طالبان السودان .. الى أين ؟

طالبان السودان .. الى أين ؟

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

ذات الخطاب الذي توفره أجواء الصمت على تغلغل التطرف والذي أودي بكيانات دول لم تستعد عافيتها ولا يلوح في الأفق ما ينبيء بذلك ، مثل أفغانستان والصومال ويمضي حثيثا في نفس الطريق اليمن الذي كان سعيدا ، ولكن يبدو انه يخطو في ظل تصاعد وجود الهوس والارهاب الفكري نحو تعاسة أكثر ، وقاه الله وكل الأوطان من عواقبها الوحيمة !

هو ذات الخطاب يتخذ المساجد عندنا منابرا لتمرير أجندته فيزيد الطرق على تماسك مجتمعنا وقد عاش متسامحا طويلا ، وهاهو ذلك التيار التكفيري يصّوب مطرقته بصورة فوقية ليدق أسافين الفتن بين مكونات المجتمع والسلطة بصمتها المريب تهيء له السندان القوي لتركيز ضرباته فتصبح موجعة تصرف أدمغة الناس عن التفكير فيما تفعله في الوطن من تمزيق سعيا وراء اطالة عمرها !

الآن بلغت الأرواح الحلاقيم والناس في مجتمعنا في عمومياته ايضا مسئؤلين عن تفاقم الفتنة اذ يقابلونها ببرود وعدم اكتراث رغم ضيقهم من تبعاتها ولكنهم لا يفعلون عملا ملموسا للتصدى لها ولو باضعف الايمان !
بينما نرى منظمات المجتمع المدني المنفتحة بوعيها الوطني والسياسي والديني على الحياة ، في مصر وتونس تسعي بتضافر جهودها مجتمعة لمحاصرة ظواهر التزمت والتطرف الذي يسعي للتسرب الى أطراف وعظام المجتمعات هناك عبر مسامات المناخات السياسية الحرة التي أعطت للجماعات الاسلامية مكانتها في صفوف التعاطي الديمقراطي ، بيد أنها تريد استغلال الفرصة لتكريس ديكتاتوريتها الثيوقراطية عبر الأداة التي كانت تصنفها ضمن الموبغات والآثام ، باعتبارها نمطا غربيا دخيلا لا يتؤام مع فضائل وخيارات المجتمع الاسلامي ، وهاهي تبيحها كضرورات تدراء المحظورات في انقلاب براجماتي يثبت أنها جماعت سلطة مطلقة لا تقبل الترجل عن سرج الحكم بالتداول ولو هي صعدت اليه بانتخابات حرة كانت الى عهد قريب تنعتها برجس الشيطان !
وهاهي تسفر عن حقيقتها وتتخذ من ذلك الرجس سياطا لارهاب الناس بالغيبيات التي لا يعلمها الا الله ،وكأنها تملك مفاتيح الجنة للبشر يوم البعث أو هي خازنة النار !
الآن مساجد الخرطوم باتت في أغلبها حكرا على أئمة وجماعات خطاب الاقصاء والتكفير ودفع من لم يعجبهم شكله أو ابداعه عن الصفوف الامامية ، حتي لا يعكر مزاجهم في صلاتهم التي لا تنافسها صلوات غيرهم في القبول المضمون وفقا لتفكيرهم ، اذ هم الملائكة المقربون لله والمحتكرين لرحمته ، و الآخرون في نظرهم خنازير لا يستحقون تلك الرحمة ، وهم لو يعلمون أن الله كبير رحيم بعباده وهو الذي يعلم السرائر ويجزىء عليها ، فيما تظل المراءة واللبوس الكاذب المتخذ وسيلة لتجريح الآخرين والتشكيك في ايمانهم أحياء كانوا أو حتى أمواتا وارواحهم عند مليك مقتدر !
لعمري هما مكون السلوك المشين بل ومن أكبر الاثام خاصة اذا ما غض السلطان الطرف عنه ، وهو المسئؤل عن حماية كل الناس ، هذا ان كان فعلا يستشعر مسئولياته الحقيقية لحمايتهم من نار الفتن ، ولا يكون نافخا فيها ، فالله يمهل ولا يهمل ، فالى متي الصمت يا شعبنا على التجني الفاضح والظلم الذي انكره خالق العباد علي ذاته العلية !
انه المستعان ..
وهو من وراء القصد..

تعليق واحد

  1. [اقتباس] لعمري هما مكون السلوك المشين بل ومن أكبر الاثام خاصة اذا ما غض السلطان الطرف عنه .
    ياااااااا برقاوي لك التحية والود ولكن هذا السلطان لم يغض الطرف !!! انه يحرض علي اغتصاب المسلمات الشريفات, ألم تسمعه يقول انه شرف لهن ان اغتصبهم جعلي [مع احترامي للجعليين] ولم تسمع ما دايرين حي……و هاهو السودان يلفظهم ….وإننا علي موعد قريب ستري فيه هؤلاء يشنقون من اقدامهم ثم يرجمون

  2. مما يجلب الحيرة والدهشة هو صمت السلطة ومباركتها لهذا الهوس الدينى ومحاولة غسل مخ الشباب بهذه الافكار الهدامةزعما منها ان هذا هو مخرجها من الضائقة الداخلية التى يعيشها النظام بزج اولئك المساكين فى محرقة الكاسب فيها خسران.. وما دروا بانهم انما يشعلون نارا ستقضى عليهم قبل الآخرين وتحيل البلاد لكومة رماد.. و ما الصومال ببعيد .
    انظر ذاك المعتوه الذى يحلم بحكمنا زعيم منبر العداءالظالم فى زيارته مع زعيم التكفيريين محمد عبدالكريم فى صحبة لواء الى معسكر (مجاهدى الغفلة)و تلك الملايين من الجنيهات المتبرع بها لايهام الغلابة المخدوعين .. وكاننا فى رحلة اعداد لاسترداد اراضينا المسلوبة بحلايب والفشقة و شلاتين .

  3. من المؤكد ان السلطة التي باضت و فرخت و زقت الهوس الذي نشهده الآن من الخوارج الجدد ، هذه السلطة التي ربت هذا الهوس لتسلطه على العباد ستكتوي قريبا من ناره…. حقا ان الهوس رضع من ثدي السلطة و لكنه سينقلب عليها لان كل مبررات التكفير التي ينادي بها الهوس متوفرة بغزارة في اهل السلطة الحالية…الهوس – و لا اقول الهوس الديني لانه ليس في الدين هوس – هو نمط تفكير يشبه تفكير و تكفير الخوارج، و هو ضلال و سوء فهم و جهل بالدين و مقاصد الشريعة ، و اتباع هذا الهوس لا يهمهم ان تسيل دماء كل الخلق بما فيها دماءهم في سبيل دعاواهم التي اخطأت اهم مقاصد الشريعة الا و هو حفظ النفس… و جماعة الانقاذ – على بعدهم الشاسع عن الدين – كانوا يرفعون شعار فلترق منا دما فلترق منهم دماء و لترق كل الدماء – و لم يبرروا لنا لماذا تراق منهم و من غيرهم و حتي ان ترق كل الدماء،…. طبعا جماعة الانقاذ بعد ان تمكنوا و تسلطوا و اغتنوا و غرقوا في نعيم الحياة الدنيا اموالا و فارهات و قصور و نساء بالجملة نسوا ذاك الشعر و قلصوه الى فلترق منهم دماء و منهم هذه لكل من يعارضهم ، و حافظوا على دمائهم هم حتى لا يفوتهم ما نهبوه من نعيم… و قد ايقنوا ضعف فرص النعيم المقيم و يئسوا منها بعد كل المظالم و الموبقات التي ارتكبوها و لم يعد لهم غير نعيم الدنياالا ان تابوا و انابوا و ردوا المظالم و تخلوا عن سلطان الشيطان و سنة فرعون….

  4. لا أدري كيف فات علي الكثيرين من المنادين بالحرية و الديمقراطية و أنا منهم بالطبع أن هؤلاء الإخوة المتشددين للدين لهم رأيهم و هم ليسوا فرد أو إثنين حتي نطالب بضبطهم هم كثر و كذلك الذين لديهم الإستعداد ليصبحوا مثلهم كثر خصوصاً بعد التغيرات الكبيرة التي ستطراء علي شكل المجتمع السوداني بعد التغيير القادم . فمن المعروف عن تركيبة المجتمع السوداني بأنه مجتمع متشدد تجاه نظرته للمراءة كمثال و لن يقبل بسهولة شكل التحرر الذي يمكن أن تكون عليه بعد التغيير السياسي القادم . يجب علينا منذ الأن البحث عن الحلول لمثل هذه الإشكاليات و عدم التعامل معهم علي اساس إنهم متمردين و متخلفين لأن مثل هذا الكلام سيعود بنا للمربع الأول .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..