الغناء السوداني ينزلق: ما بين “مسامحك يا حبيبي” وإنت في ستين

الخرطوم – رزان سلامة
اتسم الغناء السوداني الحديث برقته وروعته والتزامه الصارم بتخير المفردات والموسيقى المصاحبة. وابتداءً من رائد تطوير الأغنية السودانية الفنان إبراهيم الكاشف ومررواً بإبراهيم عوض وعثمان حسين، وحتى مرحلة محمد وردي، عبد العزيز داود، محمد الأمين، الكابلي الجابري، وحمد الريح وإلى سيد خليفة، شرحبيل أحمد، محمد ميرغني، زيدان إبراهيم، الخالدي، مصطفى سيد أحمد وخوجلي عثمان، والأجيال الجديدية نسبياً مثل محمود عبد العزيز، جمال فرفور، ونادر خضر ومن حذا حذوهم إلى آخر القائمة.
(1)
ولكن ها هي الأغنية تنحدر الآن بسرعة كبيرة نحو الهاوية، حتى في عناوينها وأسمائها دعك عن مضامينها، ويعزو البعض ذلك إلى اختلاف الأذواق وطرائق التعبير عن المشاعر، ويمضون أكثر قائلين: كانت الأغنية في السابق تتسم برقة الكلمات دونما ابتذال، فكان الشاعر والفنان يعبران عم مشاعرهما بطريقة مهذبة، أما الآن فأضحت الأغنية محض كلاماً قاسياً من شاكلة (ما تسأل إنت في ستين) و(ما عافية ليك شاحدة الله ما يتمو ليك) و(اضربني بي مسدسك) وكلها تحمل مشاعر حقد وكراهية بعكس ما كانت (مسامحك يا حبيبي مهما قسيت علي) (قصتنا) (ربيع الدنيا) وأغنية (ألم الفراق) التي كتبها الشاعر عبدالرحمن الريح وتغنى بها الفنان إبراهيم عوض (يوم الحبيب ودعني وراح ضاعف علي ألم الجراح).
(2)
وفي هذا السياق يقول الشاعر عبدالوهاب هلاوي إن المجتمعات كلما كانت متحضرة كانت لديها القدرة على التعبير عن المواقف المختلفة بطريقة أفضل، وأضاف: لعل العتاب والتسامح من أشكال التحضر وكذلك الاعتذار، ومن المفترض ان تكون أغنياتنا مرآة تعكس ما يدور في مجتمعنا الذي يتسم بالطيبة والتسامح، ولكن أغاني هذا الجيل استعارت مصطلحات الشارع للتعبير عن الحب، لذلك تحتشد بالكلمات ذات المضمون الجارح. واستطرد (هلاوي): مثلا العتاب أنواع كثيرة كالعتاب بالنظرة أو الصمت والكلمة والاخيرة يفترض أن تكون شفافة وليست جارحة.
()
من جهته اعتبر الفنان خالد الصحافة ترديد بعض الفنانين للغناء ذي المفردة الجارحة أمراً ينبغي دراسته في سياق المجتمع، وأردف: أختلف مع من يقولون إن المجمتع تغير كثيراً وما تغير هو أسلوب التعبير والمفردة المستخدمة فيه، وأضاف: عموما أود أن أقول للذين يتغنون بمثل هذه الاغاني إنها (هابطة) ودلل على ذلك بقوله: إذ جلست مع بعض الذين يروجون لمثل هذه الأغاني وتحدثت إليهم ستتأكد أغنياتهم تلك لا تعدو مجرد كونها (ونسة).
(3)
إلى ذلك لا يفوت على المراقبين والراصدين لمسيرة الأغنية السودانية ما أصابها من تراجع الأغنية وانحسار حتى وسط المجتمع المحلي دك عن الخارج
اليوم التالي
نوع الغنى الدكاكيني ده موجود من زماااان…
بس ما كان يجد حظه من الانتشار…ويموت في مهده…
و يمكن يغني في أوقات و أماكن خاصة جداً(رقيص عروس، قعدات…الخ)
الجديد الآن هو توفر أدوات النشر و سهولته…
دي رغوة صابون….بجي الهوا يشيلها و يريحنا منها