أخبار السودان

حوار الطرشان بين واشنطن والخرطوم

حسن احمد الحسن

على شرف الاحتفال بيوم الاستقلال الأميركي الذي يصاف الرابع من يوليو كشف مدير الدائرة الأمريكية بوزارة الخارجية دفع الحاج علي عثمان، عن زيارة للمبعوث الأمريكي للسودان دونالد بوث للخرطوم في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي وقال إنه لن يذيع سرا إذا قال إن السودان قدم دعوة للمبعوث الأميركي عبر الخارجية لزيارة السودان . وجدد مدير الدائرة الأمريكية موقف الخرطوم الساعي للتطبيع مع الولايات المتحدة الأمريكية وتطوير العلاقات معه.

واشنطن من جانبها تحرص تماما حسب الخارجية الأميركية على الفصل بين موقفها من الحكومة وموقفها من الشعب السوداني كما تحرص على تأكيد موقفها الداعي للحوار ووقف العنف ودائما ما تكون الأكثر دقة في استخدام تعبيراتها تجاه السودان لذا قال القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم جيري لانيير إن بلاده تسعى لتقوية العلاقات بين الشعب الأمريكي والشعب السوداني وكل منظماته، وكشف أن الولايات المتحدة دعمت المتأثرين بالنزاع بأكثر من (300) مليون دولار، وأشار الى أن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت دعماً للمحتاجين بأكثر من مليار دولار خلال السنوات الخمس الماضية، وقال: (نريد دعم التنمية بدلاً عن دعم النازحين ودعا لانيير الأطراف السودانية لوضع السلاح وبدء الحوار باعتبار أن التصعيد العسكري لا يؤدي الى أية حلول.

الولايات المتحدة تربط التطبيع مع الخرطوم بمستحقات لابد للحكومة ان تلبيها لصالح الشعب السوداني من أهمها وقف الحرب والاهتمام بالقضايا الإنسانية وبسط الحريات الأساسية وإجراء حوار وطني حقيقي يجمع الأطراف السودانية لايجاد معادلة سياسية مشتركة تؤسس لتحول ديمقراطي شامل. إلا الحكومة تريد ابرام صفقة مباشرة مع واشنطن ولامانع لديها أن تقوم بخدمات مقابل التطبيع وقد سبق وأن كشفت صحيفة لوس انجلوس تايمز عن تفاصيل الخدمات الأمنية الني قدمها السودان إلى السي أي اية وكمية المعلومات التي شملت اكثر من مئة وثمانين ملفا أمنيا عن شخصيات إسلامية ومتطرفة في المنطقة حسب الصحيفة .

مالم تفهمه الحكومة أيضا أن صناعة اتخاذ القرار في الولايات المتحدة يختلف تماما عن كيفية صناعة القرار في السودان خاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لأن أميركا دولة مؤسسات لذا كان طبيعيا أن لاتأبه واشنطن للحديث المتصل حول رغبة الخرطوم في التطبيع وزيارات المسؤولين السودانيين إلى واشنطن ( كرتي ? غندور ? ووفد زعماء القبائل ) ليأتي بعد كل هذا الجهد قرار واشنطن بتجديد اسم السودان ضمن قائمة الدول الداعمة للإرهاب وأن تدعو ممثلة واشنطن في مجلس الأمن إلأ تمديد بعثة يوناميد رغم دعوات الخرطوم لإنهاء مهمتها بل أن تؤيد ماورد في تقرير مدعية محكمة الجنايات الدولية فاتو بن سودة التي تدعو الدول الأعضاء للتعاون لتمكين المحكمة من تحقيق العدالة وتعزيز الياتها .

في ضوء كل هذا يصبح الحديث عن التطبيع لا معنى له مالم يتم تصحيح كافة المآخذ التي تدمغ بها واشنطن ممارسات الحكومة السودانية والتي تتمثل في عنوانين رئيسيين هما تحقيق السلام والتحول الديمقراطي عبر حوار حقيقي يقوم على أسس واضحة لامجال فيها للمراوغة والإلتفاف .

وذلك لأن قرار التطبيع مع السودان ورفع اسم السودان من قائمة الإرهاب ورفع العقوبات الاقتصادية والمالية وغيرها يمر عبر المؤسسات الأميركية بكل ملحقاتها مثلما حدث حيال قرار تطبيع العلاقات مع كوبا وهوليس قرار يتخذه الرئيس بمفرده.
إن تطبيع العلاقات مع واشنطن يبدأ بتطبيع النظام والحكومة السودانية تطبيع علاقاته السياسية مع مكونات البلاد السياسية والاجتماعية من خلال تحقيق الوفاق الشامل وتحقيق السلام وتأسيس واقع سياسي جديد يقوم على التداول السلمي للسلطة دون هيمنة أو تمكين لأي طرف على حساب الآخر وعلى الحكومة بدلا أن تجهد نفسها في مغازلة واشنطن المتمنعة أن تعمل على حل الأزمة السياسية السودانية وإزالة الاحتقان السياسي وبناء الثقة مع معارضيها والعمل على درء المخاطر المحدقة بالبلاد من داخلها وخارجها حينها ستسعى واشنطن للتطبيع مع السودان وليس العكس.

يبدو أيضا أن ضعفا لايزال يلازم قدرات المستشارين والمسؤولين عن ملفات السياسة الخارجية وضعفا آخر في المعالجات الإعلامية والاخبارية لمثل هذه القضايا والتي تبدو ساذجة وأقل من مستوى الوعي السائد للرأي العام تارة تسمع التنديد بواشنطن وتارة أخرى تسمع عبارات التغزل فيها على طريقة وسائل وأدوات اعلام النظم الشمولية التي عفا عليها الزمن.

في ضوء كل هذا وذاك لن تطبع واشنطن علاقاتها مع الحكومة السودانية مالم تطبع الأخيرة علاقاتها مع شعبها سياسيا واقتصاديا وامنيا ومالم تتصالح مع شعبها بكل مكوناته السياسية والاجتماعية ومالم تؤسس لتحول ديمقراطي حقيقي ينقل البلاد إلى واقع جديد.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الامريكان تحت جزمنا كما هزم السودان الانجليز سيهزم الامريكان والروس معا وكشياب ما عايزين كله يمشي محل ما جاء تريدون اعادة الديمغرافية لكن لن تستطيعوا تنصير الاحرار فقط الكشياب وحنرجعهم محل ما جاؤاء

  2. ههههههههههههههههه وناس قريعتي راحت ديل قايلين
    انو الامريكان حايشيلوهم من القائمة السوداء الإرهاب
    كان ليكم نزوزي بيكم زي ده اقبضوه في جنوب أفريقيا
    ما تخلوه يطير في أجواء السعوديه بكره بقول الروب

  3. ببركة هذا الشهر الكريم والصائمين فيه والفاطرين والقائمين الليل فيه والراكعين ويااااا اهل الله الصالحين الراقدين في نفق الارض والحيين اهل اللالوبة والطار والمريدين ان تخلصنا من المشؤوم والملعون البشير وزمرته الي يوم الدين وان تسلط عليهم صاقعة مع تباشير خريفك الجديد وفي ليل بهيم ويصبح عبادك المخلصين ويجدون الكيزان طوابير طوابير لامين جزء منهم للجيفة المعفنه شايلين واخرين لصيوانات العزاء مدققين واخرين الي اللحوم مطبخين ونساءهم يتباكين كالمجانين وبقدرتك يا اكرم الاكرمين ان تستجيب لدعائنا هذا يا رب العالمين حتي يتمكن اهل السودان اقامة دولة العدل التي يشعر فيها كل الناس انهم مواطنين امييييييييييييييييييين العالمين

  4. الامريكان تحت جزمنا كما هزم السودان الانجليز سيهزم الامريكان والروس معا وكشياب ما عايزين كله يمشي محل ما جاء تريدون اعادة الديمغرافية لكن لن تستطيعوا تنصير الاحرار فقط الكشياب وحنرجعهم محل ما جاؤاء

  5. ههههههههههههههههه وناس قريعتي راحت ديل قايلين
    انو الامريكان حايشيلوهم من القائمة السوداء الإرهاب
    كان ليكم نزوزي بيكم زي ده اقبضوه في جنوب أفريقيا
    ما تخلوه يطير في أجواء السعوديه بكره بقول الروب

  6. ببركة هذا الشهر الكريم والصائمين فيه والفاطرين والقائمين الليل فيه والراكعين ويااااا اهل الله الصالحين الراقدين في نفق الارض والحيين اهل اللالوبة والطار والمريدين ان تخلصنا من المشؤوم والملعون البشير وزمرته الي يوم الدين وان تسلط عليهم صاقعة مع تباشير خريفك الجديد وفي ليل بهيم ويصبح عبادك المخلصين ويجدون الكيزان طوابير طوابير لامين جزء منهم للجيفة المعفنه شايلين واخرين لصيوانات العزاء مدققين واخرين الي اللحوم مطبخين ونساءهم يتباكين كالمجانين وبقدرتك يا اكرم الاكرمين ان تستجيب لدعائنا هذا يا رب العالمين حتي يتمكن اهل السودان اقامة دولة العدل التي يشعر فيها كل الناس انهم مواطنين امييييييييييييييييييين العالمين

  7. خارطة الطريق 2015
    العودة للشعب يقرر-The Three Steps Electionالانتخابات المبكرةعبر تفعيل الدستور –
    المؤسسات الدستورية واعادة هيكلة السودان هي المخرج الوحيد الآمن للسلطة الحالية..بعد موت المشروع الاسلامي في بلد المنشا مصر يجب ان نعود الى نيفاشا2005 ودولة الجنوب والدستور الانتقالي والتصالح مع النفس والشعب ..الحلول الفوقية وتغيير الاشخاص لن يجدي ولكن تغيير الاوضاع يجب ان يتم كالاتي
    1-تفعيل المحكمة الدستورية العليا وقوميتها لاهميتها القصوى في فض النزاعات القائمة الان في السودان بين المركز والمركز وبين المركز والهامش-وهي ازمات سياسية محضة..
    2-تفعيل الملف الامني لاتفاقية نيفاشا ودمج كافة حاملي السلاح في الجيش السوداني وفتح ملف المفصولين للصالح العام
    3-تفعيل المفوضية العليا للانتخابات وقوميتها وتجيهزها للانتخابات المبكرة
    4-استعادة الحكم الاقليمي اللامركزي القديم -خمسة اقاليم- باسس جديدة
    5-اجراء انتخابات اقليمية باسرع وقت والغاء المستوى الولائي للحكم لاحقا لعدم جدواه
    6-اجراء انتخابات برلمانية لاحقة
    7-انتخابات رآسية مسك ختام لتجربة ان لها ان تترجل…
    8-مراجعة النفس والمصالحة والشفافية والعدالة الانتقالية

  8. هههههههههها كم هو عدد الدول التي بها أنظمة شمولية غير ديموقراطية وعلاقة الولايات المتحدة معها سمن على عسل؟

    كم هو عدد الدول التي تقوم أنظمتها القمعية بالتنكيل بأفراد شعبها ورغم ذلك تحتفظ الولايات المتحدة بعلاقات طيبة معها؟

    يصدق بعض السذج أن الولايات المتحدة تحب الشعب السوداني وأحزابه السياسية لذلك هي تشترط إيقاف الحرب ونشر الديموقراطية والحرية ووو حتى تقوم بالتطبيع مع السودان..!!

    فوقوا يا هؤلاء، كل تلك هي ذرائع وعراقيل تضعها الولايات المتحدة أمام الحكومة حتى لا تطبع معها، وكل ما إستجابت الحكومة لواحد من هذه الشروط ستظهر له شروط جديدة، فاللعبة أصبحت مفهومة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..