الشاعر المصري فاروق جويدة : المواهب التي استمعت اليها لها أسلوب مميز

الثورات الحقيقة تحتاج الى مدى زمني .. حيث لازالت لغة الاسفاف تحتل مساحة كبيرة
هناك هجمة حداثية أُسئ استخدامها، والحداثة لاتعني تكسير أو تحطيم ثوابت الاشياء

تحتل أشعار الشاعر المصري فاروق جويدة جزءاً كبيراً من ذاكرتنا، كيف لا وهو شاعر صاحب مفردة ميزها الصدق ونظم ألوان شعرية كثيرة قدم للمكتبة العربية 20 كتاباً من بينها 13 مجموعة شعرية حملت تجربة لها خصوصيتها، وقدم للمسرح الشعري 3 مسرحيات حققت نجاحاً كبيراً في عدد من المهرجانات المسرحية هي: الوزير العاشق ودماء على ستار الكعبة والخديوي، ترجمت بعض قصائده ومسرحياته إلى عدة لغات عالمية منها الإنجليزية والفرنسية والصينية واليوغوسلافية، وتناولت أعماله الإبداعية عدداً من الرسائل الجامعية في الجامعات المصرية والعربية، جويدة التقته (براحات) اثناء مشاركته في البرنامج الرمضاني ريحة البن وتالياًً تفاصيل اللقاء:

حوار :رندة بخاري

**من خلال مشاركتك في البرنامج الرمضاني (ريحة البن) ماهو تقييمك للاصوات الشعرية التي اسمتعت اليها مع الأخذ في الاعتبار أن لك مقولة مشهورة حول الشعب السوداني حيث قلت إنه يتنفس شعراً ؟
أنا لازلت أرى أن الشعب السوداني شعب يعشق الشعر وتلك حقيقة لمستها فى زياراتي الاولى للسودان، وزيارتي هذه هي الثالثة وشيء مؤكد أنكم تحبون الشعر، أما المواهب التي استمعت اليها هي مواهب واعدة ولهم اسلوب مميز.
**هذه هي المرة الثالثة التي تزور فيها السودان كيف وجدته على وجه العموم خاصة وان زياراتك متباعدة الاولى في العام 1970 والثانية 2004 والثالثة 2015م ؟
وجدت أن هناك تطوراً كبيراً في الحياة في السودان وهو الآن أكثر استقراراً خاصة بعد انفصال الجنوب بالاضافة الى ذلك الوضع السياسي أيضاً مناخه أفضل من السابق أنا لا أتصور أن السودان بلد فقير على العكس تماماً هو بلد ثري وهذه المعادلة المقلوبة تمثل أزمة حقيقة فكيف لوطن بكل هذه الموارد وتلك المساحات الشاسعة من الاراضي والخيرات التي تجعله أن يكون فى قائمة الدول الغنية ولكن القضية هي سوء في استخدام الموارد وليس فقر، ونفس الفكرة نجدها في مصر وكل من يقول ان مصر دولة فقيرة مخطئ ووجه الاختلاف بين السودان ومصر انها بها زيادة سكانية ضخمة
**الى أي مدى اثرت ثورة الخامس والعشرين من فبراير على المفردة الشعرية في مصر خاصة وأن ما حدث قد يفضي الى بعض الكتابات الانفعالية التي تكتب تحت وطأة التأثير بالحدث ؟
أثرت في شكل الكتابة ولكن الثورات الحقيقة تحتاج الى مدى زمني، فالكتابة بطبيعتها تحتاج الى مناخ وزمن أطول لكي تعبر عن الثورة وتأجيل الكتابة جعل هناك مساحة في ردود الافعال، بالاضافة الى ذلك هناك كتابات سريعة لاتهتم بالعمق المطلق وربما تأتي كتابات أفضل حين تتراكم الأشياء وتعطي ثمار أفضل في الشعر وكذلك المسرح والغناء ومن وجهه نظري انه لم يحدث تغيير جوهري بعد الثورات حيث لازالت لغة الاسفاف تحتل مساحة كبيرة ومازال الإنتاج السريع الذي يتلهف على الاسواق يفرض وصياته ولازلنا في نفس المستلزمات القديمة التي سيطرت على الاسواق والفن والثقافة في العالم العربي خاصة وان لغة المال أثرت على الابداع العربي.
**لمع نجم الشاعر هشام الجخ الذي كان ضيف ريحة البن العام الفائت وشكّل هشام حضوراً طاغياً عبر القنوات المصرية على اختلافها ما جعل البعض يعتقد أنه لامنافس له في الساحة الشعرية في مصر ؟
هناك فرق بين الشعر العامي والفصيح وأنا أكتب بالفصيح ولكن أتذوق الشعر العامي وفي ظل كثرة وسائل التكنولوجيا الحديثة فتحت الأبواب لكل من هبَّ ودبَّ، فهناك كميات مهولة تنشر على المواقع الإلكترونية وهذا أضاع كل فرص التميز والخصوصية ورغم سرعة الانتشار إلا أن الابداع عمل تراكمي ليس كلاعب كورة يحرز هدف فتقوم الدنيا ولاتقعد ولكنه لايمكن أن تحقق نجومية بقصيدة واحدة أو رواية، فالفضائيات لاتصنع شاعراً لأن الشهرة في الابداع الحقيقي تحتاج الى رصيد طويل وتواصل مع القارئ، ففي زمان مضى كنا نحسب عدد النسخ التي يباع منها ديوان الشعر وكان هذا هو النجاح الحقيقي، أما الآن فإن قصيدة واحدة على فضائية يسمعها أو يشاهدها العشرات.
**نتوقف عند الشعر المرمز الذي أصبح مؤخراً موضة ركبها الغالبية العظمى من الشباب لدرجة أن القارئ اصبح فى حوجة الى من يترجم لنا مسقطين من حساباتهم تفاوت مستويات القراء التعليمية كيف تنظر الى الشعر المرمز ؟
هناك هجمة حداثية أُسئ استخدامها والحداثة لاتعني تكسير او تحطيم ثوابت الاشياء، وقد تعرض الشعر العربى الى هجمة تحت ستار الحداثة افقدته الكثير من تواصله مع القارئ، والمشكلة الآن أن القصيدة الحداثية بلا قارئ لذلك أصبح الشعراء يقرأون لبعضهم البعض، كان ينبغي لأن تكون هناك جسور ما بين الشاعر وجمهوره ولا تسأليني كيف لأن الشعر هو الذي يصنع الجمهور، والجهمور لاينصع شعر الناس تجد نفسها أولاً في كلمات الشعر وتحب بشعره حتى وإن لم تعرفه كما أن الرموز في القصيدة الحداثية أغرق في التعتيم حيث اصبحت القصيدة الى مذكرة تفسيريه ولا اعتقد ان القصيدة التي تضل طريقها الى القارئ يمكن ان تكون لها مكانة.
**ماهو تقييمك لمشاركتك في ريحة البن ؟
أنا أرجو أن أكرر التجربة لأنني سعيد بها واعتقد أنها مرضية شكلاً وموضوعاً وسعدت كثيراً
بالوجوه الشابة التي التقيت بها وتجربة تستحق الاهتمام.

الاهرام اليوم

تعليق واحد

  1. يا فاروق يا جويدة السبب فى هذا الوضع السودانى البائس هو ان السودان منذ استقلاله لم ينضم الى دول الكومونولث ولم يستمر فى الديمقراطية والنظام البرلمانى مثل الهند بل تابع انظمة الوساخة والحثالة والقذارة العربية بتاعة الضباط الاحرار والانقلابات العسكرية والعقائدية يمين او يسار واخيرا اسلاموية فبالتالى لازم يبقى زبالة وحثالة والبيبارى الدجاح بيوديه للكوشة واقسم بالله على ذلك وابصم بالعشرة !!
    كسرة ثابتة::الف مليون دشليون تفوووووووووو على اى انقلاب عسكرى او عقائدى واطى وحقير وتافه وقذر وعاهر وداعر عطل التطور الديمقراطى فى السودان وخلانا نشبه مصر وسوريا وليبيا والعراق واليمن وكل هذه القذارة بدل ما نشبه الهند وبريطانيا وكل هؤلاء النجوم والله على ما اقول شهيد!!

  2. السبب في وضع السودان وبؤسه تمسك اهله بالمصريين وارائهم ومن هذا التافه حتي يقيم شعراء السودان ولماذا لايقيمهم عمالقة البلاد في الشعر واقرب مثال اسحاق الحلنقي

  3. كان لدى السودان فرصة تاريخية ليتسيد افريقيا ويكون الان في ركاب الهند والبرازيل وماليزيا
    كل شي متوفر
    البشر والموارد
    لكن الساسة اضاعوه
    ونظروا الي مصر عبد الناصر كنموذج!!!

    اضاعو فرصة الكومونويلث بلا مبرر عملي

    تركو الجيش داخل العاصمه كمؤسسة امتيازات وتفريخ انقلابات

    احترفو السياسة كمهنه واورثوها احفادهم

    ثم جاءت الطامه من قوم أشتروا بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً ، فعمى الضنك والفقر ا و قضو على كل شي ،،،،،،عموري ببعض التصريف

  4. يا فاروق يا جويدة السبب فى هذا الوضع السودانى البائس هو ان السودان منذ استقلاله لم ينضم الى دول الكومونولث ولم يستمر فى الديمقراطية والنظام البرلمانى مثل الهند بل تابع انظمة الوساخة والحثالة والقذارة العربية بتاعة الضباط الاحرار والانقلابات العسكرية والعقائدية يمين او يسار واخيرا اسلاموية فبالتالى لازم يبقى زبالة وحثالة والبيبارى الدجاح بيوديه للكوشة واقسم بالله على ذلك وابصم بالعشرة !!
    كسرة ثابتة::الف مليون دشليون تفوووووووووو على اى انقلاب عسكرى او عقائدى واطى وحقير وتافه وقذر وعاهر وداعر عطل التطور الديمقراطى فى السودان وخلانا نشبه مصر وسوريا وليبيا والعراق واليمن وكل هذه القذارة بدل ما نشبه الهند وبريطانيا وكل هؤلاء النجوم والله على ما اقول شهيد!!

  5. السبب في وضع السودان وبؤسه تمسك اهله بالمصريين وارائهم ومن هذا التافه حتي يقيم شعراء السودان ولماذا لايقيمهم عمالقة البلاد في الشعر واقرب مثال اسحاق الحلنقي

  6. كان لدى السودان فرصة تاريخية ليتسيد افريقيا ويكون الان في ركاب الهند والبرازيل وماليزيا
    كل شي متوفر
    البشر والموارد
    لكن الساسة اضاعوه
    ونظروا الي مصر عبد الناصر كنموذج!!!

    اضاعو فرصة الكومونويلث بلا مبرر عملي

    تركو الجيش داخل العاصمه كمؤسسة امتيازات وتفريخ انقلابات

    احترفو السياسة كمهنه واورثوها احفادهم

    ثم جاءت الطامه من قوم أشتروا بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً ، فعمى الضنك والفقر ا و قضو على كل شي ،،،،،،عموري ببعض التصريف

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..