سوداء من “عبيد” أميركا ستطرد أحد رؤسائها عن الدولار

قرر الأميركيون، برغبة شعبية حتى الآن، طرد أسوأ رئيس برأيهم في تاريخ الولايات المتحدة عن عملتهم الورقية من فئة 20 دولاراً، واختاروا بديلا لأندرو جاكسون الراحل بالسل قبل 160 سنة، امرأة سوداء من “عبيد” أفريقيا سابقا، لتحتل صورتها ممهورة مكانه على الورقة الخضراء الأكثر تداولا داخل البلاد، التي لم تعرف إلا وجوه الرجال، والبيض منهم فقط، على عملتها الشهيرة.
كانت عملية استفتاء وتصويت قام بها منظمون لحملة اشتهرت بين الأميركيين في الأشهر الأخير بعنوان Women on 20s في إشارة إلى رغبة شعبية بوضع صورة امرأة على فئة 20 دولارا، فاقترح الآلاف أسماء أميركيات شهيرات، كالناشطة والأميركية الأولى سابقا، ليونور روزفلت، وروزا باركس وشيروكي مانكيلر، إلا أن الإقبال الأكبر، وبعده تصويت أكثر من 600 شخص، اختار امرأة سوداء اشتهرت بكفاحها ضد الرق والعنصرية، اسمها هارييت توبمان.
توبمان التي أبصرت النور في 1822 بولاية ميريلاند وقتلها التهاب نال في 1913 من رئتيها، كانت ابنة لعبدين تم “استيرادهما” من غانا بأفريقيا وبيعهما بتجارة الرقيق الأبيض في أميركا، لكنها رفضت واقعها عندما وعت الحياة، طبقا لما قرأت “العربية.نت” في سيرتها البارز فيها نشاطها في مجال حقوق الإنسان ومكافحة تجارة الرقيق بشكل خاص، وهو ما يمكن القراءة عن كفاحها فيه ببحث بسيط في مواقع التصفح بالإنترنت.
هارييت توبمان في صورتين قبل 3 أعوام وقبل عامين من وفاتها بالتهاب رئوي
لكن يمكن أخذ فكرة عن توبمان من التكريم الذي حظيت به حين اكتشف الأميركيون أهميتها بعد 10 سنوات من وفاتها، حيث أطلقوا اسمها على مدارس جديدة، وحولوا بيتها إلى متحف، وفي 1937 وضع اتحاد “أمباير ستيت للأندية النسائية” شاهدا على ضريحها ليتم إدراجه ضمن السجل الوطني للأماكن التاريخية المستحقة للزيارة.
أما في 1944 فأطلقت لجنة الملاحة الأميركية سفينة سمتها “هارييت توبمان” وهي أول حربية تحمل اسم امرأة سوداء.
كرموها أيضا بطابع أصدرته خدمة البريد في 1978 يحمل صورتها، ثم عبر تكريمها الحدود إلى كندا، التي قررت حكومتها في 1999 اختيار كنيسة “سايلم” التابعة للكنيسة المنهجية الأسقفية البريطانية في مدينة سانت كاثرينز كموقع تاريخي وطني لارتباطه بتوبمان، ثم اختاروها في 2002 ضمن قائمة “أعظم 100 شخصية أميركية من أصول أفريقية”، وبعدها في 2008 أطلقت “جامعة تاوسون” اسمها على قاعة رئيسية فيها، وفي 2013 وقع أوباما مرسوما أطلق اسمها على سكة حديد.
أندرو جاكسون، الطارد الشهير لسكان أميركا الأصليين من أراضيهم، وصورته على العشرين دولارا
ضاف إلى هذه المعلومات وغيرها الكثير عن هارييت توبمان، رغبة بدت واضحة على الرئيس الأميركي باراك أوباما بتكريمها أكثر، حين أشار في كلمة ألقاها بأغسطس الماضي في مدينة “كانساس سيتي” بولاية ميزوري، إلى رسالة تلقاها من طفلة تتساءل فيها حول عدم وجود صور نساء على الدولار، فلفتت انتباهه، وقال: “ربما جاء الوقت لتغيير ذلك” في إشارة منه إلى أن الفكرة راقت له، وهي سهلة التحقيق بعد أن تم أمس الأربعاء تجهز 100 ألف توقيع من مواطنين أميركيين، وفقاً للقانون.
وسارع الأميركيون بعد الخطاب إلى اقتراح أسماء نسائية تستحق أن تكون صورها ممهورة على العملة الخضراء، ومنهم من اختار حتى المغنية بيونسيه، أو تايلور سويفت، وليدي غاغا وكيم كارداشيان، إلا أن اختيار هارييت فاز على الجميع، لأن من الشروط التي يفرضها القانون الأميركي، وفق ما طالعت “العربية.نت” مما كتبوه، هو أن يكون صاحب الصورة متوفياً، وله مكانة مميزة في تاريخ الولايات المتحدة، ومعروف من معظم شعبها.
أما “الرئيس الأسوأ في التاريخ الأميركي” المستهدف بالنزول عن الدولار، وهو أندرو جاكسون المعروف بأنه كان سابع رئيس للولايات المتحدة، فغير مرغوب فيه لأنه قام بأكبر عملية ترحيل جماعي للهنود، سكان أميركا الأصليين.. طرد أكثر من 46 ألفا منهم في زمنه من أراضيهم، وبالطرد الجماعي العشوائي مات عدد كبير، لذلك يريد الأميركيون طرده من عملتهم، وقريبا ستشهد الأسواق 20 دولارا مزينة بصورة أشهر أميركية سوداء.
العربية