مؤتمر شعبي من اجل الوحدة

مؤتمر شعبي من اجل الوحدة
د.عبد القادر الرفاعي
تجدد حديث الانفصال بصورة اكثر جدية بعد انتهاء الانتخابات في ابريل المنصرم . ورفع انفصاليو الشمال والجنوب عقيرتهم بان قطار الوحدة قد ولي . هناك انفصاليون صامتون في الشمال يتساوون معهما في خبث النوايا ، لذا فالانفصاليون نوعان عندنا لا ثلاث . لقد تدحرجت بعض المواقف تنادي بالنظر في مآلات ما بعد الانفصال ? رياحها مسالمة ? ولكن هذا لا يكفي ، لذلك فمع الاصرار علي ان ترتفع قوي الوحدة وهي الغالبة عددا الي مستوي التحدي يجب ان يكون هناك اصرار مماثل علي الذكاء في رمي القفاز، فلا يخطو الوحدويون خطوة الا وهم واثقون من اسبابها . وواثقون من حيث تنتهي . لهذا يتجدد الاقتراح ? المبني علي الوعي بمخاطر الانفصال ? عن وجوب انعقاد مؤتمرات ولقاءات ومذكرات واتصالات ومقابلات في الداخل والخارج ، للبحث والدفاع عن التطورات الخطيرة المستجدة واتخاذ قرارت حازمة بشأنها. فاذا كانت النوايا سليمة حقاً والجدية متوفرة لدي قوي الوحدة اياً كان موقعها علي خارطة الوطن فان من المنطقي ان يتم التحضير للقاء المبعوث الاميريكي الذي يتجول في المنطقة والذي بات وصوله لبلادنا وشيكاً ، نسبقه بسلسلة اجتماعات ولقاءات وخطوات متواصلة دفاعا عن الوحدة علي كافة المستويات حتي ياتي كل شئ مدروساً ويتوفر الاجماع علي كل بند من البنود .
نقول هذا لانه قد صار معروفاً لدي الجميع ان السودان مهدد بالتفتت، ومعروفا اكثر ان مفتاح النجاح في اجتياز هذه المرحلة الصعبة والدقيقة يكمن في وقف الخلافات وانهاء حالة التشرذم والفرقة التي سببت لشعبنا اضراراً يفوق اضعافا مضاعفة ما سببته له الانظمة الشمولية ، وان الفرصة متاحة ? رغم الظلام ? لاعادة بناء جبهة للديمقراطية والوحدة لانقاذ الوطن علي اسس متينة علي اعتبار ان نجاحها سيقلب موازين القوي عندنا ويحبط المخططات المعدة لتمزيق السودان.
ان هذا الجهد الذي نقترحه لا يجوز له الانطلاق الا من مواقع النفاؤل ، لان الانفصال في القراءة السريعة والبطيئة ليس ختاما للحروب وليس نقطة انطلاق نحو السلام الشامل والوحدة الوطيدة ، لا ولا لانه في دعوة الوحدة ان الشمال مهدد نفطياً ، فهذا رد الفعل السلبي ، بل لانه اختلال عميق في سلام شعب السودان وارضه وتقدمه وسيصيب بالضرورة شعبنا كله وامانيه في حياة آمنة في حاضرنا القريب او مستقبلنا القريب .
وعلي اية حال ، فان كانت درجة حرارة الوطن تصل بمعدلات استثنائية من لاسرعو الي الغليان المحتدم (الانفصال) ، فان القوي الوطنية والديمقراطية عليها واجب مقدم الا تركن للاستسلام ولا عليها ان تتابع المخاطر المحدقة ببلادنا عن بعد ، او ان تكتفي بالتصريحات وبيان المخاطر ، وخاصة بعد وثوب القوي المعادية لوحدة الوطن بعد الانتخابات التي اجريت في ابريل الماضي وتعاظم الجرأة الجرة لديها تنظيما واعلاماً ، وحتي مشاركة بوسائل مستجدة في الصراع السياسي .
فالمغامرة الان وما يجري ، ليست رهانا علي مبادئ الوحدة والعدالة الاجتماعية والسلام ، بل سيكون الوحدويون في مأزق ينطلق من موقف رخو ورهانهم رهان اليأسيين من بقاء الوطن موحداً وسلام ممكن توفيره في اكتشاف الطريق المضاد للانفصال .
الميدان