بعد أن عادت هجليج

بعد أن عادت هجليج

خالد عثمان

[email][email protected][/email]

فال تعالى: {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم
من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا}
صدق الله العظيم

الوطنية ودولة الموطنة

عند تخرجي من جامعة الخرطوم في العام 1984 كان من الصعب أن تحصل على وظيفة ان لم تكن منتمياً لأحد التنظيمات الاسلامية أوالطائفية ، وبعد يأس وعام قررت المغادرة ، ولم يكن أمامي إلا العراق ، وكانت حرب المدن بين بغداد وطهران في ذروتها، وكان لي في قومية صدام العروبية متسع ورزق، ولكن عدت الي السودان بعد أشهر من أجل رضاء الوالدين ، عدت يملأني العشم في أن أوفق هذه المرة،وجربت البحث عن واسطة ، وقادتني هذه المحاولة هذه المرة الي دار الجبهة الاسلامية القومية وكانت دارهم في مدرسة دار النعيم بالخرطوم 2، هناك قابلت السيد علي عثمان محمد طه، وبعد حوار واستجواب أعطاني مذكرة الي أحد المهندسين وهو يعمل في شركة إسلامية في شرق الخرطوم ، وتعامل معي هذا المهندس ببرود وغطرسة وحولني بدوره الي إسلامي آخر وهكذا حتى صرت مثل كرة التنس، وبعد ان قررت العودة الي العراق رغما عن إشتداد حرب المدن قابلت أحد ابناء جنوب السودان والذي ساعدني في التدريب أثناء دراستي الجامعية، قابلته صدفه في شارع الجمهورية ، وسألني أخي السوداني الجنوبي الجميل ، مبيور لنك دي مبيور ، سألني إذا ما كنت قد حصلت على وظيفة، بل أخذني الي مكتبه ليعطيني وظيفة محترمة بدون واسطة ولا محسوبية. وهنالك الكثير من الأمثلة الايجابية عن التعايش السلمي وهنالك الكثير من الظلم والتعدي الذي وقع على أخواننا وأخواتنا في جنوب الوادي نتيجة الطمع والجشع والغباء، نعتذر عنه ونعد ببذل الجهود ليعود الجنوب الينا طوعا كونفدرالياُ أو إندماجياً.
ان دولة المواطنة هي التي حفظت السودان بحدود ما قبل الانفصال وهي التي كانت ستحفظه لو لم ينفصل، وان الاسلام واللغة العربية التي نريد نشرها كان حظها سيكون افضل في عبر السلام والأمان

لولا ولولا ولولا

لقد كان لجناحي الحرب والتصعيد في الشمال والجنوب ما أرادا ، عندما استجاب سلفا كير في الجنوب وأرتكب حماقته الكبرى والوحيدة بإحتلال هجليج، وعلى ذات النسق كان من الأفضل لعقار وعرمان وعبد العزيز ان يجاهدوا مدنياً في حدود الشمال بدلاً عن الاعتماد على دولة وحركة أمتطت ظهر التجمع الديمقراطي وتأمرت مع الموتمر الوطني لفصل جزء كبير من وطن عظيم، لقد كان عرمان وعقار وعبد العزيز يمثلون رأس الرمح في حركة الهامش نحو سودان جديد، بل كان عرمان قاب قوسين أو أدنى من رئاسة الجمهورية لولا خزلان الحركة الشعبية . لقد كان من الممكن تحقيق نتائج أفضل عبر الثورة الشعبية السلمية.

بعد أن عادت هجليج

والآن بعد أن عادت هجليج على كل القوى الوطنية العمل على إعادة كل من يحمل السلاح الي حضن الوطن ، ان التغيير السلمي الديمقراطي هو الخيار الأمثل للجميع ، أن اي هجوم آخر على أي نقطة أخرى سيفاقم من الازمة وسيبطيء التحول الديمقراطي المنشود، من جهة أخرى لن يقبل المواطن السوداني تعريض قواته المسلحة لاي قتال عبثي ،وهذا يستوجب ان يناضل الشعب والخيرين من أجل إسكات صوت المهووسين المتعصبيين الذين يدقون طبول الحرب من أجل إستمرار هذه التراجيديا الموغلة في الدماء.

الأخطار المحدقة بالقوات المسلحة

القوات المسلحة ،حتى بعد ان تمت تصفيتها ، لايزال في صفوفها من يلتزم بقواعد القتال الشريف ، وبينهم من يتورع عن إرتكاب الجرائم ضد الأسرى والجرحى، ومنهم من قد يساعد الشعب في نضاله ضد قوى الجبروت والطاغوت، هذه القوات تقاتل في جبهة طويلة وظروف سيئة ، انها تخوض حرب وقودها جنوداً بسطاء تورطوا بسبب حماقات السياسين، وبجرد سريع لأخبار اليوم نجد ان النيران تشتعل في كل حدود السودان الجنوبية.

يوغندا ، النيل الأزرق وقمباري

أعلن مصدر عسكري يوغندي رفيع اليوم الجمعة إن بلاده ستدعم دولة جنوب السودان في حالة خوضها لحرب مع جمهورية السودان، وأضاف المصدر قائلاً بانهم لن يظلوا في الحياد وسيشاركون بعد ان عانوا من حرب من الخرطوم تشن عليهم بالوكالة ، ، من جهة أخرى صرح المتحدث بأسم الجيش اليوغندي بان مصادرهم تفيد بان جيش الرب أعاد اتصالاته بالخرطوم
ومن الخرطوم كتب “إيان تمبليك” لوكالة الانباء الفرنسية عن قتال يدور في ولاية النيل الازرق حيث زعم المتمردون بأنهم قد قتلوا العشرات من جنود الحكومة، وبالرغم من عدم توفر معلومات عن القتال بين جنوب السودان والسودان، اعلن المتمردون في النيل الازرق بانهم قتلوا 97 من جنود الحكومة والميلشيا في كمينين مختلفين. وجاء الهجوم يومي الثلاثاء والاربعاء على بعد 35 كيلومتر من عاصمة اقليم النيل الازرق الدمازين.
ونقلاً عن وكالة الأنباء الفرنسية اليوم عبر رئيس بعثة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي ابراهيم قمباري عن قلقه من استغلال المتمردين للوضع المتصلب بين دولتي السودان لشن هجمات، وصرح قمباري بذلك بعد هجمات شنها المتمردين يوم الثلاثاء، وقال بأن هذه الافعال ستضر بعملية السلام التي تجري بعد التوقيع على إتفاقية الدوحة.

الآية الكريمة

فال تعالى: {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا}
إن الخطاب الاستعلائي الذي يوصف الناس بالحشرات والحيوانات يجب ان يتوقف هنا، ولايليق بالقيادة السياسة من المفترض ان تكون قدوة للحكمة ومكارم الاخلاق ان تسلك مسالك لايقرها العرف ولا ديننا الاسلامي ، انها عبارات وسلوك لايليق .كيف تصف خلق الله من كرمه سبحانه وتعالى بالحيوان وبالحشرات .

إن ذهاب الإنقاذ ، هو اول الاستحقاقات بعد عودة هجليج.
سبحان الله وبحمده، سبحان ربي العظيم.

تعليق واحد

  1. اخى الكاتب لقد زكرتنى بطرفة قديمة تحكى لمن يغرد خارج السرب(ان احد المحاميين الضالعين فى القانون جاءة احدهم متهم بسرقة حمار ولم يكن للمحامى زمن لسماع القصة كاملةواجابه بان يخرجه برئاوفى المحكمة بدا المحامى يتحدث ان مؤكلة برئا براءة الذئب من دم ابن يعقوب وان مؤكله كان يحمل عشبا فتبعه الحمار الى بيتة فاجابه القاضى ان الحمار هو حمار هدوب فاسقط فى يده) الشاهد ان كاتبا المتخرج فى العام1984وحينها لم تكن حكومة الانقاذ موجودة.اقول لك لم تجد الطبخه هذه المره.

  2. انا كنت مفتكرك شقيق مصطفى عثمان اسماعيل للشبه بينه وصورتك المرفقة مع تطابق الاسم….الان تاكد لى ان الامر ليس كذلك والا لما تجهجهت كل هذه الجهجهة من اجل الحصول على وظيفة مثلنا !!!!!!!!!!!!!

  3. قال ايه ان ذهاب الانقاذ اول استحقاقات عوة هجليج الكلام دا يكون صحيح لو كنت شاركتا في العودة الكلام الان للذين كانوا في الخطوط الاماميةهم الذين سيرسمون مستقبل السودان

  4. الاخوة الاعزاء فلنترك كل تلك الانفعالات الوقتية القصيرة التي ياخذنا اليها الطرفان سواء في الجنوب او الشمال
    الذين كانوا هم السبب الاساسي في اجهاض انتفاضة 85الرائعة وانفردوا بحكم السودان بعد ذلك وعملوا كل ما هو قبيح في السودان وتوجوا ذلك بالانقصال الذي للاسف يظن كل منهما انه انجاز ويسوق لذلك بعنصرية بغيضة .
    هؤلاء لم يستطيعوا مواجهة المرحلة التي تتطلب البناء والذي هو اصعب من الهدم بمراحل . هل سمع احدكم باي انجاز يذكر شمالا او جنوبا بل ان الفساد ازكم انوفنا . لذا لجأوا لهذا التصعيد الذي جرنا الى قاع اعمف مما نحن فيه هل فكر اي منا بترو وعمفق ليحدد لنا من هو المستفيد من ذلك الخلاصة ان البسطاء والبعيدين من الحكم في الطرفين هم من سيدفع ثمن ذلك … لذا على المهمشين بحق وليس من يعنيهم الباقان او العرمان على هؤلاء ان ياخذوا زمام المبادرة عبر كل مؤسات المجتمع المدني لنزيح هؤلاء الموتورين وانا متاكد ان السودان سيعود موحدا وقويا باذن الله .. والله من وراء القصد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..