الفنان إبراهيم خوجلي : فصلت من معهد الموسيقى بسبب رسوبي في مادة الصوت

من مواليد جزيرة توتي 1945م، درس حتى مرحلة الثانوي في الثانوية المصرية ، ومعهد الموسيقى ، ثم عمل في وزارة التربية حتى عام 1992م ، وشغل منصب مدير شؤون العاملين والتدريب في الهيئة القومية للآثار والمتاحف..(المستقلة) جلست إلى الفنان إبراهيم خوجلي عثمان في حوار يشبه بيئة توتي الخضراء.
حوار : نعمة عيسى علي
الفن عندك هواية أم إحتراف ؟.
لم احترف الفن إلى الآن، والفن اعتبره هواية، ولم احترفه حتى لا يكون مهنة عيشي، وهو فرض عليّ؛ وإرتضيت بذلك.
هل لبيئة توتي دور في موهبتك ؟.
بكل تأكيد ، فتوتي تشبه كل القرى النيلية وموقعها الجغرافي يميزها بهدوء جميل ، وجو نقي وخضرة، وهذه الأشياء مصدر طمأنينة الشيء الذي يخلق الإبداع في دواخل إنسان توتي.
متى بدأ مشوارك الغنائي ؟.
منذ أن كنت طالباً في المرحلة المتوسطة ، وتم إكتشافي من تأديتي لنشيد (وطن النجوم أنا هنا) عن طريق مدير الإذاعة متولي عيد وقال لمدير المدرسة (الولد دا مكانه معانا هناك ما هنا) ، وأيضاً مشاركتي في يوم الآباء بمدرسة الخرطوم الوسطى؛ والذي شجعني (كلام أبوي كل شيء ملحوق، لكن تم قرايتك)، وبعد ذلك (بدأت أغني من غير خوف).
متى كان أول حفل رسمي شاركت فيه ؟.
كان عام (1966) بمناسبة زواج الأخ (قرشي عباس قرشي) في توتي.
حدثنا عن قصة إجازة صوتك ؟.
كان ذلك في أوائل السبعينيات ، سمعني الأستاذ محمد خوجلي صالحين أكثر من مرة فقال لخالي (محاسب في الإذاعة ، جيب ود أختك دا نجيز لي صوتو في الإذاعة)، وقبلها (بكم يوم) كان قد إستضافني صالحين في برنامج من تقديمه ، وعندما أخبرني خالي بذلك قلت له من الذي سيجيز صوتي ؟ ، ورفضت الطلب ، فأخبر صالحين بذلك فذهب واعطى اللجنة شريط البرنامج الذي إستضافني فيه ، فسمعوا صوتي، ولكنهم أعطوني شهادة (فنان شعبي) ، وطلب منهم أن يسمعوا الشريط مرة أخرى، وقال لهم (شعبي بس السمعتوا؟)، وكان الشريط يحتوي على غناء لي بالعود والمندلين والرق ، حتى بعد ذلك أعطوني شهادة (فنان حديث) ، وأجيز صوتي من على البعد من خلال شريط.
تتفق معي إن اجازة صوتك بها غرابة ؟.
لا..غير غريبة ، فقط أني أستحق ذلك، ورغم أن فصلي من معهد الموسيقى كان بسبب رسوبي في مادة الصوت ، وكان ردي بأنها أصدق شهادة تخرج من المعهد.
ماهو إحساسك عندما تم فصلك ؟.
كنت فرحان جداً بكل أمانة ، وأرسل لي المدير خالد المبارك بأن أعاود الدراسة لكني رفضت ذلك.
أول أغنية لك ؟.
هي أغنية (جدي الخدور الما وعى)، وكانت عام (1968م)، وهي من كلماتي وألحاني.
من كان معك في الساحة الفنية ؟.
الأستاذ أنس العاقب ، وسبقني حمد الريح، وبعد تجربتي جاء عبد العزيز المبارك وخوجلي عثمان.
لماذا إشتهرت بالصوت (الحِنين) ؟.
إحساس الناس بصوتي هكذا ، ويوجد رأي آخر عكس ذلك (في ناس بتقول لي لمن تكون بتغني بنحس بيك عاوز تبكي)، وأذكر حديثاً للبروفسيور علي شمو؛ حينما قال لي (عندما تغني تذكرني الله).
ماذا عن تجربتك مع آلة المندلين ؟.
علاقتي بها صدفة ، أثناء ذهابي لعملي ، لمحته في دكان للآلات الموسيقية؛ وكان معلقاً في الباب مع خمس آلات ، اربعة منها تتشابه عدا هو (مختلف)، وعلى الفور قمت بشرائه، وأذكر أنني إشتريته بـ(12) جنيهاً، وبعد سنتين سرق ، وغاب مني بعد ذلك ووجدته وإشتريته بـ(25) جنيهاً، وسرق مرة أخرى ، وإشتريت واحد آخر؛ وبدأت في تعلمه، وبعد ذلك إصطحبته في الحفلات.
هل أحييت حفلة دون مقابل ؟.
نعم كثير، وأحياناً أدفع من حسابي الخاص ، وتغنيت للأصدقاء والمعارف، ولم تكن الماديات سبباً في منعي مشاركة أحد أفراحه، فقط أضمن حقوق الفرقة.
هل لك مشاركات خارجية ؟.
شاركت مع المعهد العالي الفرنسي، وكان لديهم يوم في السنة يسمى (يوم الموسيقى)، وشاركت في أعياد الإستقلال بـ(أبو ظبي) ، وشاركت في العيد الوطني لأريتريا.
شاعر امتدت تجربتك معه ؟.
تعاملي مع الشعراء قليل، حسن بابكر لحنّ لي (أسالمك كيف وآخر شوق) للشاعر حسن الزبير، وأغنية (لو ذنبي فيك أصبح هواي)، وتغنيت لجدي سيد أحمد بـ(سيبي دربي خلاص كفاية)، والشاعرة سعادة عبد الرحمن (العمر الودر، وبعد إيه)
لماذا تعاملك مع الشعراء والملحنين قليل ؟.
أنا لم أفرض أن ألحن لنفسي ، لأن الملحن عندما يبدأ في تلحين الأغنية يكن في باله فنان معين يتغمص شخصيته، ويلحنها له ، ولم يأتيني ملحن بأغنية، وأنا لا أبحث عنهم.
مشوارك مع توثيق أغاني الحقيبة ؟.
مغرم بأغاني الحقيبة منذ صغري ، وأحرص على سماعها في برنامج حقيبة الفن ، وعمرها الآن (60) عاماً ، وحفظي لها عن طريق الراديو، وكنت أتأكد من سلامة نطق الكلمات قبل أن اغنيها لكي أغنيها صحيحة ، وكنت حريص أن يفهم المستمع ماذا أغني ،والتوثيق كان عبر تسجيلي لشريط مع شركة إنتاج بمساعدة بعض الأصدقاء.
قص لنا عن اغنية (أسمعني أشجيني) ؟.
أسمها الحقيقى ذكرى الأحباب، وكان من المعجبين بها أستاذنا محمد وردي ، وقال (تمنيت لو تغنيت بهذه الأغنية)، ولكن غناها إبراهيم خوجلي ولم أغنيها، وشاءت الأقدار أن جمعتنا في سهرة تلفزيونية (وناداني يا عربي توتي تعال ، ولما جيتو ، وجه الكرسي تجاه توتي وقال لي غني لي أغنيتكم)، وعندما بدأت أغني بها كان معنا رجلين كبار في السن؛ فقام أحدهم وقال لي (يا إبني برافو)، أنا محمد عبد الله صاحب هذه الأغنية، وأحلف لك منذ أن لحنها كرومة لم يقدر أحد أن يدخلها في أذني غيرك.
نواصل
المستقلة
تزاملنا بالمرحلة الثانوية، وكان يغني في اذاعة المدرسة بالماندولين وصوته كان ولا زال في غاية الجمال، وهو من حببنا في أغاني الحقيبة. اضافة الي ذلك يتمع بأدب جم ودرجة عالية من التهذيب ويحبه الجميع أساتذة وطلاب. المرسة كانت تذخر بالعديد من الموسيقيين ولاعبي الكرة بالدرجة الأولى والفريق القومي. كما أن فريق الكرة الطائرة القومي كان كله بمدرستنا. وتخرج فيه أحمد قباني وشقيقه عبدالكريم قباني، وحمدي بدرالدين وسمير ابراهيم ومتوكل كمال وحمدي بولاد وغيرهم كثر. الخرطوم الثانوية المصرية (جمال عبدالناصر حاليا).