اللامبالاة : الهدر التاريخي ومذابح الأمل والتطلعات

محمد محجوب محي الدين

لابد من المواجهة والصدام الحاسم وإن تعثرت وإستطالت خطوات النضال وعبرت امامها مشاهد يتقزز لها* الملايين من ابناء وبنات الشعب السوداني وقد بلغ بهم القرف للحد الذي كادوا فيه* أن يتقيأوا أو ينفجروا* من وقاحة وفداحة سياسات النظام المستمرة* بتكرار ممل ومفضوح فيقابلون ذلك بصمت ولامبالاة منقطعة النظير*بما فيها إطلالة وسيطرة ذات العصبة علي المشهد السياسي وعلي سدة السلطه منذ انقلابها في 89 ومرور بإنتخابات الزيف ونصب التنصيب وتشكيل الحكومة الجديدة المستوهمة في العام الحالي 2015 .

ذات التصريحات و المسرحيات والاحداث عبر شخوصها من القتله والسفاحين والفاسدين الذين مازالوا يمارسون ذات المشاهد لسته وعشرين عام* بينما ظلت منعرجات النضال* تتصل وتنقطع امام ناظري الشعب السوداني بالرغم من التضحيات الجسام* وسقوط المئات والالاف من شهداء الخلاص من قوي التغيير ولكأن شيئا لم يكن ليبتلع جب اللامبالاة* احزانا وقلوبا دامية وغصة مرة علي استمرار تلك المشاهد التي خيمت علي السودان منذ العام 89 بهيمنة الفاشية الدينية علي السلطه عبر جنرالها السفاح الذي لولا كل تلك اللامبالاة لقضي نهايته القذافية او الصدامية الي حيث مذابل التاريخ .

تستشري وتتكاثر مشاهد اللا ﻣﺒﺎﻻﺓ بصورة يومية من حياة الشعب السوداني امام كل هذا القتل والدمار والقهر والإستبداد والإفقار والفساد .
لا مبالاة امام سلطة ديكتاتورية إسلاموية متعفنه وامام جيفة الإسلام* السياسي المتتنه لربع قرن من الزمان .
ولامبالاة امام سفاح ومستبد ينصب نفسه اليوم لخمس سنوات اخري كما جاء بإنقلابه رغما عن ارادة الشعب مغتصبا للسلطه ومنقضا علي الديمقراطية ومزيفا لها في عامه السادس والعشرين بعد أن قاطع الشعب انتخاباته الشكلانية بصورة ساحقه.
لامبالاة امام انهيار كافة القطاعات الإنتاجية والخدمية ومافيا الفساد.
لامبالاة امام التمكين والمحسوبية وانهيار مؤسسات الدولة .
لامبالاة امام حروب الإبادة وجرائم الإغتصاب والإختطاف والتعذيب والإعتقال .
لامبالاة امام تمدد الإرهاب وقوي التطرف وتغييب العقل ونشر الظلام والتخلف.
لامبالاة امام وطن وشعب ظل يساق الي حتفه ملايين المرات عبر سياسات سلطة ديكتاتورية إسلاموية مازلت تمكث* وتفرض إستمرار سلطتها عبر مليشيات وعصابات القتل والقمع والإختطاف* .
لامبالاة امام ملايين الضحايا الذين ناضلوا في سبيل الخلاص فتم اغتيالهم بدم بارد فحصدهم رصاص التصفية والإبادة* وتعرضوا للتعذيب والتشويه والإغتصاب او تم تشريدهم .

ظلت اللامبالاة تبتلع عقودا من حياتنا واعمارا مختلفة لأجيال تلو اجيال من ابناء وبنات وأباء وأمهات الشعب السوداني.
بل ظل الحديث عن اللامبالاة* تعليقا راتبا في كتابات العديد من الكتاب والمفكرين* والمراقبين والمهتمين بعملية التغيير في السودان بالنقد والتحليل ومحاولات النهوض المستمرة من غيبوبتها المزمنة .
وفي مقال بعنوان الإرادة الوطنية وغياب السيادة الوطنية يقول د/ حيدر ابراهيم علي :-*
( ﺍﺧﻄﺮ ﺍﺷﻜﺎﻝ ﺿﻌﻒ ﺍﻻﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ : ﺍﻟﻼﻣﺒﺎﻻﺓ ﻟﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﻭﺃﻥ ﺗﺴﺘﻮﻱ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﻻﻧﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ . ﻭﻫﺬﻩ ﺣﺎﻟﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ ﺇﺫ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻤﺮ ﺃﻭﺧﻢ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﻭﺍﻓﻈﻌﻬﺎ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻧﻴﺎﻡ ﻭﻣﺎﻫﻢ ﺑﻨﻴﺎﻡ .ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻵﻥ، )ويقول :-* (ﻳﺘﻌﺠﺐ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ : ﻛﻴﻒ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻮﻥ،ﻭﺑﻼﺩﻫﻢ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ،ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ ﻟﻠﻔﺮﺟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻌﺐ .ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ ﺷﺊ ﻳﻬﻢ . ﻭﻫﺬﺍ ﻭﺿﻊ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺭﻭﻣﺎ ﺗﺤﺘﺮﻕ، ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻗﺮﺏ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ) انتهي* .
فاللامبالاة* كمايعرفها ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ بأنها ﺣﺎﻟﺔ ﻭﺟﺪﺍﻧﻴﺔ ﺳﻠﻮﻛﻴﺔ، وهي* ﺃﻥ يتم التصرف* بدون ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻓﻲ الشئون الحياتية* وفي* ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ وغيرها علي اسأس أنها لا تعني الشخص ويغض عنها الطرف وإن كان ذلك ذو تأثير مباشر في حياته ويصاحب ذلك* ﻋﺪﻡ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ .

و أن يقمع المواطن انفعالاته ويخمد جذوتها وأن يقتل* ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺍﻻﺛﺎﺭﺓ ﻭالتحفيز والدافعية لهو اختيار المستقيل عن الحياة بإستمرار الضرر وإستطالة أمد معاناته ورضوخه التام للتعذيب من جراء سياسات التعذيب والتجويع والإذلال والحرمان والقمع والقتل .
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ الموسوم باللامبالاة يعبر عن ضعف الذات الإجتماعية امام التحديات ورسوخ نتائج الفشل التاريخية والمتراكمة في الذاكرة الإجتماعية في مقابل إنغلاق التفكير نحو المستقبل والأمل واحتمالات الإنتصار* .

اللامبالاة التي تتمدد بإيغال في اوساط الشعب السوداني هي تعبير لموت الشعور وإنطفاءه بسلبية منقطعة النظير امام العديد من الاخطار المحدقة بهم واكثرها تأثيرا علي حياتهم والتي إن كان العقل سيدا مسيطرا ومقياسا في احكامهم ورؤيتهم في العديد من القضايا لما ابتلعتهم اللامبالاة في اعماقها حيث لا مخرج منها وليس هنالك انعتاق او فكاك الابعقلنة النظر لهذه المخاطر والتحديات .

ويلعب الدين بنزعاته الغيبية والاخروية* عاملا مثبطا للدافعية نحو الإنشغال بالقضايا الحياتية بإعتبارها مصالح دنيوية ولقد عمدت التجربة الدينية في السودان عبر التصوف والطائفية وقوي الإسلام السياسي وعلي رأسها سواقط الجبهة الإسلامية والجماعات السلفية بتحييد اقسام اجتماعية كبري من خوض صراعها السياسي والإجتماعي والدفاع عن مصالحها بينما ظل زعماء الجماعات الدينية يستأسدون بالهيمنة علي السلطه والثروة وقد اصبحت المقولة الرائجة ( ودوا الناس الجامع وهم دخلوا السوق )* خير مثال علي تبيئة اللامبالاة من منظور ديني* .

ولم يكن ذلك السبب وحده الذي دفع بالسودانيين نحو اتون اللامبالاة بل كانت افظع المجاذر وجثث القتلي وحملات الموت المجاني والتي توالت لربع قرن من الزمان كسياسة يومية للنظام الإسلاموي في السودان تشكل ابشع الصور الصادمة* في اذهان السودانيين ومن المعلوم أن الصدمات النفسية الحالكة تدفع بضحاياها الي عدم المبالاة والإكتراث الي الحياة بل من ناحية اخري تصبح تلك الصور مشهدا اعتياديا وذلك مايعمل من اجله النظام وهي تنميط واعتيادية مأساة السودانيين.

إن ذبح الديمقراطية* في يونيو 89 بإيدي قادة الجبهة الإسلامية وجنرالها السفاح تعتبر منصة التأسيس للامبالاة التي اجتاحت جماهير الشعب السوداني ومثقفيه وفئاته الإجتماعية ودفعت العديد منهم للإغتراب عن وطن ظل لاكثر من عقدين لايجدون فيه سوي السياط والسجون وهدير التاتشرات وازيز الطائرات والإغتصاب .

إن الإنقلاب الإسلاموي علي الديمقراطية* واقامة ديكتاتورية دينية تريد ان تنصب سفاحها بعد أن مكث سته وعشرين سنه لخمس* سنوات اخري بديمقراطية شكلانية* هو نتاج اللامبالاة المفرطه التي ادمنها السودانيين والتي آن الأوان أن يستفيق منها .
يقول** ﺍﻟﻔﻴﻠﺴوﻑ ﺭﻭﺑﺮت ﻣﻴﻨﺎﺭﺩ ﻫﺎﺗﺸﻴﻨﺰ* ﺍﻥ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﻫﻮ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻼﻣﺒﺎﻻﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ.
إذن فعودة الديمقراطية وإعادة الإعتبار لها هي محطة العودة من اللامبالاة ويتحتم لمغادرتها من غير رجعة تقوية وتعزيز الثقة في الذات السودانية والتطلع لمستقبل افضل*.

وامام هذه السلطه والجماعة الإسلاموية المستبدة التي عمدت وماتزال عبر جنرالها السفاح تمارس التكنيل والتدمير والسحق في الشعب السوداني والدولة السودانية منذ العام 89 لاخيار سوي أن تستفيق قطاعات وفئات المجتمع السوداني من صمتها المتفرج الموسوم باللامبالاة الي خانة الفعل والحراك والديناميكية الثائرة والحاسمة بإسقاط النظام ومحاكمة قادته وخلاص الوطن وعودته الي حياة جديدة ونهضة وطنية شاملة .

سيضطر الشعب السوداني إن لم يستأصل لامبالاته وصمته المطبق أن يتجرع في مقبل الأيام ضعف الضعف من الدماء والإستبداد والقمع والسحق* وبوتائر متسارعه* مطلقا يد الجنجويد والدعم السريع وداعش وقوي الهوس الديني والجماعات الإرهابية متخذا من الدولة ضيعة لعصابات ومافيا الفساد التي تهدد حياة المواطنين بالغش والنهب في السلع الضرورية والخدمات بل يستعد النظام بمزيد من الإستفراد بالشعب السوداني وسحقه بمحاولات استعادة علاقاته الاقليمية والدولية مع الإحتفاظ بعلاقته مع روسيا والصين اللتان تمثلان الداعم الأول لكثير من نظم البطش والإستبداد .
حيث لا خلاص الا بالإنعتاق من براثن اللامبالاة او السبات العميق في غيبوبتها حيث نهاية وطن وشعب وموت مستقبل .
فالهدر التاريخي ومذابح الأمل والتطلعات علي شفير اللامبالاة آن الأوان أن يقف لنقف بقوة وصلابة لإجتثاث هذا النظام .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ( ودوا الناس الجامع وهم دخلوا السوق ) لا اتق معكم . الناس بتعرف الله وسكة الجامع قبل هؤلاء المنافقين.

  2. لازال الحديث عن جمهورية العاصمة المثلثة ذو شجون….وطبعا بعد ما مشى الانجليز خلفوا ذرية ضعفاء..كل ما جاءت فئة لعنت الأخرى..وفي ظل الفساد المزمن وعبر كل ما يعرف بالحكومات الوطنية انخفض الخط البياني للدولة السودانية..وبدا مشوار الزحف من الهوامش في الاتجاهات الأربعة نحو الخرطوم..وأضحى ربع الشعب السوداني يتكدس فيها ناس الغرب في ام درمان في الغالب وناس الجنوب في الخرطوم وناس الشمال في بحري..وطبعا مع حركة الثراء الطفيلي والمدعوم من النفط تلك الايام..ظهرت الاورام السرطانية التي تسمى أحياء فاخرة..بينما العاصمة نفسها تفتقر لكل مقومات المدينة الحديثة من صرف صحي وطرق حديثة وكهربا ودور سينما ومسارح ومنتزهات ..ومع مستجدين النعمة عبر العصور ظهرت طبقات هلامية تهتم بالقشور والمظاهر..و حياة الغرائز المبتذلة والباهتة غير المنتجة في أفراحهم وأتراحهم ..ان الذي كدس اهلنا من كل انحاء السودان في الخرطوم التي غادرها أهلها الأصليين إلى العالم الحر..هو
    1-حروب دون كيشوت الغبية في الجنوب والغرب والشرق..ضد شعوب السودان الأصلية وبدل ان يعتز أهل المركز من البربون القدامى والجدد بشعوب السودان الأصلية والتي تشكل العمق و التمدد الحضاري للسودان القديم-الجنوبيين- والنوبة- والفور-والفنج- والبجة وبدل ان يقدم لهم المركز التجلة والاحترام والاعتزاز ويقوم بتنمية جبارة في مناطقهم..أضحى المركز يرسل لهم الحمم بالطائرات والموت الرخيص وحتى بواسطة المرتزقة من خارج الحدود .فسقطوا أخلاقيا وفقدوا احترامهم عند العرب الذين يتمسحون بهم والأفريقيين على حد السواء ..

    2-الجفاف والتصحر في الشمال والغرب
    3 انعدام الخدمات من تعليم وصحة وامن
    4انعدام الطرق المعبدة والسكة حديد والكهرباء
    5 في الشرق انعدام مياه الشرب النقية وتوطين الرعاة

    6-الفساد الأخلاقي والمالي والإداري وعلاقات الإنتاج الطفيلية..وبروز طبقة سميكة من الطفيليين غير المنتجين مع تدهور طبقة الانتلجنسيا السودانية وهجرتها للخارج دون عودة….

    ******
    ومع ذلك يحتفلون بالاستقلال سنويا دون حياء كل عام بعلم القومجية العرب..مع العلم ان الحياء شعبة من شعب الإيمان….
    في الحقيقة ما يعرف بثورة الإنقاذ ليست هي السبب المباشر في موت السودان السريري..بل كل تراكمات الفشل التي يجسدها وعي جمهورية العاصمة المثلثة. الممتد من الاستقلال الذي لا ليته كان..وديل فقط لقوها “عايرة وادوها سوط”…وبعدين الناس أحسن تسمي الأشياء بمسمياتها..ايدولجية الاخوان المسلمين هي التي أفرزت هذا النظام,وان الطائفية السياسية وتحديدا حزب الامة كان الحاضن لها(الجبهة الوطنية ) وان كل من انتمي لها منذ جبهة الميثاق ومن كل انحاء السودان..مسؤل مسؤلية مباشرة عن كل ما حدث للشعب السوداني …والازمة ازمة اوضاع وليس اشخاص كما ينعب البوم في هذا المنبر..افلست كل المشاريع السياسية لساسة السودان القديم..ويرفضون مشروع السودان الجديد..الذي تعبرعنه اتفاقية نيفاشا..للخروج من النفق المظلم..مع الاسف ان آخر الوجوه القبيحة للسودان القديم هو حزب المؤتمر الوطني الحاكم..وأداءه الاعرج المستمر حتي هذه اللحظة..ومع ذلك نجد هناك من يشوش على الساحة السياسية ويخلق اكثر من عدو على مبدأ خالف تذكر وحقي سميح وحق الناس ليه شتيح ..ولم نرى اي بعد وطني لاي ممارسة سياسية في السودان الا في النادر والنادر جدا.. مات ملاييين السودانيين من اجل صراع السلطة الكئيب وليس حروب حقيقية ضد عدو خارجي مبين …لان السياسة علم والاقتصاد علم والإدارة علم في كل العالم الا في السودان..فسنظل نراوح مكاننا..ولن ينتهي الامر لنسمع خبر متى يعلنون وفاة الشمال…بل متى يعلنون وفاة السودان…والحديث ذو شجون

  3. حقيقة لا تفسير لهذه الحالة التي يعيشها الشعب ضيق في العيش – تضيقيق في الحريات – تهجير للعقول والسواعد – تقتيل وتعذيب – وطن تسلب خيراته ويدمر والشعب ساكنا لا يتحرك لقد سلبت ارادته ونوم مغنطيسيا اين ملاحم اكتوبر 64 والانتفاضة الشعبية اين شعب الانتفاضات ومفجر الثورات هب ياشعب وطنك يدمر – خيراته تهدر وتسلب – وطن يقسم ويجزا وليفجر البركان ضد الطغاة والمجرمين ونعيد للوطن عزته

  4. اخطر ما لمسته في الفترة الاخيرة هي انتشار حالة التمرد و الالحاد و النفور من الدين وسط الشباب و الشابات اليافعيين كنوع من السخط و الضجر من الحكومة المتأسلمة و كنوع من المقاومة السلبية للنظام الحاكم و كذلك يعني فقدان الامل في غد مشرق — الاسلام ليس حكر لهذه الحكومة الفاسدة و الفاشلة و المستبدة حتى يتخلى البعض عن الدين نكاية بها —
    فصل الدين عن السياسة لحماية للدين من مثل هذه المكايدات السياسية في اصلها — و في المقابل يجب توثيق الصلة بين الدين و حركة المجتمع بعيدا عن المذايدات و التكسب و الارتزاق و تبرير الفقر و الجوع و المرض بانها ابتلاءات تقربنا لله زلفى —
    رفع السعارات الدينية كانت القوة الدفعة للانقاذ في سنواتها الاولى — اما الان فانقلب السحر علي الساحر فانفض السامر و هرب الشباب للالحاد وهذا شئ يؤسف له —

  5. لازال الحديث عن جمهورية العاصمة المثلثة ذو شجون….وطبعا بعد ما مشى الانجليز خلفوا ذرية ضعفاء..كل ما جاءت فئة لعنت الأخرى..وفي ظل الفساد المزمن وعبر كل ما يعرف بالحكومات الوطنية انخفض الخط البياني للدولة السودانية..وبدا مشوار الزحف من الهوامش في الاتجاهات الأربعة نحو الخرطوم..وأضحى ربع الشعب السوداني يتكدس فيها ناس الغرب في ام درمان في الغالب وناس الجنوب في الخرطوم وناس الشمال في بحري..وطبعا مع حركة الثراء الطفيلي والمدعوم من النفط تلك الايام..ظهرت الاورام السرطانية التي تسمى أحياء فاخرة..بينما العاصمة نفسها تفتقر لكل مقومات المدينة الحديثة من صرف صحي وطرق حديثة وكهربا ودور سينما ومسارح ومنتزهات ..ومع مستجدين النعمة عبر العصور ظهرت طبقات هلامية تهتم بالقشور والمظاهر..و حياة الغرائز المبتذلة والباهتة غير المنتجة في أفراحهم وأتراحهم ..ان الذي كدس اهلنا من كل انحاء السودان في الخرطوم التي غادرها أهلها الأصليين إلى العالم الحر..هو
    1-حروب دون كيشوت الغبية في الجنوب والغرب والشرق..ضد شعوب السودان الأصلية وبدل ان يعتز أهل المركز من البربون القدامى والجدد بشعوب السودان الأصلية والتي تشكل العمق و التمدد الحضاري للسودان القديم-الجنوبيين- والنوبة- والفور-والفنج- والبجة وبدل ان يقدم لهم المركز التجلة والاحترام والاعتزاز ويقوم بتنمية جبارة في مناطقهم..أضحى المركز يرسل لهم الحمم بالطائرات والموت الرخيص وحتى بواسطة المرتزقة من خارج الحدود .فسقطوا أخلاقيا وفقدوا احترامهم عند العرب الذين يتمسحون بهم والأفريقيين على حد السواء ..

    2-الجفاف والتصحر في الشمال والغرب
    3 انعدام الخدمات من تعليم وصحة وامن
    4انعدام الطرق المعبدة والسكة حديد والكهرباء
    5 في الشرق انعدام مياه الشرب النقية وتوطين الرعاة

    6-الفساد الأخلاقي والمالي والإداري وعلاقات الإنتاج الطفيلية..وبروز طبقة سميكة من الطفيليين غير المنتجين مع تدهور طبقة الانتلجنسيا السودانية وهجرتها للخارج دون عودة….

    ******
    ومع ذلك يحتفلون بالاستقلال سنويا دون حياء كل عام بعلم القومجية العرب..مع العلم ان الحياء شعبة من شعب الإيمان….
    في الحقيقة ما يعرف بثورة الإنقاذ ليست هي السبب المباشر في موت السودان السريري..بل كل تراكمات الفشل التي يجسدها وعي جمهورية العاصمة المثلثة. الممتد من الاستقلال الذي لا ليته كان..وديل فقط لقوها “عايرة وادوها سوط”…وبعدين الناس أحسن تسمي الأشياء بمسمياتها..ايدولجية الاخوان المسلمين هي التي أفرزت هذا النظام,وان الطائفية السياسية وتحديدا حزب الامة كان الحاضن لها(الجبهة الوطنية ) وان كل من انتمي لها منذ جبهة الميثاق ومن كل انحاء السودان..مسؤل مسؤلية مباشرة عن كل ما حدث للشعب السوداني …والازمة ازمة اوضاع وليس اشخاص كما ينعب البوم في هذا المنبر..افلست كل المشاريع السياسية لساسة السودان القديم..ويرفضون مشروع السودان الجديد..الذي تعبرعنه اتفاقية نيفاشا..للخروج من النفق المظلم..مع الاسف ان آخر الوجوه القبيحة للسودان القديم هو حزب المؤتمر الوطني الحاكم..وأداءه الاعرج المستمر حتي هذه اللحظة..ومع ذلك نجد هناك من يشوش على الساحة السياسية ويخلق اكثر من عدو على مبدأ خالف تذكر وحقي سميح وحق الناس ليه شتيح ..ولم نرى اي بعد وطني لاي ممارسة سياسية في السودان الا في النادر والنادر جدا.. مات ملاييين السودانيين من اجل صراع السلطة الكئيب وليس حروب حقيقية ضد عدو خارجي مبين …لان السياسة علم والاقتصاد علم والإدارة علم في كل العالم الا في السودان..فسنظل نراوح مكاننا..ولن ينتهي الامر لنسمع خبر متى يعلنون وفاة الشمال…بل متى يعلنون وفاة السودان…والحديث ذو شجون

  6. حقيقة لا تفسير لهذه الحالة التي يعيشها الشعب ضيق في العيش – تضيقيق في الحريات – تهجير للعقول والسواعد – تقتيل وتعذيب – وطن تسلب خيراته ويدمر والشعب ساكنا لا يتحرك لقد سلبت ارادته ونوم مغنطيسيا اين ملاحم اكتوبر 64 والانتفاضة الشعبية اين شعب الانتفاضات ومفجر الثورات هب ياشعب وطنك يدمر – خيراته تهدر وتسلب – وطن يقسم ويجزا وليفجر البركان ضد الطغاة والمجرمين ونعيد للوطن عزته

  7. اخطر ما لمسته في الفترة الاخيرة هي انتشار حالة التمرد و الالحاد و النفور من الدين وسط الشباب و الشابات اليافعيين كنوع من السخط و الضجر من الحكومة المتأسلمة و كنوع من المقاومة السلبية للنظام الحاكم و كذلك يعني فقدان الامل في غد مشرق — الاسلام ليس حكر لهذه الحكومة الفاسدة و الفاشلة و المستبدة حتى يتخلى البعض عن الدين نكاية بها —
    فصل الدين عن السياسة لحماية للدين من مثل هذه المكايدات السياسية في اصلها — و في المقابل يجب توثيق الصلة بين الدين و حركة المجتمع بعيدا عن المذايدات و التكسب و الارتزاق و تبرير الفقر و الجوع و المرض بانها ابتلاءات تقربنا لله زلفى —
    رفع السعارات الدينية كانت القوة الدفعة للانقاذ في سنواتها الاولى — اما الان فانقلب السحر علي الساحر فانفض السامر و هرب الشباب للالحاد وهذا شئ يؤسف له —

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..