رفع الوعي: ذوو الإعاقة.. غياب الرعاية والحماية الكافية

الخرطوم – نسيبة محجوب
لا تزال الأسر والمجتمعات تغفل الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه ويقوم به الأطفال المعاقون، إذا وجدوا الرعاية والحماية الكافية، في ظل عدم الوعي المجتمعي في كيفية التعامل مع الإعاقة بمختلف إنواعها، التي تشكل أكبر التحديات التي يواجهها المعاقون، بجانب الإنكار والاستحقار من الجميع، مما أدى إلى هضم واستلاب كثير من حقوقهم التي بإمكانهم ممارستها والاستمتاع بها مثلهم وأي فرد في المجتمع.
نشطاء من أجل الإعاقة
لذا ظل مجلس المعاقين يعمل مع عدد من الجهات الرسمية والشعبية، خاصة الناشطين في المجال الإعاقة، لتوفير الدعم اللازم لهم. وفي هذا الصدد طرح المنبر الدوري للطفل الذي ينظمه مجلس المعاقين بالتنسيق مع المجلس القومي لرعاية الطفولة، في جلسته التي عقدت بمركز كافا للتنمية، عدداً من الجوانب الملامسة للقضية الذي من خلاله تكونت مجموعة (نشطاء من أجل الإعاقة)، لوضع بعض الخطط والأفكار للتوعية التي تمثل أساس المشكلة.
محاضرات جماهرية
أشارت سلافة بسطاوي الاختصاصية الاجتماعية إلى أن الهدف من المنبر التعريف بالإعاقة وأنواعها المختلفة وحدود إمكانياتها وأسبابها ومعرفة حجمها وكيفية التعامل معها. وأوضحت أن هناك عدة طرق للتوعية تختلف باختلاف الفئات في المجتمع، وذلك عن طريق السمنارات التي يتم بها استهداف اتحادات الشباب عن طريق عمل البحوث في الموضوعات التي تناقش القضية، باعتبار أن الاتحاد يشمل الولايات المختلفة حتى لا تكون حصرية على العاصمة، بجانب الندوات وعرض أوراق العمل ونتائجها، فضلاً عن المحاضرات الجماهرية.
تكامل الأدوار
لفتت سلافة إلى أهمية المسرح والدراما والرسم والتلوين وسائط لإيصال المعلومات إلى الأسرة والمجتمع، بجانب استغلال الأيام الثقافية. وأضافت: تستهدف المجموعة المنابر المختلفة ووسائل الإعلام بمختلف وسائطها، حتى تجد الإعاقة مساحة واسعة مع القضايا المطروحة في الساحة السودانية، وذلك لإعطاء الدافعية في العمل وتشجيع الآخرين بالانخراط في هذا الاتجاه بتقديم أفكارهم ورؤاهم. وأوضحت أن الرؤية الحقيقية من المنبر فرض وجود المجموعة بأفكار منهجية وعلمية يكون لها الأثر المباشر في الأسرة والمجتمع، وذلك لا يتأتى إلا بالتنسيق وتكامل الأدوار وإنزالها إلى أرض الواقع.
حوار مجتمعي
وأبانت سلافة أن هناك عدداً من الفئات التي تستهدفها المجموعة التي تشكل الأسرة فيه الكيان الأول والمهم في عملية التوعية لإحساسهم بالقضية. ونبهت إلى أهمية الحوار المجتمعي باعتبار أنه يلامس الأسر مباشرة بالزيارات الميدانية، بجانب الحلقة الأولى من معلمي رياض الأطفال، فضلاً عن أن لديهم بعض الجرعات في هذا المجال، مما يسهل في وصول الفكرة والمغذى الأساسي من العملية، لافتة إلى ضرورة مشاركة رجال الدين في العمل الميداني لمقدرتهم على الإقناع وتقريب المعلومات، بجانب تنوير الجهات المسؤولة من وضع السياسات والقرارات من خلال تقديم نتائج المسوحات الميدانية، آملة أن يكون لهم دور إيجابي تجاه القضية كغيرها من القضايا التي تجد اهتماماً واسعاً، بتقديم الدعم اللازم للمجموعة حتى تستطيع تقديم العون والمساعدة لهذه الفئة الضعيفة التي ليس بإمكانها الدفاع عن نفسها وحقوقها، والخروج بها إلى بر الأمان عن طريق دمجهم في المجتمع وممارسة حياتهم مثلهم والآخرين.
خطة كاملة
وضع المنبر خطة كاملة لعمل التوعية في المجتمع، وخرج بعدد من الخطط التي سيتم تنفيذها ميدانياً، حيث تم توزيع للأدوار والمهام بين الاأعضاء كل حسب مجاله لضمان استمرار العمل، بجانب تحديد عدد من الأحياء المستهدفة بالزيارات الميدانية خاصة الأماكن الطرفية التي ترتفع فيها نسبة المعاقين ويقل فيها الوعي، بالتنسيق مع المحليات واللجان الشعبية وروابط المرأة، ولاسيما استهدف النساء اللاتي دفعت بهن ظروف الحياة للعمل بالأسواق، لإيصال بعض الرسائل نتيجة لجهل كثير منهن بظروف الإعاقة، والمشاكل والتحديات التي تواجهها، فضلاً عن التنسيق مع بعض مراكز الشباب المنتشرة على أرجاء العاصمة، بجانب دور المساجد والأئمة في نشر الوعي والتثقيف من خلال المنابر
اليوم التالي