سوق الإخوان.. وقائع يشيب لها الولدان

أم درمان ـ عرفة وداعة الله ـ عمر الفكي

المكان ليس سوقا عاديا لتبادل الاحتياجات والمنافع ولكن ثمة تفاصيل صغيرة من شأنها أن تكون سببا في إغلاق (سوق الإخوان) الذي يقع وسط السوق الشعبي أم درمان وغرب قسم شرطة الصناعات، كل ما يخطر على البال من عالم الإجرام تجده في شارع ضيق صغير يتسع فقط للعشرات ولكن ما يحدث فيه من وقائع وأحداث لا يمكن تصورها.. كانت جولة (المحقق) داخل السوق أمرا قاسيا مما حدا بأحد أفراد الغرفة الفرعية لأصحاب الحافلات بمتابعتنا داخل السوق لخطورة الوضع، تصاب بالدهشة من الضجة في المكان والحراك التجاري، العديد من الوجوه الكادحة والسحنات المختلفة تمارس أنشطتها التجارية (بيع واستبدال الهواتف) وأغلب الهواتف المعروضة إما مسروقة أو مضروبة..

(أبوعاقلة بابكر أحمد) عامل بالغرفة الفرعية لأصحاب الحافلات بدا متضجرا من تمدد السوق مما أدى إلى زعزعة الركاب والمسافرين الذين يتعرضون لسرقة احتياجاتهم وحقائبهم في وضح النهار وقال (للمحقق) إن السوق تم إنشاؤه منذ حوالي أربع سنوات دون تصديق من المحلية ولا الغرفة التجارية، وبالرغم من حداثته إلا أن شهرته فاقت الارجاء وذلك لما تقع فيه من أحداث نهب وسلب وغش واعتداء بالسلاح الأبيض بصورة مستمرة، وتكررت تلك الوقائع حتى أصبحت هاجساً للكثيرين، وحكى أبوعاقلة الكثير من المواقف التي تحدث للمواطنين بشكل راتب من غش من قبل البائعين بسوق الإخوان مثل ما يقوم به البائع نفسه بملء (كفر التلفون) بالطين وإغلاقه لمقايضته مع المشتري الذي يتم نهب تلفونه بواسطة مجموعة مهمتها خداعه وتشتيت تركيزه على المال وحين يدرك المشتري عدم جودة التلفون يتعرض للطعن بالسلاح الأبيض، بجانب تعرض البنات لاختطاف حقائبهن وتهديدهن بنهب ما يملكن، ووصف أبوعاقلة الوضع بـ(عدم الانضباط الأمني) لأن السوق مصدق في الأساس موقفا لأصحاب الغرفة الفرعية للحافلات ولكن البائعين في الأساس من معتادي الإجرام في كل العاصمة استولوا عليه ورفضوا الخروج منه.. وأوضح أبوعاقلة أنه أخطر المسؤولين في المحلية بالوضع دون استجابة.. ولكنه لم يستسلم للوضع فلجأ إلى قسم شرطة الصناعات بالسوق الشعبي الذي قام أفراده بإجراء حملة تفتيشية للسوق ولكن حال وصول الشرطة للسوق يختفي البائعون (كالفئران في الجحور) كما وصفهم.

(معاذ موسى) عامل لم يذهب بعيدا عن سابقيه حيث أكد (للمحقق) معلومة صادمة أن السوق يتم فيه تبادل وبيع المخدرات بكل أنواعها وأيضا رمي (حبوب الخرشة) في براميل معدة في الأساس لشرب المياه حتى يدمن من يشرب منها ويتم نهب جميع ما يملك.. ووجه معاذ اتهاما للجهات المسؤولة بالتواطؤ حيال تمدد السوق… ويمضي أبو عاقلة بالقول إنهم في الغرفة الفرعية لأصحاب الحافلات يلجأون لدفع أموال لبعض العاملين في أقسام الشرطة للعمل على حماية المسافرين بالساعات حيث يدفع مبلغ ستين جنيها للحراسة لثماني ساعات ويتبادل الحراسة ثلاثة من أفراد الشرطة..!

سوق الإخوان بالسوق الشعبي أم درمان يعتبر مصدر رزق للعاملات في مهنة بيع الشاي وأيضا لبائعي البطيخ بالقطعة إلا أنه في رأي الكثير من أصحاب المحلات التجارية ومكاتب الحافلات يشكل هاجسا ويشير لانعدام الأمن خاصة وان كل البائعين مسلحون بالسلاح الأبيض.. إذن.. لابد من حسم فوضى هذا السوق حماية للمواطنين

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. هذه الفوضة وعدم الانضباط السلوكي نتيجة حقدهم للمجتمع المسالم
    . الحل معروف ولكن للاسف اكثر من يحدث الفوضة هناك هم من رجال الشرطة والمسئوليين الكبار يعرفون ذلك ولذلك بالنسبة للمسئولين اسهل منع هؤلاء بدلآ من القبض عليهم. لانك ستجد معظم من صعاليق ,,,,,

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..