الفقر آثار سالبة.. تهتك للنسيج الاجتماعي وضعف في العلاقات

الخرطوم – نسيبة محجوب

تسببت عدد من العوامل في ارتفاع معدلات الفقر في السودان، والذي ظل حجر عثرة أمام كثير من الأسر السودانية، في توفير الحد الأدنى من احتياجاتها الضرورية، مما أدى إلى تفشي بعض الظواهر السالبة والدخيلة على المجتمع، والتي كان لها الأثر المباشر في تهتك النسيج الاجتماعي وضعف العلاقات الاجتماعية، فضلاً عن انحسار التكافل المجتمعي الذي كان سائداً بين الناس، وغيرها من القيم الجميلة التي كادت تندثر. وقد تناول منبر مركز التنوير المعرفي تأثيرات ذلك على العلاقات الاجتماعية في المجتمع السوداني.

حالات استثنائية

وفي السياق أوضح الدكتور عثمان أحمد الحسين خيري الخبير الاقتصادي بجامعة الخرطوم أن الإنسان يمتلك ستة أنواع من العقول والتي من بينها العقل الزواحفي والذي بتقدمه يؤدي إلى بعض التصرفات عند سيطرته على الإنسان نتيجة التأثر بالفقر، والذي بدوره يقود إلى تهتك النسيج الاجتماعي، فضلاً عن الاهتراء في العلاقات الاجتماعية بظهور أساليب وأدوات ومفردات جديدة لم تكن موجودة في المجتمع السوداني من قبل، كالزيارات التي أصبحت نادرة إلاّ في الحالات الاستثنائية كالوفاة والزواج وغيرها من المناسبات، غير أنه تسبب في تناقص القوامة وانحسار دور الرجل بجانب الهجرة لتحسين الوضع الاجتماعي فضلاً عن قلة التحصيل الدراسي والتشرد.

التباهي والتظاهر

وقال خيري إن الفقر من أكثر العوامل تأثيراً وتأثراً على العلاقات الاجتماعية على مستوى الفرد والمجتمع، فضلاً عن تأثيره على ممارسة الإنسان على أعماله الحياتية والدينية وغيرها من التأثيرات التي يصعب معالجتها والتي قد تكون لأسباب سياسية أو اقتصادية واجتماعية، ونتيجة ذلك تتحول الأساليب إلى طرق سالبة لكسب العيش، وتابع: من تبديات الفقر ما يعرف بالنفاق الاجتماعي وذلك عندما يصل المجتمع مرحلة النضج إذ يطرأ عليه نوع من التباهي والتمظهر لمواكبة الأساليب الجديدة غض النظر عن كونها صالحة أم طالحة، بجانب مشكلة العنوسة التي وصفها بالكارثة لمساسها بكرامة الإنسان والمجتمع، فضلاً عن ظاهرة الاغتيال في العلاقات التجارية والتردي البيئي، وأبان أن الفقر قدر وآية من آيات الله وابتلاء يجب التعامل معه كأي مرض يمكن التداوي منه بتطوير الأدوات والآليات الاجتماعية.

الألفية التنموية

عرفت الدكتورة وداد إبراهيم خليل من وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي الفقر بأنه عدم القدرة على توفير الحد الأدنى من مستوى المعيشة لتلبية الاحتياجات الضرورية المادية والمعنوية، بسبب مجموعة من العوامل الذاتية والموضوعية في ظل نظام اجتماعي وثقافي محدد وقالت: الهدف من الألفية التنموية هو الحد من الفقر والجوع بحلول 2015، وأضافت: نظرية النظم أوضحت أن المجتمع به كثير من النظم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تؤثر وتتأثر ببعضها البعض.

توتر اجتماعي واقتصادي

وأشارت إلى أن التوتر الاجتماعي والاقتصادي وجهان لعملة واحدة، بجانب الانحسار في التكافل المجتمعي في السودان وغيرها من القيم كضعف التواصل الأسري لانشغال الأسر بتوفير الاحتياجات المادية دون التنشئة والتربية، بجانب ظاهرة الاغتراب الأسري التي أحدثت جفوة في العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة، وتابعت: الإشكالية الأساسية ليست في الفقر بل التنشئة الاجتماعية التي انحرفت عن القيم الدينية والأخلاقية وابتعاد الأسر من متابعة أبنائها، نسبة للانصياع لعدد من الظواهر كالعولمة والتأثر بالثقافات الوافدة.

تحسين أوضاع

وأشارت وداد إلى سعي الدولة لتحسين أوضاع المواطنين بإنشاء عدد من المؤسسات كالتمويل الأصغر والزكاة والمعاشات بجانب مشروعات المرأة للتنمية الريفية، وقالت: من المعالجات التي يمكن أن يكون لها الأثر في تخفيف الآثار التي يحدثها الفقر، التضامن الاجتماعي والعدالة في توزيع الثروه فضلاً عن التنمية الشاملة والمستدامة، لاسيما النظر في النظام الاقتصادي والاتساق بينه والنظم الاجتماعية، بجاب التنشئة التي توازن بين الأصالة والحداثة، وأردفت: ذلك يتطلب بذل الجهود من الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، وأوضحت أن نسبة الفقر حسب التعداد السكاني للعام “2008” تبلغ (46%) والمدقع (14%)، ووصفت المجتمع السوداني بالفتي نسبة للأطفال الذين يمثلون نصف السكان بنسبة (49%)، وذلك يدل على كثرة المعالين خاصة الأطفال في المراحل الدراسية، غير أنها فترة تتطلب الاستثمار الجيد لضمان مستقبل أفضل لهم وللسودان

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..