وغيب الموت عراب الإنقاذ الدكتور حسن عبد الله الترابى بعد السجل السياسى الطويل المخزى !!

والشجر اذا يسقى من ماء أسن ..ماذا يطرح غير الثمر الآسن
الشاعر/عالم عباس محمد نور
فى ليلة الثلاثين يونيو 1989 سطت الجبهة القومية الاسلامية القومية بقيادة الراحل الدكتورحسن عبد الله الترابى على السلطة السياسية تحت جنح الظلام وهى على صهوة الدبابة والمدافع واسنة الرماح.وقد امر الدكتو. الترابى ضابط الانقلاب الذى كان يرتجف حينئذ هلعاً وخوفاً وهو يقرا البيان رقم واحد .اذهب الى القصر رئيساً ،وسأذهب الى السجن حبيساً .وحرى بِنَا القول ان الحركة الاسلامية السودانية لا تؤمن بالديمقراطية كمنهج وسلوك للممارسة السياسية للوصول للحكم ،وهو الامر الذى أدى الى انقلابها على حكومة الوفاق الوطنى التى كانت جزءاً منها العام (1987-1988) ومما هو الجدير بالتأمل ان دهاقنة النظام الإسلاموى المستبد وجهابذه قد بلغوا شاواً عظيماً من المكر والدهاء .ففى الندوة السياسية المحضورة بجامعة الخرطوم فى 31 ديسمبر 2003 قال الراحل الدكتور حسن الترابى :<< ان الحركة الاسلامية لا تستطيع الوصول للحكم عبر الديمقراطية ،لان الاتجاه العالمي لايقبل الاسلام فى الحكم>> .وبطبيعة الحال ان انقلابهم المشؤوم الذى سبق الذكر قد أحال السودان الى ارض يباب اذ شهد جنوب السودان العنف ووحشية الحرب الجهادية يقودها عصبتهم ومرتزقة جهاديون من العرب الافغان ، واسامة بن لأدن وكتائب من الحرس الثورى الإيراني ،حركة الحماس الفلسطينية والإرهابي الفنزويلى كارلوس الذى كانت مهمته التربص الدوائر ومحاولة الغدر بقائد الحركة الشعبية والجيش الشعبى المفكر الثائر الدكتور جون قرنق فى تسعينات القرن الماضى .وهنا تجىء مقاربة ان ذات السيناريو قد تم رسمه لمحاولة اغتيال الرئيس المصرى المخلوع محمد حسنى مبارك فى 26 يونيو 1999 فى العاصمة الاثيوبية أديس أبابا حين استخدم المهاجمون الارهابيون سيارة مرسيدس مصفحة فى تلك العملية القذرة .ومهما يكن فانه يبدو جلياً ان الراحل الدكتور حسن الترابى لديه سجل سياسى مخزى، يتمثل فى نهجه البراغماتي وهو اللهث وراء السلطة او التشبث بها فالغاية عنده تبرر الوسيلة.وقد مثل فى تحالفه مع نظام جعفر نميري فى ثمانينات القرن المنصرم .الذى نقض فيه عهد وميثاق اتفاقية أديس أبابا عام 1972 وتم تعديل المادة الثامنة من الدستور بخط يد الراحل الدكتور الترابى عندما وزيراً للعدل فى نظام مايو البائد تلك المادة التى منحت سلطات واسعة للحكم الاقليمى الجنوبى .وعلى هذا النحو مثلت تلكم الخطوة القشة التى قصمت ظهر البعير.فاندلع القتال مجدداً عام 1983بشكل غير مسبوق وهو الاعنف من نوعه .ولعل عناصر الجبهة الاسلامية قد استفرغوا وسعهم فى التامرعلى السودان وشعبه ورموزه الوطنية والسياسية .فالشيخ الجليل شهيد الفكر الحر محمود محمد طه كان ضحية أسمال القانونية المرقعة ( قوانين سبتمبر1983 )السيئة الصيت.اذ تحالف الثعالب والضباع ترابى ?نميري ولكن سرعان ما باءت حلفهم بالفشل واصيب بالانهيار.وكيف يصمت طويلاً فى الوقت الذى يتميز فيه الراحل الدكتور حسن الترابى بدهائه وتقلباته .فيما تميز الرئيس الراحل جعفر نميري بالغدر والخبث والضرر الفائض. وفى هذا السياق يجدر القول ان الحديث عن الحركة الاسلامية السودانية لم يستقم مالم يتم توثيق مخططاتها ورواها وسيروراتها السياسية التى وقعت ،وقع الحافرعلى الحافرعلى الشعب السودانى،سيما حين شحذ الراحل الدكتور حسن الترابى همم الشباب وحثهم على خوض حروب جهادية خاسرة فى جنوب السودان وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق ومنطقة ابيي املاً فى زواج بنات حور العين ، ياله من ايديولوجيا الأسطورة والخرافة التى دمرت الشعوب ومزقتها إرباً اربا .بيد ان الجدير بالتأمل هو اصحاب ذاكرة مثقوبة وتفكير مضطرب الذين زرفوا دموعاً سخيناً وكتبوا مواقفهم ترجمةً لمشاعرهم الانسانية وحزنهم العميق اذاء رحيل الدكتور الترابى ربما تناسوا افعال ومواقف وروى نظامه السياسى القمعى الغاشم وجرائمه وقتله وتعذيبه لابناء وبنات شعوب الهامش فى بيوت الاشباح والبيت الابيض فى مدينة جوبا عندما كان الراحل الدكتور الترابى فى أوج مجده من الطغيان .والأدلة الساطعة والبرهان القاطع هو ان نظام الموتمر الوطنى الحاكم فى السودان مايزال مقتفيا أثراً قديماً الذى رسمه بصورة منهجية عرابه فى التمادى حربه العنصرية فى كل من جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور،حتى لحظة كتابة هذه السطور.فالشجر اذا يسقى من ماء أسن . ماذا يطرح غير الثمر الآسن. ولذلك ماانفكت حكومة الخرطوم تناصب العالم ودوّل الجوار الإقليمى العداء وتردد صبح مساء الشعاراتهم القديمة المهترئة الساقطة خَيْبَر خبير يايهود جيش محمد سوف يعود ،نحن للدين فداء فليعد للدين مجده او تراق كل الدماء.ان المواقف السياسية تغلب على المشاعر الاخلاقية الممزوجة بالمداهنة التى اقرب الى الارتماء فى احضان عدو.الذى اذاق شعبنا الامرين .
مشار كوال اجيط
[email][email protected][/email]
الأخ مشار
جرائم الترابي أكثر من أن تذكر في مقال واحد . أما عن وصفك لبعض الكيزان بأنهم اصحاب ذاكرة مثقوبة وتفكير مضطرب قد يكون حقيقياً ولكن ليس دقيقاً فإنهم يحاولون عبثاً غسل جرائم الترابي حفاظاً علي تنظيمهم الشيطان و هروباً من محاسبتهم وإنني أري ذلك اليوم قريب .
الأخ مشار ، مقال رائع مرتب و يرتكز على الوقائع.
توجد فقرة لم تراعي فيها الدقة رغم أن الإطار العام صحيح ، و هي فقرة بيوت الأشباح!!
الغالبية أحياء و شهود على تلك الحقبة ، ففي سنوات الإنقاذ الأولى كان غالبية ضحايا بيوت الأشباح من سكان العاصمة و المدن و المراكز ، و كانوا من مختلف القطاعات السياسية/النقابية/الأكاديمية/المهنية.
و كانت أسماء المعتقلين مُعدة مسبقاً منذ فترة التحضير و التخطيط للإنقلاب ، و كان الهدف منها شل و إسكات الحركة السياسية و تدمير الطبقة الوسطى ، أي قتل قلب الأمة النابض و إفقاد الرأي العام البوصلة.
لم تكن في تلك الفترة بعد مصطلحات الهامش ، فمخترعوا هذا المصطلح كانوا منشغلين بتأييد الإنقاذ و الجهاد و الزواج بالحور العين التي وعدها بهم د. الترابي.
كانت بيوت الأشباح مسلكاً غريباً و شاذاً عن المجتمع السوداني ، و في بدايتها لم يكن المجتمع يصدق الأخبار عن بيوت الأشباح ، و لا ننكر إنه كان للشيوعيين دوراً كبيراً في كشف هذا السلوك الإجرامي للرأي العام عبر صحيفة الميدان السرية في ذلك الوقت (لذلك يتحسر الكثيريين على الحال التي آل إليها الحزب هذه الأيام).
كوادر التنظيم التي كانت تقوم بتعذيب الضحايا ، كانوا يعتقدون إنهم سيدخلون الجنة بهذا العمل الإجرامي ، و كانت غالبيتهم شخصيات غير معروفة (للضحايا و المحتمع) و مدجنين بأفكار و معتقدات التنظيم السوداوية المليئة بالحقد و الكراهية للمجتمع ، و كان لافتاً للنظر إنه لم يكن لينهم أي أحد من أبناء الإقليم الحنوبي ، و هذا يذكر للتاريخ ، و هناك الكثير من الضحايا و الشهود يقرأون هذه الكلمات.
في تلك الفترة كان اللواء ألبينو أكول أكول معتقلاً في سجن كوبر يمكنك الإستشهاد به.
سيما حين شحذ الراحل الدكتور حسن الترابى همم الشباب وحثهم على خوض حروب جهادية خاسرة فى جنوب السودان وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق ومنطقة ابيي املاً فى زواج بنات حور العين ، ياله من ايديولوجيا الأسطورة والخرافة التى دمرت الشعوب ومزقتها إرباً اربا .
شكرا جزيلا لك…
بشزع نعل الترابي امثالك
بشزع نعل الترابي امثالك