الوجه والقناع في الثقافة السودانية

فضيلي جماع
ركز السودانيون في تناولهم لتاريخ السودان على الحقبة التي تمتد من العام 652 م (عام دخول العرب السودان) حتى اليوم. يدرس التلاميذ في المدارس أن تاريخهم بدأ باتفاقية «البقط» التي وقعها عبد الله بن ابي السرح مع ملك دنقلا النوبي حيث بدأ أول تقنين للرق في السودان (360 عبداً كل عام إلى جانب الإتاوات الأخرى). تاريخ ما قبل دخول العرب السودان قليل الكم. فجهود الحفريات – باستثناء الشريط النيلي في وسط وشمال السودان- تكاد تكون معدومة في بلد شبه قارة. وكثيراً ما يعود الفضل في التنقيب والحفريات إلى جهود بعثات أجنبية كالبعثة النرويجية وعلماء أجانب مثل برايان هيكوك وآركل وآندرسون وهيرمان بيل.
إنّ مركزية الدولة السودانية منذ الخمسينيات من القرن الماضي لم تر أبعد من أرنبة أنفها. فأجزاء واسعة من السودان هي امتداد لممالك وسلطنات قديمة لم تشملها الحفريات ودراسة التاريخ القديم، أو غربلة ثقافاتها. منها شرق السودان والأنقسنا كامتداد لحضارات القرن الإفريقي، وممالك أكسوم وأبيسينيا (إمبراطورية الحبشة). وكذلك غرب السودان كعمق لحضارات غرب وشمال غرب إفريقيا وكذا مناطق من الجنوب ذي الامتداد الإثني والثقافي لحضارة منطقة البحيرات وحوض نهر الكونغو.
يتبع التهميش في كتابة التاريخ فروع المعرفة الأخرى. فمركزية الدولة حصرت الهم الثقافي في مخرجات لغة واحدة هي اللغة العربية. وكرست برامج الراديو والتليفزيون بالعربية الفصحى أو عامية أم درمان (وسط وشمال السودان). وحتى وقت قريب فإن الأغاني والتمثيليات الإذاعية وغيرها من المواد التي تجيزها برامج الإذاعة والتليفزيون هي التي يتم تأليفها بعامية أم درمان – لا غير. أما سواها فهو برامج تراثية أو فنون تذاع من الأقاليم يراد منها التعريف بثقافة تلك المناطق – تعريف فطير يخلو من علمية البحث الثقافي الجاد.
أدت مركزية الثقافة السودانية إلى مفهوم يحصر قومية الثقافة في لغة واحدة. في المخرجات الثقافية للشرائح الاجتماعية التي تستخدمها أداة للتواصل. بل إن ملايين من السودانيين في الهامش العريض ممن يتحدثون العربية بلهجات مختلفة أو يتحدثون غير العربية لا تجد مكونات ثقافاتهم الثرية غير جهود ضئيلة من بعض المؤسسات الأكاديمية وبعض الأفراد لتسليط الضوء عليها. فحين يقال «الأغنية السودانية» مثلاً فذاك في الغالب يعني ثقافة بعينها سادت وتمكنت عبر راديو وتليفزيون المركز. حتى كلمة «ثقافة سودانية» ذاتها هي في التعريف العلمي لا تعني شيئا لأكثر من نصف سكان بلد لا ينتمي بالضرورة لمخرجات وتفاصيل تلك الثقافة عبر وعائها اللغوي وما تحمله من هموم تتمدد في مساحة محدودة لوطن شبه قارة.
ما نطالعه في الوجه السوداني هو القناع فقط. فإذا كان في السودان أكثر من 250 لغة تخضع كلها للتجاهل بل ومحاولة الطمس المتعمد من لدن مؤسسات الدولة المركزية، فإن هذا البلد ينتظر أجيالاً قادمة تملك من الوعي والحس الوطني ما تسعى عبرهما لاستقراء مكونها التاريخي والثقافي الذي يخلع عليها ملامحها الحقيقية كأمة عظيمة بين أمم الأرض.
الوطن القطرية- الأحد 10 مايو 2015
[email][email protected][/email]
اللغات كنز ان كتبت وجمعت فهي حروف تعني الكثير ونتجت عن معاناة تواصل مرت بتاريخ ومعتقدات وغيرها ان درست لغات العالم فاننا ربما نحوئ جزء مقدر من العلم الارضئ والرباني معا والله اعلئ واعلم
الأخ فضيلى: هناك اليوم لهجات (لغات غير مكتوبة) في مرحلة الموات أو في طريقها للفناء إحداها تمثل لغة إحدى قبائل الهنود الحمر في أمريكا إذ لم يتبق من أفراد تلك القبيلة من يتحدثون بلغتهم الأصلية سوى أثنان فقط يتحدثون مع بعضهم فقط ولا يفهم حديثهما أى شخص آخر في ظهر الأرض وقد دخلا مرحلة الشيخوخة على مقربة من الموت لكن الإدارة الامريكية ممثلة في معهد سيماثونيان كانت على علم بذلك فإحتاطت للأمر قبل سنوات عديدة في إستنزال وتوثيق مفردات تلك اللغة وتركيباتها وقواعدها وإعادتها عبر التكنلوجيا الحديثة إلى لغة ناطقة عبر تقنيات الكمبيوتر ويتابع المعهد توثيق كل اللغات واللهجات الأخرى من لهجات الهنود الحمر وهى بالمئات خاصة تلك التى في طريقها للإنقراض كجزء من التراث الإنسانى مع العلم أنه لا يوجد في أمريكا ما يسمى باللغة الرسمية إذ لا توجد فقرة في الدستور الأمريكى تقول أن اللغة الإنجليزية هى اللغة الرسمية للدولة لكن هناك تعريف عام بأن اللغة الإنجليزية هى لغة وطنية مثلها مثل الإسبانية ولغات الهنود الحمر وهذا ما ينبغى أن تكون عليه الدولة السودانية.
في بداية هذه الألفية تنبأت منظمة اليونسكو بإنقراض 2000 لهجة على مستوى العالم بنهاية هذا القرن ال 21 واليوم يتحدث العالم ب 7000 لغة مختلفة.
من الطرائف أن الأمريكان قد إستخدموا لهجة منقرضة من لهجات الهنود الحمر تم توثيقها وإستخدامها في رسائل المخابرات الحربية أثناء الحرب العالمية الثانية وقد فشلت كل محاولات المخابرات الألمانية واليابانية في كسرها.
تعريف أخير اللغة هى التعبير الإنسانى المكتوب بشكل من أشكال الرموز يمكن قراءتها وفهمها ورسمها عبر قواعد لغوية خاصة بها مثل اللغات العربية والإنجليزية أما اللهجة فهى التعبير الشفاهى غير المكتوب مثل اللهجات السودانية بالرغم من أن هناك محاولات عالمية لتحويل العديد من اللهجات إلى صور مكتوبة عبر الحروف اللاتينية.
في الثمانينات والسبعينات اكثر من نصف طلاب كليه الهندسه علي وجه التحديد كانوا من دارفور والمحصله التي نراها هي التنميه التحتيه التي نراها في دارفور ماثله امامنا. مشكله الهامش في السودان ليست في المركز بل في الهامش نفسه ونخبته غير مستعده ان تتخلى عن امتيازاتها الماديه والسلطويه التي يمنحها لها المركز
فمايضير لو اصر خريجي دارفور مثلا ان لايتم توزيعهم بعد التخرج الا لدرافور حتى يوفوا اهلهم حقهم.
الاخ كاتب المقال لك التحية
الثقافة العربية الاسلامية هى الثقافة الاقوى فى السودان شئنا ام ابينا
واللهجات السودانية المختلفة فى طريقها للاندثار .
ويمكن ان نحافظ عليها من خلال تسجيل اللهجات المكتوبة لتعريف الاجيال القادمة
فليس هنالك اى محاولات لطمس اى لهجة من اللهجات السودانية والدليل على ذلك كل مكون ثقافى جهوى او قبلى له خصائصه فى التعامل مع مكونه الثقافى دون حجر اومنع من اى حكومة فيستحيل لاى حكومة ان تتواصل مع المواطنين بلهجة غير مكتوبة او مدونة حتى . لذا نرجو ان لا نعتب على اى مكون ثقافى سودانى فى فرض ثقافته . على السودان اللغة العربية هى السائدة حتى فى المناطق المقفولة وهى لغة التواصل والتخاطب فى كل انحاء السودان وهى الثقافة الاقوى من بين المكونات السودانية . وللعلم انا من اصحاب اللهجات السودانية الغير مكتوبة اتواصل مع بعض من اهلنا بلهجتنا ومع البعض الاخر باللغة العربية السائدة
سودانا دا ماشى بالبركة وعليكم الله خلونا ببركتنا دى مستانسين ومتعايشين البجاوى جار المسلاتى والدنقلاوى جار الشايقى والجعلى جار النوباوى والفوراوى جار الرزيقى وا هلم جرا دا مكونا الثقافى عليكم الله سيبونا فى حالنا خلينا نكون امم متصالحة مع نفسها ومع ذاتها ومع الاخرين .
بالله عليك يا سيد فضيلي هل توجد لغة تصلح للتواصل بين كل السودانيين غير اللغة العربية؟ اللغة العربية لم يتم فرضها من أحد ولكن هي من فرضت نفسها على جميع القبائل في السودان وحتى في جنوب السودان لا تتكلم القبائل مع بعضها البعض إلا بعربي جوبا، فبالله أترك العنصرية بتاعتك دي وشوف لك لغة تانية غير اللغة العربية لو ما عاجباك أكتب بها مقالاتك النتنة دي، وكمان ناشر المقال في صحيفة قطرية يعني عايز توصل للقطريين إنو اللغة العربية دي ما لغة السودانيين أم ماذا؟ أتمنى لو نقرأ لك يوم واحد مقال بعيد عن العنصرية المقيتة والعقد المالياك دي.
لو تكبر الخواجات وهم من العالم الاول الراقى وقالوا سوف لن ندرس اللغة الهيروغلوفية القديمة المتخلفة لما كان لاهل شمال السودان ما يفخرون به من حضارة لانهم ببساطة سوف لن يعرفوا تاريخهم المكتوب بهذه اللغة القديمة المهجورة و التى حلت العربية مكانها .
الثقافة هى موروث للقيم و الافكار لمجتمع ما فى بقعة جغرافية معينة مكتوبة ومقروءة ومنطوقة برموز محلية متفق عليها بين افراد ذلك المجتمع المعنى .
لا تقديس و لا تحقير لاى لغة على حساب لغة اخرى لانها وسيلة تواصل فقط و يمكن ان تحل محلها وسيلة اخرى فى اى زمان او مكان .
الذى يجب ان نقيمه هى الثقافة لانها الاصل وليس اللغة لانه حتى القران الكريم يكتب ويفسر بلغات اخرى ما عدا النص القرانى وهو باللغة العربية وقد لا احتاج للغة العربية لكى اصبح مسلما .
واظن ما يقصده الاخ فضيلى ان اهل الوسط لم يهتموا بثقافة الاخرين فى الشمال و الشرق و الغرب وخاصة ثقافة بقض القبائل التى تعتبر اللغة العربية بالنسبة لهم ليست لغة الام (المحس الدناقلة البجة الفور و النوبة و اخرين)
من لم يملك سلاحأ يدافع بة أن هويتة أو ثقافتة اليوم فلابد مالكة غدأ ربما يكون سلاحأ ذريا أوبيلوجي وليس ذلك بمتعذر في عالم أليوم ومن ثم بعد ذلك لن تغنانا أن ألمجادلات في شي إن أردنا نعيش علي ألحقائق ألسودان وطن للجميع ولكل وأحدأ منا هويتة لا يجب فرض لغة عربية ولاغيرة علي ألاخرين