رحيل الترابى ..زلزلة وأنتهاء بيعة !

تغيرات ضخمة ستطال بلادنا بعد رحيل الدكتور حسن الترابى له الرحمة ، رحل وترك كثيرين عند مفترق طرق ، ولاشك انه ترك فراغا لدى خصومه أكثر من مؤيديه ، ولعل فاجعة الوطنى برحيله أكبر من فقد حزبه المؤتمر الشعبى ، الترابى رحل وهو كان يعمل على أعادة ترتيب الأمور وسط الأسلاميين من خلال عملية الحوار الوطنى المعلنة وأنخراطه فى نشاطات عديدة غير معلنة ، الدكتور الترابى تحمل بشجاعة أخطاء الأنقاذ وأعترف بها وعارضها ردحا من الزمن ، وأعتقد أنهم جنحوا للسلم فحاورهم ، و عمل جاهدا على رد صوابهم وطالبهم برد الأمر للشعب، معلنا و هو الذى اقام امرها ( أن الحركة الأسلامية لم تقرأ التاريخ الأسلامى جيدا عندما أقدمت على الأستيلاء على السلطة فى السودان بالقوة ) ، وتظل تجربة الأسلامين بقيادة الترابى حتى المفاصلة هى الأكثر تأثيرا فى الوضع السودانى وفى الأقليم ، حفلت باخطاء جسيمة، و فى ( خلخلة) الوضع الأقتصادى والأجتماعى ، وإعلان شعارات الحرب الجهادية فى الجنوب ، وسياسة التمكين ، وربما كانت تقديرات الشيخ خاطئة عندما أدار الأمر من وراء ستار ثقة فى التنظيم العسكرى الذى نجح فى رفع سقف الخلاف لينتهى الى المفاصلة ، فكان مفاجئا للمراقبين أنحياز تلاميذ الشيخ إلى القصر أكثر من صدمة الترابى فيهم ، وأقبل معظم الاسلاميين إلا نفر قليل من قيادة الصف الأول على السلطة ، وتحللوا من بيعتهم ولم يقيدهم ماتلقنوه من شيخهم، فلم يكبحهم كابح ، وأصبح مجرد الحديث عن القيم والطهارة مدعاة للسخرية ، فتطاولوا فى البنيان و( هبروا) ولم يمتلؤوا ، و افسدوا و انكروا ،
كان دائم الأنزعاج من فساد (البضع) الذى وصل (بضعات) ، وكان يردد ذلك وسمعته منه لأول مرة مباشرة فى الشرقيات بسجن كوبر فى عام 2001م يوم أتانا ليلا ، كنا ثمانية سكرتارية التجمع الوطنى الديمقراطى والدكتور حسن حاج موسى ، ومستر جيمى ، ولكل منا غرفة ( حبس أنفرادى )، وكانت الغرف ثمانية ، فتم نقلى لغرفة المرحوم الأستاذ محمد محجوب رحمة الله ، فتركت له ( برشا )ومصحفا ، وكانت المرة الثانية فى عام 2012م فى منزل الأستاذ فاروق أبوعيسى وكان بصحبته الأستاذ كمال عمر المحامى ، فى كل الاحوال هذا ليس مقام محاكمة للشيخ بقدر ماهو محاولة لالقاء الضوء على بعض جوانب مسيرته ، والتى لايمكن استيعابها وسبر أغوارها إلا بدراسة التجربة التى عاشها ، ابتداء من ( أذهب الى القصر رئيسا وسأذهب الى السجن حبيسا) ، مرورا بالمفاصلة، وأنتهاء بوضع الشيخ فى السجن فى عام 2001م ، حزنت لرحيل الدكتور الترابى مثلما حزنت لرحيل قرنق ونقد والتجانى الطيب وبدر الدين مدثر ومحجوب شريف وحميد و مصطفى سيداحمد ، بعضهم أثر سلبا وترك جراحا وهى طباع الأستبداد وبعضهم أثر ايجابا وتنويرا فهم جميعا ابناء السودان ، هم صنائعنا، وكل أبن بيئته ،لافكاك ،
وحزنى أكثر لهؤلاء الذين يرون فى رحيل الترابى خلاصا لهم ، رحم الله الدكتور حسن الترابى ،،
[email][email protected][/email]
الله يرحمه و يرحم الجميع . لكن ما احدثه من ضرر للسودانيين يصعب رتقه و رابه . و ما كان يعارض الانقاذ لو لاانها ابعدته لشعورها بانه يريد ان يهبمن على كل شىء . فهو المعلم و هم التلاميذ
مقال فيه كثير من التامل الموضوعى والقراءة العميقه لكاريزما رموزنا في السودان والظروف المختلفه التي تمر بتطور واقعنا السياسى وتاثيره عليهم وتاثيرهم عليه الى الامام صديقى الباشمهندس محمد وداعه مازال هنالك الكثير الذى يحتاج الى القراءات العميقه والموضوعيه علنا نتعلم من رموزنا بعد مغادرتهم للمسرح الحياتى اكثر مما نتعلمه وهم على سطح خشبته سنينا عددا بصرف النظر عن اختلافنا او اتفاقنا معهم
بلاش نفاق، ضرره أكثر كثيراً من تفعه.
لقد نفع القلة وأضر بالأكثرية.