في خدمة الشعب؟؟!!

في خدمة الشعب؟؟!!

الصادق المهدي الشريف
[email][email protected][/email]

? اللاجئون الجنوبيون في الشتات يقولون (ليت.. ليت).
? ففي الدولة العبرية أصبحوا غير مرغوبٍ فيهم.. وأصدرت بلدية تل أبيب قراراً بإبعادهم خلال شهر مارس.. ثمّ بعد تظاهرات أمام الكنيست ومنزل نتنياهو.. تغير القرار.
? لم تتراجع اسرائيل عن طردهم.. بل أجلت الطرد الى منتصف الشهر الحالي (ابريل).. ولم تعتذر عن قرارها بأنّهم أصبحوا غير مرغوبٍ فيهم في دولة اليهود.
? من قبل كانت مشكلة اللاجئين السودانيين في ميدان مصطفى محمود بالقاهرة.. التي انتهت بصورة وحشية.. دفعت جوبا لإتخاذ إجراءات لم تتراجع عنها إلا بعد.. وبعد.
? وفي الخرطوم.. كلما سكت صوتٌ من أصوات التنفيذيين بالولاية العاصمية.. خرج صوتٌ آخر من أصوات البرلمانيين يؤكد انّ أبريل هو آخر شهر للجنوبيين بالخرطوم.. ويوصي وزير الداخلية وحداته بانّ لا تجدد ايِّ وثائق لأهل الجنوب بعد الإثنين التاسع من ابريل.
? الشاهد في كلِّ هذه الإحن التي يتعرّض لها المواطنون أنّ الساسة لا يجيدون صنعتهم.. ولا يحسنون تسييس حال المواطنين.
? بل ولا يستقرون على قرار.. كلام ليلهم يمحوه النهار.. وكلام نهارهم لا يذكرونه ليلاً.. والحياةُ عندهم هي أن تظلّ مغرداً على شاشات الفضائيات وأجهزة الإعلام.. تقول وتقول.. ثمّ لا تُسأل عمّا تقول.
? ولنضرب مثلاً.. بقضية (بقاء الجنوبيين في الشمال)، وهي القضية الجدلية التي يرفضها البعض حدّ الموت، ويقبل بها آخرين حدّ القتال.
? كل الجنوبيين الذين يقطنون بالشمال شرعوا الآن في بيع بيوتهم.. ومتاعهم.. وتخفيف حملهم.. وشراء ما خفّ وزنه وسهل حمله.. فالحلة الى الجنوب طويلة.. طوييييلة.. (ومكتوبا عليهم يمشوها).
? ومن المؤكد أن ما فعلوه هو أمر المضّطر.. فبعضهم باع بيته بثلثي ثمنه.. واستغلّ آخرون تقاصر المدة الممنوحة لهم.. وبعضهم باعه بالنصف والثلث.. والخسائر المالية لا حدّ لها.
? لكن لو تغلّب جناحٌ على جناحٍ آخر داخل المؤتمر الوطني.. ولو فاز لوبي على لوبي آخر داخل الحركة الشعبية (وهي تقلبات سياسية محتملة).. وتمّ التوافق على بقاء الجنوبيين بالشمال.. عندها سوف يكتشف من باعوا بيوتهم ومتاعهم (كم هو دنيئٌ عالم السياسة).. لأنّهم وقتها سوف يصبحون لاجئين بحق.. لا يملكون مالاً ولا مقراً.. وسوف تصبح احجية الحريات الأربعة (التعب البلا صالح).
? في هذه الحالة.. حالة الجنوبيين بالشمال.. يتم استخدام البشر (الجنوبيين) كأداة ضغط من أجل تنفيذ أجندة سياسية.. أداة فقط.. دون أدنى إعتبار لبشريتهم.. التي تباعُ بالثمن الأبخس في سوق السياسة.
? والإحتمالات في لعبة السياسة لا حصر لها.. فقد يصدف/يصدق فجأة أن يقبل الشمال بتمديد المدة للجنوبيين.. أو يتخذ قراراً بعد خمسة ايام (يوم الإثنين القادم) للتعجيل بترحيلهم.
? هل هنالك أمر غريب ههنا؟؟.. الإجابة (لا).. فالغريب حقاً هو أنّ الساسة من الجانبين يقولون بملء افواههم انّهم جنودٌ (في خدمة الشعب)!!!!.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..