أغاني وأغاني.. الثابت والمتغير

لا ريب أن ما أثير من غبار كثيف حول أغاني وأغاني يعد إشارة موجبة في صالح البرنامج بمعنى أن البرنامج لا يزال قادراً على إلهام الاقلام بالمزيد من الكتابة والنقد جرحاً وتعديلاً.. تقول وجهة نظر الاستاذ حسن فضل المولى بأن (هذا هو خيارنا) والحقيقة ان خيارات المتلقي قد تختلف تماماً مع تقديرات القناة، ثم ان ما اسهمت به الاقلام في الماضي هو ما جعل البرنامج يستمر لأن تلك الاقلام اضاءت الطريق للقناة لأن تعيد وتجدد أنفاس البرنامج تخطئ وتصيب لأن العمل التلفزيوني في نهاية الامر ليس قاعدة ثابتة وانما نهر متجدد من الرؤى والقناعات والخيارات.
خيارات العام الماضي ليست بالضرورة هي خيارات هذا العام وشر انواع السقوط السقوط في الرضا كما يقول الفيتوري . وجهة نظري ان «ريماز ميرغني» استنفدت كل فرصها الممكنة وليس لديها جديد يمكن ان تضيفه بعكس أميمة يحيى التي ظلمتها الآراء الانطباعية وفي تقديري ان أميمة يحيى فنانة موهوبة لم تجد فرصتها لتظهر ملكاتها واخشى ان ترتمى ادارة القناة في احضان الاقلام الانطباعية وتحرم أميمة من المشاركة هذا العام ، شريف الفحيل فنان وموهبة لا ينكرها إلاّ مكابر إلاّ ان تكرار ظهوره هذا العام يمكن ان يشكل عقبة في طريق مستقبله الفني حتى لا يرتبط شريف بهذا البرنامج الموسمي ثم ينساه الناس. اختيار محمود وأحمد الصادق بداية لم يكن اختياراً موفقاً ليس لأن محمود فنان ساهل ولكن طبيعة جمهور محمود عبد العزيز وطبيعة ادائه تناسب المسرح أكثر مما تناسب التلفزيون ودونكم «نادي التنس» و«نادي الضباط».
الحديث عن احتكار نادر وفرفور وعاصم للبرنامج حديث ساذج فهذا الثلاثي اختلف الناس او اتفقوا معهم هم بناة هذا البرنامج وهم الذين وضعوه على خارطة المشاهدة بجانب اريحية وتلقائية السر قدور.
ثمة رأي آخر حول توثيق معلومات السر قدور ومدى دقتها.. اعتقد ان برنامج أغاني وأغاني برنامج ترفيهي فني عادي والسر قدور ليس هو دار الوثائق او مكتبة الاذاعة السودانية وانما يتفاعل مع أحداث عاشها في عصره واحسها وعبر عنها بالطريقة التي يعرفها وهو شخصياً لم يدع انه يؤرخ للأغنية السودانية وليس عند السر قدور أية حساسية او محاذير تجاه النقد، بل الرجل يتسع صدره ويسمع للصغير والكبير. اذا كان من ملاحظة معينة فهي كثرة الاعلانات التي تتخلل البرنامج وتقطع سلاسة الغناء والحديث وهذه الكثافة هي ما جعلت برنامج «بنات حواء» ينافس بانتقال الريموت اليه بعد فاصل الاعلان واعتقد ان من حق قناة النيل الازرق ان تطالب برعاية حصرية تضمن للبرنامج المشاهدة وتحفظ للمعلن حقه في الظهور دون ان يشوش عليه باعلانات أخرى، وأنا اعتقد ان النيل الازرق لجأت لخيار الاعلانات المتعددة لضعف تغطية الرعاية على البرنامج. مسألة اخرى تتعلق بتوقيت اعادة البرنامج فاعتقد ان البرنامج يمكن ان يعاد صباح اليوم التالي بجانب الاعادة المسائية التي تناسب مشاهدي الخليج والسعودية. عودة أفراح لطاقم البرنامج خطوة جريئة من القناة أعادت لها الاعتبار، كما أن طه سليمان شاب موهوب وصاحب زخيرة وحضور وجماهيرية طاغية. أما منار صديق فلا أحد يزايد على موهبتها ونحمد للمخرج مجدي عوض صديق روح المثابرة والتجديد واتساع الصدر لما يقال في حق البرنامج من نقد يكون جارحاً أحياناً.

الرأي العام