الدستور الاسلامى …… كفى لعبا بالعقول

الدستور الاسلامى …… كفى لعبا بالعقول

د. محمد عبدالمنعم خضر
[email][email protected][/email]

كثر الحديث فى الاونة الاخيرة عن اعلان دولة الشريعه والدولة الاسلامية والدستور الاسلامى وو ( تتعدد الاسماء والهدف واحد ) بل تطور الامر الى حد تكوين جبهة لصياغة الدستور الاسلامى ومطالبة الاحزاب بالتوافق عليها والمزايدة السياسية على الدستور الاسلامى ووصم كل من يخالف هذا الامر بالكفر والالحاد ( وكانما يوم القيامة سيحاسب السودان على الاسلام وليس الفرد علي دينه ) ..
عندما هاجر المصطفى صلى الله عليه وسلم الى المدينة المنورة وفى سنة واحد للهجرة الموافق 623 ميلادية كتب ما يعرف ب (دستور المدينة او صحيفة المدينة ) وهو يعتبر أول دستور مدني في التاريخ، وقد أطنب فيه المؤرخون و المستشرقون على مدار التاريخ الإسلامي، واعتبره الكثيرون مفخرة من مفاخر الحضارة الإسلامية، ومَعلَمًا من معالم مجدها السياسي والإنساني.. إن هذا الدستور يهدف بالأساس إلى تنظيم العلاقة بين جميع طوائف وجماعات المدينة، وعلى رأسها المهاجرين و الأنصار والفصائل اليهودية وغيرهم، يتصدى بمقتضاه المسلمون و اليهود وجميع الفصائل لأي عدوان خارجي على المدينة.. وبإبرام هذا الدستور ?وإقرار جميع الفصائل بما فيه- صارت المدينة المنورة دولة وفاقية رئيسها الرسول-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وصارت جميع الحقوق الإنسانية مكفولة، كحق حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر، والمساواة والعدل.
يقول المستشرق الروماني جيورجيو:
“حوى هذا الدستور اثنين وخمسين بندا، كلها من رأي رسول الله. خمسة وعشرون منها خاصة بأمور المسلمين، وسبعة وعشرون مرتبطة بالعلاقة بين المسلمين وأصحاب الأديان الأخرى، ولاسيما اليهود وعبدة الأوثان. وقد دُون هذا الدستور بشكل يسمح لأصحاب الأديان الأخرى بالعيش مع المسلمين بحرية، ولهم أن يقيموا شعائرهم حسب رغبتهم، ومن غير أن يتضايق أحد الفرقاء. ولكن في حال مهاجمة المدينة من قبل عدو عليهم أن يتحدوا لمجابهته وطرده.
وقد نص دستور المدينة على وحدة الامة , وحرية الاعتقاد وممارسة الشعائر , الاستقلال الماى لكل الطوائف , نصرة المظلوم , الامن والعدالة , لا حصانة لشخص , التحالف عند الحرب واليكم بعض النصوص كما كتبت
– إنّهُمْ أُمّةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ دُونِ النّاسِ
– الْمُهَاجِرُونَ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى رِبْعَتِهِمْ يَتَعَاقَلُونَ بَيْنَهُمْ وَهُمْ يَفْدُونَ عَانِيَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَالْقِسْطِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ
– وَإِنّ يَهُودَ بَنِي عَوْفٍ أُمّةٌ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ لِلْيَهُودِ دِينُهُمْ وَلِلْمُسْلِمَيْنِ دِينُهُمْ مَوَالِيهِمْ وَأَنْفُسُهُمْ إلّا مَنْ ظَلَمَ وَأَثِمَ فَإِنّهُ لَا يُوتِغُ إلّا نَفْسَهُ وَأَهْلَ بَيْتِهِ
– وَإِنّ عَلَى الْيَهُودِ نَفَقَتَهُمْ وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ نَفَقَتَهُمْ وَإِنّ بَيْنَهُمْ النّصْرَ عَلَى مَنْ حَارَبَ أَهْلَ هَذِهِ الصّحِيفَةِ وَإِنّ بَيْنَهُمْ النّصْحَ وَالنّصِيحَةَ وَالْبِرّ دُونَ الْإِثْمِ وَإِنّهُ لَمْ يَأْثَمْ امْرُؤٌ بِحَلِيفِهِ
– وَإِنَهُ مَنْ تَبِعَنَا مِنْ يَهُودَ فَإِنّ لَهُ النّصْرَ وَالْأُسْوَةَ غَيْرَ مَظْلُومِينَ وَلَا مُتَنَاصَرِينَ عَلَيْهِمْ
– وَإِنّهُ لَا يَحُولُ هَذَا الْكِتَابُ دُونَ ظَالِمٍ وَآثِمٍ
– وَإِنّ النّصْرَ لِلْمَظْلُومِ وَإِنّ الْيَهُودَ يُنْفِقُونَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ مَا دَامُوا مُحَارَبِينَ
– وَإِنّهُ مَنْ خَرَجَ آمِنٌ وَمَنْ قَعَدَ آمِنٌ بِالْمَدِينَةِ، إلّا مَنْ ظَلَمَ أَوْ أَثِمَ وَإِنّ اللّهَ جَارٌ لِمَنْ بَرّ وَاتّقَى
هذا دستور المدينة … لنلقى نظره على تعريف الدستور المدنى ( تعريف الدستور المدني:هو عقد اجتماعي ميثاقي بين متساكنين في قطعة جغرافية موحدة، مهما كان دينهم وجنسهم، ينظمون فيه قوانين عامة تُضبط فيه قواعد التعايش بينهم على أساس المدنية والسلم والحرية والسيادة والتعاون)
تختلف المسميات والهدف واحد (العدل اساس الملك , لاحصانات , لاتفريق على اساس العرق والدين , الامن بين الناس)
ايها المتشدقون بالشريعه كفى لعبا بعقولنا كفى متاجرة بالدين … الاسلام براء مما تفعلون وتقولون .
مخرج
عن عائشة رضي الله عنها أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الِلَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ أَصْوَاتًا ، فَقَالَ : ” مَا هَذِهِ الأَصْوَاتُ ؟ ” ، قَالُوا : النَّخْلُ يَأْبِرُونَهُ ، فَقَالَ : ” لَوْ لَمْ يَفْعَلُوا لَصَلُحَ ذَلِكَ ” ، فَأَمْسَكُوا ، فَلَمْ يَأْبِرُوا عَامَّتَهُ ، فَصَارَ شِيصًا ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الِلَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : ” كَانَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكُمْ فَشَأْنُكُمْ ، وَكَانَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ دِينِكُمْ فَإِلَيَّ ” ، و في لفظ مسلم :” فَقَالَ : مَا لِنَخْلِكُمْ ، قَالُوا : قُلْتَ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ ” .صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

تعليق واحد

  1. الكيزان وتجار الدين خامين الناس الجهلاء بمايسمي بالدستور الاسلامي
    الاسلام نزل رحمه الكيزان بقوا لينا عذاب

  2. فتح الله عليك يا دكتور… انت بالضبط كدا جبت الخلاصة. الموضوع بسيط بس المغالاة بتزيد الناس عنت والبضيقا على روحه الله بضيقا عليه. بعدين الموضوع بقى ساذج لدرجة المساخة. ولو اي شي حنقعد نصر انه لازم نخت عليه ديباجة “إسلامي” طيب ليه ما نسحب الحاجة دي علي باقي تفاصيل الحياة ونقول دا مصنع إسلامي ودا قلم إسلامي ودا عيش إسلامي… ماجاية مش! الاشياء هي الاشياء وكل شي حق الله في النهاية بدون مزايدات. يتخيل لي في بعد نفسي ورا الإصرار دا بما يوشي باستمرار حالة المراهقة السياسية والفكرية لدى “الجماعة”.

    تذكير… نحن لسنا اقل إسلاما ولا اسلاميةً ولا وطنية ولا كفاءة ممن اغتروا بعكس ذلك وغرروا بأنفسهم لتصديقهم ذلك.
    I
    ” وبديت احير وين الرجا
    ومتين سودانا يرجع عزيز بمفاخره
    أنا وأخوي “سوا” (سواء) و “سوا”
    والرب عظيم راضي عن “السواة”
    نحيا ونموت بلا هجولة
    سعدا وكرام في شان اوطانا معمرة”

  3. منذ 23 عام لا يوجد تطبيق فعلى لمفاهيم الاسلام بعد ان فرضت فئة معينة وصايتها باسم الاسلام زورا وابعاد الاخرين ممن يشك فى عدم ركوبه تيار القرصنة او يصبح مناوئا لهذا السلوك المشين فى حق الاسلام والوطن .. وما لجنة الدستور الاسلامى الاخيرة والتى فوضت نفسها بكتابة الدستور الا استمرار لتلك العنجهية والتسلط وفرض الراى على الاخرين.. فى حين ان الاسلام يحضنا على ان امرهم شورى بينهم ..
    الى ان وصلنا اخيرا لتصاريف العناية الالهية وفضح مكر وفساد الكبار والمبتدئين الصغار ..
    لدرجة ان الجيل الحالى اصبح فى شك وريبة تجاه كل ما يصدرمن شعارات اسلامية يتشدق بها اليوم شياطين الانس ..
    والاسلام الحنيف براء مما يمكرون .

  4. سلمت يا دكتور ولكن اختلف معك فى شي مهم جدا:

    1- الرسول عليه افضل الصلاة واتم التسليم لم يكن رئيسا بل كان نبيا

    2- عندما وضع هذا الميثاق ليعلمنا صلواته وسلامه عليه الاجتهاد ووضع المواثيق والمعهادات لكى يعيش الناس بسلام اولا ومن ثم تاتى مرحلة دعوتهم

    3- والشي الاهم من هذا كله الاسلام دين دعوة وليس دين دولة. الاسلام جاء رحمة لكل الناس ولا يمكن ان يحد بدولة. وللحديث بقية لكر لا اطيل

  5. والله أنا أستغرب لما السودانيين الما قادرين يوفروا لقمة العيش لعيالهم يدخلوا في جدل بيظنطي بخصوص الدين والدستور الإسلامي .. يا جماعة خلوا هذه الإنصرافية وفتشوا الطريقة الناس تحرز بيها إي تقدم مادي في مجال الإقتصاد والإدارة وتنظيم الدولة وإنتاج العيش للناس عشان تأكل وتشبع أولاً .. الصلاة الناس بأخروها عشان الأكل والشراب .. أتقوا الله في حالكم الفاضح الناس بره البلد.

  6. لا ادري ماذا يريد الكاتب هل يوافق على دستور المدينة ام يرى ان الدولة المدنية التي ينادي بها افضل منه؟؟
    لم يذكر لنا الكاتب النقاط التي تخالف الشرع في مقترح الدستور الاسلامي الذي يعارضه؟؟
    هل يوافق على الشريعة الاسلامية كما في عهد الرسول وخلفائه؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..