منصور خالد يأمل في بروز قيادات جديدة بعد فشل القدامى

إتهم المفكر والمؤرخ السياسي د. منصور خالد، النخب السودانية،وعلى تعاقبها، بالفشل في حل مشكلات البلاد “وقتل القضايا بالحوار غير المجدي”، وتوقع أن يكون الجيل الجديد أفضل من سابقه لأنه كفر بكل ما جاءه من الأجيال السابقة،

واعتبر خالد أن تحميل انفصال جنوب السودان عن السودان لحكومة عمر البشير فيه نوع من الإجحاف، مبيناً أن كل الحكومات الوطنية سواء كانت مدنية أم عسكرية تتحمل وزر انفصال الجنوب.

وأشار خالد، خلال حديثه في خيمة الصحافيين، إلى أن بعض القادة السياسيين كانوا قد رفضوا منح الحكم الذاتي للجنوب لكنهم عادوا ووافقوا على حق تقرير المصير للجنوبيين، وحمل الصحافة السودانية بعض المسؤولية عن فشل تنفيذ اتفاقية السلام الشامل.

ودعا خالد، الذي كان يعمل مستشاراً للرئيس خلال فترة تنفيذ اتفاقية السلام الشامل، القيادات الجديدة التي تبرز من بين الجيل الجديد، إلى ضرورة مناقشة القضايا المسكوت عنها في حال أرادوا المضي قدماً إلى الأمام.

شبكة الشروق

تعليق واحد

  1. وانت علي قمت الفشل
    انتهازي اشتركت مع نميري في الحكم وكنت تنظر له وورير خارجته
    وعملت سكرتير لعبد الله خليل
    وتاريخك وعمالتك للامريكان والسي اي ايه معروفة
    موسم اعترافات الديناصورات قد بدأ

  2. حتى الجيل الجديد ياد.منصور خالد يحتاج الكثير لاعادة تاهيله كمواطنين شرفاء لهم حقوق وعليهم واجبات ولهم راي وارادة
    فقد سلبت الانقاذ من الشعب السوداني كل شئ ماله .. كرامته .. عزته .. لقمته .. دعك من الحرية والوطنية .. المواطن السوداني يحتاج الى اعادة تاهيل بعد 26 عاما من حكم الاخوان المسلمين البغيض حيث سلبوا الشعب ارادته وماله ومستقبله ولم ينجحوا الا في الفساد والافساد حتى وحدة الوطن كانت لديهم مجرد صفقة سياسية
    الشعب السوداني يحتاج الى ان يؤهل وطنيا ودينيا وتاريخيا قبل كل شئ واي بناء فوق الشعب بوضعه الحالى فهو بناء على الهواء من غير اساس وهونقش على الماء
    لكي يمحو السودانيين اثار حكم الاخوان المسلمين هذا يتطلب هدمكل شئوالبناء من الاول بناء عنصرة الاساسي الانسان حتى يلحق السودان بالركب
    شكرا د. منصور فقد طرحت لب الازمة ومتطلبات المرحلة القادمة بعد الاطاحة بحكم الاخوان المسلمين

  3. د.منصور خالد لك كل الاحترام والتقدير ,اتفق معك فى ان الحكومات التى تعاقبت ارتكبت اخطاء كثيرة فى معالجتها لقضية الجنوب, ولكن بالرغم من ذلك لا أوافقك القول أن تحميل انفصال جنوب السودان لحكومة عمر البشير فيه نوع من الاجحاف, أولا حكومة أو حكومات عمرالبشير العشوائية حولت طبيعة مشكلة جنوب السودان من مطالب حول الدستور واعادة هيكلة الدولة السودانية الى حرب عقائديةوأعطتها صبغة جديدة غير تلك التى توارثتها الحكومات الوطنية السابقة الا وهى الحرب الجهادية التى دارت على نفس نمط ما نراه اليوم من حملات داعش ضد الانسانية, وهى كانت حرب ابادة واضحة باسم الدين ولا أظن أن يختلف اثنان فى ذلك , أما مسالة الاتفاقية نفسها والتى أدت فى نهاية المطاف الى انفصال البلاد, وأنت أدرى الناس بها لم يقدم تيم عمر البشير المفاوض فيه أى نوع من المرونة أو ابداء أى شكل من أشكال التنازل يمكن أن نقول قد ينصب فى مصلحة وحدة وتماسك تراب الوطن , بل تمسكت بأيدلوجيتها التى ترتكز فى المقام الاول على سياسات التخريب الممنهج ووضع البلاد كرهينة لجماعات الهوس الدينى, عمرالبشير قبل الجلوس مع الجنوبيين فى طاولة المفاوضات ليس من أجل حلحلة مشاكل البلاد , بل كان خوفا من جورج بوش الذى لديه وقت ذاك التصميم والقوة والقدرة على اجتزاز و قلع أى طاغية متسلط زرعه الله فى المنطقة لا يرغب فى الركوع لامريكا والعمل تحت مخابراته , وبالتالى مقارنتك وتحميلك انفصال الجنوب للكحومات السابقة بنفس القدر والمستوى الذى تعامل به نظام حكم عمر البشير غير صحيح وغير موفق.
    ((انفصال جنوب السودان ماركة مسجلة لنظام عمر البشير وكل كرور الهوس الدينى بلا منازع))

  4. 01- التحيّة للمفكّر السوداني … المُخضرم … الدكتور منصور خالد … صاحب السعة السياسيّة الواسعة … والأبعاد الأخلاقيّة الشاسعة … والقامة الأدبيّة الباسقة … والأقدام الوطنيّة الراسخة … في أعماق أرض الأجيال السودانيّة … الواحدة … الواعدة … إحدى مكوّنات … حلف الولايات المُتّحدة الأميريكيّة … الذي يجكم العالم ويحافظ على الأبعاد الأخلاقيّة السماويّة … ويحترم الأفكار السياسيّة … والحقوق والحُرّيّات والخصوصيّات الإنسانيّة … والكيانات الإجتماعيّة … منذ حسمه للحروب العالميّة … كما يُؤمن بذلك المفكّر الدكتور منصور خالد … وامثاله … ولقد دفع الدكتور منصور خالد … ثمناً باهظاً … من جرّاء التمسّك بهذا الإيمان … والقبض عليه كالقابض على الجمر … ؟؟؟

    02- أرجوا أن أهدي هذه المادة المنقولة … إلى كُلّ المُفكّرين السودانيّين المخضرمين … وإلى كُلّ أجيال السودانيّين المعنيّين … بإعادة توحيد السودانَيْن … ومن ثمّ التفكير الجاد … مع مُقكّري حلف الأميريكيّين … في هندسة كونفدراليّة دول النيليّين … ثمّ في هندسة كونفدراليّة هضبة الشرق الأوسط الكبير … من الأطلانطي … إلى بحر غزوين :-

    من أقوال مؤسسي الدستور الأمريكي
    محمد زكريا توفيق
    الحوار المتمدن-العدد: 3681 – 2012 / 3 / 28 – 13:33
    المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني

    واضعوا الدستور الأمريكي يسمون “الآباء المؤسسين”. تم اختيارهم بعناية من بين المفكرين والمبدعين لكي يصوغوا مسودة الدستور الأمريكي. وكان أول اجتماع لهم في فلاديلفيا عام 1784م.

    عددهم 55 عضوا. 39 منهم سبق أن كانوا أعضاء سابقين في الكونجرس الأمريكي. ثمانية عملوا كمحافظين. ثمانية آخرون قاموا بالتوقيع على وثيقة الاستقلال .

    نصفهم كان من الثوار، اشتركوا في حرب التحرير. أصغرهم دايتون عمره 26 سنة عن ولاية نيوجرسي. أكبرهم فرانكلين، 81 سنة، كان يأتي إلى المؤتمر محمولا بأربعة مساجين.

    جاء واضعوا الدستور الأمريكي كلهم بهدف وضع مخطط تفصيلي (رسم هندسي)، لإنشاء حكومة وطنية جديدة، قوية غير مستبدة، تسعد رعاياها، وتشركهم في الحكم، وتحقق لهم الحرية والأمن والسعادة والمساواة.

    كانوا يتناقشون ويجادلون ويعارضون، لكن كانت عيونهم وقلوبهم مع مصلحة بلادهم ومستقبلها.

    يقول موريس ممثل بنسلفانيا:
    جئت هنا لكي أمثل الجنس البشري كله. أرجوا من الإخوة الرفاق أن يعلوا، لكي يتخطوا اللحظة الراهنة، فوق حدود الزمان والمكان الضيقة، ويسموا إلى رحاب أعظم وأوسع.

    هذا ما فعلوه بالضبط خلال أربعة شهور. جاءت جهودهم المخلصة ب 4440 كلمة، لتُعّرف العقد الاجتماعي المسمى بالدستور الأمريكي.

    الدستور الأمريكي دستور مدني لا ديني. بمعني أنه كتب على أسس منطقية وفلسفية، لا آيات وأحاديث دينية. تستمد مواده من جون لوك وهوبز وجان جاك روسو.

    يبدأ الدستور الأمريكي بعبارة “نحن الشعب”. الإشارة الوحيدة للدين في الدستور، جاءت للتأكيد على عدم التمييز بين المواطنين بسبب العقيدة.

    أول تعديل للدستور، جاء بغرض إضافة وثيقة الحقوق (Bill of rights)، لكي تمنع الكونجرس، بأي حال من الأحوال، من تشريع قانون قائم على أساس ديني. أو لمنع حرية الرأي أو التعبير عن المطالب. بالإضافة إلى تأكيد حقوق أخرى للمواطنين.

    من أقوال مؤسسي الدستور الأمريكي الخالدة:

    جورج واشنجتون:
    يجب على الفرد أن يتنازل عن جزء صغير من حريته، لكي يحتفظ بالباقي.

    بنيامين فرانكلن:
    إذا كانت ألواح الخشب لا تناسب المنضدة، فعلى النجار أن ينقص من أطرافها بالقدر الذي يجعلها ملائمة. هذا ما يجب علينا فعله. أي يجب على كل منا التنازل عن جزء صغير من مطالبه حتى نستطيع التوافق.

    عندما يجتمع حشد كبير من حكماء القوم للاستفاده من خبراتهم وحكمتهم في تأليف دستور للبلاد، تجتمع معهم عواطفهم وميولهم وتعصبهم وأفكارهم وأخطاؤهم وميولهم الشخصية. هل مثل هذا الحشد نتوقع منه عملا كاملا؟ لكن ياسيدي، من المدهش أن نجد هذا الجمع قد تمخض عن عمل يقترب من الكمال.

    جننج بدفورد:
    إذا امتلكت الأغلبية كل السلطة، من الذي يمنعها من تدميرنا جميعا؟

    جوفرنور موريس:
    إذا لم يوحدنا الحوار والإقناع، وحدنا السيف.

    روجر شيرمان:
    أنا ضد تمكين أي فرد من فرض سلطته على الكل. لأنه لم يوجد حتى الآن من فاقت حكمته وعلمه الجميع.

    جيمس ماديسون:
    إذا كانت الناس ملائكة، فلا داعي لكتابة الدستور.

    يجب أن نسمح بآلية للدفاع عن الناس ضد ظلم أي السلطة.

    حكومة بدون سلطة تنفيذية وسلطة قضائية سليمتين، هي جسد بدون أذرع أو أرجل.

    جون ديكنسون:
    لا أوافق على مزج السلطة القضائية بالسلطة التنفيذية. الأولى تشرح القوانين، والثانية تنفذها.

    جورج ماسون:
    الحوار والسيف لا يجب أن يكونا في نفس اليد.

    إدموند راندولف وليامبرج:
    اختلافنا يجعلنا نفقد اتحادنا.

    باتريك هنري سكتشتاون:
    الوثيقة بها عوار نحو الملكية.

    جيمس مونرو:
    سلطة الحكومة سوف تكون جائرة.

    جون مارشال:
    نحن، ياسيدي، نعبد الديموقراطية عبادة الأوثان.

    جورج ويثي:
    أنا أفترض صدق جمعية وضع الدستور .

    هنري لي:
    الشعب الأمريكي، يا سيدي، أمة واحدة.

    توماس جيفرسون:
    إنها لوحة تحتاج إلى رتوش قليلة.

    أنتهت هنا بعض أقوال واضعي الدستور الأمريكي. وهي تبين لنا مستواهم الفكري والثقافي. لأن عملية وضع الدستور ليست بالأمر الهين السهل. إنها مسؤولية كبيرة. لأنك تخطط، لا لجيل واحد، ولكن لأجيال متعاقبة ومستقبل أمة.

    هل يمكن لنا أن نقارن اللجنة التأسيسية لوضع الدستور المصري التي اختارها مجلسي الشعب والشوري في بلادنا بواضعي الدستور الأمريكي، مع الفارق الزمني بينهما.

    هذه اللجنة التي ظلمت بتكوينها المرأة والمسيحيين. وأهدرت كفاءات مصرية وعقول عظيمة بعدم إشراكها، يمكنها الإسهام الجاد في رفعة هذا الوطن البائس.

    هل لنا أيضا، كما قال ممثل بنسلفانيا، أن نتخطى حدود الزمان والمكان الضيقة إلى رحاب أعظم وأوسع، لكي نضع دستورا عظيما جليلا لكل المصريين يليق بمصرنا العظيمة؟

    هل يمكن لواضعي الدستور المصري الجديد أن يعلوا على أنفسهم لكي يمثلوا الجنس البشري كله (الهوموسبيان)، أو على الأقل الشعب المصري كله بجميع نحله وطوائفه وعقائده المختلفة؟

    أم سوف يقعون أسرى للتعصب وضيق الأفق والغباء، بالإصرار والإنسياق كالقطيع وراء مكاسبهم الشخصية والحزبية الرخيصة. التي لا تذكر، إذا قورنت بمكاسب الوطن ومستقبل أولاده. هذا ما سوف تجيب عليه الأيام العصيبة القادمة.

    [email protected]

    03- إقرأوا إن شئتم :-
    مصحف توماس جيفرسون … الاسلام في بدايات الولايات المتحدة
    من بين أهم القضايا التي طرحت نفسها ولا تزال في شكل جدلي كبير، تلك المتعلقة بالولايات المتحدة الأميركية وعلاقتها بالإسلام والمسلمين، وقد اشتعل الجدل واشتد الاشتباك منذ أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001، والمثير منذ ذلك التاريخ أنه في حين اعتبر البعض أن كل مسلم هو مشروع إرهابي، راح آخرون من العقلاء والمفكرين يبحثون جذور العلاقة بين الإسلام والمسلمين وبين نشأة الولايات المتحدة الأميركية، وديدن الآباء المؤسسين وهل كان الإسلام والمسلمين حاضرين هناك أم لا؟

    والشاهد أنه قبل أن ينصرم العام الفائت، كانت الأكاديمية الأميركية دينيس سبيلبيرغ أستاذة التاريخ والدراسات الشرق أوسطية في جامعة تكساس، تخرج علينا بكتابها المثير والذي حمل عنوان «قرآن توماس جيفرسون… الإسلام والآباء المؤسسون»…

    من هو توماس جيفرسون بداية؟

    قبل أن يكون الرجل الرئيس الثالث للولايات المتحدة الأميركية (1743 ? 1826) هو أحد المفكرين السياسيين في العصر المبكر للجمهورية الأميركية، والمؤلف الرئيس لإعلان الاستقلال ومؤسس الحزب الجمهوري الديموقراطي، كما أنه واضع القوانين التي تحمي الحريات الدينية في الولايات المتحدة والذي طبق بدءاً من عام 1786 لكن ما علاقة الرجل بالإسلام والمسلمين؟

    تحدثنا المؤلفة أنه في عام 1776 كتب جيفرسون عن حق الوثنيين والمسلمين واليهود في حرية العباده، وبسبب آراء جيفرسون في شأن الحرية الدينية والمساواة السياسية، كان يُهاجم بصورة متكررة، وفي أحيان كثيرة كان يُتهم بأنه مسلم، وفي ذلك كان يكرر إلى حد كبير ما جرى مع الفيلسوف الإنكليزي «جون لوك» صاحب الكتاب الأشهر «رسالة في التسامح»، والذي كان يدعو إلى قبول اليهود والمسلمين في أوروبا القرن السابع عشر (1689).

    متى وكيف حصل جيفرسون على نسخته من القرآن الكريم؟

    وفق الكتاب جرى ذلك في عام 1765، وعندها كان في سن الثانية والعشرين، وقد اشتراها أثناء دراسته القانون في جامعة ويليامسبيرغ، ووثقت صحيفة محلية شراء جيفرسون مجلدين لترجمة معاني القرآن الكريم أعدها الإنكليزي جورج سال، وكانت الطبعة الأولى لترجمة سال، والتي نشرت عام 1734، أول نسخة تترجم مباشرة من العربية إلى الإنكليزية. وتضمنت النسخة «فصلاً تمهيدياً» من 200 صفحة يشمل نظرة عامة على العقيدة والشعائر والتشريعات الإسلامية.

    والمعروف أن توماس جيفرسون وفي سيرته الذاتية روى بارتياح صراعه من أجل تمرير مشروع قانونه التاريخي لتأسيس الحرية الدينية كما اقترح جورج واشنطن البحث عن وسيلة للمسلمين لتمكينهم من «الحصول على الإعانة المناسبة» ضمن مشروع قانون فيرجينيا… هل يعني ذلك أن المسلمين كانوا بالفعل موجودين في الولايات المتحدة عند تأسيس النظام الجديد للبلاد؟

    ربما يفاجأ القراء، بذلك، لا سيما إذا علموا أنه كان هناك المئات وربما الآلاف من المسلمين في الولايات المتحدة في عام 1776، استوردوا كعبيد من مناطق أفريقية حيث ازدهر الإسلام، وكان أول رئيس أميركي «جورج واشنطن» قد أعلن سير حب بـ «المحمديين» في «ماونت فيرمون» لو كانوا عمالاً جيدين، كما أن المسؤولين في ولاية «ماساتشوستس» أيضاً أجبروا على أن يمنح دستور 1780 «الحرية أكثر للوثنيين والمحمديين واليهود والمسيحيين»، وهي النقطة التي أكدها «ثيوفيلوس بارسونز» رئيس المحكمة العليا في عام 1810.

    يبدو واضحاً أن المؤلفة بذلت جهداً كبيراً في التأصيل لفهم دور الإسلام في النضال الأميركي لحماية الحرية الدينية، وبينما تعترف بأن كثراً من الأميركيين في هذه المرحلة نظروا إلى الإسلام بعين الريبة، وصنفوا المسلمين بأنهم خطرين ولا يستحقوا الإدماج في التجربة الأميركية، إلا أنها توضح أيضاً وجود بعض الآباء المؤسسين من الرواد أمثال جيفرسون وماديسون وجورج واشنطن الذين رفضوا تلك الحجج الإقصائية، ورأوا أن أميركا يجب أن تكون مفتوحة أمام المواطنين المسلمين، وأن يتولوا مناصب فيها حتى منصب الرئيس.

    تذهب سبيلبيرغ إلى أنه على العكس ممن يريدون إبعاد الإسلام والمسلمين اليوم في شكل أساسي وبغير رجعة على اعتبار أنهم غرباء عن التجربة الأميركية ومزيجها الديني، فإن شخصية رئيسة في عصر التأسيس رأت أن التكامل بين الكنيسة والدولة في أميركا يمكن وينبغي أن يخلق مساحة للإسلام والمسلمين المؤمنين.

    تشدّد المؤلفة على أن هناك قاعدة ذهبية شكلت تفكير توماس جيفرسون ورؤيته، شملت ضمنياً المسلمين، ففي عام 1776 كتب جيفرسون هذه الكلمات المحورية بين ملاحظاته الخاصة: «لا ينبغي استثناء الوثنيين أو المسلمين أو اليهود من الحقوق المدنية للكومنولث على أساس دينهم» وبدت النسخة القانونية من «القاعدة الذهبية» لجيفرسون، إلى جانب آراء لوك عن الحقوق المدنية للمسلمين، واضحة في سيرته الذاتية التي كتبها في عام 1821، والتي تذكر فيها المعركة النهائية لتمرير أكثر تشريعاته شهرة، أي قانون فيرجينيا للحرية الدينية والذي لا يزال مطبقاً حتى الآن.

    وينص القانون على الآتي: «ليس لحقوقنا المدنية اعتماد على آرائنا الدينية»، وعلى رغم معارضة النسخة الأصلية من القانون في عام 1779، فقد تم تمريره في النهاية في عام 1786، أثناء وجود جيفرسون في فرنسا.

    والثابت من صفحات الكتاب أن الرئيس جيفرسون كان لديه التزام قوي مدى الحياة بالحرية الدينية، ورفض التسامح مع فكرة أن الغالبية الدينية لها الحق في فرض إرادتها على أي أقلية دينية، لكنه اختار طريق التسامح مع المختلف عنهم دينياً، رافضاً استخدام السلطة الحكومية لفرض الآراء أو المعتقدات بعكس ما يمليه عليه ضميره.

    والمؤكد أن جيفرسون كان ملهماً لرؤساء وزعماء كثر غيره، مثل الرئيس إبراهام لينكولن الذي كان كثير الاقتباس من القرآن الكريم، لدرجة أن بعضهم اعتبره مسلماً، وقد تعرف لينكولن إلى القرآن لأول مرة عندما استعار نسخة الرئيس توماس جيفرسون من الكتاب الكريم، على أن النسخة الأولى والأصلية التي امتلكها جيفرسون لمعاني القرآن الكريم أغلب الظن كما تشير المؤلفة، لم تنج من الحريق الذي التهم منزل والدته بعد خمسة أعوام من اقتنائه إياها، وقد قال جيفرسون إنه فقد جميع الأوراق والكتب في الحريق، وإن كان ذلك قد حدث، فهو بالتأكيد اشتراها مرة أخرى، وذلك بالنظر إلى بقائها في مكتبة الكونغرس حتى الآن، وفي تلك النسخة لم يكتب جيفرسون شيئاً سوى الحروف الأولى من اسمه على صفحة بداية المجلد.

    ولعل معرفة جيفرسون بالإسلام كما يقول عدد من مؤرخي حياته، ترجع إلى مقابلته سفراء مسلمين، وشيوخ إسلام، وقد كان البعض منهم على استنارة كافية بمسألة الحريات الدينية في الإسلام، وهذه ظلت وراء اهتمامه بكتابة دستور يمنح المواطنة لكل أتباع الديانات، بل يذهب بعض الباحثين للقول إن جيفرسون ربما كان على معرفة بوثيقة المدينة التي كتبت في عهد الرسول مع الطوائف المتمثلة بالمدينة بعد الهجرة. ويروي أيضاً أن جيفرسون كان أول رئيس يقيم إفطاراً في البيت الأبيض، إفطاراً رمضانياً، عام 1805، وجاء هذا بسبب موعد اجتماع مع مسؤول تونسي، حيث علم أن المسؤول صائم، ومن هنا غيّر موعد الغداء من الساعة الثالثة والنصف، إلى غروب الشمس حتى يتسنى للمسؤول أو المسؤولين الإفطار.

    يطرج كتاب «دينيس سبيلبيرغ» علامات استفهام تاريخية حول علاقة الآباء المؤسسين للولايات المتحدة مع الإسلام والمسلمين من زاوية تراثية، وهل كان هولاء من المعادين للإسلام، أم إن هناك تعمية ما جرت في العقد الماضي لأهداف سياسية ولتحقيق استراتيجيات الهيمنة المعهودة، البعيدة من روح النشأة الأولى للجمهورية الأميركية؟

    المؤكد أن استعراض بعض المواقف التاريخية والتصريحات، يكشف أنه لم تكن هناك «عداوة ولا بغضاء» بالمرة. إليك على سبيل المثل ما كتب جورج واشنطن قبل أن يصبح أول رئيس للدولة الوليدة (1789 ? 1797) وجاء فيه أن «صدر أميركا مفتوح لأحضان المظلومين والمضطهدين من مختلف الأوطان والديانات، وعلينا أن نرحب بهم للمشاركة في حقوقنا وامتيازاتنا كافة قد يكونون مسلمين، يهوداً، مسيحيين من أي طائفة، أو قد يكونون ملحدين»

    أما جون آدمز الذي تولى منصب نائب الرئيس خلال ولاية واشنطن قبل أن يصبح الرئيس الثاني (1797 ? 1801) فقال: «إن الرسول محمداً واحد من أكثر الباحثين عن الحقيقة اتزاناً في العالم».

    وقد كان آدمز أيضاً من الذين آثروا الاحتفاظ بنسخة من القرآن الكريم في مكتبه، وفي عام 1797 صرح بأن الحكومة الأميركية «لا تشعر بأي عداوة تجاه قوانين أو دين المسلمين» وقد وصف آدمز النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بأنه واحد من أعظم الرجال الذين سعوا للوصول إلى الحقيقة، مثل سقراط وكونفوشيوس.

    ولعل أكثر الكتابات الملفتة للنظر عن الإسلام والتي كتبها الآباء المؤسسون هي تلك التي جاءت من بنيامين فرانكلين الفيلسوف والعالم العظيم، فقد عبر فرانكلين عن احترامه للإسلام وإيمانه العميق بالحرية الدينية عندما كتب عن رغبته رؤية مفتي اسطنبول ليبشر بالإسلام من منبر في فيلادلفيا، إلا أنه واجه تحدياً من مواطنيه لإقناعهم بأن يكونوا بهذا المقدار نفسه من التسامح، وقد خدمته سياقات الأحداث التاريخية ليبرهن صدق توجهه ناحية الإسلام كمذهب وعقيدة.

    ففي كانون الأول (ديسمبر) 1763، قامت مجموعة قوامها خمسون من المستكشفين الأوائل من بنسلفانيا، والذين أرادوا وقف هجمات السكان الأصليين على منازلهم، ونتيجة لشعورهم بالإحباط لعدم اتخاذ الحكومة إجراءات ضد القبائل العدائية، قاموا بتعذيب وتشويه وقتل مجموعة مسالمة من السكان الأصليين بأسلوب رهيب مثير للاشمئزاز، وقد كتب بنيامين فرانكلين وقتها قائلاً: «إن هؤلاء المستكشفين الذين يفترض أنهم مسيحيون كانوا أكثر بربرية من هؤلاء الذين ادعوا أنهم أعلى مرتبة منهم». كما أكد فرانكلين أن الأميركيين الأصليين كانوا في وضع أكثر أمناً لو أنهم كانوا يعيشون في بلد مسلم، حيث إن الإسلام يتعامل بإنسانية حتى مع الأسرى، أكثر مما أظهره هؤلاء الرجال تجاه أناس أحرار.

    وقد امتدح فرانكلين شعور الرحمة الذي يتمتع به النبي محمد قائلاً: «إن النبي امتدح إنسانية الجنود الذين عاملوا أسراهم بالحسنى»، كما تحدث فرانكلين كذلك عن إعجابه بالسلطان صلاح الدين في القرن الثاني عشر، كحاكم أظهر العدالة والرحمة.

    هل كانت نسخة «قرآن جيفرسون» ركيزة وفاق جديدة بين الأميركيين والإسلام، أم أداة جديدة للافتراق الفكري حول رؤية تاريخية، وربما مستقبلية للتعاطي مع الإسلام والمسلمين؟

    يبدو أنه كان مثار نقاش وخلاف مرشحاً لأن يمتد لفترة مقبلة، فهناك من رأى فيه عملاً فكرياً جاداً يدعو إلى إعادة قراءة الموقف الأميركي الشعبي والرسمي من الإسلام ومن المسلمين عموماً، والمسلمين الأميركيين خصوصاً، بعد أن باتت النظرة إليهم متدنية منذ أحداث نيويورك وواشنطن، وهناك فريق آخر من أمثال الدكتور «ريتشارد سيور» الذي اتهم المؤلفة بأنها منحازة للإسلام، كما أنها في حاجة لقراءة التاريخ جيداً، لأن جيفرسون ? من وجهة نظره ? قرأ القرآن انطلاقاً من فكرة «اعرف عدوك»، وليس من أجل تضمين المسلمين في إعلان الاستقلال بسبب اعتداءات البربر المتكررة على السفن الغربية. لذلك، أراد جيفرسون أن يشتري نسخة من القرآن للتعرف إلى دوافع هؤلاء.

    والحقيقة أن هذا القول مردود عليه، لا سيما أن جيفرسون تعرف إلى القرآن حينما كان يدرس القانون عام 1765، قبل إعلان الاستقلال بأحد عشر عاماً.

    والمعروف أن النسخة التي كان يمتلكها جيفرسون من القرآن الكريم قد أنقذت النظام السياسي الأميركي من مأزق كبير عام 2006، عندما تم انتخاب أول عضو مسلم في الكونغرس الأميركي «كيث أليسون» حيث رفض كيث باعتباره مسلماً أن يقسم على الإنجيل، وأصر على أن يقسم على القرآن، الأمر الذي أثار جدلاً كبيراً في الولايات المتحدة الأميركية، ما جعل «دينيس براجر» يكتب في عموده «أميركا وليس كيث إليسون» من يقرر على أي كتاب يقسم عضو الكونغرس، ووصف آخرون ذلك بأنه تهديد للقيم الأميركية، فكان الحل الأوسط للخروج من هذه الأزمة أن يقسم كيث على نسخة القرآن التي كانت في حيازة توماس جيفرسون.

    على أنه مهما يكن من أمر الآراء المتفقة أو المفترقة حول عمل أستاذة التاريخ «دينيس سبيلبيرغ»، فإن أحداً لا يختلف حول جوهر الفكرة الرئيسة التي تطرحها، والمثل الذي تتخذه أي توماس جيفرسون، فكرة أميركا التعددية التي تقبل الآخر المختلف دينياً وعرقياً، وقد كان هذا عاملاً أكسبها حيوية وتجدداً وقدرة على الإبداع الخلاق من خلال فكرة بوتقة الانصهار، وهو الأمر المرشح للتآكل والانهيار، في حال سادت الأحادية الفكرية والدينية، الأجواء الاجتماعية والسياسية والدينية الأميركية، فهل تصل رسالة هذا الكتاب إلى عموم الأميركيين؟

    * كاتب مصري

    04- التحيّة للجميع … مع إحترامنا للجميع … ؟؟؟

  5. منصور خالد وغيره من السياسين السودانيين المرموقين للاسف لم تستفيد البلاد مهم ابدا وذلك لاشتغالهم بالسياسه والدغمسة وراء الطواغيط والدكتاتوريات العسكريه وراء تحقيق مكاسب ذاتيه لا اكثر نهلوا العمل على حساب الشعب المسكين لكنهم لم يردوا الجميل بل كانت حياتهم كلها فشل فى فشل نتمنى ان يظهر جيل جديد يمسح كل ماسى الشعب السودانى ويرد كرامته التى داستها الدكتاتوريات العسكريه والطفيلييين والحرامية والهمباته من خلف كواليس العسكر ……………………………..

  6. الحاصل شنو ياجماعة!!!! نرى دناصورات الفشل بدأو في الإعتراف بفشلهم ولكن بعد إيه !!! بعد مادمروا البلاد والعباد وشعروا بدنو اجلهم أصحبوا مصلحين …. أصحوا أيها الكسالى هؤلاء هم النخب الذين تثقون بهم جميعهم خوناء وعملاء وأصحاب مصالح شخصية!!! ماذا قدمت يامنصور خالد للسودان حيث سنحت لك الفرصة لتولي أرفع المناصب!!! أرجوك حاسب نفسك اولاً قبل الآخرين يامفسدين!!!

  7. انا ما عارف النخب مدفوعة اﻻجر دى بتنط من تحميل البشير اﻻزمة الحقيقية ليه ؟!!
    الجبهة الكيزانية هى التى تتحمل انفصال الجنوب كماركة مسجلة لم يشاركها فيها اى تنظيم غير الحركة الشعبية .. يجب ان نضع الحروف فى محلها يا دكتور وبعديها حتى نتكلم عن ماخذنا على الحكومات الوطنية اﻻخرى –

  8. “إتهم المفكر والمؤرخ السياسي د. منصور خالد، النخب السودانية،وعلى تعاقبها، بالفشل في حل مشكلات البلاد ” هو أفشلهم !

  9. نعم فشلت كل النخب التى حكمت البلاد فى حل مشكلة الجنوب ، ولكن الانقاذ تتحمل الوزر الأكبر فى أنفصال الجنوب لانها من حولت الحرب الى حرب جهادية ودينية وساهمت فى تعميق الكراهية بين الشمال والجنوب بشكل اكبر ، كما أنها من كانت بيدها مقاليد الأمور والقرار وهى من وافقت وقررت فى مصير الوطن دون مشاورة الآخرين !؟
    فكيف بعد ذلك يا منصور خالد نساوى فى الجرم بين أخطاء كل الحكومات القصيرة التى مرت على البلاد وبين أخطاء حكومة الانقاذ التى أمتدت لأكثر من 25 عاماً .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..