رواية (الخفاء و رائعة النهار) بين حضور المؤلف و عزله

رواية (الخفاء و رائعة النهار) :-
بين حضور المؤلف و عزله
( 15 )
الحلقة الأخيرة
كتبتُ رواية
(الخفاء و رائعة النهار)
خلال العام 1973
و نُشرتْ مسلسلة
في ذاتْ العام
على صفحات الملف الثقافي
بمجلة السودان الجديد
و لأمر ما توقف النشر
عند الحلقة السادسة !!؟…
و خلال إقامتي بصنعاء
تم إعادة نشرها مسلسلة
على صفحات الملف الثقافي
بصحيفة الثورة اليمنية كاملة
ثم
صدرتْ عن “دار الحسام”
للنشر و التوزيع ببيروت عام 1988
و خلال نهايات عقد التسعينات
عثر عليها (الطيب صالح)
في أحد معارض الكتب العربية
و عبر حوار معه
في صحيفة “الإتحاد الأماراتية”
حينما طُرح عليه سؤال
عن المشهد الثقافي و الأدبي
في السودان ؛؛؛؛؛
و تحديداً عن صفة و تطور الرواية
أشار إليها مادحاً و منوهاً
بقوله { لم يكتف المشهد الروائي
بالتنويع بل تخطاه الى التجريب
متجاوزاً النمط و الأشكال التقليدية
كرواية (الخفاء و رائعة النهار)
للروائي (فيصل مصطفى) التي
مازجت بين ما هو واقعي و أُسطوري و أعتمدت لغة
غير مألوفة ، زاوجت بين الشعري و الدرامي !!؟….
و حاولت ما إستطاعت أن تخلع جلباب الواقعية الذي هيمن طويلاً
على الرواية السودانية }
هذه الشهادة العظيمة
من إيقونة السرد السوداني
كانت بمثابة التعميد للولوج
الى حرم الروائيين الفاعلين
زهوتُ مختالاً
و كدتُ أن أفيض غروراً
و لكن سرعان ما إرتدعتُ
ترسختْ لدي قناعة
إن هذه الشهادة
من قبل شيخ فن السرد السوداني
بل و العربي أيضاً
ينبغي أن تكون ضربة الفرشاة الأولى
في فضاء تجربتي الإبداعية …..
* * *
قبل و بعد وسام (الطيب صالح) الذي تُوجت به رواية (الخفاء و رائعة النهار)
كُتب عنها هنا و هناك
بعضها كان مجرد إنطباعات عابرة و البعض الآخر دراسات جادة
مثل مقال الناقد مجذوب عيدروس
الذي قال عنها
يمكن تصنيفها من خلال الزمن الذي كُتبت فيه كرواية تنتمي الى الحداثة
في دراسته عن الرواية
ظلت تُوزع على مستوى الدول العربية
عبر معارض الكتاب بواسطة الناشر
على الرغم من إني إستلمت حصتي
التي بلغت 3000 نسخة
قمتُ بتوزيعها في صنعاء و الخرطوم
بطرقي الخاصة ؛؛؛؛؛
* * *
في المشغل الروائي
النص و النص الموازي
دراسة في (الخفاء و رائعة النهار)
بقلم (عثمان محمد أحمد تراث)
هذا هو ما جاء على الغلاف الأول
للكتاب الذي أصدره (عثمان تراث)
عن روايتي (الخفاء و رائعة النهار)
و قد قدم للكتاب الناقد العراقي
(حاتم الصكر)
الذي أشار الى أن (عثمان تراث)
قدم دراسة نقدية ما بعد بنيوية تستفيد من جماليات التلقي و آليات التأويل
و تقدم نموذجاً متقدماً عبر التوسل بالتقنيات السردية و عتبات النصوص و رافدة لفعل القراءة المستنيرة و كاشفة عن مكنونات النص و خفاياه
ما يضيف متعة و لذة لا تقدمها إلا مثل هذه الدراسات النقدية الحديثة
يقول (تراث) في دراسته عن هذه الرواية
أسقط الروائي (فيصل مصطفى) عنصر الوصف تماماً عن مكان الحدث و شخوصه
فقط أورد النذر اليسير من الأوصاف الجسدية و المظهرية بخلاف الروايات التقليدية التي تهتم بالوصف الدقيق و تفاصيله
على المكان و الأشخاص
بل إهتم أكثر بإظهار التوجهات الفكرية و الفلسفية و مواقف الشخوص المحورية في القضايا العامة !؟!؟…..
إن الشخصيات المحورية هنا شخصيات واقعية
إنهم بشر عاديون
يُخطؤون و يُصيبون
و ليسوا أبطالاً بالمعنى الأسطوري من ذوي الطباع الخارقة !!؟…..
كما شاع في الأشكال السردية القديمة ؛؛؛؛؛
و ليس ثمة صراع حاد بين شخوص الرواية يمثلان ثنائية الأشرار و الأخيار !!؟….
و هكذا يمضي الناقد القدير (عثمان تراث) متوغلاً في الكشف عن جماليات الرواية عبر عتبات النص و موجهات القراءة التى تتصدرها العناوين و الأغلفة و الإستهلالات و النهايات ……
فضلاً عن دراسة عناصر الرواية و شخصياتها و زمنيتها و فضاء المكان
و أفعال السرد و مجمل مفرداتها
و بذلك يكون (عثمان تراث)
بكتابه هذا قد سن سنة غير مسبوقة في دراسة الأعمال الروائية
أن يصدر كتاباً كاملاً عن عمل واحد
كما قال لي الروائي “الحسن محمد سعيد” ( درج النقاد أن يؤلفوا كتاباً عن مجمل أعمال الروائي ، فأنظر ماذا فعل عثمان بروايتك ) !؟!؟…

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. أشكرك جميلاً الأستاذ Ahmed
    ما يزيد على أربعة عشرة قارئاً
    لهذا المقال و لا أحد غيرك
    يعلق عليه !!؟…..
    أليس هذا مثيراً للجدال ؟؟…..
    يبدو أن السياسة كما نوهت أنت
    بذلك
    قد سطت على الأدب و الإبداع عموماً
    و جعلتهما تمامة عدد !!؟….
    يمر عليه القراء مرور الكرام
    مرة ثانية و عاشرة
    ألف شكر مع مودتي

  2. دمت زخرا للسودان والعالم نحن محتاجين الي ابداعات ادبية علها تخرجنا من انفاق السياسة والتطاحن الاجوف زدنا من ادبك الجميل

  3. تصحيح :-
    ما يزيد على أربعة عشرة ألف قارئاً
    و ليس ما يزيد على أربعة عشرة فقط
    كما ورد في ردي على المعلق الوحيد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..