الصادق المهدي يكتب : تغيير قسري بأمر واشنطن و “مبارك” صنع لنا أزمة بلا مبرر في السودان

الصادق المهدي

في الفكر الجيوسياسي الأميركي الحديث عدد من المدارس، من أصحابها كتاب مستنيرون أمثال بول كينيدي الذي يقول: لو وضعنا أنفسنا في مكان بلدان الشرق الأوسط لجعلتنا ظروف الظلم نتصرف كما يتصرفون، واستيفن والت وجون مير شايمر اللذين يستنكران نفوذ اللوبي الإسرائيلي في السياسة الأميركية نحو الشرق الأوسط، وغراهام فوللر الذي يتحدث عن عالم افتراضي بلا إسلام ويرى أن شعوب المنطقة المعنية، مهما كانت عقيدتهم الدينية، سوف يدفعهم شعورهم بالمظالم التي فرضت عليهم إلى تصرفات كما يحدث الآن.

مقابل هذه الرؤية توجد مدارس أخرى: ليو شتراوس وهو مهاجر من ألمانيا النازية دعوته هي حاجة أميركا إلى أيديولوجية تفرد يتماسك حولها المجتمع وتبث نفوذها في العالم.

وبرنارد لويس المهاجر إلى أميركا والذي صاغ عبارة صدام الحضارات، يرى أن الإسلام دين شرير ولا إنساني، ويرى أن المسلمين ضد الحضارة الغربية من حيث غيرتهم من نجاحها وفشل حضارتهم. هذه المدرسة هي زاد الإسلاموفوبيا في الغرب وترى أن العدو الذي ينبغي أن يواجهه الغرب، لا سيما بعد أفول الاتحاد السوفياتي، هو العالم الإسلامي.

السياسة الأميركية نحو الشرق الأوسط تبلورت بعد الحرب الأطلسية الثانية (1939 – 1945). إن تتبع مواقف الأحزاب الأميركية يظهر اختلافاً بين نهج الحزبين: الجمهوري والديموقراطي، فالفرق واضح بين سياسة رونالد ريغان الجمهوري وجيمي كارتر الديموقراطي، هذا الاختلاف أكثر وضوحاً بين جورج بوش الابن الجمهوري الذي أغرق بلاده في حروب إمبريالية في منطقة الشرق الأوسط وباراك أوباما الذي اجتهد في نقض حماقات سلفه الخارجية، وعمل على سحب قوات بلاده من أفغانستان والعراق، وأمسك عن غزو ليبيا وسورية وطبع علاقات بلاده مع كوبا ويوشك أن يطبعها مع إيران.

إسرائيل منذ تأسيسها قادها حزب العمل، ولكن منذ السبعينات من القرن الماضي اتجه حكامها يميناً فانحازت سياساتها لحزب الليكود وأحزاب يمينية متطرفة، وكانت إسرائيل تعتبر الحليف الموثوق به في الشرق الأوسط للولايات المتحدة في وجه النفوذ السوفياتي وفي وجه تمدد الحركات الوطنية، والقومية، والإسلامية، التي تتطلع إلى استقلال قرارها عن أي تبعية.

لدى انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1989 بدا كأن الغرب قد يستغنى عن دور إسرائيل كشرطي للمصالح الأميركية في المنطقة، لذلك تعددت الأصوات في اليمين الأميركي واليمين الإسرائيلي التي تنذر بأن الخطر القادم على المصالح الأميركية والحضارة الغربية هو «الأصولية الإسلامية». هذا الفهم جمع بين اليمين الإسرائيلي وقوى المحافظين الجدد التي سيطرت على جناح مهم في الحزب الجمهوري الأميركي.

تقويض الدولة الوطنية

ومنذ نجاح الثورة الإسلامية في إيران في 1979 وما كان لها من أصداء في العالم الإسلامي اهتمت أجهزة الاستخبارات الغربية بالتعامل مع ظاهرة «الأصولية الإسلامية».

ونشرت في السبعينات روايات غربية تتخيل سيناريوات للتعامل مع «الأصولية الإسلامية» والعمل على احتوائها، وكان أكثر هذه السيناريوات «ذكاء» أن ينسف مشروع الأصولية الإسلامية يتم باستيلاء دعاتها على السلطة في بعض بلدان المسلمين، ويفشلون في تحقيق شعاراتهم البراقة، وفي تلبية مطالب شعبهم، ما يؤدي إلى فشلهم، ويحصل للشعار الإسلامي ما حصل للشعار القومي العربي من إخفاق.

وسيناريو آخر قال به استخباراتيون هو تقويض الدولة الوطنية في بلدان الشرق الأوسط بتفكيك مؤسسات الدولة الحديثة أو تشجيع تيارات الولاءات الموروثة الطائفية، والإثنية، على اشتباكات تمزق النسيج الاجتماعي وتؤدي إلى حركات انفصالية. هذا السيناريو شرحه بالتفصيل في مرحلة لاحقة وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي آفي دختر في محاضرة ألقاها في تل أبيب عام 2008، قال: إن الدول الوطنية العربية في شكلها الحالي مكونة بأسس غير طبيعية، والمطلوب تفكيكها على أسس دينية، وطائفية، واثنية، السودان مرشح ضمن هذا السيناريو للتقسيم على خمس دويلات: دولة جنوب السودان، ودولة دارفور، ودولة في شرق السودان، ودولة في جبال النوبة، ودولة لشمال ووسط السودان.

ما يهمني هنا هو الصلة بين هذا المخطط وانقلاب 30/6/1989 في السودان.

لا توجد مبررات موضوعية لقيام انقلاب حزيران (يونيو) 1989، فالنظام الديموقراطي الذي كان يحكم السودان نجح في وضع خريطة طريق لمؤتمر قومي دستوري يعقد في 18/9/1989 لإبرام اتفاقية سلام شامل ليس فيها دور أجنبي، وليس فيها مطلب لتقرير المصير، كما نجح في جمع الكلمة حول مشروع تأصيل إسلامي يراعي التنوع، والتدرج، وحقوق المواطنة المتساوية، ونجح في القضاء على النمو الاقتصادي السالب الموروث من عهد الطغيان «المايوي» وتحقيق نسبة نمو عالية مقدارها في عام 1989 تساوي 12,5 في المئة، واستطاعت الحكومة الديموقراطية التصدي للمقاطعة الأميركية واستقطاب تعاون مؤثر مع كافة حلفاء الولايات المتحدة الذين دعموا ميزان المدفوعات وميزانية التنمية بحوالى 3 بلايين دولار، بل استطاعت الحكومة الديموقراطية وضع خطة مع اليابان لشراكة تنموية شاملة، ومع الصين لنقل تكنولوجيا عسكرية في مجال الأسلحة الثقيلة والدفاع الجوي.

وبعد مذكرة القوات المسلحة للحكومة في شباط (فبراير) 1989، وهي مذكرة كيدية خالية من أي مبرر موضوعي ولكنا تعاملنا معها بصورة أبطلت مفعولها الضار، وكلفنا السيد ميرغني النصري عضو مجلس رأس الدولة المستقل أن يدعو كافة القوى السياسية للاتفاق على برنامج قومي لمواجهة مشاكل البلاد صفاً واحداً، وقد كان. وبموجب برنامج القصر هذا تكونت حكومة وحدة وطنية (آذار/ مارس 1989- حزيران 1989). حكومة حظيت بتأييد برلماني منقطع النظير (80 في المئة من النواب). ومن سجلات الحكومة الديموقراطية عبر الفترة كلها (من 1986 – 1989) إنها واجهت أهم أزمات تعرضت لها البلاد وهي أزمة السيول والأمطار غير العادية في آب (أغسطس) 1988، وأزمة تظاهرات ضريبة السكر في كانون الأول (ديسمبر) 1988، وأزمة مذكرة القوات المسلحة في شباط 1989، واجهتها الحكومة الديموقراطية بكفاءة عالية، وفي إطار النظام الدستوري، من دون اللجوء إلى إجراءات استثنائية.

مصر والدفاع المشترك

المشكلة الوحيدة في وجه هذه النجاحات أن حكومة الرئيس المصري السابق حسني مبارك كانت غير راضية عن إلغاء الحكومة الديموقراطية لاتفاقية الدفاع المشترك، وهي اتفاقية أدخلت السودان منذ العهد «المايوي» طرفاً في الحرب الباردة، بينما موقفنا كان حيادياً من تلك الحرب، وهو موقف للمصلحة الوطنية، لأن هذا الانحياز جعل حلف عدن (اليمن الجنوبي، أثيوبيا منغستو، وليبيا القذافي) يدخل داعماً للحركة الشعبية في حربها ضد السودان. وكان نجاح التجربة الديموقراطية مؤرقاً للنظام في مصر، وعلى طول العهد الديموقراطي كانت دلائل عداوة نظام الرئيس السابق حسني مبارك للسودان الديموقراطي ظاهرة، كإيوائه جعفر نميري وعدم تسليمه لمحاكمته في الخرطوم.

كان لحكومة حسني مبارك في ذلك الوقت تحالف مع إدارة الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان، والتي كانت بدورها غير راضية عن تجربة ديموقراطية حريصة على استقلال القرار الوطني، وعن التخلي عن التسهيلات العسكرية التي كانت يمنحها لها النظام المايوي المنحاز لمعسكرها في الحرب الباردة.

هاتان الحكومتان كانتا بوضوح ضد نجاح التجربة الديموقراطية في السودان، وتعملان بكل الوسائل الخفية والإعلامية لتقويض التجربة الديموقراطية السودانية.

دلائل عدم رضا حكومة حسني مبارك عن نجاح التجربة الديموقراطية في السودان كثيرة. مثلاً – صنعوا لنا أزمة بلا مبرر في اختيار عضو مجلس رأس الدولة الاتحادي خلفاً للسيد محمد عبدالله يس، وكذلك أزمة بلا مبرر في إخراج الاتفاق على اتفاقية الميرغني – قرنق، كما اعترف لي بذلك صراحة الشريف زين العابدين الهندي.

وكذلك كان واضحاً عدم رضا الخارجية الأميركية، والدليل على ذلك قطع المعونات التي كانوا يدفعونها لنظام «مايو»، ونقل سفارتهم إلى حين من الخرطوم إلى نيروبي بحجة عدم الأمان في الخرطوم التي كانت أكثر أمناً من نيروبي بما لا يقاس، كما كانوا لا يرضون بأي شيء يغضب حليفتهم حكومة حسني مبارك كما اعترفت في وقت لاحق السيدة كوندوليزا رايس في محاضرة في جامعة القاهرة عام 2005، إذ قالت: نحن لستين عاماً وقفنا مع النظم الدكتاتورية لمصلحة رأيناها على حساب الديموقراطية!

لذلك عندما وقع انقلاب 30 حزيران 1989 اختفيت لأعرف حقيقة أهو سوداني محض أم هو تدبير أجنبي، فإن كان كذلك واصلت الاختفاء لمقاومته وإن كان سودانياً خالصاً ظهرت وأقدمت على حوار معه. وبعد أسبوع من الاختفاء بحسب معلوماتي يومئذٍ قررت الظهور ومخاطبة النظام بمذكرة وجدوها في جيبي عندما اعتقلت يوم الأربعاء 5 تموز (يوليو) 1989، ستة أيام بعد الانقلاب.

وبعد إطلاق سراحي في نيسان (أبريل) 1992، صرحت بأنني عندما اكتشفت أن الانقلاب سوداني محض اتجهت للحوار معه، عندئذٍ قال لي أحد كبار ضباط الأمن السوداني في عهد «مايو» وكان من الذين نالوا تدريباً مع هيئة الاستخبارات المركزية الأميركية: ليس صحيحاً أن هذا الانقلاب سوداني محض بل خططت له الاستخبارات الأميركية وكانت حلقة الوصل بين القوات المسلحة وقيادة الجبهة الإسلامية القومية صاحبة الانقلاب جماعة من الضباط العلمانيين ذوي العلاقة الخاصة مع الاستخبارات الأميركية، والدليل على ذلك أن هؤلاء الضباط قد نالوا وظائف عالية بعد نجاح الانقلاب، كما أن حكومة الرئيس السابق حسني مبارك والحكومة الأميركية رحبتا بالانقلاب وساعده في الأشهر الأولى كما كان واضحاً.

استغلال الديموقراطية

«الجبهة الإسلامية القومية» ذات المرجعية الإخوانية وجدت منا هي ومسمياتها السابقة معاملة ودية للغاية لم تعهدها التنظيمات ذات المرجعية الإخوانية في أي مكان في العالم. صحيح أنه بعد تحالفهم مع السيد جعفر نميري في برنامجه الزائف المعروف بقوانين سبتمبر 1983، ساءت العلاقة بيننا، وبعد انتخابات 1986، جلبوا أموالاً طائلة من التنظيم العالمي الإخواني أو حلفائه في الخليج، وصاروا بهذا الدعم ودعم من الرئيس العراقي السابق صدام حسين، أغنى حزب سوداني، ونشروا 7 صحف، ووجدوا في المجال الديموقراطي فرصة للتوسع بصورة كبيرة، واستغلوا الحريات الديموقراطية للقيام بحملة شرسة ضد الحكومة الديموقراطية. إذاً، حظهم تحت النظام الديموقراطي كان كبيراً سواء شاركوا في الحكم أو قادوا المعارضة، وكان قادتهم يقولون إن الديموقراطية هي «سياسة الأنبياء».

ونشأت داخل الحركات ذات المرجعية الإخوانية مخاوف من اتخاذ وسائل انقلابية لتنفيذ برامجها، هذا ما جاء واضحاً في اجتماع عقدته المنظمات ذات المرجعية الإخوانية عام 1989، كما أن كل أصحاب الأجندات السياسية الذين اختاروا الوصول إلى أهدافهم بالطريق الانقلابي ندموا وأعلنوا خطأهم. حدث هذا في السودان على لسان السيد عبد الله خليل في انقلاب 17 تشرين الثاني (نوفمبر) 1958، وشقيت به قيادة الحزب الشيوعي السوداني التي تحالفت مع انقلاب 25/5/1969، وسجل خطأ الاستعانة بانقلابات لخدمة أجندة سياسية وفكرية المفكر السوري منيف الرزاز في كتابه الشهير «التجربة المرة»، لذلك كنت استبعد أن تقدم قيادة الجبهة الإسلامية القومية على انقلاب يدخلها في متاهات خاسرة مع أن حظها في النظام الديموقراطي كان كاسباً.

في ما بعد تعللوا للإقدام على الانقلاب بأنهم كانوا يسابقون انقلابين آخرين بعثيين، نعم، هنالك للأسف نزعة لدى كثير من العقائديين أن الديموقراطية الليبرالية لا تمنحهم فرصة للسلطة فيختارون الانقلاب وسيلة لذلك، فإذا شعرت الجبهة الإسلامية القومية بخطر على الديموقراطية فالنهج الصحيح التعاون مع الحكومة لحماية الديموقراطية التي يؤيدونها مبدئياً ويرون أن حظهم في الكسب السياسي فيها كبير. وتعللوا أن قيادة القوات المسلحة، لا سيما بمذكرة شباط 1989 كانت تطالب باستبعاد الجبهة الإسلامية القومية من الحكومة. نعم بعد أن أمكننا احتواء آثار تلك المذكرة قابلني السيدان فتحي أحمد علي ومهدي بابو نمر ليشكراني على الطريقة الجيدة، كما قالا، التي تعاملنا بها مع المذكرة، ولكن لهما مطلبان هما ألا تسند وزارة الدفاع للسيد صلاح عبدالسلام، وألا يشمل التكوين الوزاري المزمع الجبهة الإٍسلامية القومية. أثناء حكومة الوفاق الوطني جرت مساجلات خلافية بين قيادة الجبهة الإسلامية القومية ووزير الدفاع يومئذ السيد عبد الماجد حامد خليل حول أولوية وكيفية تحقيق السلام، وكان للسيد عبد الماجد صلة بمن كتبوا مذكرة القوات المسلحة، قلت لفتحي ومهدي: هذا الأمر لا يخصكما فاسحبا هذا الطلب وسأتعامل معه كأنه لم يقدم. قلت لهما هنالك حوار في القصر يقوده السيد ميرغني النصري وكل القوى السياسية السودانية مشتركة فيه وأتوقع أن يصدر عنه برنامج سياسي قومي. كل الذين يشاركون في ذلك البرنامج سوف يشتركون في الحكومة القومية المزمع تكوينها، والجبهة الإسلامية سوف تشترك في الحكومة إذا أيدت ذلك البرنامج. قبلا نصحي وانتهى الأمر. وبعد ذلك أخبرت قيادة الجبهة الإسلامية بما جرى وقلت إنني أعتبره كأنه لم يكن، وهي فكرة لدى بعض القيادات العسكرية ولا تمثل رأياً مجمعاً عليه داخل القوات المسلحة.

قال لي الخبير الأمني ليفسر سبب إقدام الجبهة الإسلامية القومية على مغامرة الانقلاب: إن الاستخبارات الأميركية تدرس تصرفات القوى السياسية والحكومات الافتراضية ضمن ما يسمونه «لعبة الأمم» التي شرح مضمونها السيد مايلز كوبلاند في كتابه بعنوان «لعبة الأمم»، ومن النتائج التي استنتجوها عن الجبهة الإسلامية القومية أنها لا تقيم للديمقراطية وزناً وأنها متعطشة للسلطة بأية وسيلة، وأنها قد حبست نفسها في برنامج من بند واحد وهو التطبيق الفوري للشريعة الإٍسلامية. لذلك يمكن أن يندفعوا إلى القيام بانقلاب وسوف تكون تركيبة القوى الانقلابية، والتناقض بين البرنامج الأحادي هذا ومطالب الحركة الجنوبية، والإقدام على السلطة من دون أية تحضيرات مناسبة والتناقض مع الواقع الإقليمي والدولي… عوامل كفيلة بإخفاق التجربة باسم الإسلام، وهو الهدف المراد تحقيقه.

وفي تقدير الاستخبارات الأميركية وحليفها اليمين الصهيوني أن فرض أجندة إسلاموية حزبية على مجتمع متعدد الأديان، ومتعدد الطوائف، ومتعدد الثقافات، سوف يفشل باسم الإسلام، فيدمر بريق الشعار الإسلامي كما حدث للتجربة القومية العربية. وأن هذه الأجندة الأحادية من شأنها أن تفكك البلاد، وهذا هو المطلوب.

تتبّع ما جرى للإسلام وللسودان نتيجة لتجربة انقلاب حزيران 1989 يوصل إلى أن التجربة شوهت الشعار الإسلامي تماماً، وصارت لدى المفكرين والناشطين الإسلاميين مضرب المثل للإخفاق، ولدى غيرهم صارت شاهداً لعدم صلاحية المرجعية الإسلامية في الشأن العام وصحة ما يقولون به وهو النهج العلماني.

وتتبّع سياسات النظام الانقلابي يظهر كيف حقق برنامج تفكيك السودان.

عندما استولى الانقلابيون على السلطة وجدوا مشروع سلام وشيكاً يبرمه مؤتمر قومي دستوري في 18/9/1989، مشروعاً ليس فيه تقرير مصير وليس فيه دور لجهات أجنبية، لكنهم ركلوا هذا المشروع واندفعوا في شيطنة سياسة العهد الديموقراطي ظلماً، وحولوا وصف الاقتتال بأنه جهاد لأعداء الله الكافرين وسوف يقضون عليهم بالحسم القتالي. هذا النهج كان برداً وسلاماً على الحركة الشعبية لتحرير السودان، قال لي د. جون قرنق لولا أن يساء الفهم لاقترحت أن نقيم تماثيل لقادة النظام الانقلابي في جوبا لأن سياساتهم جلبت لنا تأييداً دولياً وكنسياً لا يقدر بثمن.

النظام يدعو إلى حمل السلاح ضده، فرئيسه قال إنهم أخذوا السلطة بالقوة ومن يريدها عليه أن يسعى إليها بالقوة. لاحقاً عندما تراجعوا وتغيرت اللغة للحوار، قال الرئيس إنهم يعترفون فقط بمن يحمل السلاح ولا يتحاورون إلا مع من يحمل السلاح، وهذا حدث بالفعل، فاتفاقياتهم تمت مع حملة السلاح وبرعاية دولية، بينما تعاملوا مع القوى السياسية المدنية باستخفاف وبطشوا بها.

الغريب أن السيد/ مني أركو مناوي دعوه للحوار ثم خاصموه ثم دعوه للحوار، وهو يحمل السلاح، لكنه عندما وقّع على إعلان باريس الذي يدعو للحل السياسي طلبوه بالإنتربول!!

وبعد فترة من التهريج بشعارات الجهاد تراجع النظام وأبرم اتفاقية عام 2005، الاتفاقية حظيت بدعم إقليميي ودولي كبير، ما أوهم النظام أنه اكتسب شرعية دولية بموجبها، وحظيت بدعم كثير من القوى السياسية السودانية، ولكننا في حزب الأمة كشفنا عورات تلك الاتفاقية بكتاب صدر بعنوان: «اتفاقية السلام يناير 2005 ومشروع الدستور أبريل 2005 في الميزان».

كان واضحاً أن الاتفاقية لن تجعل الوحدة جاذبة بل الانفصال جاذباً.

وكان واضحاً أن الاتفاقية أبقت على بنود مهمة معلقة، فثلاثة بروتوكولات هي: أبيي، وجنوب كردفان، وجنوب النيل الأزرق، قنابل موقوتة من شأنها تجديد الحرب.

أما ما وعدت به الاتفاقية من حريات عامة فالنص جيد لكن التطبيق مربوط بإجراءات تشريعية عبر برلمان يسيطر عليه الحزب الحاكم الذي جعل تلك النصوص معلقة في الهواء.

النتيجة أن اتفاقية السلام (2005) خريطة طريق لفصل الجنوب ولإنتاج «جنوب» جديد يواصل الاقتتال من أجل انفصالات أخرى.

إلى بنادق كثيوة

عندما وقع انقلاب 30 يونيو لم تكن في دارفور بندقية واحدة موجهة ضد الحكومة الولائية ولا المركزية، بل كانت المشاكل محصورة في صراع قبلي على الموارد، ونهب مسلح ومطالب تنموية وخدمية. وعندما وقع الانقلاب وجد تحضيراً لمؤتمر في دارفور لمعالجة تلك المشاكل المحدودة. النسيج الاجتماعي كان معافىً، ولم يوجد حاجز اليوم الإثني بين قبائل دارفور. كانت دارفور إقليماً واحداً يحكمه حاكم مقبول من كل أهلها (المرحوم د. عبد النبي علي أحمد وبعده د. التجاني السيسي) . كذلك فوز المرحوم أحمد عبد القادر حبيب في انتخابات 1986 في مركز الرزيقات (الضعين) وهو زغاوي.

اندفع النظام الانقلابي في سياسات هدفها تغيير النسيج الاجتماعي في دارفور لصالح أجندته الأحادية، سياسات أفرزت ردود فعل مضادة أدت في ما بعد عام 2000 لتكوين أحزاب سياسية مسلحة بعنوان «حركة تحرير السودان»، و «حركة العدل والمساواة»، وبعد حادث الهجوم على مطار الفاشر الجمعة 25 نيسان (أبريل) 2003، صنف النظام حركات المقاومة المسلحة إثنياً واتجه إلى تجنيد المكون الاثني الآخر في دارفور (العرب) لمحاربتها. هكذا تعززت النظرة التي روج لها د. جون قرنق: أن المشكلة في السودان ليست جهوية بين شمال وجنوب، بل اثنيــة بين عرب وأفارقة.

عندما اندلعت المقاومة المسلحة في دارفور بعد عام 2002 كانت النصيحة الأجنبية لهم: «ركزوا على اتفاقية السلام مع الجنوب»، أما دارفور فمسألة داخلية احسموها بسرعة وكفاءة». اعتبر النظام هذا ضوءاً أخضر ليفعلوا في دارفور ما يشاؤون، ما جعلهم، من طريق الميليشيات القبلية، يرتكبون التجاوزات التي راكمت ضد النظام قرارات مجلس الأمن تحت الفصل السابع، وذهبت بقيادة النظام للمحكمة الجنائية الدولية.

سمع الرئيس العراقي صدام حسين حديثاً من السيدة ابريل غلاسبي فسره بأنه ضوء أخضر لغزو الكويت، وكان ما كان، الرأي نفسه أو «النصيحة» التي جعلت النظام الانقلابي يخوض في دارفور خطة الأرض المحروقة.

هذه الخطة عمقت الاستقطاب الاثني في دارفور وحولت دارفور إلى قضية حقوق لإنسان الأولى في العالم.

خطة اليمين الأميركي المتحالف مع اليمين الصهيوني هي أن حماية أمن إسرائيل تعتمد على تفوقها العسكري على جميع جيرانها مجتمعين، وعلى المدى البعيد لا يحافظ على بقاء إسرائيل دولة يهودية إلا تفكيك الدول العربية. فتفقد الدول وحدتها الوطنية مفرقة دينياً، وطائفياً، وإثنياً. ويفقد الفضاء العربي وحدته القومية.

هذه الأهداف وسائل تحقيقها ليست الغزو العسكري المباشر بل نوع آخر من الحرب وسائله: تدمير مؤسسات الدولة الوطنية، وتفكيك وحدة شعبها إثنياً، ودينياً، وطائفياً، عوامل تؤدي في النهاية لنتائج التقسيم والانفصال.

* رئيس حزب الأمة. آخر رئيس وزراء في سلطة سودانية منتخبة

غداً حلقة ثانية أخيرة

دار الحياة

تعليق واحد

  1. ارجو ان تحدثنا فى الحلقة القادمة عن وسام الاستقلال الذى قلدك اياه الرئيس الدائم المشير البشير ..وعن اجتماع قاعة الصداقة الوثبة الذى خدعكم به انت ونسيبك الخيش البروفيسور حسن الترابى خريج السوربون …
    اما الحاضر والمستقبل لما كان يعرف ببلاد السودان فهو بيد الرئيس المالك للسودان ارضا وشعبا وسماء . فهو على فكرة يحضر للفوز بانتخابات سنة 2020 ..

  2. بالله احكى لينا يا سيدى الامام بعدما خرجت من عقد ود ناس الكوبانى في ليلة الانقلاب مشيت وين يا منقة ؟

  3. من الذى خلق أزمة عضو مجلس راس الدولة غيرك انت أبها الكاذب الضليل ، لقد وقفت ضد تعيين الدكتور احمد السيد حمد ذلكم العملاق العفيف بدعوي انه شارك في مايو ، وانت التي صالحت مايو وحيدا وأقسمت أمام نميري علي الطاعة كعضو المكتب السياسي

    لاتحاد الاشتراكي وقلت عنه أيضاً بانه ربيب الخديوية وانتالأ ن تتمرغ فيها ،. ومن الذي عطل تنفيذ اتفاقية الميرغني غير غيرتك منه ؟. ومن. الذي سلح الحركه الشعبية غيرك بعد ان قدمت قرنق للقذافي ؟

    باختصار ان الكوارث والنوازل. من ملايين القتلي وسيول الدماء. بل وانفصال الوطن تحت مسؤوليتك انت أولا

  4. ولو كنت واعيا أثناء ما كانت السلطة فى يديك لما كنا إلى ما نحن فيه.أرجو من الله أن يجازيك بقدر نيتك و عملك.

  5. قمت بحفظ المقال فى برنامج ال WORD .. انا الان فى عجاله من امرى وسوف اعود اليه .. لقد اصبت كثيرا من الحقائق .. لكن للاسف الشديد كل تلك الحقائق لم تجعلك تعى الدرس والدروس التى مرت عليك طيلة تجربتك السياسية ..
    بعد كل هذه الحقائق التى خطها قلمك استغرب : كيف لك ان تغرق فى شبر مويه ؟؟؟

  6. بارك الله فيك فقد سردت لنا احداث يجهلها الكثيرون ومنهم من يعرفها ويصر على دغمستها كما يفعل جداد المؤتمر الوطني واصل في تنويراتك السياسية ليعرف ابنا جيل الانقاذ الحقائق مجردة اعلم انك الان تواجه خصمين اليمين المتشدد بمختلف تسمياتهم كيزان مؤتمر وطني اخوان وهابية دواعش واليسار المتفلت وما دونهما من خصوم تاريخيين ولاؤهم لمصر لا يخفى على احد ولكن تأكد ان حزب السودان هو المنتصر مهما تكالبوا عليه لأنه الحزب الذي قلبه على السودان من يوم استقلاله ولانه الحزب الذي ظل ثابتا في رؤيته يدعو لحل شامل للازمات منذ مؤتمر المائدة المستديرة بعيد الاستقلال ولانه الحزب الذي تشكل هوامش السودان عضويته وقيادته التنظيمية واصل حديثك فابناء وطنك المخلصين يحتاجون اليه

  7. يا الصادق المهدي يا سجمان انت بكره بدفعوا
    ليك خمسين الف دولار بتجي راجع للحوار وما
    ادراك ما (الحمار) بلد ما فيها وجيع الله لا رحمكم
    ماسونيين معرصين دمرتوا البلد الهي يدمركم

  8. أولا وأخيراً يجب تصفية بمايسمى الرموز الحزبية الكرتونية أمثال الميرغني والمهدي والترابي وباقي السفلة قبل كنس الشاويش عطيه هؤلاء هم وبالاً على السودان!!

  9. ومازال الصادق المهدي يتشدق بديموقراطيته المزعومة البائدة ويسوق لها وكأنها كانت ناجحة مع أنها كانت من أفشل تجارب الحكم في السودان وبإعتراف المهدي نفسه كما سأوضح فيما يلي.

    المهدي يقول أنه لم تكن هناك مبررات موضوعية لإنقلاب الإنقاذ 1989 بزعم أنه كانت هناك خطة لقيام مؤتمر قومي دستوري في 18-9-1989 أي بعد الإنقلاب بأشهر قليلة، ويزعم المهدي أن ذلك المؤتمر كان سيوقف الحرب في الجنوب بدون تقرير مصير وبدون تدخل أجنبي، والحقيقة هي هذا المزاعم مغلوطة بالكامل.. أولاً مبادرة المؤتمر القومي أقرها السيد عثمان الميرغني ورفضها الصادق المهدي جملة وتفصيلاً – فهو الذي قضي علي ذلك الأمل تماماً وأثار حفيظة القوات المسلحة مما دعاها لإصدار المذكرة الشهيرة التي طالب فيها الجيش المهدي بأن يوفر الدعم المالي للقوات المسلحة أو أن يسعي سياسياً لإيقاف الحرب.. الصادق المهدي لم يتعامل بحكمة مع مبادلة الميرغني للسلام، ثم لم يحترم مذكرة الجيش الذي لم يطالب سوي بحقه في توفير الدعم المالي للجيش وهو علي مشارف الإنهيار – والكل يعلم أن الحركة الشعبية آنذاك كانت قد تقدمت ووصلت حتي أبواب كوستي.. وبغض النظر عن مبادرة الميرغني ومذكرة الجيش الإحتجاجية فإن المهدي يفتقر للحس الأمن والعسكري ولا يعلم أن القوات العسكرية المعادية عندما تكون في وضعية التقدم فإنها لن توافق علي أي إتفاقية سلام لا تكون لصالحها، فالحركة الشعبية كانت منتصرة ومتقدمة وحتي لو نجح المهدي في إقناعهم بالتفاوض فالواقع الأمني آنذاك كان يحتم علي الجنوبيين أن يطالبوا بأكثر مما يستطيع المهدي مجرد تخيله.

    وأنا أقول للصادق المهدي، كيف يكون نظامك الديموقراطي (المزعوم) تجربة ناجحة وأنت بنفسك تعترف بأن الرئيس المصري السابق حسني مبارك كان ضدك.. وأمريكا كانت ضدك.. والجيش السوداني نفسه كان ضدك (كما تتوهم)..؟ كيف تكون تلك تجربة ناجحة ونحن مازلنا نذكر صفوف الخبز والعيش والجاز والبنزين وكروت المعونة وبطاقات صرف السكر والشاي..؟ كيف تكون تجربتك ناجحة ونحن مازلنا نذكر أن الكهرباء كانت تقطع في العاصمة الخرطوم أكثر من أسبوع كامل لدرجة أن النساء كن يزعردن عندما تأتي الكهرباء لسويعات..؟ كيف تكون تجربتك في الحكم الديموقراطي المزعوم ناجحة وأنت فشلت حتي في توفير الأمن الداخلي في الخرطوم وظهرت في عهدك العصابات وزوار الليل بنسب خرافية لدرجة أننا كنا ننام وتحت ملاحفنا العصي والعكاكيز، وفي بعض المناطق كان الناس ينامون بنظام الوردية – حيث يجب أن يكون أحد أفراد الأسرة مستيقظاً ومترقباً..؟

    الصادق المهدي فشل في حكم السودان لفترتين والتاريخ سجل له كل إخفاقاته، وبدلاً من أن يستحي من نفسه ويحترم قدره يحاول الآن تلويث سمعة ثورة الإنقاذ الوطني ووصف إنقلابهم بأنه إنقلاب إخواني وبدعم أمريكي..!! وهذه هي قمة السخف والسذاجة.. الإسلاميون ليسوا “إخوان مسلمين” سواء صدقتم أم لم تصدقوا ذلك، أما أننا أتينا للحكم بدعم أمريكي فهذه نتركها لذكاء القاري ليقرر بنفسه.. الإنقاذ تتشرف بأنها خدعت الماكينة الأمنية الأمريكية وضللناهم عامين كاملين دون أن يعلموا (من نحن) عبر مخطط (إذهب للسجن حبيساً وللقصر رئيساً) لا لشئ إلأ لإخفاء الهوية الإسلامية (غير الإخوانية) لأننا نعلم مسبقاً ومقدماً أن الأمريكان كارهون لكل ماهو إسلامي، والإسلاميون غير مرغوب بهم من أمريكا، وبرغم هذا بقينا في الحكم وسنبقي رغم أنف أمريكا المتسلطة التي لا تملك قرارنا ولا قرار أوطاننا.

    الصادق المهدي الآن.. نتحداه.. علناً.. أن يخبرنا بإنجاز واحد من إنجاز حكوماته الديموقراطية الكسيحة.. لا تزعج آذاننا بحكاوي الديموقراطية فلقد والله العظيم مللنا منها.. الشعوب تريد أن تعيش حياة كريمة بكل متطلبات الحياة، فما الذكي قدمه الصادق المهدي للشعب السوداني في ملفات التنمية.. التعليم.. الصحة.. العمل.. الأمن.. الكهرباء.. المياه.. الحروب والسلام.. العلاقات الداخلية والخارجية وهو الذي يعترف بأن مصر وأمريكا كانت ضده..؟؟؟ ماذا قدم المهدي للسودان وهو رئيس وزراء لفترتين سوي الكلام المعسول فقط..؟

    يكفي الإنقاذ زهواً وشرفاً أنها نجحت في كل ملفات التنمية بلا حدود.. في ملف التعليم أسست الإنقاذ 50 جامعة جديدة وآلاف المدارس في كل بقاع السودان.. في مجال التنمية أسست الإنقاذ عشرات الكباري والجسور وربطت مركز الخرطوم بأقصي الشمال وأقصي الجنوب وأقصي الشرق والآن قبل شهور ربطنا الخرطوم بأقصي الغرب (طريق الإنقاذ الغربي).. ناهيك عن آلاف الكيلومترات من الطرق الداخلية في المدن والقري.. في ملف الأمن حفظت الإنقاذ أمن البلاد والعباد برغم وجود عشرات الحركات المسلحة والمتمردين وقطاعي الطرق الذين يدعمهم الصادق المهدي الآن ويوقع معهم الإتفاقيات.. وبرغم توسع عددية الحركات المسلحة في العقد الماضي إلأ أنها لم ولن تهدد الحكومة ولا تمتلك سوي مساحات صغيرة هزيلة تختفي فيها في الجبال والوديان وسينتهي ملف التمرد في السودان هذا العام شاء من شاء وأبي من أبي.. وفي ملف العلاقات الدولية نجحنا في بناء علاقات مع الصين وروسيا وكثير من دول الغرب.. ووزير الخارجية الروسية زار الخرطوم قبل أشهر لأول مرة في التاريخ.. وفي المنطقة العربية طورنا مؤخراً علاقات السودان بالسعودية ومصر لدجة أن الملك السعودي سيزور السودان قريباً لأول مرة في التاريخ ليشارك في تنصيب الرئيس البشير ولبدء تطبيق مشروع الأمن الغذائي العربي الذي يرعاه السودان.. وفي ملف الكهرباء فلم يشهد السودان نهضة وتوسع في الكهرباء في تاريخه كما حدث ويحدث الآن، وتتشرف الإنقاذ بأنها أنجزت سد مروي العملاق الذي يقف في الشمالية وسط النيل شامخاً بإنجازنا وماداً كهربته لكل مدن السودان.. أما في ملف حرية التعبير والديموقراطية التي تحاولون تشويهها فيكفي أن السودان الآن به 40-50 صحيفة سياسية وإجتماعية ورياضية وفنية وعشرات القنوات الفضائية المركزية والولائية والإذاعات الخاصة، وهي أعداد لا تتوفر في أي دولة أخري في المنطقة بأكملها حتي مصر المشهورة بإعلامها القوي، وليست كارثة أن يمارس جهاز الأمن دوره الأمني والوطني في إيقاف بعض الصحف ليوم أو أيام عندما يتجاوزا القانون.

    لسنا معتزين ولا متكبرين بإنجازات ثورة الإنقاذ الوطني فقد توقفنا عن الإحتفال بها سنوياً في 30 يونيو منذ العام 2005.. قادة الإنقاذ والمؤتمر الوطني يعلمون تمام العلم أن الإنجازات دون المستوي ودون الطموح ويعترفون بذلك عبر ألسنة الوزراء والمسؤولين وحتي رئيس الجمهورية.. الإنقاذ تطمح للمزيد وتسعي للمزيد من الإنجازات للشعب السوداني.. ولكننا في ذات الوقت لا نسمح لأمثال الصادق المهدي وغيره أن يبخس من منجزاتنا وإنجازاتنا.. قادرون علي الرد علي المهدي عبر كل وسائل الإعلام وليس هناك ما يمنعنا عن لعب هذه الورقة وإحراج المهدي سياسياً سوي أننا مازلنا نحترمه ونتصور له أدوار أكبر في المستقبل.. لكنه للأسف دائماً يقوم بتفسير هذا الإحترام في غير محله ويراه ضعف منا.. والإنقاذ ليست ضعيفة ولم تكن في يوم من الأيام ضعيفة.. المهدي سعي لإفشال الحوار الوطني ونجح في ذلك مؤقتاً بمظان أن ذلك سيمنع قيام الإنتخابات، لكن المؤتمر الوطني تجاهله ومضي في برامج الإنتخابات، ثم حاول المهدي إفشال الإنتخابات أيضاً عبر برنامج “أرحل” دون جدوي.

    علي السيد الصادق المهدي أن يعلم أن ثورة الإنقاذ الوطني باقية وأنه لا هو ولا المحكمة الجنائية ولا أمريكا ولا ألمانيا ولا الجبهة الثورية ولا ثرثرة المهدي وكتاباته التي يغالط بها الواقع يمكن أن تهز فينا شعرة.. حكم السودان له باب واحد فقط وهو صندوق الإنتخابات.. السلاح أعلن فشله أمامنا.. والتدخلات الأجنبية الأمريكية أعلنت فشلها أمامنا.. والشعب لم ولن يستمع لنداءات المهدي يوماً للخروج للشارع.

    الدعوة مازالت قائمة للمهدي بأن يعود للسودان وأن يعمل من الداخل.. كل ما كتبه في مقاله هذا ليس جريمة يعاقب عليها القانون حتي يخشي عواقبها.. المؤتمر الوطني يتمتع بوسع الصدر وعدم الضيق وليس هناك أي فكرة لإعتقال المهدي عند عودته كما يتخوف الآن.. لقد وقعت إتفاقيات كارثية مع التمرد وسامحناك عليها كما سامحنا السيدين أبوعيسي ومكي.. نحن نري أن إتفاقياتكم مع الحركات هي التي دفعتها للتهور السياسي في المفاوضات ثم التهور العسكري علي الأرض مما تسبب لها في ضربات موجعة قصمت ظهرها.. لو أرادت الحكومة إعتقال المهدي في القاهرة أو طرده منها لفعلت ذلك عبر علاقتنا الطيبة مع المشير السيسي الذي هو نفسه مستاء ومنزعج من إخوان مصر ولا يريد إزعاجاً إضافياً يصدر له من السودان عبر الصادق المهدي.

    سياسة الإنقاذ الداخلية هي عدم معاداة الآخرين أو الحكم علي تجارب رؤوساء السودان السابقين، ولذلك لم نسعي قط لإحراج المهدي والحفر في تاريخه القديم.. حتي الرئيس السابق جعفر نميري الذي سعي المهدي لمحاكمته وتلويث سمعته (كما إعترف في مقاله أعلاه)، حتي النميري إضطر ليعيش لاجئاً خائفاً في مصر لسنوات ولم يجد منفذاً للعودة الكريمة للسودان إلأ في ظل حكومة الإنقاذ الوطني التي إتصلت به وقالت له: (أنت رئيس سابق ومواطن سوداني ومن حقك أن تعيش في السودان عزيزاً كريماً آمناً دون أن يمسك أحد بسوء).. وهو ما كان، حيث عاد النميري للسودان وأسس حزباً سياسياً معارضاً وعاش بقية عمره في وطنه حتي لقي ربه.

    ليس جعفر النميري وحده، فالأمثلة لا حصر لها.. ومنها الراحل محمد أبراهيم نقد الذي كان مختبئاً داخل السودان لعدة سنوات بعد إنقلاب 1989 ثم كشفنا مخبئه في إحدي أحياء الرياض بالخرطوم ولم نقل له أكثر من: أخرج إلي الحياة السياسية يا أستاذ نقد فنحن ليس لنا معك أو مع الشيوعيين عداوة، وهو موقف إحترمه لنا الأستاذ نقد حتي لقي ربه.

    متي يعرف الصادق المهدي أنه ليس هناك بشر ملائكة وبشر شياطين.. وأن أهل المؤتمر الوطني لم يدّعوا بأنهم ملائكة ولا يمكن وصفهم بأنهم شياطين كما تفعلون.. نحن بشر لنا نجاحاتنا ولنا إخفاقاتنا.. ولكن يشرفنا أن ميزان نجاحاتنا أكبر من الإخفاقات.. كما أن ميزان إنجازاتنا وما قدمناه للسودان لا يمكن مقارنته (أبداً) بكل إنجازات الحكومات الوطنية السابقة مجتمعة وهي تحكم السودان منذ 1956 حتي 1989 دون أن توفر للشعب السوداني شئياً يُذكر – فلا تعليم ولا جامعات ولا طرق قومية ولا جسر واحد ولا كهرباء ولا إقتصاد حر ولا جيش قوي ولا أمن ذكي ولا هم يحزنون.

    وبصراحة يا السيد الصادق المهدي: نحن لم نجد من إرث حكومتكم سوي مظاهر الفشل في كل شئ وإستلمنا منكم البلاد في 1989 وهي “خرابة كبيرة” فعمّرناها بالعقول وعزيمة الرجال والنساء وبالجهد الذاتي فقط في ظل معارضة داخلية عاجزة وأجنبي محتكر لمصائر الأمم والشعوب.

  10. كلام السيد الصادق المهدى رئيس الوزراء المنتخب كله صحيح وفى معلومات غائبة على كثير من الناس لان اعلام الحركة الاسلاموية الواطية الحقيرة ركز على اشياء معينة وانا كل مرة اذكر الناس ان انقلاب الحركة ةالاسلاموية بت الكلب وبن الحرام عطل وقف اطلاق النار والمؤتمر القومى الدستورى فى سبتمبر 1989 باشراف حكومة الوحدة الوطنية وان الاسلامويين واحد من اتنين يا امتن عملاء لاسرائيل وامريكا او مغفلين نافعين والله على ما اقول شهيد لانهم مزقوا السودان بانفصال الجنوب بجعل الوحدة غير جاذبة وخلق جنوب جديد كله حروب ومشاكل ده غير مشاكل الحدود وابييى مع دولة جنوب السودان وهذا ما تريده اسرائيل دول عربية واسلامية ممزقة بالحروب الطائفية والمذهبية حتى تتفتت ولا تحارب اسرائيل او تكافح من اجل استعادة الاراضى العربية والقدس والاسلامويين يقوموا بهذا الدور بكل عمالة او بلاهة وغباء شديد الله ياخذهم اخذ عزيز مقتدر السفلة الاوغاد والصادق والديمقراطية اشرف منهم ومن حسن البنا بتاعهم ذاته الحثالة الاوغاد!!!!!!!! ويا جداد الكترونى امشوا شوفوا ليكم وسخ فى الكوشة واصلا محلكم فى الكوشة يا جهلة!!!!

  11. هذا المهووس كلما اعوزته الحاجة ملأ الدنيا ضجيججا ولن يهدأ له بال حتى يلقي له بفتات من دولارات الانقاذ ولكن يبدو ان السلطة نفسها تعاني من شح في العملة الصعبة بعد ذهاب النفط وتوقف الانابيب . اراهن ان الرجل يعد لصفقة ما مع الانقاذ وسيعود قريبا لحوار الطرشان املا في المكافأة

  12. الذي يستلفتني دوماً كلما تحدث السيد الصادق أو كتب مقالاً مهما كان مبدعاً وعقلانيا سواء خص بلادنا أو في سواها أن تجد البعض يمعن في التعدي والتجني علي شخص الإمام الصادق ورميه بما ليس فيه وتصويره أنه بلوانا ومصابنا وأنه المرض الذي أقعدنا سابقا وأنه العدوي التي يجب أن نتجنبها لاحقا.
    نفسي أعرف منطلق من يقدحون في الإمام هل هم من الأخوان أم تراهم من منسوبي أحد الؤتمرين أو كلاهما أم تراها فرقة مهمتها إغتيال شخصية السيد الصادق، أم أن فيهم بعض من غسلت أدمغتهم. أم تري بعض المعارضين يحاولون إسقاط الصادق قبل إسقاط الإنقاذ.
    ليعلم من لا يعلم أن الصادق ترأس الوزارة نحو عام فقط قبل إنقلاب نميري 1969 ونحو 3 سنوات قبل إنقلاب الإنقاذ 89 ولم يحظي في أي من الفترتين بأغلبية برلمانية وإنما كان أسير إإتلاف . لذا فإني أري من يحاول تحميل ما نحن فيه من وجع لمن لم يحكم إلا نحو 4 سنوات من 60 سنة هي عمر السودان المستقل، كان فيها مجرد رئيس وزارة يده مغلولة وصلاحياته محدودة، أري من يري ذلك أما أن يكون سازجاً قليل المعرفة أو يكون من أصحاب الغرض والغرض مرض .
    وللعلم لا أنتمي لحزب الأمة ولا لسواه ولكني رجل يسؤه أن نسيئ لمن يستحق الإحترام والتقدير

  13. يكذب عندما يقول أن كان موقفه محايد فالكل يعرف إرتزاقه للملعون القذافي و تأمره معه و الأموال الطائلة التي دفعت له و خطاب مريم لعائشة القذافي قبل هبة الشعب الليبي التي نكرته – ما خبط إن شابهت أباها في الكذب.
    الصادق غرز لبنة فاشل علاقات السودان الخارجية – من فتح الأبواب لإيران في السودان و زار طهران؟
    أليس الصادق؟
    من مهد لاتشار التشيع في السودان؟
    أليس الصادق؟
    أين و متى اغتيل أية الله الحكيم؟ أليس في فندق الهيلتون في الخرطوم في فترة حكم الصادق؟
    لا حليف له دوليا.
    لا يجد الشجاعة ليكتب حرف عن إحتلال حلايب و هو يقطن مدينة نصر.
    و المصريون يعرفونه تماماً – غازل مرسي و صغر من شأنه بعد الإطاحة به، شمت في مبارك بعد الإطاحة به، حاول أن يتبرأ من القذافي بعد إنتقام الشعب الليبي منه لكننا لسنا سذج.
    إلى مزبلة التاريخ الصادق و كل واهم أفاك – السودان أكبر منكم بكثير.

  14. دييييييشك الجلك عرف انو مافى ليهو طريقة مكرفونات
    وخُطب وحشود وسى الصادق طلع وسى الصادق نزل
    قام اخترع ليهو اسلوب تانى وجانا ليك بالكتابة..

  15. يا راجل ما تخجل نحن نسستفيد شنو من كلام والمواطن يستفيد شنو ؟ انسيت عام 1976 عندما غزوت الخرطوم ومعك زمرتك الفاسدة واتيم بجيش جرار من ليبيا بدعم من الغذافي اثناء حكم نميري ثلاثة ايام النار مشتعلة في الخرطوم انسيت ذلك شوف كم قتلت من اهل السودان في ذلك الوقت ؟ انت قاتل وكان في قانون كان اعدمك زمان، لكن غزوت السودان بدعم ليبيي من اجل الكرسي آلا تخجل يا ود المهدي، لكن اين تذهب من الله وانت الآن رجل في البر ورجل على القبر اين تذهب من الله .

    ودعك من الهراء الذي تقصه للمواطن نحن شعبنا من الكلام الاستهلاكي دا الناس تاكل وتشرب وتتعالج بالكلام مثل حكومة البشير انتم تجرون جميعا من اجل مصالحكم الذاتية وليس لمصلحة السودان الكبير وتطوره .

    واعلم انه وجودك وعدمه واحد الآن وبعد مائة سنة وكذلك نسيبك الترابي والميرغني جارين من اجل الكراسي فقط .

    بالله قل من منكم قاعد اعمل من اجل مصلحة السودان وشعبه الفضل؟

    كل من حكم السودان يجب حتى اليوم او تقلد اي منصب وزاري يجب محاكمته اليوم قبل الغد وحتى الرئيس وكل مدير او ولي وكل من في مركز القرار يجب محاكمته السابقين والحاضرين .

    ولكن يا الصادق الناس ما ناقصة كلام وسرد للماضي البعيد خلونا في الحاصل وكيفية الخروج بالسودان من مشاكله الحاصلة الآن؟

  16. ما اعمق الفكر …… وما اخرق التصرفات ….. واخرها كان تكريم … رئيس حكومة ديمقراطية ….. ممن انتزعزها منه بالقوة ….. وصدمنا … فرح الامام ….. بالميدالية ….. من يد الرقاص …. وهو ينظر اليها ….مثل ابتهاج طفل ….. بحلوى …..

    ومن وقف مع النظام طيلة …. فترة المصالحة …. وما بعد اتفاقية 2005 غير الامامين …. وظنوا ان العسكر …. والارجاس ….. سيقاسمونهم …. كرسي السلطة …. سلطة اللاهدف ……ولما يئسوا من ذلك …. رضوا بفتات ما يلقى لابنائهم …..

    هنيئا لكم ….. الكرسيان …. معارضة …. وحكومة …. في آن واحد …. وهنيئا لكم …. باتباعكم ….. الذين لم يبق منهم …. الا مثل من يقي مع الحسين عليه السلام …..وهنيئا لكم بما اضعتم …… شعبا شريفا ….. كريما …. شهما …. مقدام…

    ما …. عاد احد يثق بقبائل اليمين او اليسار ….. فلقد اورثتمونا…. الذل والهوان …. وضياع الوطن …. فانت في دائرة التنظير …. ما زلت تدور …. لتخرج لنا …. خلاصة الفشل …… انه من صنع الخارج…. ودول الجوار والصهيونية…. والحرب الباردة ….. الخ ….

    واما الامام الاخر …… فلقد رضي ….. باقامة الحوليات …. بل والفرار من السودان …. اذ انه اصلا فارا منه معنويا … بلبسه جلباب الخليج … ليكون هناك حاجزا ….. رمزيا …. بين السادة والعبيد …. وما صمته عما جرى لكبار اقطاب حزبه ببعيد …..

    ماكنا نظنكما ….. هكذا ….. ولكن النار بتلدا الرماد …..
    ماكنا نظنكما ….. هكذا ….. ولكن النار بتلدا الرماد …..
    ماكنا نظنكما ….. هكذا ….. ولكن النار بتلدا الرماد …..
    ماكنا نظنكما ….. هكذا ….. ولكن النار بتلدا الرماد …..
    ماكنا نظنكما ….. هكذا ….. ولكن النار بتلدا الرماد …..
    ماكنا نظنكما ….. هكذا ….. ولكن النار بتلدا الرماد …..
    ماكنا نظنكما ….. هكذا ….. ولكن النار بتلدا الرماد …..

  17. بس كلام بس كلام احنا عاوزين صحة تعليم معيشة وللة لو رئس كنت اديتك طلقة فى راسك متى انت

    تقيف من المشا كل ما خا يف من الموت يا الصا دق ايام سيدى انتهت خلاص

  18. انت اصلا جزء من المشكلة وليس الحل الم تاتى بقوات فى سنة 1976 مدعومة من القذافى وماذا عن تهتدون وتستهبلون انت اعطيت الفرصة للانقلاب لانك عايز تستحوز على السلطة لوحدك بعدين مش دا مبارك القدمت له الولاء والطاعة وفى مقابلة تلفزيونية فى القاهرة تنكرت عن مواقفك التى تسميها مستقلة عن مصر ودخلت الحظيرة كمان عندما زرت امريكا لم تجد اذن صاغية لانهم يعلمون انت لعبنجى وليس ذا قرار مستقل ولاتنسوا حلايب سودانية

  19. بما ان المقال قد حشد مختلف الرؤى جول التعامل مع الحالة الاسلامية ومنها نظرية تمكين الحركات الاسلامية من حكم بعض البلاد الاسلامية ليتجسد فشل حكمهم امامشعوبهم وتسقط شعاراتهم تماما ويفتضح امرهم
    فانالسودان يبدو انه نموذجا حيا لهذه الرؤية وفقا للقراءة الاتية :
    – من الناحية الاقتصادية كان اول تصريح للاخوان المسلمين بعد استلامهم لحكم السودان ( لولا استلامنا للحكم لبلغ سعر صرف الدولار الامريكي 20 جنيها ) علما بان سعر الصرف كان 12 جنيها ووصل الان الى تمام 10000 جنيه (1-3)
    – ناكل مما نزرع ونلبس مما نصنع .. هذه لم يتحقق منها شئ ابدا حيث يعتمد السودانيين في طعامهم على العدس والفاصوليا وكلاهما يتم استيرادهبما فيها الصلصة وحتى السكر بعد ان اصبحت اللحمةالمنتج المحلي تفوق امكانيات الشعب السوداني نتيجة للتصدير العشوائي الجائر حتى لاناث المواشي .. اما ما نلبسه فقد امتلا السوق الى اخرهبالملابس والاحذية الصينية رديئة الصنع
    – تم تدمير مشروع الجزيرة والسكة حديد وسودانير وسودان لاين والخدمة المدنية نتيجة لسياسة التمكين البغيضة واستشرى الفساد حتى اصبح مسئولي الحكومة وموظفيها يفسدون كما يتنفسون ولا رادع لهم ولا حسيب ولا رقيب
    – انفصال جنوب السودان نتيجة الفشل في ادارة التنوع الاثني والثقافي والديني خصوصا بعد رفع شعار الجهاد الاسلامي في حرب اهلية هي ابعد ما تكون عن اقحام الدين والاسلام فيها البته حتى انفصل الجنوب وقامت 3 حروب اهليةمكانه فيما بين المسلمينالمسلم في مواجهة المسلم وتعريف ذلك في الدين الاسلامي ان القاتل والمقتول في النار
    – التفسخ الاجتماعي الواسع وانفراط عقد الاسرة وانتشار الجريمة نتيجة للانهيار الاقتصادي والفساد والاستقطاب القبلى والجهوي الحاد ويكفي ان تقرا احدى الصحف سواء اكانت صحيفة حكومية او موالية للحكومة او معارضة او فيما بينهما مستقلة فستقرا مايجعلك تحبط تماما
    وهكذا تسقط الشعارات وتتعرى النظم امام شعوبها

  20. وجع وجع الصادق أفضح الشوارعيه آللمه قلت هم شنو ( احادى الفكر ) دى من مرض اسمه التوحد او التوهان ونحن نقول الناس ديل مالم !!!!!!!!!!

  21. ياسيدي أن الركن الاساسي في مشكلة السودان المزمنة هو ” الامام الزاهد القدوة ” ,,, وهكذا كانوا كلهم كذلك ،،،، محمد (ص) ، محمد أحمد ( المهدي )،غاندي ، مانديلا ، جيفار ،وليم جيفرسون ( كاتب الدستور الامريكي ),,,,, لم يدرسوا في كلية فكتوريا ولم يلعبوا البولوا ،،،،، وبعد أرذل العمر ينصح ” أن الله لا يغير ما بقومً، حتي يغيروا ما بانفسهم ، اتقي الله وتب إلية فانت علي بعد أمتار من ود اللحد,,,,,,بصراحة بعد أستعراض البضاعة المعروضة من قبل جماعات المعارضة ” أكاد أجزم ان عمر الانقاذ لن يكون بالقصر الذي يتمناه البعض ، يعني على الاقل 50 سنة أخري!!!!!!

  22. التحية و الشكر للسيد الصادق على هذا المقال الحى الملان , إنه بالفعل تحفة تاريخية رائعة و محاضرة بمعنى الكلمة , بارك الله فيك ..

    هؤلاء المتأسلمين لا يعرفون كلمة الوطن و الوطنية لأنها خارج قاموسهم و ولاآتهم العقائدية .. إنهم على إستعداد لفصل كل أقاليم البلاد من اجل بقائهم فى السلطة ,
    ننا هنا بصدد “نظام عقائدى متزمت , لا يؤمن ب وطن و لا ب مُواطَنه و لا حقوق مواطنين خارج عضوية تنظيمهم الشرير.

    إننا بصدد اناس نشأوا فى بيئة متعفنه حاقدة , و تربوا على مفاهيم خاطئه , و لا يعرفون سوى العنف والإقصاء و الدم و الدمار بديلا للعقل .

    إنهم مخلوقات, كما الحيوانات, لا تتحرج فى سفك الدماء و إذلال المواطن و إفقاره بل و الإستمتاع بإيصال حد الفقر المُدقع كل من ليس منهم فى تنظيمهم الماسونى الشيطانى البغيض ..

    إنهم لا يعرفون عن الدين سوى إسمه , يستخفون بالدين الذى ينادون به فى كل سانحة , بل يسيئون إليه و يحرفونه و يدخلون الآيات الجديدة عليه (على غرار قولهم: قال الله تعالى “العارف عِزو مستريح”)والعيازة بالله , و كل ذلك من اجل السيطره على المجتمع السودانى و التسلط عليه و إستخدام موارده الحيويه لمصالحهم الذاتيه و لمصلحة تنظيمهم الماسونى الشرير. إنهم عصابات مجرمه بكل ماتحمله الكلمة من معنى .
    لعنهم الله أينما حلو و أينما ولّو وجوههم الكريهة .

  23. يا ساده يا كرام السودان بحاجة لان يحكمه نظام (ليس شخصا ولا مجموعة أشخاص – عصابه) والنظام يجب أن يحترم القانون والجيش الذي ما هو الا فصيل من القطاع العام يحمي النظام والدستور وليس الشخص ولا العصابة0 وبذلك يكون كل الناس سواسية ولا يوجد من هو فوق القانون

  24. هسع الناس الكابا وسخ لسانا هنا لو قعدناهم وش تو وش مع الصادق يقدرو يقولو كلامم دا؟
    متين نترك انفصام شخصياتنا دي ونتتعلم انو الجلوس خلف الكيبورد ما معناتو تفقد رزاتك ومنطقك وتقل ادبك ؟

  25. هسع الناس الكابا وسخ لسانا هنا لو قعدناهم وش تو وش مع الصادق يقدرو يقولو كلامم دا؟
    متين نترك انفصام شخصياتنا دي ونتتعلم انو الجلوس خلف الكيبورد ما معناتو تفقد رزاتك ومنطقك وتقل ادبك ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..