غضبة مهتمين: الدراما السودانية.. انتعاش رمضاني إنتاجاً وإعلاناً

الخرطوم – هنادي السر

تعود السودانيون كل عام أن يشاهدوا حملات إعلانية مكثفة للمسلسلات والبرامج والمسابقات التي ستعرض خلال شهر رمصان المعظم، ونجد المنتجين يجهزون لإعداد تلك البرامج على قدمين وساقين لاستقطاب النجوم.

لكن السؤال الذي نود الإجابة عليه: لماذا يكون هناك إنتاج كثيف في رمضان؟، وهذا التساؤل لم يكن صعباً على الممثلين والفنانين فماذا قالوا..؟

ما عندها وجيع

في بيت المسرحيين قال الكومديان جمال حسن سعيد بكل سخرية وأسف شديد: “الدراما السودانية ما عندها وجيع، وصارت موسمية كالأمطار تماماً، لأننا لا ننتج الجديد منها إلا في شهر رمضان الذي صنعت خصيصاً لاجله”، وتابع: “غياب الدراما عرض البلاد للاستلاب الثقافي وأدخل العديد من العادات والموروثات الأخرى التي لا تمت لمجتمعنا بصلة”، ابتسم ثم قال: “بعد شوية سنصبح هنودا”، ونبه جمال إلى أن غياب الدراما جعل المجتمع السوداني جافاً وهذا الجفاف يولد العنف، وعد الأمر جريمة ترتكب في حق الوطن والمواطن، مؤكداً أن قسم الدراما بالتفزيون القومي أكثر الأقسام إهمالاً، واتهم القائمين على أمر التلفزيون بذلك، لأنها ليست ضمن أولوياتهم، غير أنه ضد فكرة أن يأتي الممثل برعاية، وطالب بالاهتمام بالدراما والفنون لأنها يمكنها تسهم بشكل كبير في حل القضايا الشائكة والظواهر السالبة التي طفت على سطح المجتمع السوداني.

مهزلة ومسخرة

بانفعال بدا على ملامحها قبل أن تنبس ببنت شفة بعد أن سمعت الممثلة القديرة سمية عبداللطيف سؤالي، قالت: “جو هندي وجو أوروبي دا كلام فارغ كلها (مهازل) فما يقدم لا يشبه السودانيين في شيء و(دي مسخرة)”، وتساءلت مستنكرة: “ليه ما نعمل جو سوداني؟”، فالدراما بحسب سمية حوار وجداني وقيمي يصب في مصلحة المحافظة على الموروث والثقافة السودانية، واعتبرت ما يروج له في الشهر الفضيل “مهزلة”، ولابد للدولة أن تتولى المسؤولية بإنتاج أعمال درامية للمحافظة على الإرث السوداني العريق، مشيرة إلى عدد من الأعمال الهادفة التي أنتجت في سنوات مضت وكان لها حظ في المشاركة فيها كـ(سكة الخطر، نداء، اللواء الأبيض) وغيرها.

إنتاج خاص

فيما أعرب الفنان محمد نعيم سعد عن أسفه الشديد لانتعاش الدراما في رمضان فقط، وقال: “من المفترض أن يكون هناك إنتاج درامي على مدار السنة، لأنها تشكل الوجدان السوداني”، وأضاف: “على الدولة الصرف على الدراما مثل صرفها على الخدمات”، وأكد على أن التمويل هو الذي يقف حجر عثرة امام الإنتاج الدرامي، وقال محمد نعيم: ما يعرض في شهر رمضان تنتجه وترعاه شركات محددة في ظل غياب الإنتاج التلفزيوني للدراما، وأشار إلى أن المسرح يعاني نفس المشكلة، وأوضح أن مسرحية (النظام يريد) من إنتاج خاص.

نسبة مشاهدة عالية

دافعت الممثلة سامية عبدالله التي تشارك في عدد من الأعمال الدرامية وعلى رأسها (جو هندي) عن الإنتاج الدرامي في رمضان وقالت: دائماً يتجه المنتجون إلى إنتاج عدد كثير من المسلسلات الدرامية لارتفاع نسبة المشاهدة في هذا الشهر، رغم ذلك أتمنى أن تشهد الداما السودانية حراكاً طوال السنة، فيما أرجع الممثل محمد عبدالله انتعاش الدراما في رمضان إلى تكدس الشركات الراعية التي تريد أن تعلن عن منتجاتها من خلال الدراما أو عبر مادة مشاهدة، وشبه تهافت الشركات على الدراما، بالمباريات الكبيرة (هلال، مريخ)، وعزا غياب الإنتاج المسرحي إلى عدم التمويل واقترح أن تكون الإعلانات المسرحية مجانا، واستنكر استئجار المسرح لكراسي أضافية ووصفه بالسلبي، كما أشار إلى الأموال التي تأخذها المحلية من الإعلانات وبعض الملصقات.

غياب الهوية السودانية

إلى ذلك أوضح الممثل صلاح أحمد محمد أن هناك أزمة حادة في إنتاج الدراما وغياب في الاستراتيجة الواضحة للخطط، وأشار إلى التكلفة الباهظة لها، مؤكدا أن إنتاج الدراما مسؤولية الدولة، ونبه إلى أن ما يعكس في الشارع السوداني هو استلاب ثقافي وافد في ظل غياب الهوية السودانية، فيما أرجع محمد المهدي الفادني غياب الدراما عن الساحة إلى تخلي التلفزيون عن إنتاج الأعمال الدرامية، وذكر أن “ما يشاهد في القنوات الخاصة يبث برعاية شركات خاصة، أما بالنسبة للمسرح القومي، فهناك ضوء خافت يتحرك نسبة لشراكته مع الفرق المسرحية بنسب متفاوتة”.

خارطة طريق

أشار أمين عام الدارميين السودانيين، الممثل والمخرج أحمد رضا دهيب إلى أن مشكلة الدراما تكمن في عدم وجود رؤية واستراتيجة واضحة المعالم، بالإضافة إلى عدم توحد كلمة الممثلين أنفسهم، الأمر الذي شجع الدولة على العزوف عن مناصرة الدراما في ظل الحروب التي تعاني منها البلاد، وكشف الأمين العام للدارميين عن خطة ستعرض على مجلس الوزراء والبرلمان لتكون خارطة طريق

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..