المكاسب السياسية من سقوط هجليج

المكاسب السياسية من سقوط هجليج

فتح الرحمن عبد الباقي
[email][email protected][/email]

سقطت هجليج ، بعد هجوم قوى من قوات الحركة الشعبية ، مدعومة بالحركات الدارفورية المعارضة ، والمتواجدة بأراضي دولة جنوب السودان ، وتراجعت قواتنا المسلحة الى خرسانة التي تبعد عن هجليج بضع كيلومترات ، اعتبرنا التقهقر والتراجع ما هو إلا كر وفر ، والحرب كر وفر ، جاءت البيانات والكلمات الحكومية متتالية بان قواتنا المسلحة ، ستعيد هجليج خلال ساعات ، أو دقائق
بدأت التعبئة العامة ، وبدأنا نعد الدقائق والساعات ، وكعادة الشعب السوداني بمختلف أطيافه وتوجهاته ، فانخرط المجاهدون في صفوف وكتائب الدفاع الشعبي تعبيرا عن رفضهم لاحتلال أي شبر من الأراضي السودانية لأي كائن كان ، وبدأت حملات التبرع بالدم ، وساد الشارع صوت القوة والمطالبة بدحر الهجوم والمحتلين .
استمر الحال لأكثر من أسبوع والتعبئة العامة ، والإعلام يتحدث عن دحر المعتدين ، وكان ذلك إجماعا من المعارضة قبل الحكومة ، والكل همه الهم القومي وهمه الهم الوطني الوحيد ، واتحدت غالبية فصائل الشعب السوداني ، بإدانة ما حدث وهي تطالب بدحر المعتدين . وهنا استغربت ، هل انضمت الحركة الشعبية وأصبحت احد فصائل المؤتمر الوطني غير المعلنة ، لتقوم بمثل هذا الهجوم ، أم أن غباءها السياسي ، وقصر تجربتها ، جعلتها تحتل هجليج ، لتقوي نفسها وتساوم هجليج بأبيي
استغلت الحكومة الموقف ، ولا يساورني أدنى شك في أن قواتنا المسلحة قادرة على دحر المعتدين كما صرح ، الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة لأكثر من مرة ، بأنها قادرة على استعادة هجليج في لحظات ووقت قليل معدود ، ولكن حكومة السودان أرادت استغلال هذا الحدث سياسيا ، داخليا وخارجيا ، داخليا فلا يخفى أن حكومة المؤتمر الوطني كانت تمر من أزمة الى أخرى ، وان الشعب مل وتعب من خيباتها المتكررة ، فأرادت بهذه الواقعة أولا توحيد الصف السوداني ، تجاه حكومته المسكينة التي تتعرض لعدوان غادر من دولة جنوب السودان المدعومة ، من قبل الكيان الصهيوني ، ودول الاستكبار ، فسكتت كل الأصوات المعارضة والتي كانت تطالب الحكومة بمطالبات خدمية ، أو سياسية ، ليقوم الشعب ويدعم الحكومة ، فلا شك أن إطالة أمد الاحتلال ، سيكسب الحكومة فرصة لتوحيد الجبهة الداخلية ، ومن ناحية أخرى فهي فرصة إعلامية لتدمير المعارضة ، التي تدعم تحركات الحركة الشعبية ، ولتقول الحكومة للناس بأن المعارضة التي تدعمونها تقوم باحتلال بلدكم .
أما من الناحية الدولية فقد استطاعت الحكومة استمالة المجتمع الدولي نحوها ، وما قرار مجلس الأمن الدولي الأخير ، والذي قام بإدانة كلا الحكومتين ، حكومة الخرطوم وجوبا ، وطالبهما بوقف الاعتداءات وطلب من حكومة جوبا سحب قواتها فوراً ، على الرغم من أن مجلس الأمن قد ساوى بين الضحية والجلاد ، إلا أننا لم نكن نتوقع أكثر من ذلك من مجلس الأمن الدولي ، وأخيراً قامت حكومة السودان بطلب اجتماع طارئ ، من جامعة الدولة العربية لتناقش مسالة العدوان على هجليج . وان كان لا يرتجى شيء من جامعة الدول العربية ، ولكن إثارة الموضوع وإيصاله إلى هذه المراحل ، يعتبر كسبا دبلوماسيا
لا شك في أننا نطالب قواتنا المسلحة بضرب المعتدين ، وإظهار قوتها ورباطة جأشها المعهودة عنها وتلقينهم درسا لا ينسوه ، لاستعادة كرامتنا ، وزوال هيبتنا ، لتعتدي علينا دولة وليدة ، مثل دولة جنوب السودان ، ولكني أطالب دولة السودان باستغلال الموقف سياسيا وإعلاميا والاستمرار بنفس النهج ، مع ضبط التصريحات ، والتي بدأ بعضها يحيد يمينا وشمالا ، فكلام الدكتور نافع على نافع عن المعارضة غير مضبوط ، وكلام البشير عن احتلال دولة جنوب السودان غير مضبوط .

فتح الرحمن عبد الباقي
مكة المكرمة

تعليق واحد

  1. للاسف لا توجد اي مكاسب سياسية ضخمة فيما عدا اظهار دولة الجنوب في مظهر المعتدي امام الراي العام العالمي وهي التي كانت تمثل دور الضحية والمجني عليه سابقا لكن لاحظ هذه الخسائر:
    ظهور سياسيينا وعسكريينا وعلي اعلي مستوي بالكذب او الجهل او الاثنين معا فعدة ساعات اصبحت اكثر من اسبوع فاما هم كذابون او لايستطيعون تقدير الوضع فايهما تختار لهم ؟وايضا سمعة الجيش السوداني بقت في الحضيض وشبه في الانترنت كأنه نمر من ورق!!!!! انا اظن ان سمعة الجيش السوداني ومصداقية قادة الحكومة اهم من المكسب الاول وايضا لاتنسي الخسائر الاقتصادية القادمة والتي لاتعرف عواقبها الاجتماعية والسياسية
    ذكرني تحليلك ده بادعاء ابو ريالة انهم استدرجوا ناس خليل لداخل امدرمان ليقضوا عليهم !!!! بالله شوف العسكرية والفهم العالي!!!!! لايجب ان نجد مبررات للفشل خصوصا اذا كان الامر يتعلق بسمعتنا بين العالمين……………….

  2. يا خوي انت في مكة الهواها بارد ومكيف ما عارف شئ تتحدث ساي كده انت معانا ولا لا .
    كان معانا بنسجلك في متحرك حماده ونخصص ليك المقعد الامامي وكان ما معانا خليك في مكة سوي لينا عمره نصره كدي كان ربنا يقبل لانو الريس اليوم طل علينا وقال فالترق كل الدماء منا ومنهم واسأل لينا الله انو الدماء ما تجري علي النيل وتسمم اخوانا المصريين لانهم زخر الامة وكده . يا شيخ اخونا نافخ تصاريحه دايما نارية كده وعندنا في البلد كل اسيادنا الكيزان ده ياهو نضمهم كدي ربنا خاتيهم لينا نحن علي شان يعلمونا مبادئ الاسلام القوي وكلمة النفخ والهرجلة دي علي شان يهابنا الاعداء …. ياخي اخدها ليك من قصير تعال البلد مص ليك لالوب معانا من شجرة الهجليج .

    كسره بكسرة وزير عواس وحقنة ….. اها طعم اللالوب عجبك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  3. انت عارف يا استاذ

    ناس الانقاذ ديل بيستفيدو حتى من ابليس
    الناس كرهت الانقاذ
    وبيني وبينك
    الانقاذ كرهت نفسها
    وبدوا يفكروا في طريقة للخلاص
    بس جات مسالة هجليج وخلت كل الدنيا تقيف معاهم
    انهم الكيزان قاتلهم الله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..