الزعيم زينهم السوداني

بشفافية

الزعيم زينهم السوداني

حيدر المكاشفي

زينهم لمن لم يتابعوا المسرحية الأشهر «الزعيم» لملك الكوميديا العربية الممثل ذائع الصيت عادل إمام، هو ذلك المواطن البسيط والممثل الكومبارس المغمور الذي كان يسكن عُشة فوق سطوح احدى البنايات المتهالكة وكانت أغلى أمنياته أن يجد دوراً في فيلم أو مسرحية يرتقي به درجة من خانة الكومبارس ليرتفع بذلك دخله قليلاً يمكنه من ضرب عصفورين بحجر واحد، الانتقال إلى سكن أفضل والتخلص من مضايقات «سمسمة» الفتاة البدينة المترهلة ووالدتها سليطة اللسان، حيث كانت «سمسمة» تثير أعصابه بحبها العبيط له، بينما كانت والدتها «تسمم بدنه» كل ليلة بضغوطها المتواصلة عليه ليتزوج بنتها «الهبلة»، ولكن فجأة يأتيه الفرج من حيث لا يحتسب فيصبح ضربة لازب ليس بطلاً لفيلم يؤدي فيه دور الزعيم على الشاشة الغشاشة وإنما أصبح زعيماً بحق وحقيقة يأمر وينهي ويصدر القرارات ويرسم السياسات ويعيّن ويرفت ويعتمد الاتفاقات والصفقات أو يرفضها إلى آخر الأعمال السيادية التي يتمتع بها الزعماء الحقيقيون…
الآن لدينا هنا في السودان زعيم بمواصفات زينهم، لم يكن له ذكر بين الساسة ولا كان ناشطاً معروفاً على أي مستوى وفي أي مجال، لا في المجال الفكري ولا الثقافي ولا الاعلامي أو الاجتماعي والاقتصادي ولا حتى الرياضي، ولكنه فجأة وبعد أن عاد من مغتربه أو أعادوه أيهما أصح بعد نجاح انقلاب الانقاذ، أصبح زعيماً بحق وحقيقة، لا يمتلك منبراً سياسياً، وآخر إعلامياً وحسب بل صار الأعلى صوتاً والأكثر تأثيراً على التوجهات العامة والسياسات الكلية في البلد، وخاصة ما يتعلق منها بالعلاقة بالجنوب ما قبل الانفصال وما بعده، إنه الأستاذ الطيب مصطفى «زينهم السودان»، وأنا والله وأشهد الله على ما أقول لا أسخر من الرجل ولا أهدف للتقليل من شأنه، وإنما يعلم الله أعترف له بالزعامة والقيادة، وهي شهادة في حقه سبقني إليها على صفحات صحيفتنا هذه الأستاذ ابراهيم منعم منصور وهو من هو خبرة ودراية بأحوال الساسة والسياسة ودهاليزها وألاعيبها وظاهرها وباطنها وجهرها وسرها، وما هو تكتيكي فيها وما هو استراتيجي، وما هو مبدئي وما هو للتمويه، وقد صدق الأستاذ الكبير والخبير حين قال ما معناه أنه بالتجربة والتكرار لم يعد يثق في أي قول خاصةً فيما يتصل بالعلاقة بالجنوب لم يقله الطيب مصطفى شخصياً، ولذلك أصبح لا يلقى بالاً لكل ما يقال انتظاراً لما يقوله الطيب مصطفى، ولعل ذلك هو ذات السبب الذي جعل ذاك الأخ الجنوبي يستلهم حكمة الشاعر المتنبئ في علاقته مع كافور الأخشيدي حين قال فيه «قواصد كافورٍ توارك غيره ومن قصد البحر استقل السواقيا»، فاكتشف ذاك الأخ الجنوبي بذكائه الفطري أن الطيب هو «صاحب الجلد والراس» الذي يملك وحده أن ينفعه أو يضره، ولهذا قصده مباشرة في مؤتمره الصحفي تاركاً الجميع خلف ظهره ليطلب منه في صورة أقرب للاستجداء أن يرأف بحالهم فيتعامل بمرونة وسعة صدر مع قضيتهم…
وبعد، هل يستطيع كائناً من كان أن يشكك في زعامة رجل يمتلك كل هذه السطوة والقوة في التأثير على مجريات الأحداث والاطاحة بالاتفاقيات التي لا تروقه؟!

الصحافة

تعليق واحد

  1. اها قول لينا اسمة عبدالله يبقى شنو
    ولا قول لينا دور وداد شنو عشان الناس تعرف بلدهم بتدار كيف

  2. هذا الرجل طبل كبير يا أستاذ حيدر. ألا تراه يثير كل هذه الضجة و هو في مأمن بحكم قرابته من مدفع الدلاقين؟ فهو يشتم و يقلل من شأن كل من في معية قريبه، و كأن قريبه هذا لا علاقة له بما يجري. لكن في مقبلته مع المحبوب أصبح كالفأر، ليس لأن ذلك أفضل منه، بل لأنه عرف كيف يتعامل معه، و بتعال واضح، و لم يعطه حتى الفرصة للبلطجة التي ظن أنه يجيدها.

  3. ووألله هنالك مبرر أن ينساق الرئيس البشير خلف الترابى أو على عثمان أونافع أو غازى أو حتى شيخ حلتنا لكن أن ينساق خلف الطيب مصطفى هذا أمر غريب . قد يكون مسحور.

  4. ومع هذه السطوة التى حباه الله بها لحكمة يعلمها الا انه للاسف خالى الافق والكياسة التى تجعل منه زعيما..والبلد اللى غاب منها التمساح يقدل فيها الورل..وفى امثاله ذوى الرؤوس الخاوية وصوتهم يعلو على الاخرين تقول الفرنجة empty barells sound loud( البراميل الفارغة تصدر ضجيجا مرتفعا )

  5. محمدزين عبدالله في تعليقك ينتظر الموافقة على النشر. April 11th, 2012 4:14 pm

    زينهم بيه السلحمار ولا السلحدار كان بيتيسوه عشان الواحد يرجع مطلقتو بالتلاتة لوقصدك الطيب مصطفي بيحللوا بيه الرجوع للحرب بعد ما طلقوها بورقة المناطق التلاتة فدا تحليل افتكر بعيد شوية وفي رأي هو اقرب للود محروس بتاع الوزير الحكاية ورت معاه في طلقة شختت اصبعوا وبقي يقص فيها لأهل الكفر او الحلة علي طريقة المرحوم كشك (اولتلو ياوالأ فطلعت الطلأة بسرعة الصوت زي ماتوول ياابو الفتوح مع اووح الطلأ طلعت ?.) والجميع مشدوهين الأ ابنه خريج سنة تامنة يقول لأمه(اقصد وداد مرتو) ياماما دا كلام يخش عقل بني ادم. واستغل القصة لمن بقي نائب في البرلمان عشان كدا افضل يامكاشفي بدل زينهم تسميه محروس مطاوعي الدخاخني ابن عم مطاوعي الدخاخني اللي كان بيغش المعسل بالخشب المصمغ بالمناسبة برضو محروس مطاوعي كان بيبتز الوزراء بقضايا فسادهم بس ماالمفاوضين وشعارو كلو في التمام مادام في ارز وحمام

    لا تتردد في ترك التعليق…

  6. والله يا جماعه لما تتكلموا عن هذا المخبول (الطيب الغير مصطفى )بتعطوه اكثر مما يستحق حتى لو كان حديثكم عنه سالبا … اتركوه فهو صاحب ضغينه (خاصه) وصاحب اموال يجب ان يدافع عنها بكل الوسائل حتى ولو كانت غير مشروعه..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..