سياط أمين حسين أقرين : قاض في النار

عبد الله علي إبراهيم

قرأت كثيراً من التعليقات والبيانات حول جلد الأستاذ مستور أحمد وزملائه من حزب المؤتمر السوداني في يوم السادس من يوليو الجاري بقرار من محكمة جنايات أم درمان. وهو حكم سياسي من الدرجة الأولي من جهتين. فمن جهة فالجلد ليس بين عقوبات المادة 77-1 من القانون الجنائي، الإزعاج العام، كما أوضح ذلك مولانا سيف الدولة حمدنا الله بمهنية دقيقة. ومن الجهة الثانية استعجل القاضي التنفيذ لم ينتظر استئنافاً. فلم تمض بين النطق بالحكم وتنفيذه سوى 7 دقائق. ولا يخفي، والحال هذه، أن وراء هذا الحكم تواطؤ سياسي مؤذ انعقد بين القاضي وجهات أمنية وحكومية ل”إدبة” المعارضين.

استغربت لخلو التعليقات والكتابات عن الشائنة من ما ينبغي فعله بصورة مباشرة، وللمدى الطويل، لمحاصرة هذا الحلف، ورد بضاعته إليه بشل يده الآثمة وتحرير ساحة السياسة من هذه العقوية القاسية المهينة المذلة. فقد انصرف الكاتبون إلى التضامن مع مستور وصحبه، أو التأكيد على ظلم الإنقاذ واستهتارها، أو تجديد العهد بنضال لا رجعة منه للإطاحة بها، أو تذكيرها بيوم للثأر الأعظم قادم. وهذا كله من عزم الأمور. ولكن لكل حادثة حديث ولكل فعل رد فعل. ولا ينبغي أن يلهينا التعميم بالإمهال إلى يوم النصر الأكبر عن القصاص من المهنيين الجانحين مثل قاضي جنايات أم درمان للتو والساعة.

لاحظت بأسف كبير أن أكثر الكاتبين نسب الحكم المذل للمجهول: محكمة الجنايات أم درمان غاضين الطرف عن الفاعل . فلم أجد اسم القاضي الخرع سوى في كلمتين. وهو أمين حسين أقرين. والانصراف عن ذكر اسم القاضي ثلاثاً ورباعاً دليل واضح عن خلو طرفنا من أي حيلة لرد صاعه وصاع من ورائه صاعين. فمجرد ذكر الاسم “وشيل خزيه على كل لسان” عقوبة في مجتمع يخجل لك فيه زوج وأهل وأقارب وقبائل وقرى وجيران ومعارف. فتعميم عاره سبيل لقطعه عن سياقه الاجتماعي والمهني.

وخطة رمي المهني المسيء مثل أمين حسين أقرين في إتون العزلة خطة سياسية بوجه مهم. فنريد بها تفكيك ما بين المهنيين والنظام بعد أعوام من عزلتهم في طياته يكتنفهم بإمتيازات فاجرة معروفة في القضائية بالذات. فإحكام العزلة الاجتماعية حول مثل هذا القاضي الخرع تذكير لمهنيين كثيرين ظنوا ألا رقيب عليهم ولا حسيب، وأن بوسعهم بيع ذمههم في سوق الحكومة بلا وازع. فلقد فرطنا في هذا المدخل لرد المهنية إلى خلقها بما يتقوى به أفاضل المهنيين على سيف الحكومة وذهبها. فكثيراً ما قلت إن الشكوى المقيمة من الدكتور مامون حميدة ربما لم تكن لو لم نغفر له زلته الكبري كمدير لجامعة الخرطوم بفصله لقائمة من زملائه الأساتذة في 1992 لا فضل له في إعدادها. فليس لمثل حميدة الذي شرد زملائه في الجهات الأربع استحقاق التدريس بجامعة ناهيك من امتلاك واحدة.

أزعجني أيضاً في ذيول جلد قادة المؤتمر السوداني غياب المحامين الديمقراطيين. ففوتهم لمثل خزي أمين حسين أقرين هو بعض عطالتهم بين دورة للنقابة وأخرى حتى تأتي الإنتخابات يستدركون خلو سجلهم المهني والسياسي بالشكوى لطوب الأرض عن مباغتة النقابة لهم بموعد الانتخابات، أو تزويرها، أو شراء المحامين بمنح الأرض. فمما يمكن لكتلة المحامين الديمقراطيين عملة في المسألة أدناه:

1- الطلب من رئيس القضاء ومجلس القضاء العالي فصل أمين حسين أقرين من الخدمة جزاء وفاقاً للتورط في حكم سياسي أملاه عليه من أملاه ونفذه بعجلة لم يستكمل بها دورة القسط.

2- الامتناع عن الوقوف أمامه للمرافعة عن متهمين بعد تخصيص فريق منهم يتولى الدفاع عن الماثلين أمام القاضي تطوعاً بقدوة عمال السكة الحديد في تسيير قطارت الماء خلال إضراباتهم لتأمين هذه المادة الحيوية لعمال المحطات وأهلها. أو ما يفعله الأطباء بالإذن لجماعة منهم بتسيير مراكز الحوادث.

3- رفع عريضة لسائر منظمات حقوق الإنسان عن خرق القاضي الخرع أمين حسين أقرين للمادة السابعة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لإخضاعه متهمين من قبل حكومة جورها معلوم بالضرورة لعقوبة قاسية لا إنسانية وحاطة بالكرامة. وأن يتأسس على هذه الجريمة حكم قضائي في بلد مناسب يصبح به القاضي طريد العدالة متى غادر السودان. وهذا ما لم نقم به تجاه القاضي محمد سر الختم الذي روع الصحافة في العقد الأول من هذا القرن. ولو صح أنه يتمتع الآن باللجوء السياسي في بريطانيا كما جاء عابراً في مقال لوقفنا على قصر تيلة ذاكرة المعارضة التي تؤجل القصاص السياسي ليوم الفتح الأكبر.

ويوم الفتح الأكبر المنتظر هو محصلة حيل سياسية مثل المذكورة أعلاه. فهي لا تغادر المهني المسيء، ولا تتذرع له باستبداد النظام، ولن تنتظره حتى سقوطه.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. من الافضل انزال مثل هذه المواضيع و تعميمها بلفيس و الوات صب مع ابراز الصورة حتى يعرفه الناس

  2. نسيت أول وأهم خطوة:
    1) يجب أن يحاسب المجتمع كل من يبيع ضميره وذمته في سوق نخاسة الحكومة، ولا تكون المحاسبة بالعزلة الاجتماعية فقط كما تفضلت، وإنما من نوع العين بالعين والسن بالسن.
    ما أقصده أن مثل هذا القاضي البائس يجب أن يقبض عليه الشعب ويعاقبه بالجلد بنفس عدد الجلدات.
    يجب أن تقوم مجموعات من الشباب بحماية المجتمع، وتقوم بمحاسبة ومعاقبة أي مسؤول يسيء السلطة أو يبيع ضميره، تقوم المجموعة باختطاف القاضي أو المسؤول ومعاقبته لخيانته للمجتمع ويتناسب العقاب حسب جرمه فإن جلد يجلد وإن نهب ينهب وإن قتل يقتل.
    أدعو إل تكوين مجموعات شبابية لحماية المجتمع من الظلم والقهر والبغي، وأن يكون لهذه المجموعات بيوت أشباح مثل بيوت أشباح النظام يتم فيها تعذيب وعقاب وتأديب المتفلتين من أهل الإنقاذ.

  3. اين انت يا مؤتمر يا وطني من ذلك ؟؟ اذا كانت العقوبة صحيحة وقانونية فوضح لنا ذلك ..وان كانت خاطئة فلم الصمت ؟؟؟؟

  4. كل ما فى الامر أن هذا القاضى رأى فى هؤلاء مجرد فروخ يمكنه أن يفعل بهم مايشاء دون تردد, نفس الطريقة التى عوملت بها الشهيدة عوضية, هذه حقيقة سيحاول نكرانها الكثيرون.

  5. ان يصحو ضميرك ولو متاخرا خير من ان لايصحو ابدا
    اوع دى تكون دقسة منك وتجىء فى مقال اخر تقول دى زلة قلم

  6. أولا يا عبد الله تذكر المقالات التي دبجتها في مدح “الشريعة” و دعاتها و ذم القضاة العلمانيين؟؟ أهو دا الحرث الذي سقيته من حيث لا تدري
    ثانيا يا عبد الله سألت نفسك إنو الحكم و القاضي كان متماشي مع “الشريعة” ولا لأ؟؟ يعني زي إعدام محمود محمد طه و فقه بيوت الأشباح؟؟
    عشان تاني ما تجي تتفاصح بعد الفاس تقع في الراس و تستنجد بأراء قاضي “علماني” قال مولانا سيف الدولة أبان خطل الحكم. كنت وين يا بتاع ميسزوري من زمان ؟ أم قصر فكرك لتوقع هذه الكارثة؟؟

  7. يا دكتور عبد الله الكفر كله ملة واحدة وايضا الفساد والاستبداد وغيره من المخازى فما كان يليق بك ان تسطر حرفا واحدا تمجد فيه هؤلاء الابالسة وانت من انت وصدقنى كل اهل اليسار الان يضعونك فى مرتبة خالد المبارك وسبدرات وان اردت التحلل من هذا العار والشنار فعليك بالاعتذار لكل الشعب السودانى بدءا بشهداء رمضان ومرورا بشهداء كجبار وبورتسودان وامرى ومجدى محجوب واركانجالو وجرجس وشهداء دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الازرق ومفصولى الصالح العام والهائمون فى المنافى والملاجىء وانتهاءا بمستور وزميليه

  8. نفس تجبر القضاة الفاشلين فى أخر ايام نميرى …. المكاشفى اﻷرعن … ومحمد سر الختم المنبوذ …. والمهﻻوي الصعلوك ..وبدريه ..الحراميه..وعوض الجيد الخايب كلهم كان وراهم نميرى الذى كان وراءه الترابى سبب كل سنة سيئه فى العالم.. ثم جاء يتباكى ويتندم بعد ان فات اﻵوان فانهار نظامه من اركانه .
    هذا بالضبط ما سيحصل لهؤﻻء فالظلم ظلمات

  9. اللهم ادخل أمين حسين أقرين الى نار جهنم وبئس المصـير، اللهم اخسف به الارض واقلب حياته عاليها واطيها هو و كل من ساعد في هذ الجريمة أمييييييين ياالله

  10. THANKS TO DR.ABD ALLA ALI IBRAHIM FOR HIS VALUABLE SOLID ARTICLE,,,INFACT I AM THE ONLY COMMENTATOR IN ENGLISH WHO REQUESTED LOCAL AND INTERNATIONAL MEDIA TO EXPOSE THIS NASTY REGIME TO INTERNATONAL COMMUNITY,AND HUMAN RIGHTS ORGANIZATIONS….THIS MOVEMENT SHOULD BE LED BY FREE DEMOCRATIC LAWYERS AND HUMAN RIGHT ACTIVISTS ,JUST RIGHT NOW..

  11. أكثر من تحاكم بالجلد ايام زمان هي محاكم العمد
    و لا ينفذ الجلد الا بعد الكشف الطبي و موافقة الطبيب بموجب اورنيك طبي بكلمة لائق

    و حسب علمي ان العمد لم يدرسوا القانون ولكن يمارسونه بحكم السن و خبرة الحياة

    ارجو ان يرجع قضاة الإنقاذ للملفات القديمة للعظة و ان لا ينسوا قاضيان في النار و قاضي في الجنة لو أعدل يوم لا ينفع سلطان و لا جاه

  12. يادكتور نحن رئيس القضاء ماعارفين اسمه مين
    عاوزنا نعرف اسم شيخ الغفر ده
    غايتو كتر خير مولانا سيف الدولة الطلعك من كهف الانقاذ وانطق ضميرك بكلمه حق

  13. من الافضل انزال مثل هذه المواضيع و تعميمها بلفيس و الوات صب مع ابراز الصورة حتى يعرفه الناس

  14. نسيت أول وأهم خطوة:
    1) يجب أن يحاسب المجتمع كل من يبيع ضميره وذمته في سوق نخاسة الحكومة، ولا تكون المحاسبة بالعزلة الاجتماعية فقط كما تفضلت، وإنما من نوع العين بالعين والسن بالسن.
    ما أقصده أن مثل هذا القاضي البائس يجب أن يقبض عليه الشعب ويعاقبه بالجلد بنفس عدد الجلدات.
    يجب أن تقوم مجموعات من الشباب بحماية المجتمع، وتقوم بمحاسبة ومعاقبة أي مسؤول يسيء السلطة أو يبيع ضميره، تقوم المجموعة باختطاف القاضي أو المسؤول ومعاقبته لخيانته للمجتمع ويتناسب العقاب حسب جرمه فإن جلد يجلد وإن نهب ينهب وإن قتل يقتل.
    أدعو إل تكوين مجموعات شبابية لحماية المجتمع من الظلم والقهر والبغي، وأن يكون لهذه المجموعات بيوت أشباح مثل بيوت أشباح النظام يتم فيها تعذيب وعقاب وتأديب المتفلتين من أهل الإنقاذ.

  15. اين انت يا مؤتمر يا وطني من ذلك ؟؟ اذا كانت العقوبة صحيحة وقانونية فوضح لنا ذلك ..وان كانت خاطئة فلم الصمت ؟؟؟؟

  16. كل ما فى الامر أن هذا القاضى رأى فى هؤلاء مجرد فروخ يمكنه أن يفعل بهم مايشاء دون تردد, نفس الطريقة التى عوملت بها الشهيدة عوضية, هذه حقيقة سيحاول نكرانها الكثيرون.

  17. ان يصحو ضميرك ولو متاخرا خير من ان لايصحو ابدا
    اوع دى تكون دقسة منك وتجىء فى مقال اخر تقول دى زلة قلم

  18. أولا يا عبد الله تذكر المقالات التي دبجتها في مدح “الشريعة” و دعاتها و ذم القضاة العلمانيين؟؟ أهو دا الحرث الذي سقيته من حيث لا تدري
    ثانيا يا عبد الله سألت نفسك إنو الحكم و القاضي كان متماشي مع “الشريعة” ولا لأ؟؟ يعني زي إعدام محمود محمد طه و فقه بيوت الأشباح؟؟
    عشان تاني ما تجي تتفاصح بعد الفاس تقع في الراس و تستنجد بأراء قاضي “علماني” قال مولانا سيف الدولة أبان خطل الحكم. كنت وين يا بتاع ميسزوري من زمان ؟ أم قصر فكرك لتوقع هذه الكارثة؟؟

  19. يا دكتور عبد الله الكفر كله ملة واحدة وايضا الفساد والاستبداد وغيره من المخازى فما كان يليق بك ان تسطر حرفا واحدا تمجد فيه هؤلاء الابالسة وانت من انت وصدقنى كل اهل اليسار الان يضعونك فى مرتبة خالد المبارك وسبدرات وان اردت التحلل من هذا العار والشنار فعليك بالاعتذار لكل الشعب السودانى بدءا بشهداء رمضان ومرورا بشهداء كجبار وبورتسودان وامرى ومجدى محجوب واركانجالو وجرجس وشهداء دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الازرق ومفصولى الصالح العام والهائمون فى المنافى والملاجىء وانتهاءا بمستور وزميليه

  20. نفس تجبر القضاة الفاشلين فى أخر ايام نميرى …. المكاشفى اﻷرعن … ومحمد سر الختم المنبوذ …. والمهﻻوي الصعلوك ..وبدريه ..الحراميه..وعوض الجيد الخايب كلهم كان وراهم نميرى الذى كان وراءه الترابى سبب كل سنة سيئه فى العالم.. ثم جاء يتباكى ويتندم بعد ان فات اﻵوان فانهار نظامه من اركانه .
    هذا بالضبط ما سيحصل لهؤﻻء فالظلم ظلمات

  21. اللهم ادخل أمين حسين أقرين الى نار جهنم وبئس المصـير، اللهم اخسف به الارض واقلب حياته عاليها واطيها هو و كل من ساعد في هذ الجريمة أمييييييين ياالله

  22. THANKS TO DR.ABD ALLA ALI IBRAHIM FOR HIS VALUABLE SOLID ARTICLE,,,INFACT I AM THE ONLY COMMENTATOR IN ENGLISH WHO REQUESTED LOCAL AND INTERNATIONAL MEDIA TO EXPOSE THIS NASTY REGIME TO INTERNATONAL COMMUNITY,AND HUMAN RIGHTS ORGANIZATIONS….THIS MOVEMENT SHOULD BE LED BY FREE DEMOCRATIC LAWYERS AND HUMAN RIGHT ACTIVISTS ,JUST RIGHT NOW..

  23. أكثر من تحاكم بالجلد ايام زمان هي محاكم العمد
    و لا ينفذ الجلد الا بعد الكشف الطبي و موافقة الطبيب بموجب اورنيك طبي بكلمة لائق

    و حسب علمي ان العمد لم يدرسوا القانون ولكن يمارسونه بحكم السن و خبرة الحياة

    ارجو ان يرجع قضاة الإنقاذ للملفات القديمة للعظة و ان لا ينسوا قاضيان في النار و قاضي في الجنة لو أعدل يوم لا ينفع سلطان و لا جاه

  24. يادكتور نحن رئيس القضاء ماعارفين اسمه مين
    عاوزنا نعرف اسم شيخ الغفر ده
    غايتو كتر خير مولانا سيف الدولة الطلعك من كهف الانقاذ وانطق ضميرك بكلمه حق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..