الشبكات الاجتماعية قادت انتخابات البرلمان البريطاني

يصنف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، كأكثر زعماء الأحزاب السياسية الكبرى شعبية في بريطانيا، فالإعلام والصحافة المسيطران حليفاه، وقد يكونان سببا في صنع شهرته غير أن الموازين انقلبت مع بروز نجم منافسه اد ميليباند على الشبكات الاجتماعية.

العرب
لندن ? خرج رئيس حزب العمال البريطاني اد ميليباند من الحملة الانتخابية بمزيد من الشعبية حيث اكتسب مكانته كمرشح مفضل لرئاسة الوزراء بالرغم من اندفاع خصومه ومهاجمة الحيز الأكبر من الصحافة له.

وفي آخر محاولة هاجمت الصحافة المحافظة المسيطرة إلى حد كبير في البلاد ?اد الأحمر? محذرة من الفوضى وهجرة رؤوس الأموال في حال فوزه.

لكن في نظر العامة، بات ميليباند يتمتع بشعبية، على ما انعكس في حسابات أنصاره على موقع تويتر أنشأتها مراهقات بعد انزعاجهن من تصويره بشكل ساخر.

وهذا التأييد المفاجئ حققه إدوارد صامويل ميليباند البالغ 45 عاما بفضل جهد حثيث بذله لتحسين صورته.

وفي إطلالاته بدا مثابرا ومرتاحا، مبتعدا عن صورة ?التلميذ المجتهد? الأخرق والمحرج، التي لازمته منذ تولى رئاسة الحزب العمالي في 2010. واعتبرت صحيفة ايفنينغ ستاندارد التي تنتقده في العادة أن ?ثقته في نفسه وقيمه الراسخة وتصميمه على تغيير المملكة المتحدة تضيف طاقة إلى الحملة?.

ورأى مدير الأبحاث في كلية لندن للاقتصاد توني برافرس أن ميليباند ?أحرز نتائج أفضل مما توقعه بعض المحافظين الذين راهنوا على تقصيره?.

من جانب آخر، انتقد المغردون بشكل غير مسبوق ديفيد كاميرون الذي ارتكب ?هفوات? اعتبرت إثباتات على ابتعاده عن أعماق البلاد. فقد تناول الهوت دوغ بالشوكة والسكين، وأخطأ في اسم نادٍ لكرة القدم يفترض أنه يؤيده، كما زل لسانه فقال إن ?هذه الانتخابات محورية لمسيرتي? عفوًا? للبلاد?. ويقول مغردون بريطانيون ?تبدو سيطرة إد على الفضاء الافتراضي واضحة رغم محاولة خصومه تشويهه?.

وسخر خصوم ميليباند من اللوح الحجري، الذي أقامه منقوشة عليه 6 وعود انتخابية في إحدى شوارع بريطانيا. واعتبر مغردون بأنه يشبه نفسه بالنبي موسى الذي نقش وصاياه العشر على لوح حجري.

وفي هذه الانتخابات حلّت مواقع التواصل الاجتماعي محل الدعاية التقليدية في الانتخابات البريطانية.

وفي مثل هذا الوقت من عام 2010 كان صحفيو القنوات التلفزيونية نجوم التغطية الإعلامية للحملة الانتخابية في بريطانيا. ولكن القنوات التلفزيونية عموما، بما فيها قنوات كبرى مثل بي بي سي وسكاي نيوز، أخفقت في القيام بهذا الدور خلال الحملة الانتخابية هذا العام في تذكير حي بأن القنوات الإخبارية تكافح من أجل الاحتفاظ بجمهورها واهتمامه في عالم شبكات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك وبازفيد.

ونقلت صحيفة الغارديان عن صحفي في سكاي نيوز قوله إن عدد من يشاهدون تقارير سكاي على فيسبوك أكبر من عدد الذين يشاهدونها على القناة التلفزيونية?.

وتوجه أمس البريطانيون لانتخاب أعضاء البرلمان، بعد أشهر من الحملات الانتخابية المستعرة، شاركت فيها منصات التواصل الاجتماعي بفاعلية.

وحسب دراسة أجراها مركز أبحاث إيبسوس البريطاني، 71 بالمئة من البريطانيين ينظرون إلى مواقع التواصل الاجتماعي كمنصّات تواصل بين المواطن العادي وزعماء الأحزاب المتنافسة، وتمكّنهم من المشاركة الفعلية في النقاش الانتخابي. لكن 15 بالمئة من البريطانيين قالوا إنهم يصدّقون الأخبار المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي بالمقارنة بالتغطية الورقية للحملة الانتخابية والحوارات المتلفزة بين زعماء الأحزاب.

وأثبتت أبحاث عن أحداث الحملة وأخبار متعلقة بالشخصيات السياسية البارزة فيها، تجاوزت التغريدات عن أخبار المشاهير في بريطانيا، لكن من الصعب الجزم ما إذا كانت هذه المنصات ستؤثر في أصوات الناخبين، خصوصًا أن بعضهم يرى أنها تقلل من جودة النقاش الانتخابي.

ويبدو أن الشبكات الاجتماعية تفوقت حتى على ?البوستر? الإعلاني السياسي البريطاني الذي كان يحظى إلى وقت غير بعيد بأهمية كبرى في الترويج الانتخابي، بعدما لعب دورا مهما في نهاية السبعينات مع حملة مارغريت تاتشر وإعلانها الشهير ?العمّال لا يعمل?.

منصات التواصل الاجتماعي شاركت بفاعلية في الحملات الانتخابية المستعرة بين الأحزاب السياسية

ويتبيّن من أكثر الإعلانات السياسية شهرة في الفترة بين السبعينات ونهاية التسعينات من القرن الماضي أن عامل السخرية كان جوهريا في نجاح الإعلان وانتشاره، وربما في التأثير على أصوات الناخبين كذلك.

ويبدو أن السخرية، تحافظ على مكانتها، في جوهر الانتخابات لكنها انتقلت إلى الشبكات الاجتماعية.

وأصدرت لجنة الانتخابات العامة في بريطانيا قائمة محظورات خلال التصويت في انتخابات الخميس، شملة التقاط الصور الشخصية ?السيلفي?. ومن أجل الحفاظ على سرية الاقتراع، كان من غير القانوني الكشف عن الطريقة التي صوت بها الشخص، من خلال التصوير.

وأكدت اللجنة على أنه ?إذا كان الناخب يرغب في تسليط الضوء على مشاركته في #الانتخابات، فإننا نقترح أن يتم ذلك خارج مركز الاقتراع قبل أو بعد التصويت?، محذرة من عقوبات صارمة على خرق القانون.

كما حذرت اللجنة من التغريد عبر تويتر داخل مراكز الاقتراع، حتى لو كان ذلك بشأن صوت الناخب نفسه، مشيرة إلى أنه يحق للناخب فعل ذلك خارج مراكز الاقتراع، إضافة إلى منع الناخبين من ارتداء الملابس التي تحمل الشعارات السياسية، والعلامات التي يتم ارتداؤها للترويج لأحد الأحزاب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..