بحفظ البخاري ولم يتكفّل بحفظ كتابه { وإنّا له لحافِظون } !!
لأنه في حديث أنس في صحيح البخاري “سورة انزلها الله وكان مما انزل فيها وارتفع وارتفع هذا كله ..ماعدنا نتلوه ولانتعبد الله به أن بلّغوا اخواننا أو قومنا أنّا لقينا ربنا فَرَضيَ عنا وارضانا”. ماهذا أهذا قرآن؟! قال لك هذا في البخاري هذا شيء نزل وبعد ذلك ارتفع… . في اصحاب بئر معونة الشهداء رضوان الله تعالى عليهم واختُلِفَ في عددهم هذا في البخاري.. القرآن نزل وارتفع!، في صحيح مسلم: عن ابي موسى الأشعري: “في سورة طويـلة كانت وشديدة نشبهها في الطول والشدة ببراءة التوبة، يقول ابو موسى الأشعري (وحاشاهان يكون قد قال انا احلف والله ماقال ولا درى بهذا ولاكان شيء بفضل الله تبارك وتعالى) وكان مما انزل الله فيها: {لوكان لابن آدم واديان من مال لانبغى ثالثا ولا يملؤ جوف ابن آدم الا التراب ويتوب الله على من تاب}!. كلنا مذ كنا صغار ايها الاخوة نعلم ان هذا حديث نبوي، ويُروى هذا حديثا من كلام النبي وحديث جميل وجليل .. لكن لمَ جعلتموه آية؟ مالقصد ان تقولوا هذا كان قرآننا و نُسِخ ؟!! والثابت في احاديث اخرى وهذا في صحيح مسلم في الصحيح ايضا أن هذا قرآن نُسِخَت تلاوته، عجيب، اذا نسخت لماذا تتحفّظونه؟ لو اراد الله نسخه ورفعه وانساؤه لأنساه الجميع كما قلت في الخطبة السابقة “لانسخ في القرآن”، لكن هذا حديث من كلام النبي..ولا اعتراض على هذا، لكن يقولون لك هذا في مسلم انه كان من كتاب الله. وهل هذا النمط من التعبير هو تعبير كلام اللـــه ؟!!
في صحيح البخاري: “لاترغبوا عن آبائكم فمن رَغِبَ عن أبيهِ فهو كُفْرٌ” > قال عن هذه آية!..كانت آية وانتسخت كما ذُكِرَ في البخاري !، لماذا نتكلم عن (مسيلمة) و(المقفّع) مالقصد من وراء التأكيد والتشديد والبدء والاعادة على ان هناك قرآنا نُسِخَت تلاوته ماعاد مكتوبا، وماعاد يُتلى ؟!! أن القرآن ليس محفوظا.. أن القرآن ليس متواترا، فالقرآن لايثبت الا بالتواتر.. وأعجب من هذا حديث “الشيخ والشيخة اذا زَنَيا فارجموهما البتَّة”.. طبعا البخاري ومسلم لم يُصرّحا بهذا، تحدّثا عن آية الرجم التي تحدث عنها عمر. لكن غير البخاري كالنّسائي في ، والإمام مالك في موطّأه لكن من طريق سعيد ابن المسيّب عن عمر والمشهور عند علماء الجرح والتعديل والرجال أنّ سعيد ابن المسيّب لما اُستُشهِدَ عمر كــان سعيد ابن سنتين .. فمتى روى عن عمر، متى لقِيَ عمر اصلا ومتى ادرك هذا ؟!!!
هذا في موطّأ مالك عن سعيد ابن المسيّب عن عمر عن آية الرجم ويُحذّر ان نذهل عنها حتى لانتورط في إنكــار فريضة انزلها الله في كتابه يقول “فيضلُّ بترك فريضة انزلها الله في كتابه”! .. اين هي في القرآن ؟! مالقرآن عندنا محفوظ..أين انزلها الله في كتابه؟!! “ألاَ إنّ الرجم حق في كتاب الله”…. أيــــــن في كتاب الله؟!!! هذا يُنسَب الى عمر و مخرّج كما قلت لكم في الصّحاح.. هذا في الموطّـأ. طبعا وحتى ?للأسف الشديد ? تكمل الدائرة لقد شاركنا “شَرَف” ادعاءات “الشيخ والشيخة” إخواننا من الشيعة ! في : “والشيخُ والشيخة اذا زَنَيا بماقضيا من اللذة” لــذّة ؟!!! أَوَرَدَ في كتاب الله كلمة “لذّة” ؟!! ….”..بماقضيا من الشهوة” قالها ابو عبدالله جعفر الصادق وصحّحه محمد باقر المجلسي صاحب قال هذا “الشيخ والشيخة” موجود. موجود أين يا اخي ؟! أي نعم موجود عند السنة وعند الشيعة.. شيء غريب!
الاعجب من هذا وأسأل الله عز وجل ان يحلُل عقدة من لساني يفقهو قولي، الاعجب من هذا ان الامام (اباجعفر ابن جرير الطّبَري) في تفسيره العظيم – جزاه الله خير الجزاء- قال هذه الآية من التوراة، لقد ذكرها والحديث طويل.. جاء اليهود يتحاكمون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم في اثنين زَنَيَا، فسألهم من اعلمكم بالتوراة؟ قالوا فلان الأعور (رجل كان يُلقّب بالأعور) فأُوتيَ به. فقال له الرسول أأنت اعلمهم بالتوراة؟ قال: هكذا تزعُم يهود. فقال له أنشُدُكَ بالله وبالتوراة التي انزلها الله على موسى يوم طور سيناء، ماذا تجد في التوراة في الزانيَين ؟ فقال نجد فيها يا ابا القاسم أن الشريف اذا زنا بدنيئة (أي امرأة من العامة ليست من عِليَةالقوم) فإننا نحمّم وجهه (أي يضعون الفحم على وجهه يسوّدوه به) ونُركبه على بعير ونجعل وجهه قِبَل ذَنَب البعير (بالمقلوب كما نقول بالعامية ويبدو ان المسلمين اخذوها من بني اسرائيل يسمون العقوبة بالتجريس واشتُهرت جدا بالذات في العهد المملوكي في القرن الثامن الهجري ومابعده)، وأما الدنيئة فنرجمها، ونفعل هذا (أي الرجم) بدنيء اذا زنا بشريفة، فالدنيء يُقتَل والشريفة تُحمم و تُجَرّس . يعني دائما ينجو الذي يكن من عِليَة القوم. فأعاد النبي عليه: أنشُدُكَ بالله وبالتوراة التي … (ثلاث مرات تقريبا)، فقال نجد فيها ” “والشيخُ والشيخة اذا زَنَيا فارجموهما البتّة”. هذه آية توراتية، طبعا التوراة الحين بين أيدينا، واسألوا احبار اليهود.. اكيد سيخبروننا ان سألناهم أنه لاتوجد آية “الشيخ والشيخة”، هذا كلام لا معنى له..كلام متناقض وهذا الكلام بالذات يحتاج الى ادلّة وتخصيص وقصة طويلة كبيرة.. اتعرفون لماذا؟ انتبهوا، إذن هذه الآية على مايُقال آية توراتية، لكن واضح ان الذي وضع هذه الأكاذيب والأفائك والأُزعومات كان عالما ان هذا شرع التوراة، وهاته آيات التوراة وأراد ان يُلصِقها بكتاب الله تبارك وتعالى، لماذا لم تكتفِ ان تقول انها من التوراة؟! لا، لو قال من التوراة التوراة مُلزِمة، لو قيلَ لنا رسول الله رَجَم ماعزا ابن مالك الأسلمي، و رَجَم الغامدية، وهناك حالة ثالثة وكل الحالات بالإقرار وليست بالبيِّنَة.. طبعا يَهُل جدا الاجابة عن هذه الشُّبهَة: نقول رَجَم قبل نزول سورة النور إن ثبت عنه أنه رَجَم، وأنا اسأل الله ان لايكون قد رَجَم اصلا، واستبعد ان يكون رَجَم، لكــن إن ثَبَت في واقع الحال وليس فقط في صحيح مسلم وبخاري.. ان ثبت فيما يعلمه الله فالأرجــح انه فعل هذا قبل أن تتزّل عليه فرائض سورة النور ، وسأثبت لكم بالأدلة والبراهين . لأنه صلى الله عليه وسلم كان يُحِب موافقة اهل الكتاب فيما لم يؤمِر به في شيء، لأنه شرع والله قال: {إنّا أنزلنا التوراة فيها هدىً و نور يحكمُ بها النبيّون الذين اسلموا للذين هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} المائدة،5 ، لكن قبل أن تنزل سورة النّور، فلما نزَلَت نَسَخَت هذا الشّرع وهـــذا ايضا اثبات جديد ومصداقٌ جديد أن شرعُنا هو شرعُ الرحمة ! شرعنا دائما يتقدم على اهل الكتاب، وجاء يرفعُ عنا أي يضع عنا الآصار والأغلال وليــــس العكس!.
قال تعالى: { لِكُلٍّ جعلنا منكم شِرعَةً ومنهاجا } المائدة:48 موسى له شِرعة، عيسى له شرعة، محمد صلى الله على الجميع وعلى آل كلٍّ وسلّمَ تسليما كثيرا لــه شرعة.. لكن شرعة موسى فيما يعرف كل علماء الاديان المقارنة وتاريخ الاديان شِرعة ماذا؟ شِرعــة الناموس، شرعة موسى شرعة القانون، واقرؤا التوراة واقرؤا عن الشروع عن التّلمود التّلمود النسخة الكاملة في زُهاء خمسين مجلّدا..شيء عجيـــــب! خمسون مجلّدا قوانين..تعقيدات شديد جدا، قفص حديدي كل شيء.. في الآكل في الشرب..في العبادة..في الزواج ..الخ، شيء معقد جدا جدا سمّاه عيسى الناموس،لذلك عقلية اليهود عبر الزمان عقلية قانونية لاتُفسِح كثيرا للرحمة للمحبة للعفو للتجاوُز .للتسامح ..يقول لك لا، قانون! الحق حق..هذا لك وهذا لي .. هكذا عقلياتهم في الاصل، ليــس لديهم مُدخَل قِيَمي..مدخل اخلاقي واسع .. لا، بل قـــانوني..اتعرفون مثل مَن ؟! مثــل الذين يدّعون حمل الإسلام بالطّول والعرض .لن اُسمّيهم تعرفوهم.. عقلية قانونية ..كلها قانون: حرام..حلال..بدعة..شِرك..كفر ..كذا وكذا .. .ماهذا يا اخي؟! هذه عقلية مثل عقلية بني اسرائيل. لااقول عقلية اسرائيلية، لكن عقلية مثل عقلية بني اسرائيل!.. لا تلتفت الى الجوهر ولا الى المقصد ولا الغاية، تلتفت الى الرسوم، ودقائق التفاصيل، يؤلفون لك كتبا: كيف تنزل على الركبة وعلى الأيدي، وأين تضع اليد..الخ ، مــاهذا؟ ماحاجتنا الى هذا ؟!! ماحاجتنا الى هذه المسائل؟!! هل معنى حديث الرسول: “صلوا كما رأيتموني أصلي” ان تفتعل مشكلة وتَشُقّ صفوف المسلمين في المساجد وفي الجامعات وفي الكتب وفي المنابر..لأجل شرح وضعية اليدين في الصلاة كيف تكون تحديدا كالإسبال وغيره من وضعيات؟!!. الصحابة لم يكونو يهتمون بهذه الاشياء، لذلـــك الأحاديث تعارَضَت عنهم..
على كل حال، شريعة موسى هي شريعة القانون { لِكُلٍّ جعلنا منكم شِرعَةً ومنهاجا }. شــــريعة عيسى عليه السلام شريعة المحبــة الصفح العفو التجاوز،تنازل عن حقك،اعطِ الكثير،اعطِ مما اعطاك الله واكثر ممايُطلب منك في كل شيء، القانون هنا اصبح ضعيـــف الحضور جدا. الاخلاق بارزة الحضور في شريــعة عيسى. في نهاية المطاف هذا الشرع لن يكون واقعيا، لذلـــــك رأينا المسيحيين عبر العصور اكثر من بني اسرائيل واكثر من المسلمين عشرات المرات هم الذين شقّوا العالم هم الذين حرّكوا الحروب الصليبية، هم الذيب ذبحوا الآخرين، هم الذين ذبحوا انفسهم، الحروب الدينية شيء مخيف مرعب مرعب..وكله بإسم عيسى ..بإسم شرع عيسى. هــل هذا شرع عيسى ؟!!!!!!! لأنه هذا الشرع غير واقعي قليلا، شرع مثالي زيادة عن اللزوم فيصبح غير واقعي.
جاءت الأمّة الوسط بالشِّرْعَة والمنهاج الوسط {وجعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهدآء على الناس} البقرة: 143 لدينا القدرة و اللياقة ((إن فَهِمنا!)) لا كإخواننا اصحاب النواميس والقوانين، ولا كالصوفية والدراويش اصحاب المنطق المحبة الزائد الذي اخرجهم الى حدود الزندقة والعياذ بالله فبعضـــهم لايصلي ولا يصوم ويستحلّ الكبائر ويقول الله غفور رحيم والله محبة من صوفيتنا!. لالا، شرعُ محمد كما نعلمه، وكما مطالعه في كتاب محمد الذي اُنزِل على قلب محمد النبي الأمين صلى الله على محمد وعلى آلِ محمد هو شرعٌ وسط ، فقسوة القانون ومقاطع الحقوق، وحدود الواجبات ممزوجة فيه بروعة الأخلاق و سماحة التغافُر والحث على المحبة.. شرع مَرِن، و واقعي وقابل للتطبيق وقادر على انتاج العدالة، وإعادة انتاج العدالة في كل قضية.. شرع متوازن ايها الإخوة. طبعا الشّهادات لانقول بالمئات لكن بالعشرات من دارسي القانون يتحدث بلغة قانونية -في الغرب هنا ? على هذه السّمَة للشريعة الإسلامية!. مرة اخرة حسدونا على هذا ، فقالوا: لا، مرة اخرى تثبت يامحمد وتُبرهِن بقرآنك ان شرعك اكثر مرونة و روعة و رحمة أكثر من شريعتنا من توراتنا، فنسَختَ الرجم وقد رَجَمَت بالجلد فقط!، اما للمحصنة لانريد، سندسُّ هذا عليكم مرة اخرى، سنعيد تخليقه وانتاجه وسنغشّ هذه الأمة. و انطلت الحيلة،
لكن انتبهوا، لماذا جعلوها آية؟ لماذا لم يكتفوا بنسبها الى الأحاديث؟ كما قلت لكم/ سهلٌ أن نَرُدّ على الأحاديث، حين نجعلها آية المســألة تصبح أصعب!. لو قلنا انها من الأحاديث: من العلماء من يقول (لا يسوغُ ولا يجوزُ للسنة النبوية ان تنسخ كتاب الله) اتعرفون من هو؟ إنه الشافعي إمام ابو عبدالله الشافعي في الرسالة، مذهب الشافعي في كتابه الذي عبّر عنه وفصّله أن السنّة لا تنسخ القرآن ممنوع، وأن القرآن لا ينسخ السنة ايضا ! حتى لانتطرق الى طريق ابطال السنة بإسم القرآن، لا القرآن ينسخها ولا هي تنسخه.
وفي مذهب ابي حنيفة وأتباع ابي حنيفة الإمام الأعظم قال لك: السنة المتواترة فقط قادرة على ان تنسخ القرآن، الآحاد لاتنسخ القرآن. سوف نرى احاديث الرجم آحاد ام متواترة، أين هي من التواتر؟! بينها وبين التواتر مفاوز ولذلـــــك تفتّق ذهنهم الشرير اعداء هذه الأمة عن هذه الحيلة “فالنجعل الرّجم آية، والقرآن ينسخ بعضه بعضا فنسخنا مافي النور في حق المحصنين بآية قرآنية، نزلت ثم ارتفعت وحكمها باقٍ”… اذا أراد الله أن يُلزِمنا بحكمها لماذا رفعهــــــــــا؟؟!! تعرفون في علم القانون يوجد شيء اسمه “شرعية الجريمة، وشرعية العقاب”، القاعدة في علم القانون أي لابد من التنصيص على الجريمة ، والتنصيص على العقوبة، ولابــــد من النص ان يكون قطعيا ومضمون بلوغه للكافة، لذلم في كل الدول في الشرق والغرب حين يشرّع البرلمان المجلس التشريعي قانونا جديدا فإنه يُنشر في الجريدة الرسمية للحكومة ليضمن ان يبلغ الكافة، ويُصاغ بطريقة تجعل فهم المراد منه ودلالاته واضحا تقريبا حتى لغير المختصين فإن طرقه شيء او شابه غموض أ ابهام او لبس، يأتي هؤلاء المقنّون ويعيدون شرحه و تفصيله بأوضح عبارة وإن اقتضى المقام الإسهاب لأنه لا تجريم الا بنص ولابد ان يكون النص قاطعا في وروده، قاطعا في دلالته ولاعقوبة الا بنص، ولابد ان يكون النص على العقوبة قاطعا في وروده، قاطعا في دلالته.. وسنرى موضوع التجريم لاقاطع في وروده اطلاقا ولاقاطع في دلالته، وسأعالج المسألة من جهة اصولية، ولعلي لم اُسبق لهذا الى الآن لم اقرأ لأحد عالجها من هذه الزاوية، مع انها متاحة فكل دارس للأصول يمكن ان يعالجها من هذه الزاوية كما سأفعل بعيد قليل..
اعلم انّ بعضكم وبعضكنّ لن يستوعب بسهولة، لابد ان يعاود السماع مرات ومرات..
للأسف قبل سنوات في أول هذه الألفية كتب الأستاذ الدكتور طارق رمضان المفكر الإسلامي الفاضل من سويسرا والان مقيم بالدوحة بقطر، كتب بيانا يدعو فيه الى تعليق على العمل بالحدود، طبعا هاجت الدنيا وكان مماذكره رمضان أن حد الرجم وإن ورد في كتاب الله غير مناسب وو… . هذا كلام غير صحيح فحدّ الرجم ليس له ذكر في كتاب الله لا من قريب ولا من بعيد، فإذا اخطأ مثل طارق رمضان الذي قضى حياته في الفكر الاسلامي لكنه غربي ليس مفكرا عربيا اصيلا مولود في الغرب لغته هي الأجنبية، لذلك استحضاره لكتاب الله ضعيف اكيد، لهذا هو جعل الرجم في كتاب الله، وهذا غير صحيح.
ماذا قال العلماء، قالوا اولا: الله تبارك وتعالى درّج وناسخ في حدود (أي عقوبات) وأجزية الزنا فبدأ اولا بآية سورة النساء {واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهم اربعة منكم فإن شَهِدوا فامسكوهن في البيوت حتى يتوفّاهنّ الموت او يجعل الله لهنّ سبيلا ، واللذان يأتيانها (أي الفاحشة) منكم فآذوهما فإن تابا واصلحا فأعرضوا عنهما .. الآية} ، قالوا هذا في الجزاء الأولي بعد ذلك نُسِخ، في الحديث الثابت الصحيح عن عبادة ابن الصامت قال صلى الله عليه وعلى آله وسلّم تسليما كثيرا: “خذوا عني” وفي رواية “خذوا عني، خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلدُ مئة وتغريب عام، والثيّب بالثيّب جلد مئة و رجمٌ بالحجارة” قالوا هنا حدث تطور في التشريع، متى قال النبي هذا؟ قالوا قاله بعد نزول آية النور، يعني حدث نوع من التخصيص او النّسخ. قالوا حدث نوع من النسخ او التخصيص لما في آية النور في حق المحصنين، وبقيَ الموضوع في غير المحصنين في العزّاب والابكار على ماهو لكن زاده النبي عقوبة التغريب أي النفي من باب التعزير كما قال السادة الحنفية وغيرهم. اذن هناك نسخ هناك تخصيص، كل تخصيص هو تأويل من باب التأويل.. امر معروف كما يقول الأصوليون.
أحب ان انبّه و استعين الله تبارك وتعالى حتى ألملم افكاري وأدرّج، موضوع معقد جدا وشائك يحتاج الى كتاب حقيقة !
أول شيء قلت لكم في الخطبة السابقة آيتا سورة النساء فيما يرجّح كبار العلماء وأنا تعلمت منهم أن الفاحشة فيهما لاتعني الزّنــا بل في الآية الأولى {واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم } لقد بيّن هنا في كلمة من “نسائكم” أي انه امر يختص بالنساء فيما بينهم، والدليل انه قابل النساء بذَكَرين قال : {واللذان يأتيانها منكم } ..حسنا هنا “نساء” وهنا “ذكران” اذن هنا توجد فاحشة اخرى.. يقول لي احدهم “يارجل اربع على ضلعك..ماهذا الكلام الفارغ هذا..الفاحشة هي الزنا”. اقول له انت لم تفهم شيئا وكأنك لم تتلو كتاب الله مرة واحدة في حياتك. السّدومية ?وأنا لاأحب ان اسميها اللواط او اللواطة وقلت هذا من قبل خمسة عشر سنة، فالله لم يقل=ُل اللواط، والنبي لم يقل اللواط، لكن الفقهاء قالوا اللواط ولواطة النساء.. عبارة قبيحة جدا جدا! أتنسُب هذا الفعل الشنيع المقبوح المرذول الى نبي الله، والله مايجوز..بل قُل من عَمِلَ عمَلَ قوم لوط، والأفضل كما يفعل الاجانب في الغرب يسمونها السدومية نسبة الى قرية سدوم وعمورة التي كانت فيها هؤلاء القوم، لكني اُضطر الى قول كلمة اللواط لأن اغلب السامعين لايفهمون كلمة سدومية فيعتقدونني أؤلّف اشياء جديدة من عندي، فالسّدومية تعني اللواط أي شذوذ الرجال فيما بين بعضهم البعض- فإذن في كتاب الله تبارك وتعالى كأيّن من آية لوط يقول لقومه {إنّكم لتأتون الفاحشةَ ماسبقكم بها من أحدٍ من العالَمين} العنكبوت 28، {أتأتون الفاحشة وأنتم تبصِرون} النمل،27 ، مالفاحشة هنا؟ السّدومية أي اللواط..واضح جدا! سمّاها الله فــــاحشة، لأن الفُحش في الأصل و فَحُشَ الشيء هو مجاوزة القَدْر المقبول في كل شيء قولا او فعلا، لذلك يُقال : رجلٌ فاحش الطول، انه طويل طولا غير مستحسن طولا قبيحا، وفُحش القول ” ليسَ المؤمِنُ بِطَعّان ولا لعّان ولا فاحِش ولا بَذيء ?فبذاءة اللسان النبي سماها فُحش وليس معناها هنا الزنا. على كــل حال فتح الله -وله الحمد والمنة إن أصبت وإلا فالخطأ مني ومن شيطاني ? وقفتْ على اشياء غريبة ضوابط من اعجب والله العظيم ، هذه وحدها – من كان له قلب أو القى السمع وهو شهبد أُقسم بالله أُقسم بالله – تُبت أن هذا القرآن من عند الله .. في القرآن الكريم هناك فاحشة، وهناك الفحشاء، وهناك الفاحشة المبينة، وهناك الفواحش. وشيء عجيب يا اخي والله، كلما أتت كلمة تأتي في موضِعِها.. هذا محمد لا ألّفَهُ ولا إئتفكَهُ، ولكن بالحري كان يعرفه بإذن الله تبارك وتعالى، بعد أن نَزَل عليه واستتم نزوله بالحري أن الله اطلعه على هذه الاسرار وغيرها الكثير الكثييير مما لايعلمه الا الله تبارك وتعالى. بإختصار يا اخواني كلمة فاحشة اذا ذُكرت فد تدلّ على الزنا بأنواعه قرآنيا: زنا المخادنة أو زنا السفاح أو زنا البغاء كلها مذكورة في كتاب الله كل هذه الكلمات تدخل تحت اسم الجنس الفاحش، اسم الجنس فاحشة، تحته صنوف وانواع كثيرة .. الزنا بأقسامه الثلاثة: السدومية(اللواطة)، السّحاق..في آيتي من سورة النساء (الفاحشة)، واكثر من هذا ازيدكم وما يكون بين الرجل والمرأة في غير حل مما هو دون الزّنا من لمس وتقبيل وتحسيس وتشميم ..الخ، كل هذا فــاحشة! وإذا أردتَ ان تتقيَ الله وتزكو نفسك وتتقرب الى الله فالتبتعد عن الفواحش مظهر منه ومابطن. وهذا الضم و اللمس والتقبيل والتحسيس ولكلام الفارغ هذ كله سُبُل الشيطان كله فاحشة، قال تبارك وتعالى: {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء}يوسف،24 وحاشا لنبي اصلا ان يقوم احتمال على وقوع الزنا مستحيل، لكن الله يقول مادون الزنا، مصروف عنه بإذن الله تبارك وتعالى أبدا ولو لمسة.. لا، النبي لايقع في هذا، النبي كان واقف كالجبل الكريم ابن الكرماء، لم يقُل الله : لنصرِفَهُ عن السوء والفحشاء، لو قال لنصرفه معناه ان النبي تقدّم الى الفحشاء ولو خطوة.. لكن لآ، الله قال: { لنصرف عنه } فحاشاه عليه السلام، وقال: {الفحشاء} ولم يقل الزنا وإنما مايكون بدليل مارواه الإمام احمد والإمام الترميذي وغيرهما من حديث عمر ابن الأحوص في خطبة حجة الوداع: وقال عليه افضل الصلاة والسلام: “ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عَوَانٌ ?أي اسيرات ? ليس تملكون منهن شيء غير ذلك إلا أن ياتين بفاحشة مُبيِّنَة” يقول احدهم الفاحشة هنا هي الزنا. غير صحيح، الفاحشة المبينة مذكورة في كتاب الله في ثلاثة مواضع، والثلاثة المواضع تدلّ انها لا يُرادُ بها الزنا.. وهذا موضع زلَّ فيه ألوف من العلماء فكثيـــر من الصحابة والتابعين قالوا انه الزنا، غير صحيح ليس الزنا. الفاحشة المبينة هي: بذاء اللسان، النشوز، العصيان، شراسة الخُلُق، زعارة المرأة مع زوجها وأحمائها من اهل زوجها .. لأن الفاحشة التي هي الزنا يُستَرُّ بها ويُستحيى منها ويُستخفى بها.. أليس كذلك ؟! أما الفاحشة لما تكون بيِّنة ترفع رأسها بها هي طولة اللسان وقلّة الأدب والشراسة، لذلك النبي قال: “إلا أن يأتين بفاحشة مبينة”.. امرأة محصن.. يتحدث عن زوجة رجل..زوجة المُخاطَبين. قال فإن فعلن ذلك “فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرّح” وتقولون انه هنا معناه الزنا ؟!! حاشا لرسول الله ان يعلمنا الدِّياثة ، فلو كان المقصود هنا هو الزنا لما قال رسول الله “فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرّح” لأنه لو كان كذلك حقا لكان فيه تعليما لأن نكون ديّوثين !! لكــن الفاحشة المبيّنة هي قلة الأدب وبذاءة اللسان مع الزوج ومع اهله والنشوز والعصيان. {فإن هنّ أطعنكم فلا تبغوا عليهنّ سبيلا إن الله كان عليّاً كبيرا}النساء، 34.
مالفرق بين الفاحشة والفحشاء في كتاب الله.. شيء غريب يا اخي، واقرؤا كل كتاب الله، عودوا الى المعجم المفهرس في القرآن الكريم.. حتى لو تبحثوا بالحاسوب أينما وردت كلمة فحشاء فهي الفحشاء النظرية.. شيء تفكر فيه تتصوره كيف يكون، الفحشاء.. ابدا، لذلك الشيطان يأمر بماذا؟ يأمر بالفحشاء، الصلاة تنهى عن ماذا؟ عن الفحشاء..شيء لم تلابسه لم تقع فيه،لم تتورط فيه اسمه فحشاء. واذا وقعتَ فيها فهي الفاحشة، ولا تَرِد كلمة فاحشة الا في حق من وقعَ فيها!، مالفرق هنا بين الكلمتين؟ تجد في كلمة فحشآء المَد في آخر الكلمة كأنك الذي يتصور الفحشاء ويسمع عنها ويآمِر نفسه “افعل او لاافعل، اُقدِم عليها او أحجم” يظن المسكين..يتوهم المغفل انّ عاقبتها ومعاناتها ستكون بعد زمان طويل ويمكن في الآخرة فقط!، لكن الأمر ليس كذلك فإن وقعتَ فيها وتهوّرت لأول العهد بها مباشرةً، وسوف ترى كم ستؤثر على صفاء روحك ونفسك، وعلى اخلاقك وعلى شخصيتك.. لذلك اسمها فــاحشة !..الأبف المد قُدِّمَت مباشرة، والكلمتان لهما خمسة احرُف، ولاترد كلمة فحشآء الا في الفحشاء المُتصوّرة، ولاترد كلمة فاحشة الا في الفحشآء المُتَهَوَّر فيها!، جمع الله بين هاتين الكلمتين وأعطانا هذه الضابطة في
آية واحدة من سورة الأعراف: {و إذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفُسَهُم قالوا وَجَدَنا عليها آبائنا والله أَمَرَنا بها قُل إنّ اللهَ لايأمُرُ بالفحشآء أتقولون على الله مالا تعلمون}، بقيَت الخاتمة وهي من اعجب ايضا.
حسنا والفواحش؟! انتبهوا، الفواحش وردت في كتاب الله في اربع مواضع فقط: {ولا تقربوا الفواحش ماظهر منها ومابَطَن}، الفواحس بصيغة الجمع ولم يقلها فحشآء، قال ولا تقربوا الفواحش الله يعظنا الان، يريد أن يُزكّيَنا. { وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ }الشورى،42، وفي سورة النّجم ايضا: { الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ } النجم،53، لمَ ذكر هنا فواحس؟ لأن الله تبارك وتعالى و جل و عزّ أن المؤمن والمؤمنة اذا سمعا النهي بلفظ الفاحشة قد يترجّح لديه او يسبق الى ظنه أنها خصوص الزنا فقط..اي لاتفعل الزنا فحسب.. وماخفّ منها سيفعلها، فاحترازا واحتراسا قال الله تعالى: {الْفَوَاحِشَ } لينبهك على ان كل مافحُشَ من هاته الذنوب وخاصة المتعلقة بالناحية الجنسية عليك ان تبتعد عنها، يحذرك من قربانها فقال الفواحش وليس فاحشة وليس فحشآء.. بل فواحش أي كلها من زان من لواط من سحاق من مس امرأة لا تحلُّ لك ..الخ كـــل هذا ممنوع، كلها فواحش، لكن بعضها افحش من بعض بلا شك، أي عكس المتبادر الى ذهن الناس ايهما افحش في كتاب الله: الزنا نفسه؟ او السدومية؟ الزنا والعياذ بالله، والسدومية قد تكون لسبب آخر ومن افحش القبائح بلاشك نسأل الله ان يعصم اولادنا وحتى بناتنا من الفاحشة الأخرى، ولكن لاتوجد اختلاط انساب، وادخال انساب في انساب او يمكن ان يُنزع عنها بطريقة اخرى ..تلك مسألة اخرى، لكن الزنا فيه ادخال انساب والعياذبالله وتحطيم أُسَر وعائلات.. دمار كامل، لكن القرآن قال” { واللذان يأتيانهامنكم فآذوهُما } أي السدوميين، طبعا هناك اربعـــة ادلّة ?لأنه للأسف ذهب الوقت- على انّ المقصود بـ “اللاتي” أي المساحِقات، و “اللذان” اللوطيان او السدوميان، يسألني احد :أين هي؟ اقول له عُد اليها في تفسير فخر الرّازي نقلها رحمة الله عليه عن ابي مسلم ومحمد حامد بن بحر الاصفهاني المعتزلي ومالَ إليها، الفخر الرازي مال اليها بشكل واضح.. رجّحها! قال هذه السحاقيات وهؤلاء اللاطا والعياذ بالله، ولكن ردّ عليه الجمهور، و ردّ الفخر الرازي عليهم، ورجّح قول ابو مسلم لقوّته وظهوره.. وناس قالت الأُمّة اجمعت قبل قول ابي مسلم أنه مقصود بها الزنا، قال لهم غير صحيح، مجاهد قال بهذا، وهذا في تفسير الطبري، روى الامام الطبري بسنده عن الامام مجاهد ?سيد مفسري التابعين تلميذ ابن عباس ? قال: “واللذان، قال الرجل والرجل” يقول الطبري: لا يكني. أي الأمر واضح انه ليس المقصود بالزنا بل السدومية. هناك اربعة ادلّة و ردّ بها ابو مسلم على انها ما يمكن ان يُورِد عليه لكن الموضوع طويل ..
إذن لايوجد نسخ.. هذه آية مُحكَمة، ونأتي لموضوع النسخ لآية سورة النور، قالوا انها منسوخة بما ثَبَت في السنة، والنبي رَجَم.. انتبهوا، في صحيح البخاري كتاب في باب رجم المحصن عن الشيباني قال: سألتُ عبدالله ابن ابي اوْفى قلتُ له: هــــل رَجَمَ رسول الله ؟ – معناها المسألة كانت على بساط البحث والنقاش على ايام التابعين! وليس كما تعتقدوا ان المسألة اطبقوا عليها اجماعا- قال فقلتُ (ابن ابي اوفى): نعم، قال فقال (الشيباني): قبل سورة النّور او بعد ؟ (وفي رواية: او بعدها؟)قال حافظ ابن حجر في : فائدة السؤال إن كان رسول الله رجم قبل نزول سورة النور، فتكون آيات سورة النور نسخت عقوبة الرّجم. كان يرجم النبي على شريعة اليهود، وجاء شرعنا المحمديّ الرحماني (إلا رحمة للعالمين) الذي يضع الإصرَ والأغلال ليُخفف عنا، مافيها حرج ..شرع الرحمة ايها الاخوة، بالله عليكم يعني القاتل يُعفى عنه او تؤخذ منه دِيَة، والمُرتد؟ مَن الافحش والألعن ؟! الردّة عن دين الله وهي كُفُر بدين الله وتفاصيله؟ أم الزنا ؟! طبعا الرّدّة ..معروف . المرتد عند جماهير العلماء له توبة، فإن تاب خُلِّيَ و تُرِك.. لا، أما الزاني والزانية المحصنيين لاتوبة لهما !!! ..رجم بالحجارة الى الموت، يعني جعلتم للمرتد توبة ..جعلتم للقـــــاتل توبة ..الله جعل له ذلك، والقاتل حَفَزَ الله و حثّ على ان نعفو عنه ، وعلى الآقل ان نصطلح فنأخذ الدّيَة، وليس هذا فحسب… حتى الحِرَابة، السرقة الكبرى تُقال، قاطع الطريق وفيه اعتداء على الاعراض وفيها قتل وفيها اخذ المال.. شيء مخيف، فساد في الارض.. والله قال: {إنما جزاء الذين يحاربون الله وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا … الآية }المائدة،33، الآية معروفة بآية الحِرَابَة ماذا قال بعدها؟؟؟ قال: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } المائدة،34، لما قال: (إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ) هؤلاء كانوا محاربين وعملوا اشياء فظيعة فقال اذا تابوا قبل القدرة عليهم أي قبل وقوعهم في قبضة القانون، فإن الله غفور رحيم! كيف؟ ولماذا؟! لأن هذا دين الرحمة ، فهذا الدين فلسفة العقوبة فيه صحيح الرّدع والزَجَر.. لــــكن الأهم من هذا غايته تهذيب واستصلاح الناس، ممكن ان يكون والعياذ بالله قاطع طريق مجرم وكذا وبعد ذلك يصطلح ويصبح من احسن الناس! طبعا قبل أن تقدِرَ عليه، لنك اذا قَدَرتَ عليه وقبضت عليه فالكل سيدّعي التوبة حتى تُفرِج عنه .. وفي المسألة لن نطيل بِذِكرها ايضا.قال لك “إلا الزاني والزانية، فالزاني والزانية عضو متسرطن فاسد لا سبيل لإصلاحه لابــــد من بتره” > كــــــــلام فارغ.. كلام انشائي ليس له اية واقعية.. فألوف من الناس ? ونسأل الله السّتر علينا ? وخاصة في الغرب هنا يقضون حياتهم في الزنا وفي المسافحة والعياذ بالله وبعد ذلك يتوبون وتَحسُن توبتهمن ويصبحون بكّائين وقوّام ليل.. فممكن جدا الزاني يصطلح. فأنتم جعلتم لهذا توبة ولهذا توبة ولهذا مجال ولهذا أي مَسرَح… إلا الزّاني المحصن وإلاّ الرجم بالحجارة حتى ؟!! هذا شرع محمد..هذا شرع اليهود، هذا ليس شرع سورة النور فسورة النور واااضحة..ذُكِرَ فيها مئة جلدة، وهل هو شيء بسيط ؟!! فإذا قلتَ لي انه امر بسيط، فانت لم تقرأ كتاب الله، فقد ذكر الله انها عقوبة شديدة جدا، شديدة وهذا اسمه مبدأ التناسب بين الجريمة والعقوبة، شديدة بالنسبة الى الجريمة.. بالنسبة الى جريمة الزنا مئــة جلدة هذه عقوبة شديدة جدا.. اقرأ الآية: {و لا تأخُذْكُم بهما رأفَةٌ في دينِ الله} يعني من كثر ماهي شديدة ممكن ان تنساق انت بدافع الشفقة، وستقلل عدد الجلدات تدريجيا.. كأن الله يقول: هذه العقوبة مئة جلدة على الزنا اقصى مايمكن، وأقسى المتاح على الجريمة هذه !.. مناسب في الرّدع وهو شديد وليس بسهل، ولا تقول لي انه بسهل.. لأننا ماشاءالله اليوم نحن لدينا عقلية استئصالية.. ناس تأكل قلوب وناس تأكل كبود.. ونصرخ بهذا هو الدين و “الله أكبــر”، ماذا يا أخي ؟ الى اين تتمادى بهذا العنف ؟ هذا دينك لابد ان يحيــــــــلُك الى انسانا حقيقيا، عندك انسانية عندك لُطف ..شفافية ..رحمــة ! ليس ان تكون اشبه بـوحش كاسر وتقول لي هذا الإســــلام ؟!! أي اسلام يارجل؟! نُنشيء اسلاما من عند انفسنا ونعتقد انه الاسلام الحقيقي!.
إذن يقول ابن حجر: “فائدة السؤال هل الرسول رَجَم (يسأل الصحابي الجليل ابن ابي أوفى) قبل سورة النور أم بعد سورة النور وفي البخاري ، فإذا كان رجم قبل سورة النور فتكون سورة النور نسخت الرجم وانتهى، أمّـــا إذا كان قد رجم بعد نزول سورة النور ايضا فيكون رجمُهُ نسخا لآيات النور.. فهذا نوع من النّسخٍ. فقال ابن حجر العسقلاني هذا ليس بنسخ بل هو تخصيص.
الآن سأُدلي بدلو جديد لأجيب عن هذه الشبهة، وإن شاءالله سنقرب هذه المعلومات لي ولكم، وسأثبت لكم بالبرهان ان المسألة اشكالية، على الطريقة المذهبية اشكالية، فأولا:
مــاهو التخصيص؟ التخصيص فيه طريقتان مشهورتان: طريقة الجمهور من الشافعية والمالكية والحنابلة ، وطريقة الأحناف. طـــــريقة الجمهور أن التخصيص ايها الاخوة قَصرُ اللفظ العام على بعض افراده بعامل او بدليل يُسمى المخصص. هذا المخصّص قد يكون مستقلا وقد يكون فير مستقل وبالأمثلة تتضح الأمور، وكلّ منهما له اقسام.. مامعنى مستقل (لكي نبسّط المسائل الأصولية)؟ مخصص مستقل يعني ياتي وله معنى متكامل وتام غير الآية التي يأتي ويخصصها، لكنه ذو معنى كامل. هذا المستقل في معناه في دلالته قد يكون كلاما وقد يكون غير كلام، وإن كان كلاما قد يكون متّصلا بالعام الذي دخلَ عليه ليُخصّصهُ، وقد يكون منفصلا عنه..اي في موضعين كما في سورة اخرى او في حديث ربما ..فهو “مخصِّص مستقل منفصل”… أما إن كان في نفس الآية في نفس السياق فهو ” مخصص نقلي مستقل متّصل” او مايسمّوه الأحناف بـ”المقارِن”.. واضحة ، مثل: قال تعالى: {فمن شَهِدَ منكم الشهرَ فليصمهُ}البقرة،185، واضح من هذه الآية أنه فرض على كل مكلّف إذا حَضَر شهر رمضان أن يصوم رمضان، قال: {ومن كان مريضاً أو على سفَرٍ فعدّةُ من أيّامٍ أُخَر} الآن في العموم في الأول “من شَهِدَ منكم الشهرَ ” بعد ذلك أخرجَ منهم المرضى والمسافرين > هذا اسمه تخصيص مستقل (أي أن التخصيص لو اتى وحده من دون غيره لزال معناه مفهوما،ولو أتى العمومي قبله وحده دون التخصيص لبقيَ مفهوما بمعناه المستقل ايضا) و متّصل أي متصل بالكلام.. هذا اسمه التخصيص عنده الجمهور..
يوجد لدينا مُخصص مستقل في المعنى لكن منفصل (نص كلامي) مثل قول الله تبارك وتعالىفي سورة النور: { والّلذين يَرمون المُحصَناتِ ثمّ لم يأتوا بِأربعةِ شُهدآء فاجلِدوهم ثمانين جَلْدَة} هذه عامة في كل قاذف،كل شخص يقذف محصن او محصنة وليس لديه ثلاث شهود معه تتواطيء شهادتهم .. الخ. عقوبته ثمانون جلدة عام في كل قاذف.. لو سألني احد: لو جاء رجل وقَذَف زوجته وليس معه ثلاثة شهود هل عقوبته ثمانين جلدة؟ لا، لدينا الآية التي أتت بعدها وخصصتها: { وَ الَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ …. الى نهاية الآية9} أي حكم اللّعان..الملاعنة.الأيْمان. هنا نجد التخصيص لكنه في آية منفصلة عن الأولى وإن كانت في نفس السياق.
{والمطلقات يتربّصن بأنفسهن ثلاثة قروء} البقرة،228، كل مطلّقة عدتها ثلاثة قروء، لكن لدينا آية اخرى في سورة اخرى تقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَ