من الآخر تعال آكلني

منصات حرة
من الآخر تعال آكلني ..
نورالدين محمد عثمان نورالدين
[email][email protected][/email]
على قول المثل المابريدك بحدر ليك فى الظلام وطبعاً بعد هذه الحدرة توقع منه أشياء أخرى قد لا تتوقعها فى ذات الظلام فكثيرين هم من يعاندون علي الخطأ ويصرون على أشياء غير منطقية فقط لأن الرأي الصائب كان من نصيب ذلك الشخص الذى يبغضه وقد يصل الأمر إلي عقد نفسية تتطور لدرجة أن التلميذ مهما إجتهد ليستوعب الحصة التى يقدمها ذلك الأستاذ الذى لايحبه فلن يفهم وتكون النتيجة رسوب فى هذه المادة فى نهاية السنة وهناك تلميذ آخر فى نفس الفصل قد يتفوق فى نفس المادة لحبه لنفس الأستاذ فالإنسان تحركه العاطفة بدرجة كبيرة فى كثير من التعاملات والتفاعلات فى المجتمع ولكن عندما تسيطر علينا هذه العاطفة لدرجة عدم التمييز بين الصحيح والخطأ هنا يجب علينا تشريح هذا الوضع علمياً لنصل لحل جذري لهذه المشكلة فالحكومة كمثال لا تقبل للمعارضة رأياً ولو كان صائباً وتصر وبعناد على الرأي الخطأ وتكون فى الآخر النتيجة كارثية والمعارضة طبعاً لايعجبها عجب الحكومة ولا الصيام فى رجبها فهى خطأ من الشمال لليمين ومن اليمين للشمال ومن أعلى إلي أسفل والعكس والعبرة بالخواتيم ، ويحكي أن قطاً صاحب فأراً وإتفقا على أن يقوما برحلة نيلية وفى منتصف النيل وكان حينها الطقس جميل والرياح هادئة والشمس ساطعة والمياه فى قمة الصفاء تغلبت الغريزة علي القط وصاح فى الفأر وهو غاضب ( ماتغبر ياخ ) فرد الفأر بكل حكمة مبتسماً أولاً أنت فى الإتجاه المعاكس للرياح فالغبار سيكون من نصيبي وثانياً نحن فى منتصف المياه فمن أين أتى الغبار وثالثاً هذا الطقس الجميل يحتاج لوليمة تليق بهذه المناسبة ( يعنى من الآخر بطل حجج وتعال آكلني ) وهذا بالضبط هو واقع مجتمعنا فالجار الذى يكره جاره لايقبل منه النصيحة والطالب الذى يكره أستاذه لايستوعب الدرس منه وكل هذه الأشياء تقودها العاطفة حتى فى العمل بين الموظفيين فى المؤسسة الواحدة يتعامل الكثيرين بطريقة ( الحفير ) وإنتظار الأخطاء للبعض وهذه ظاهرة متفشية فى المؤسسات فكثيراً مانسمع عن موظف تم طرده من العمل بسبب وشاية يتضح بعدها إنها كاذبة أو بسبب خطأ غير مقصود أو بسبب مكيدة وقع فيها بسبب زميل له يكن له البغضاء والغيرة العمياء وطبعاً الغيرة تفعل فعلها بين النساء وتتحول فى كثير من الأحوال لكره وحقد بينهن قد تصل لدرجة تشويه السمعة والقوالة الكاذبة ونحن السودانيين جميعاً صغيرنا وكبيرنا نساء ورجال نتعامل بالعاطفة فى كل نواحي الحياة حتى الموظف الذى يجب أن يتعامل بمهنية مع المواطن قد يؤخر ويعطل له عمله لأنه يشبه شخصاً يكرهه وفى تقديري أن الأمم تقدمت وتطورت لأنها تتعامل مع الأشياء بمسمياتها وبمهنية فالمهنية مطلوبة فى كل شئ مهما كانت قوة العاطفة التى بداخلنا علينا التغلب عليها فلكل مقام مقال فالإعتراف بالخطأ هو الطريق السليم للتطور والنقد وتقبل النقد هى الوسائل العلمية للوصول للمعرفة ، وخذوا الحكمة من أفواه المساكين فالرأي السليم والحكمة لا تتطلب أن تكون موالياً للحكومة أو معارضاً لها ولا تتطلب أن تكون كبيراً في السن أو صغيراَ فالواجب والمهنية تتطلب الأخذ بالصحيح مهما كان مصدره ..
مع ودي ..
الجريدة
كلو تمام وشكرا علي التوضيح وما قطع الله لقلمك حبرا وبارك الله فيك …
هديت يا نور.اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه