العبر والدروس من هجليج

خلوها مستورة
طارق عبد الهادي
[email][email protected][/email]
العبر والدروس من هجليج
هناك ثلاث اتجاهات ينبغي ان يشملها التغيير بعد استعادة هجليج و يبدو ان ذلك ومن خلال بيانات حكومة الجنوب نفسها ليس بعيدا او هو مسالة وقت او أيام فقط ، نعم لقد وقفت القوى الوطنية والسياسية المعارضة والإعلام في السودان مع الدولة و القوات المسلحة ، بقي على المؤتمر الوطني ان يرد الجميل و الكرة الآن في ملعبه عليه ان يبادر ويقود ويبدأ بالتغيير الوطني المنشود وينبغي إشراك الجميع كأصيلين في الهم الوطني وليسوا كمردوفين وتابعين او ديكور وتمومة جرتق ، سيتكرر ما حدث في هجليج في مدينة أخرى في ابيي التي تبعد فقط خمسة وأربعون كيلومترا من هجيلج او الميرم او تلودي او حتى في المجلد وكادوقلي ، مدن الجنوب أيضا لا تبعد كثيرا من الحدود ، بانتيو تبعد فقط ستين كيلومترا من الحدود ، هم في الجنوب ليسوا في مأمن ليقذفون الناس بالحجارة ، عمليا نحن جيران وان كان قادة الجنوب عقلا ء لكنا خير الجيران لتبادل المنافع والتجارة البينية ، التغيرات التي نطلبها وننادي بها هي في ثلاث محاور أولها في الجبهة الداخلية وثانيها التمييز الايجابي في التنمية للسكان في مناطق التماس الجنوبية (وهذه سنخصص لها مقال لحالها) وثالثها ابتعاد المعارضة المتمثلة أساسا في الحزب الشيوعي والمؤتمر الشعبي عن الجنوب ، ولنبدأ من المحور الأخير ، لقد أصبح الجنوب دولة مستقلة و منفصلة وعليهم (الشعبي والشيوعي) العيش بعيدا عن الأوهام ، مرحلة الفطام لهذين الحزبين ان كانا راشدين يجب ان تبدأ الآن وعليهما التركيز على قضايا الفساد والالتزام بمطالب الناس المعيشية وفي ذلك متسع لهما كبرنامج انتخابي ان كانوا يعلمون وليستعدوا للانتخابات في غضون عام من الآن بعد توفر شروطها أما ان أرادوا كما قال الأستاذ كمال عمر ان يصدر الجنوب بتروله بالمجان بدون رسوم عبور فلينزلوا بهذا القول برنامجا انتخابيا وسيحصدون الهشيم ، تلك مرحلة ولت وينبغي التعامل مع الجنوب كدولة راشدة و مسئولة ، ارتباط هذه المعارضة بالجنوب والجنوب بساسته الحاليين غير راشد ولا يسعى لحسن الجوار ، ارتباطها بالجنوب سيضع هذه المعارضة من هذين الحزبين في موضع يسهل فيه اصطيادها و تخوينها ، الجنوب بقادته الحاليين سيسير داخليا في ليل إفريقي طويل من الحروب القبلية والتناحر والجهل وما رواندا ببعيدة عن يوغندا! ، الإمام الصادق المهدي دائما قراءته صحيحة للموقف ، إذن لابد من إشراك الصادق المهدي رئيسا للوزراء لحكومة مؤقتة لمدة عام تجري بعده انتخابات نزيهة وحرة وليكن قوام هذه الحكومة من المؤتمر الوطني وحزب الأمة القومي والاتحادي الأصل ويقوم بدور المعارضة الشيوعي والشعبي بعد تمويلهم من خزينة الدولة ليخوضوا الفترة الانتقالية والانتخابات وذلك حق أصيل لهم و ليس منحة ، بعدها لا يحق لأي حزب او فصيل سياسي أي ارتباط خارجي ماليا كان ام سياسيا و حتى الإخوة من حملة السلاح والمجموعات التي قامت على أساس الجهة او القبيلة يمكنهم الانضمام الى أي من الكيانات الخمس هذه فهي تلبي أشواق ومطالب الجميع و حتى يمكن إضافة حزبين او ثلاثة على أساس قومي وليس الانغلاق في القبيلة او العرق او الجهة فهذا لن يوفر شعبية ولا يحل قضية ، الحكم ليس تشريف ولا يمكن كل الناس ان يحكموا معا والمعارضة اليوم قد تكون حاكمة غدا و هذا هو النهج الراشد ، يمكن للمؤتمر الوطني خلال الفترة الانتقالية الاحتفاظ بوزارتي الدفاع والداخلية لما لكوادره من خبرة في الحفاظ على الأمن وعلى حدود البلاد وعلي الحزبين الكبيرين الموافقة على ذلك أما وزارات المالية و التجارة والزراعة و الصناعة والسياحة والثروة الحيوانية والتعليم والصحة وغيرها فليرفع المؤتمر الوطني يده عنها فورا وتسلم إلى تكنوقراط من حزبي الأمة القومي أو الاتحادي الأصل فهو أي المؤتمر الوطني فشل في النهوض بالزراعة والصناعة طوال عشرين عاما وهي أكثر من الفترة التي احتاجها مهاتير محمد في ماليزيا وضعف فترة حزب العدالة والتنمية في تركيا ، لقد فشل المؤتمر الوطني في الوزارات الخدمية فشلا ذريعا و المجرب لا يجرب وان استحواذه على الكيكة الاقتصادية بشركاته الاقتصادية غير مقبول وتم تفريغ الاستثمار الخاص من مضمونه فالمنافسة غير شريفة وغير متكافئة والاهم من ذلك انه مع كل هذه الامتيازات فشل في توفير الدواء والغذاء بأسعار زهيدة للمواطن نتيجة للجشع والأطماع الشخصية ، هذا غير مقبول وطنيا ، الوصفة أعلاه إن خلصت النوايا واتى الحزبان الكبيران بنية صادقة وليس بنية الحفر من الداخل ستحافظ على الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي ومعهم التنمية وستضمن للمؤتمر الوطني الاسترخاء الآمن في جو انتقالي هادئ وجو ديمقراطي قادم رحب وهي فرصة له لتجديد دمائه بعناصر شبابية جديدة ، نصيحة للوطني هي أن الجبايات و المحليات هذه هي لإرضاء كوادره بالولايات ومميزاتهم الباهظة ، مرحلة الفطام آن أوانها لفرز الكيمان و إيقاف هذا لابد و أن يحدث هنات هنا وهناك وبعض الخروج لعناصره غير الصلبة ولكن يمكنه تعويض الفاقد من إشراك الكثير من الإسلاميين الصامتين في الولايات من الجالسين على المساطب الجانبية و سينمو الحزب في جو صحي و ديمقراطي ووضع مريح فهو له الخبرة التنظيمية والإمكانات وسيكون مشارك و صانع للأحداث في مقبل الأيام عبر الإفادة من التدافع الديمقراطي الديمقراطي كشريك في الحكم او موجودا في المعارضة ، الخيار الآخر أمام المؤتمر الوطني هو إرضاء كل كوادره والبقاء منفردا مع بعض الديكورات و إقصاء جميع القوى السياسية الحية ، حينها لن تشارك هذه القوى حتى في الانتخابات القادمة و سيواجه بمعارضة شرسة و سيحكم بالحديد والنار والإرهاق لقادته وقاعدته وللبلاد لمدة لن تطول في كل الأحوال وعليه أن يتعظ من تجربة الحزب الوطني في مصر وحزب البعث في العراق ، الوطني في مصر كان جبارا بل و مدعوم خارجيا ولم يسعفه الدعم وكان البعث أكثر شراسة ولم تنفعه و العاقل من اتعظ بغيره فالسعيد يشوف في غيره و الشقي يشوف في نفسه… يتم في هذه الحكومة الانتقالية معالجة الاقتصاد المتدهور وعقد مؤتمر اقتصادي يشارك فيه كل أهل الكفاءات من مختلف الأحزاب يتبقى الدستور الجديد كقضية خلافية قابلة للترحيل وليست مشكلة آنية فالقوى المنتخبة هي التي ستضع الدستور الدائم وأي جدل فيه الآن هو مضيعة للوقت ولن يصل الناس في ذلك لاتفاق.
صحيفة الوفاق
يادكتور طارق مساك الله بالخير إذا كان المجرب لايجرب فنحن تعبنا من الوطني والحزبين وأصلا هل يوجد حزب بهذا الاسم هؤلاء مجرد نفعيين جمعتهم مصالح شخصية والاتفاق على نهب المال العام ومجرد ما تأتي الساعة التي تفرز الكيمان لن تجد هذا الحزب في الشارع ونصيبه سيكون صفرا كبيرا فأنت تنفخ في قربة مقدودة
احييك للمرة الالف…. ليت كل الناس بعقلك لكان ارتحنا زمااااااااااااان ولكن اخي الكريم المال عند بخيله والسيف عند جبانه ايال الله الكريم رب العرش العظيم من هذه البلاد الطاهرة من مكة المكرمة ان يغفر لك ويزيدك من فضله.
يا زول لسع انت مع السيدين فاقولها لك لا مكان للسيدين بعد اليوم فاننا جيل لانعرف من هم السيدان فزج سيدينك بابنائهم لكي يكونوا امراء وملوك ورعية هذا لن يحدث في السودان كما قال الاخ انت بتغني في السراب