وماذا إن احرق القرآن..؟ا

وماذا إن احرق القرآن؟
هاني نقشبندي
واشنطن تنتقد والعالم العربي يحذر والعالم الاسلامي يغلي من اجل تهديد ساذج لرجل قال انه سيحرق القرآن في ذكرى الحادي عشر من سبتمبر.
انا ضد المساس بأي شيء مقدس، وضد ان يهدد احد بحرق القرآن او الانجيل او التوراة او حتى كتاب الادفيستا الزرادشتي. ان ضد المساس بكل ما يعتقده ولو انسان واحد على الارض مقدسا بالنسبة له. لكن.. هل هناك حاجة الى كل هذه الضجة من اجل قس قال انه سيحرق القرآن؟ ثم ماذا لو أحرق القرآن؟ هل سينتهي الاسلام؟ هل سيختفي القرآن؟ يريد ان يحرق القرآن.. حسن، ليحرقه، فاللبيت رب يحميه.
كان اجمل ما سمعت من تعليق قول احدهم: القس متطرف والمسلمون حساسون. نعم هم حساسون جدا. واعتقد ان ثورة العالم الاسلامي لا تنبع من عمق إيماني بل من هشاشة ايمانية. لا تنبع من ثقافة دينية بل من جهل يريد ان يصرخ ويهاجم ويعلن الجهاد وهو يعتلي حمارا ويلوح بعصا مكنسة مهترئة في يده.
لو تجاهلنا رسام الكاريكاتير الهولندي لما أهتم به أحد او اعطاه اكثر مما يستحق. القس الأمريكي هنا مثل قصة الرسوم، شخص يبحث عن شهرة، وقد اعطيناه الشهرة التي يريد. نحن لا نتعلم من الدرس ابدا.
راودني احساس في لحظة بأن القس يتحرك بفعل ارادة غريبة تدفعه ليبرز مخاوف المسيحية من الاسلام. لعله يريد ان يوصل رسالة ما.. لكن حتى لو كان الأمر كذلك، فكلنا يعلم ان الغرب خائف من الاسلام، او من الاسلام العنيف. ونحن عنيفون، ومصرون في داخلنا، ودون ان نصرح، على ان يسلم الغرب ولو صاغرا. اليوم نقول لا يجتمع دينان في جزيرة العرب. في الغد سنقول لا يجتمع دينان على وجه الأرض. إنه غباء لا مثيل له. نحقر النصاري واليهود، ولا نريد لهم ان يسيؤا لنا. نخاف من التبشير المسيحي ونقطع رؤوس المبشرين، ونريد من كل مسيحي ان يصبح مسلما.
هل نحن خائفون على الاسلام من التبشير او من مصحف يحترق؟ ان كان الأمر كذلك فنحن نشك بقوة الاسلام في الارض وفي صدورنا. وان كنا مؤمنين بقوة الاسلام لا نخاف عليه من شيء، فلم الثورة من متطرف يريد ان يحرق كتابا الله كفيل بحفظه؟
نحن امة صار غالبها لا يفكر بعقله بل بمشاعره، لا نبادر بل نتعامل بردود الافعال دون تفكير، و يسوقنا اعداؤنا سوقا الي هذا السلوك فنسئ الي انفسنا و الي ديننا. و ذكرت ان مهاجر اسيوي مغمور في بريطانيا الف مجموعة ترهات عن الاسلام فروجنا له و لترهاته و ساعدنا في نشرها عالميا، روجنا لرسام مغمور رسم رسوما قبيحة في صحيفة محلية في بلد صغير لا يعرف لغته الا قاطنيه فجعلنا منه بطلا و ساهمنا في نشر رسومه في كل العالم و شجعنا كل شذاذ الافاق علي الاساءة الي ديننا حيث سنضمن لهم بردود افعالنا الشهرة و الانتشار.
و اري ان لا نضبط ردود افعالنا و اذا قام هذا القس بحرق المصحف فيجب ان نستغل هذا الحدث ايجابيا بان نفيد منه بالترويج الاعلامي للقران بتقديمه الي الناس – وقد ثار فضولهم – و تعريفهم الي محتوي القران و ان نستغل الترويج لنعرف الناس بالقران بدلا من ان نصرف فضولهم هذا بردود افعال تسئ اكثر الي القرآن و الاسلام.
:mad: :crazy: :crazy: Go HELL
فعلا صدقت .. ولكن هل الجهل بحقيقة الاسلام أو جوهره، هو سبب كل هذا التخلف لذي نعيشه بخلق كل تللك المساحات الشاسعه بيننا وبين الغرب، او بيننا وبين الاديان الأخرى.
للاسف نحن نعلم جيدا تعاليم ديننا الاسلامي، ونفقه سمو أهدافه.. إلا أن هناك من هم لا يزالون يصرون على الانتقاص من الاخريين حتى فيما بيننا نحن المسلميين.. فمن أنعم عليه الله بختم القرآن أحذ يصول ويجول بين الاخريين مدعيا متكابر.
ومن أنعم الله عليه بذرية صالحة أخذ يعيب في ذرية غيره، ويفوكس ع الفوارق بينه ومن هم دونه.
ومن اكرمه الله بنعمة الستر لا يفتأ عن هتك أعراض بني جلدته.
بالمختصر.. عقد الطهارة والشموخ، والسيادة، ووو وو التي هي في أغلبها قصص مغلوطة ومفبركة من العصور الغابرة لا تنفك تنهش في عقول الغالبية العظمى من أبناء العرب والمسلميين.
صدق من قال:
لا خير في حلم إذا لم يكن له ..بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له .. حليمُ إذا مأأورد الأمرأصدرا