الإنتاج السينمائي..ذاكرة الوطن المرئية والمسموعة جلاء المستعمر ورفع العلم وبركة الشيخ.. بصمات تحكي سيرتها

في النصف الثاني من عام 1949 دخلت صناعة السينما في السودان وذلك بانشاء وحدة افلام السودان والتي تتبع لوزارة الإعلام كانت مهمة الوحدة إنتاج أفلام قصيرة عن المشاريع الحكومية وانشأت بجانبها وحدة السينما للسينما المتجولة التى كانت تعرض تلك الأفلام في جميع ربوع السودان, ليغير اسمها بعد ذلك من وحدة أفلام السودان إلى إدارة الإنتاج السينمائي التى يحتضنها حوش الاذاعة والتلفزيون وكانت وحدة أفلام السودان في تلك الفترة وحتى الاستقلال ومابعده هي بالفعل الإعلام المرئي والمسموع وكانت تُدار بأبسط الامكانيات وهي عبارة عن كاميرا سينمائية مقاس 16 مم وجهاز مونتاج يدوي وجهاز تسجيل متنقل وانتجت العديد من الافلام الارشادية والتثقيفية والسياحية أسود وأبيض وبالألوان, وأول فيلم أنتج كان بعنوان (الحكومة المحلية في مديرية الخرطوم) الذي عرض على اعضاء الجمعية التشريعية وتلته افلام عن مشروع الجزيرة والصمغ العربي وفيلم عن زيارة الرئيس اسماعيل الأزهري لبريطانيا ومؤتمر باندونج لدول عدم الانحياز ووثقت لجلاء المستعمر من السودان ثم الجلسة التاريخية لأول برلمان سوداني وهو يعلن استقلال السودان ورفع الأزهري والمحجوب علم السودان اثناء انزال علمي الحكم الثنائي من أعلى سارية القصر الجمهوري وفيلم عن سودنة القضاء وآخر عن أول عملة سودانية تطرح للتداول وفيلم عن طريقة الانتخاب وكيف تدلى بصوتك ,يقول مدير إدارة الإنتاج السينمائي المهندس عوض الضو أن الأفلام كانت تنتج في البداية كأفلام صامتة صورة بدون صوت وأول من بدا العمل مصور من جنوب أفريقيا من أصل بريطاني أتى بالأجهزة بعدها تم الإعلان عن حوجة الوحدة لمصورين ومهندسين ومخرجين وكتاب سيناريو وأتى جاد الله جبارة ومحمد عيد زكي ومحمد عثمان صالح وأحمد عبيد محمد صالح وفي عهد عبود تم تحديث في الوحدة واستجلبت أجهزة ومعدات وانشأت المعامل السينمائية وابتعثت الكوادر للتدريب خارج السودان وانشأ المبنى الحالى لإدارة الإنتاج السينمائي على نفقة المعونة الأميركية وأدخل بعدها الصوت على الأفلام وأنتج أول فيلم بالألوان بعنوان (ألوان الزهور) الذي قدم فيه الفنان حسن عطية أغنية الخرطوم، عندما تم تأسيس التلفزيون استفاد من خبرة المهندسين والمصورين الذين أسسوا الإنتاج السينمائي وفتحوا المجال لتدريب كوادر التلفزيون يقول الضو بعد قيام ثورة اكتوبر 64 أوقفت المعونة الأميركية وفي 1974 تم تحديث الأجهزة مرة أخرى عبر برنامج المعونة الألمانية إلا أنه وفي بداية الثمانينات بدا العد التنازلي وقل الاهتمام بالإنتاج السينمائي وصار مايرصد من ميزانية لايكاد يفي لإنتاج شريط سينمائي واحد, ونافسه التلفزيون لأنه أسرع في الإنتاج والعرض وعن أشهر الأفلام الروائية الطويلة التي تم تقديم العون الفني من إدارة الإنتاج لأفلام القطاع الخاص أبرزها فيلم بركة الشيخ ورحلة عيون وتاجوج وعرس الزين والبؤساء وغيرها.يوجد بادارة الإنتاج السينمائي حالياً قرابة الستة آلاف شريط سينمائي يوثق لكل الحقب التاريخية والسياسية في السودان.
التغيير
لماذا لم يرد ذكر فلم ( امال واحلام ) للراحل المقيم رائد السينما السودانية الاستاذ / الرشيد مهدي فاذا كانت ذاكرة الامة لاتحتفظ بسجلات تعاقب الاجيال فكيف لنا النهوض من سباتنا ناهيك عن الارتقاء الى مصاف الامم