انتخابات مبكرة

زمان مثل هذا
انتخابات مبكرة
الصادق الشريف
? بعيداً عن الخرطوم.. في منطقة شمالية الهوى والهواء.. (ألمح) د.مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس بأنّ حزب المؤتمر الوطني لديه القابلية لإجراء إنتخابات (مبكرة) بعامٍ أو عامين. ? وكلمة (ألمح) تلك كلمة جميلة.. ليت السياسيين يستخدمونها بصورة راتبه.. فهي لا تحمل أيِّ نوعٍ من المسؤولية (المستدعية للمحاسبة).. ولا الجدية (التي تستدعي النقاش). ? وأجمل ما في الكلمة أن تقدير (التلميح) متروك للصحافيين أو المراقبين السياسيين.. فقد تنقل صحيفة ما أنّ المسؤول الفلاني (ألمح) بينما تنشر صحيفة ثانية أنّه (أكدّ).. وهكذا ينتقل التلميح إلى تأكيد.. وفي ظل غياب البرامج السياسية.. يصبح التأكيد برنامجاً سياسياً ذا تكاليف مالية هائلة. ? وغداً.. ستسمعون أنّ بعض الأحزاب تطالب بإنتخابات مبكرة.. معضدةً ما (ألمح) إليه المؤتمر الوطني.. وينفخ الإعلام في البوق.. فيتعالى النغم.. ويصبح هو المطلب الأساس.. الذي يتخيل الناس أنّه العصا السحرية التي ستحل مشكلات السودان. ? بالله عليكم.. من هذا العاقل الذي يطالب بانتخابات مبكرة أو متأخرة؟؟.. إلا محيّر ولا مغيّر؟؟. ? في العام 2010م جرت انتخابات عامة (رئاسية وتشريعية وولائية). في بداياتها شاركت بعض الأحزاب.. أحزاب كبيرة مثل الأمة والاتحادي.. وقدّم كلّ واحدٍ منهما مرشحه لرئاسة الجمهورية.. وقلنا وقتها (هذا هو الطموح).. أن يستهدف الحزب منصب رئاسة الجمهورية مباشرةً.. في نظام (جمهوري رئاسي).. يملك فيه الرئيس كل أوراق اللعب. ? ولكن.. بعد حملة انتخابية (على قدر الحال).. انسل المرشحون خارجين.. واحداً تلو الآخر.. وتركوا الملعب للمؤتمر الوطني. ? ليس ذلك فحسب.. بل إنّ وصف (قبضوا) تابع بعض الأحزاب المنسحبة.. وكان الاختلاف حول (الكم).. كم تسلم حزب الأمة لينسحب الإمام من منافسة رئاسة الجمهورية!!!.. وكم تسلم الحزب الديمقراطي ليسحب مرشحه الرئاسي حاتم السر. ? ورغم تسجيلات الفيديو التي ظهرت على المواقع الإسفيرية.. إلا أنّ الإنتخابات وجدت دعماً واعترافاً من الدول الأوربية عبر مراكز المراقبة.. ولكلٍّ غرضهُ وهدفهُ. ? وهكذا تمّ تسمية العملية (إنتخابات السودان).. وانتهت العملية.. ولم تحل مشكلة واحدة.. بل تعقدّت كثيراً من المشكلات بسبب الإقتراع.. فما حدث بجنوب كردفان.. ثمّ النيل الأزرق كان وليداً شرعياً للإنتخابات الفائتة. ? فلو استمر الحال ? على ما هو عليه ? وتبادل الحزبان (المؤتمر الوطني والحركة الشعبية جناح الشمال) منصب الوالي كلّ عامين كما كان معمولاً به في الحقبة النيفاشية.. لو كان ذلك كذلك لتأجلت المواجهات على الأقل. ? صدقوني.. أنّه وبحسابات سياسية واقتصادية وأمنية.. فإنّ الانتخابات السابقة كانت خصماً على البلاد والعباد.. حتى الأموال التي استلمتها الاحزاب (المنسحبة).. قلت أو كثرت.. كانت من حرِّ مال فقرنا المدقع.. نالوها ثمّ انسحبوا. ? وإذا كان هذا معلوماً للجميع.. فلماذا المطالبة بانتخابات مبكرة؟؟. ? وللإجابة سنسألُ سؤالاً موازياً؟؟.. لماذا يطالب الموظفون (المعتقون) بحفل وداع وتكريم للمدير/ الوزير السابق.. وحفل آخر منفصل لاستقبال الوزير/ المدير الجديد؟؟. ? يبدو لي – والله أعلم ? أنّ متعهدي حفلات استقبال ووداع الوزراء والمدراء وجدوا أنّ ما يفعلونه من استقبال ووداع هو (لعب عيال).. وانّ (المأكلة السمينة) في الانتخابات.. لهذا يبثون من حينٍ لآخر بضرورة قيام انتخابات مبكرة.. ولو كانت الانتخابات مرتين في العام الواحد لكان خيراً لهم.
التيار