لقاء القمة يفتح الله

منصات حرة

لقاء القمة يفتح الله

نورالدين محمد عثمان نورالدين
[email][email protected][/email]

بعد تعثر المفاوضات الأخيرة لحلحلة القضايا العالقة والمحمولة جواً يبدو أن الوضع أصبح علي حافة الإنفجار في أي لحظة وطبعاً هذا الإنفجار إن حدث لن تستطيع إخماده كل الوساطات الدولية مهما حاولت ولكن النشاط الأخير والملحوظ للوسطاء تمخض فكان لقاء القمة بين الرئيسين ولكن مالم يضع له الوسطاء حساب أن لقاء القمة هو آخر الأوراق فكان الأجدي الدفع فى إتجاه مواصلة ما إنقطع من تفاوض فى أديس وكان الحوار يسير بوتيرة جيدة وكان قد بدأ فى إرسال رسائل إيجابية بعد أن زار باقان الخرطوم وقرب وجهات النظر ولكن بعد توقيع إتفاق الحريات الأربع توترت الساحة الداخلية قليلاً بسبب الرافضين لهذا الإتفاق وأثر هذا الحراك علي سير الحوار بإيجابية فكان التصعيد الأخير بين الجانبين عسكرياً والتصريحات السالبة الأخيرة القشة التى قصمت ظهر التفاوض وعطلت اللقاء الذي كان متوقعاً بين الرئيسين ولكن بعد إنسحاب وفد الشمال طالباً المزيد من الوقت للتفاكر مع الخرطوم إعتبر وفد الجنوب هذا إنسحاباً نهائياً من طاولة المفاوضات وكان هذا وضع طبيعي تحت نيران الحرب التى بدأت فى الإشتعال ولكن التدخل الدولي السريع لإحتواء الوضع وحث الجانبين على التعقل وعدم الإنجرار للعنف أثمر عن موافقة الطرفين لعقد قمة رئاسية ولكن خطورة هذه القمة فى الوقت الراهن تكمن فى أن هذه القمة هي الورقة الأخيرة للطرفين وفشلها يعني يفتح الله فلن يكون هناك تفاوض بعد اليوم ولغة الحرب ستكون سيدة الموقف وحينها سيكون الوسطاء قد ألقوا بآخر ما لديهم من إقتراحات لتقريب وجهات النظر ولا صوت بعد ذلك سيعلو فوق صوت المعركة فدائماً القمم الرئاسية تعقد لوضع اللمسات الأخيرة لسلسة متواصلة من مفاوضات وحوار متصل وناجح وإيجابي ولكن الظروف التي ستعقد فيها هذه القمة هي فى الأساس ظروف غير صحية وغير مبشره نتيجة لمفاوضات وصلت لطريق مسدود فذات الأجندة التي كانت مطروحة علي الطاولة فى أديس ستكون هي ذات الأجندة فى القمة القادمة بذات قوة الدفع الداخلية للطرفين وحينها لن تضيف هذه القمة جديداً وسيكون أمام الجميع بعدها خيارين لا ثالث لهما فالخيار الأول هو الوصول في هذه القمة لإتفاق مهما كلف الثمن بين الجانبين وتهدئة الأوضاع وحل القضايا العالقة أما الخيار الثاني هو خيار التصعيد العسكري وتعقيد الوضع أكثر مما هو عليه فهذه القمة ستسد الطريق أمام العودة للتفاوض فى المدى القريب في حالة فشلها، أما الخيار الصحيح والموفق حفاظاً علي ماتبقى من تقارب وحفاظاً علي مقدرات وموارد البلدين الإقتصادية والبشرية فهو خيار مواصلة ما إنقطع من مفاوضات والعودة بروح جديدة للطاولة وعدم الإنجرار خلف دعاة الحرب والتفرقة مع الإلتزام بوقف التصعيد الإعلامي الهدام ، فالشعبين في أمس الحاجة للإستقرار والسلام فالوضع لن يحتمل أكثر مما إحتمل ولكن كما يقول المثل الجماعة سادين أضان بي طينة وأضان بي عجينة والمقتولة ما بتسمع الصايحة النصيحة ..
مع ودي ..

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..