من نصب على التنصيب..!!

عبد الباقي الظافر

اول امس تحدث وزير الخارجية على كرتي لقناة الشروق حول مراسم تنصيب رئيس الجمهورية لدورة رئاسية جديدة..الوزير كرتي احتج على استخدام مصطلح تنصيب لوصف المناسبة وقال ان الأصح مراسم اداء اليمين الدستورية..الأهم من ذلك تحدث كرتي عن عدد سبع رؤساء دول سيشرفون المناسبة الرئاسية..أوضح كرتي ان المعلومات التي راجت عن حضور الملك السعودي سلمان لم تكن دقيقة وغير رسمية .
ولكن من نصب على المناسبة وحاول ان يجعل منها فتحا دبلوماسيا..المؤتمر الوطني كان قد صرح ان نحو خمسة وثلاثين زعيما سيحضر التنصيب..احمد بلال وزير الاعلام كان أكثر تواضعا حين قسم الرقم الوطني على اثنين وتوقع حضور خمسة عشر رئيساً ..ثم أخيرا جاء كرتي بالخير غير المؤكد وقال انهم سبعة ينقصون ولا يزيدون..بالفعل حضر ستة رؤساء أفارقة فقط هم الرئيس الصومالي والجيبوتي والمصري بجانب التشادي ورئيس وزراء إثيوبيا .
رغم ملامح الإحباط التي سترتسم على ملامح الناس الا ان الواقعية تقتضي الرضاء بالقسمة والنصيب من التأثير الدبلوماسي ..الا ان الخيبة ستضح إذا ما سألنا لماذا غاب الرئيس اليمني عبده ربه منصور من حضور المناسبة..جيشنا الان يقاتل في جبال اليمن حتى يعود المنصور لقصر الرئاسة في صنعاء..أخشى ان نكون نسينا إرسال بطاقة دعوة للرئيس اليمني المقيم مؤقتا في الرياض السعودية ..ماذا عن جزر القمر التي اكتفت بإرسال نائب رئيسها وحكومتنا تحتفظ بسفارتين في هذا البلد دون غيره من البلدان .
ليست المبالغة كانت على مستوى التوقعات بحضور غير مسبوق للزعماء والقادة العرب ..الخرطوم تزينت من المال العام بعدد من لافتات الترحيب..صور الرئيس البشير في كل مكان..دعاية إعلامية فاقت ايام الانتخابات..بل ان المبالغة وصلت التفكير لمنح الشعب عطلة رسمية.
في تقديري ان الوزير علي كرتي وضع المناسبة في حجمها الطبيعي ..انها مراسم اداء القسم لدورة رئاسية جديدة ..المناسبة نفسها تكررت اكثر من مرة..اختلط علينا الحساب ان كانت هذه الدورة الرئاسية الخامسة او السادسة ..في كل مرة كان يتغير المصحف الكريم فقط..بمعنى ليس هنالك تاريخا جديدا يكتب..انه ذات الحزب الحاكم الذي يتربع على العرش منذ اكثر من خمسة وعشرين عاما..تنصيب اوباما في الدورة الاولى شارك فيه مليونا مواطن ..حين ما فاز مرة أخري لم يحتفل معه سوى ثمانمائة الف مواطن.
اعتقد ان هنالك من حاول ان ينصب على المناسبة السياسية..اللجنة المسئولة عن الحدث كانت متفائلة أكثر من اللازم..استثمرت هذه اللجنة جهدا دبلوماسيا ضخما ولكن في المكان الخطا ..في الناحية الاخرى هنالك عدد من قادة الحزب والدولة حاول التعويض في المناسبة بعد حصاد الحزب البائس في الانتخابات.
بصراحة ..رحم الله دبلوماسيا عرف قدر نفسه..على دبلوماسيتنا ان تستفيد من الإخفاق ولا تعلي من التوقعات حتى لايصاب الناس بإحباط على إحباط .
(التيار)