مواطنو بري اللاماب : لن نسكت على قذف النفايات الطبية قرب منازلنا ..!!

وهكذ ودون استذان تسللت النفايات الطبية لعمق حياتنا اليومية لمشاركتنا الأحياء والطرق دون رقابة من الجهات المسؤولة عن جمعها والتخلص منها ،وفى كثير من الاحيان تشير اصابع الاتهام للمؤسسة الصحية نفسها فى التخلص عن نفاياتها بالقرب من المشفى أو فى منطقة قريبة لها ، دون الالتفات لخطورة ذلك على صحة المواطنين وما قد تتسبب فيه من أضرار بالغة الخطورة على الصحة..!!
تحقيق : زينب أحمد- تصوير: عبد الله ودالشريف
حتى وقت قريب لم يكن مصطلح النفايات الطبية من المصطلحات الشائعة ولم يكن من المعتاد أن يسمع احد من المواطنين شيئا عنها وكيفية التخلص منها ناهيك عن مشاهدتها بشكل مباشر في الأحياء وبالقرب من المشافي.. بالعكس عماهو سائد الآن فيا ترى ما السبب الذى دفع بالنفايات الطبية بالخروج من مخازن النفايات الضيقة بالمستشفيات لرحاب الأحياء والشوارع العامة
مشهد متكرر
استيقظ المرضى والمرافقون لهم بمستشفى الذرة على مشهد غريب فتراكم النفايات أمام المشفى بطريقة عشوائية أثار الرعب فى نفوس المرضى والمرافقين لهم، بل والمارين بمستشفى الذرة المتخصص بعلاج السرطان خوفا من المركبات الكيمائية .. استمر بقاء النفايات لثلاثة أيام دون معالجة من الجهة المختصة فى حين برر مصدر طبى اسباب تراكم النفايات بالقرب من مستشفى الذرة على حسب صحيفة(الطريق) الالكترونية لفشل المستشفى فى استجلاب شاحنات لنقل النفايات الخطرة للمحارق الطبية.
فى ذات الوقت الذى تفاجأ فيه مواطنو برى اللاماب عصر يوم السبت الماضى بكوم من النفايات الطبية فى الفضاء الواقع أمام مساكن المواطنين.. لم تكن هذه هى المرة الاولى التى تلقى جهة ما نفايات الطبية من الشاش وأكياس الدم وفوارغ الحقن والدربات بالقرب من مساكن المواطنين بالرغم من أن المنطقة فى الاصل سكنية وغير مخصصة لإلقاء النفايات الطبية ناهيك عن النفايات الطبية التي من المفترض ان تخصص لها أماكن معينة ومحارق بمواصفات خاصة لضمان عدم تأثيرها على المواطنين
مشاهدات
لحظة وصولي وزميلى ودالشريف رأينا الدخان ينبعث من بعض النفايات فيما التهمت النيران جزءا كبيرا من النفايات ووقف بعضها يصارع لهب النيران وهى كما هى: لم تصل لها ألسنة النيران من ضمنها بطاقات علاجية لجهة نظامية وأوراق لمرضى (فحوصات ودوسيهات ) وبعض من المعدات الطبية نفى المواطنين علمهم بالجهة التى قامت بحرق النفايات ،لكنهم يظنون ان ذات الجهة التى القت النفايات هى الجهة التى أحرقت النفايات لإخفاء معالم الجريمة
متسائلين عن السبب الذي تصرهذه الجهة على أن تلقي هذه النفايات فى هذه المنطقة تحديدا بالرغم من اعتراضهم بل خروجهم فى مسيرة تندد بإلقاء النفايات فى هذه المنطقة وما السر خلف صمت معتمد محلية الخرطوم اللواء نمر عن التحرك حيال ما يجرى بالرغم من علمه بذلك ، لكنهم عادوا وقالوا نحن نلقى بالوم على وزارة الصحة ولاية الخرطوم باعتبارخا الجهة المسؤولة عن النفايات الطبية والتخلص منها وهى تزعم بأن لها محارقها الخاصة فلماذا يتم حرق النفايات بهذه الطريقة وفي حي سكني مشيرا لنفي مستشفى الشرطة علاقته بهذه النفايات
استغراب
على حسب المواطنين فإن جهة ما قامت قبل حوالى أربعة اشهر بإلقاء نفاياتها بالقرب من ذات المنطقة على بعد امتار، وتحديدا الجزء المتاخم لشارع النيل وبالقرب من مساكن مواطني اللاماب وتم فتح بلاغ فى حينها بواسطة المواطن محمد عمر بواسطة وكيل النيابة بالقسم الشمالي قبل أن يحول البلاغ لقسم بري الدرايسة ومن ثم تم تحويله لنيابة حماية المستهلك لكن، وما أقسى ما بعد لكن، حتى الان لم يتم التحرى في البلاغ الذى قدم ضد مجهول بل ولم يتم التحري مع الشاكي والأسوأ من ذلك أنه لم تنقل النفايات الطبية من مكانها و تم طرحها مع التربة
استغرب المواطنون بمنطقة ببرى اللاماب في المرة السابقة وجود نفايات طبية في الساحة الموجودة أمام منازلهم مباشرة فقد كان المنظر مهولا ومخيفا فى ذات الوقت ، فكمية النفايات كانت كثيرة ويبدو أنها حملت مع بعض مخلفات البناء فظهرت النفايات من أعلى تل كوم لتراب تم التخلص منه مع النفايات الطبية ..وكان مصدر استغراب المواطنين هو أن الفناء غير مخصص فى الأصل للتخلص من النفايات ،أيا كان نوعها ناهيك عن النفايات الطبية، بالاضافة إلى أن الفناء يقع مباشرة على شارع النيل ويستغله بعض الأطفال والشباب فى اللهو
هذه المرة حاول الجانى التوغل أكثر من المرة السابقة ، واقترب أكثر للمساكن وإن كانت النفايات بحجم أقل بكثير من المرة السابقة
جريمة
قال محمد عمر من مواطني برى اللاماب بشيء من اليأس: لم نقم بفتح بلاغ هذه المرة لتجاهل البلاغ السابق لكن للأسف لم تبق النفايات لوقت كافٍ بل تم حرقها ظهر الأمس بواسطة مجهول لم نتمكن من التعرف عليه ،ويبدو أن الجاني حاول معالجة الجريمة بجريمة أخرى أكبر منها بحرقه النفايات بصورة عشوائية أمام مساكن المواطنين وأردف قائلا على حسب المستندات التى وجدناها فى النفايات فهي تخص جامعة الرباط على حسب فايلات المرضى
وتساءل كيف يمكن لجهة صحية تعلم تماما خطر هذه النفايات أن تلقيها وبهذا الإهمال وسط حي يضم اكثر من ستة آلاف مواطن بينهم المسن والطفل ، فقط على بعد أمتار من المساكن
خطورة
على حسب الخبراء فإن خطورة النفايات الطبية تختلف باختلاف نوعية النفايات نفسها على الصحة والبيئة فى آن واحد، فمنها المعدية وتتمثل فى النفايات التى تحتوى على كميات كبيرة ومتنوعة من الميكروبات المعدية ،وتنتقل عن طريق التماس او الوخز أو قطع الجلد بمواد ملوثة قد تسبب أمراض التهابات الجلد والتى تنشأ بسبب النفايات الموجودة بالمخلفات الطبية كالقطن والشاش لتعرضها لأنواع البكتيريا الجلدية الملوثة بالصديد وجروح المرضى بالإضافة لتعرض للمخلفات الملوثة بالدم وفطريات تعفن الدم
بالاضافة لذلك فمن ضمن أخطار المخلفات الطبية السائلة والصلبة بالمستشفيات احتمالية وجود أنواع من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية وسوائل التعقيم
وتعتبر المخلفات الحادة مثل إبر الحقن والأدوات الطبية الحادة الملوثة مثل المشارط والأمواس والمناشير من أهم وأكثر المخاطر الصحية لتلك المخلفات .
التيار
النفايات الطبية تشكل خطرا على الناس و على البيئة ، و هذه النفايات يتم التخلص منها و جمعها و نقلها و التخلص منها بطرق معينة و تحكمها معايير صارمة حتى لا تتسبب في نقل العدوى و الامراض.
في المستشفيات هنالك عدة انواع من النفايات: النفايات العادية – النفايات الطبية – الانسجة و الاعضاء – مخلفات العلاج الكيماوي – المخلفات المشعة – الادوات الحادة ( الابر و المشارط ..الخ) ، و للتمييز بينها يتم التخلص من كل نوع في اوعية خاصة بها و اكياسها تحمل لون محدد : مثلا النفايات العادية لون اسود و كيس اسود، الطبية في اكياس سميكة صفراء ، الانسجة و الاعضاء اكياس حمراء اكثر سمكا، الادوات الحادة في حافظات لا يمكن فتحها و ترمى فيها بواسطة فتحة صغيرة ، الكيماوي في وعاء خاص .. و كل من هذه يحمل علامة واضحة توضح نوع النفايات و خطورتها … تنقل النفايات ايضا بطرق خاصة حتى لا تتشتت و يتم التخلص منها في محارق بمواصفات و درجات حرارة محددة مع التعامل مع الدخان الخارج منها . بعضها يتم معاملته اولا قبل التخلص النهائي و مخلفا المواد المشعة تعامل اولا ثم تدفن بطريقة خاصة حتى لا يتسرب الاشعاع ..
اين نحن من ذلك؟!
في مستشفى قريب ، ما معقولة يجبوها أصحاب الرباط …ههههه قصو الدرب