سكر النيل الأبيض: جديد منو في الأولاد

أها سكر النيل الأبيض: جديد منو في الأولاد؟

أسامة أحمد خالد
[email][email protected][/email]

يحكى أن أفراد قبيلة ما اشتهروا بالخطف (اللفح) الذي ورثوه كابراً عن كابراً حيث كانوا يلهمونه صغارهم كما يُلهَمون النفس، وقد كانوا علاوة على قوة قلبهم في اللفح يمتازون بقوة عين عجيبة في التبرير والدفاع عن سوءاتهم حين ينكشف المستور. طفل صغير (من عنديهم) لم يتجاوز عمره الخامسة خرج ذات صباح من منزل ذويه فوجد (عتوداً) عند الباب فما كان منه إلا أن جر العتود من رجله وأنسرب به داخلاً إلى المنزل. صاحب العتود لمح المشهد من بعيد فتعقب الطفل إلى داخل المنزل لكن والدة الطفل حالت بينه وبين ابنها الممسك بالعتود وهي تقول: دة جديد ولدي، قسمت بالله ما نرجعه ليك.

لشدة ما رمانا به رماة الإنقاذ من نبال الإفساد ولكثرة ما أخرجه سحرتهم من عجائب وغرائب من جراب الفساد لم يعد الرأي العام يفغر فاهاً بالدهشة من هول المخرجات المتوالية بل فقط أصبح يمتع نفسه بها وهو يتساءل:دة جديد منو في أولاد الإنقاذ؟ فالأمر لم يعد حكراً على كبار الصقور أو سود الغربان أو بيض الحمائم فحتى (طيور الجنة) و(كراميشها)، فالكل إلا من رحم ربي، أضحى (يسمي الله) خوفاً من مشاركة شياطين الحزب ويأكل مما يليه ويأكل بيمناه ما لا تعلم يسراه عملاً بفقه السترة ولسان حاله يقول (مشروع أبوك كان خرب أشلخ ليك فيه شلخة)…غابت فضيلة دفع الأخوان بعضهم البعض فأصبحوا لا يتناهون عن منكر الفساد المتداول بينهم و لا يتواصون بالحق بل يتواصوا بقضاء حوائجهم منه بالكتمان…مسطول ملتحي دخل المسجد دون وعي منه بعد أن انصرفت جماعة المصلين فجاءه مصلي متأخر يستفتيه في كيفية قضاء ركعة لم يدركها في الصلاة ظناً منه أن تحت الدقن شيخ… فسأله المسطول: في حد شافك؟ أجاب الرجل: لا، فقال له المسطول لا تثريب عليك خلاص أنسى الموضوع وشتت، أو ربما هكذا يأتي الرد لمن يستفتي العالمين ببواطن الأمور من قادة الحزب والذين يخشون أن تفوح رائحة الحزب أكثر من خوفهم من أن تهدم صوامع الفضيلة وبيع الطهر وصلوات الاستقامة ومساجد النقاء (في حزب شافك… فتأتي الإجابة بلا… فيقال له خلاص خليها مستورة)… وإن أصاب المسئول منهم نعمة من نعم الدنيا لا يسأل من أين له هذا؟ بل يبارك له بالقول (ربنا يجعلها من المستورات)…ولكن أنى لمن نبتت منبت سحت وغذيت بالحرام وشربت من حرام أن تكون من المستورات.
وكما يقول المثل المستور كتير لكن شقي الحال البقع في عمود (الطاهر ساتي)، ولكن حتى وإن حدث ذلك لا تثريب على من لم تنجه (خليها مستورة) فكشفت حاله حسداً من حمداني ما في مجلس سيف الدولة أو تسربت أخباره ومستنداته إلى الصحافة والإعلام كيداً من عند منافسين لأنه سيجد حينها أمه وهي تحول بينه وبين الرأي العام قائلة: دة جديد ولدنا وقسماً ما تهبشوه، فيتم توجيه الصحف بحظر النشر كالعادة ومن ثم يبدأ التحلل الأصغر فتتحول القضية من جنائية إلى مجرد مخالفة إدارية وتتحول الإدارية إلى لا إرادية ثم يشفع من يشفع فيكون التحلل الأكبر الذي لا يبقي من درنهم شيء فيقال لمن فسدوا وأفسدوا أخ كريم وابن حزب كريم أذهبوا فأنتم الطلقاء.
في أيام مايو أشتهر بعض ضعاف النفوس من المسئولين بأكل سكر التموين (ولكن أبيض مش أخدر) فكان الآكل منهم يعرف بـ (أب عشة) ? وهو لمن لا يعرفه هو نمل أحمر صغير مغرم بأكل السكر- وقد أهلك الذين من قبل هؤلاء في مايو إنهم كانوا يستعينون بسحرة من غرب أفريقيا ولكن الذين وضعوا كل الغرب وراء ظهورهم ويمموا شرقاً كما يزعمون وهم لا يدرون بأنهم يمضون شرقا ولكن باتجاه الغرب حين استعانوا بالحواة الهنود لسرقة الكحل من العين أو ربما أوهمهم مستشار بأن لكل شفرة كسار ولكل قطعة سمسار ولكل ماكينة أزرار وإن لم ينجح كل هذا نخليها للأقدار (عايز أخليك للزمن قادر براه يدورك).

أبحث عن الولد المستفيد (صاحب اللفح الجديد) هذا ما يجب أن يبدأ به المحققون في قضية سكر النيل الأبيض إن أرادوا فعلاً الوصول إلى (الولد الواقف وراء الكارثة) ولكن إن أرادوا أن يلحقوا الموضوع أمات (طه) وأخوات (الشريف) فليبدأوا من حيث بدأ وزير المالية الذي لا يسعد حاله من مال ولا يسعد نطقه إذ قال (إنه خطأ إداري كبير)…هكذا قالها تهويناً وتهويماً وتمييعا… لكن يبدوا إن الخطأ مهما كبر فلن يكن أفدح من مصيبتنا في هذا الوزير الذي إذا تكلم أوجع وإذا سكت أفجع.

بمناسبة اللا مناسبة مثلما للأقطان مؤسسة ظل على رأسها إمبراطور من البدريين يحكم لأكثر من عشرين عاماً يأكل مما يليه فإن هنالك الكثير من المؤسسات المشابهة ومنها مؤسسة اسمها مؤسسة السكر كان على رأسها إمبراطور من البدريين حكم لأكثر من عشرين عام ثم تحول بعد المعاش إلى مستشار يملك ولا يحكم.

آه يا مكن … لا سوفت وير وصل لا موتور يدور.

تعليق واحد

  1. شكرا للاخ اسامة ، ولدي اقتراح هو : انشاء مكتب رقابي لجمع كل معاجم وقواميس اللغة العربية الآتية من الخارج ــوقبل ان توزع في المكتبات ــ وذلك لحذف مادة ( د هـ ش ) منها وكذلك كل مشتقاتها من : أدهشَ/ يدْهِشُ / ادهاشا / الدهشة /الاندهاش /مدهوش / مُدْهِش /يندهش … ،فقد اصبحت هذه الكلمة ومشتقاتها منعدمة الدلالة في سودان الإنقاذ! فكل صباح من صباحات الانقاذ ــ اجارك الله ــ تجد امورا عجيبة وغريبة ومريبة ..ولكن الناس لا يندهشون لها لان معنى الدهشة قد أميت في نفوسهم ..
    كما أقترح أن يحذف درس (التعجب) من مادة النحو ؛ لأن عبارة (ما أفسدَ الإنقاذيين!!) اصبحت لا طعم لها ولا رائحة .
    وأقترح كذلك حذف علامة التعجُّب /التأثُر (!) من درس علامات الترقيم ؛ لانها صارت غير مؤثِّرة .
    وأخيرا اقترح حذف (صَرِّة) الوجه أو بسطه من وجوه السادة السودانيين ؛لأن الانقاذ لا تريد لهم ذلك.

  2. اسامة
    يا أخى أسعد الله صباحك
    بالرغم من أنه لاصباح سعيد على السودان فى عهد هذه القطعان من الوحوش..والجحوش..التى أبتلى بها الله الشعب السودانى،وـأبت سخرية الدهر الا أن تترك فينا بصمة من بصماتها،فكان هذا الجيش الجرار من الفاقد التربوى والساقط الأخلاقى،وذوى العقد والعاهات النفسية..ليحكموا ويتحكموا فى هذا الشعب الذى كان بقوده فى يوم من الأيام أمثال الزعيم الأزهرى والذى كان يستدين الأموال من أصدقائه وهو على راس الحكومة التنفيذية ..ومحمد أحمد المحجوب والقائمة تطول..فتقرض مثل وقيم هذه القامات..وتسود شريعة هؤلاء الأقزام الذين يتطاولون بالرقص كذبا وما هم فى واقع الأمر الا حشرات زحفت تنهش فى جسد السودان وشعبه ودمرت مجتمعه مجتمع الفضيلة والذى كان مضربا للأمثال وسط الأمم..وحولوه لهذا المسخ المشوه من المتسلقين وأصحاب الأغراض والقوادين وسماسرة الأوادم…وكل ماهو قبيح…وأقصوا قاماته خد الأنزواء داخل القبور ومن سخرية القدر يتقدموا مشييعهم..فهؤلاء يقتلوت القتيل ويسيروا فى جنازته…
    لكن لكل الآفات مبيد يكنسها وما مبيدكم ببعيد ..
    وأجمل ما فى مقال الأستاذ /أسامة
    أنه منحنا ابتسامة صباحية فى زمن عز فيه الضحك من القلب وان حدث فهو يكون من باب (شر البلية ما يضحك) فى عصر طرائف وملائح وبدعومبررات فساد أهل الانقاذ لحماية الأنجاس
    وحسبنا الله نعم الوكيل حقا وليست زيفا كالتى خدعوا بها الشعب ونهبوا بها البلاد

  3. عن وزير المالية: مصيبتنا في هذا الوزير الذي إذا تكلم أوجع وإذا سكت أفجع.
    صدقت يا استاذ أسامة، مصيبة و أى مصيبة هى !!!!

  4. رحم الله الجيل السابق امثال الازهرى والمحجوب وحتى النميرى . اقسم ثلاثا بأن هؤلاء صحابة صحابة اذا ما قارنتهم بعهد الكيزان الان .حسبى الله حسبى الله … من اين اتى هؤلاء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لم نرى مثل هذا الفساد والظلم حتى عند اليهـــود .صدق من سماهم (( الاخوان المنافقــون )) والمنافق عزيزى المواطن اخطر من الكافر وليس بعد الكفر ذنــــب . اللهم زل عنا الغلاءوالوباء اللهم اشف الوطن من هذا السرطان الكيزانى اللهم دمر اجسادهم وافتك بقواهم . اللهم انهم بغوا فى البلاد واكثروا فيها الفساد فصب اللهم عليهم سوط عذابك .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..